مما لا شك فيه ان التحول السياسي في اليمن من الدولة البسيطة الى الدولة المركبة أي من الدولة الموحدة الى الدولة الاتحادية بالشكل الذي اعلنته لجنة الاقاليم برآسة الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو تقسيم اليمن الى ستة اقاليم هي:
الأول: المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى ويسمى إقليم حضرموت وعاصمته المكلا.
الثاني: الجوف ومأرب والبيضاء ويسمى إقليم سبأ وعاصمته مأرب.
الثالث: عدن وأبين ولحج والضالع ويسمى إقليم عدن وعاصمته عدن.
الرابع: تعز وإب ويسمى إقليم الجند وعاصمته تعز.
الخامس: صعدة وصنعاء عمران وذمار ويسمى إقليم آزال وعاصمته صنعاء.
السادس: الحديدة وريمة والمحويت وحجة ويسمى إقليم تهامة وعاصمته الحديدة.
حيث ان هذا التقسيم سوف يخلق مزيدا من الصراعات السياسية الجديدة تضاف الى الصراعات السياسية الحالية، وهذا ما سيجعل اليمن في دوامة الفوضى والعنف وعدم الاستقرار السياسي وهو ما سيحول دون تحقيق أي تنمية تذكر في المستقبل القريب او البعيد ان لم يتم مواجهة هذا التقسيم الخطير واسقاطه من البداية، نظرا لان تقسيم اليمن الى ستة اقاليم يخلق صراعات سياسية وحدودية بين الاقاليم الستة خصوصا وان بعض الاقاليم بقيت اقاليم مغلقة من دون منافذ بحرية والبعض منها بقي من دون أي موارد اقتصادية وهو ما سيجعل تلك الاقاليم تسعى للحصول على حاجاتها الضرورية والحيوية مما سيؤدي الى صراع حتمي وعدم استقرار سياسي.
على سبيل المثال سيشهد الكانتون الزيدي - المسمى تحببا بإقليم أزال - صراعا بين مكوناته القبلية، والمذهبية، والسياسية، خاصة وان هذا الكانتون يضم أكبر مخزون للقبائل المحاربة، ويفتقر للموارد الاقتصادية، ويظم بداخله العاصمة السياسية للدولة، والتي سيكون السيطرة عليها هدفا للقوى المتصارعة من داخل الكانتون وخارجه، وانتشار العنف، والفوضى داخل الكانتون الزيدي ستؤثر على جميع الكانتونات الأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أنه سيؤدي إلى اضطراب في أداء الحكومة المركزية، وربما سقوطها في يد أحد الأطراف المتصارعة، وهذه النتيجة الواقعية تعني بأن جميع الكانتونات الأخرى لن تشهد الرخاء والسلام والازدهار، كما يعتقد الحالمون والواهمون في هذه الكانتونات، حيث اعتقدوا بأنهم قد أصبحوا في مأمن بعد أن عزلوا ما يعتبرونه المنطقة الخطرة داخل الإقليم الزيدي، فهذا العزل لن يتم حتى لو بُنيت أسوار، وحُفرت أخاديد، فالاضطرابات في هذا الإقليم ستصل الجميع.
ومن جهة أخرى سيصبح إقليم حضرموت، والذي سيضم ما يقارب ثلثي مساحة اليمن و10% من سكانه، بمثابة جمهورية أرض صومال أخرى، حيث من المتوقع أن يشهد هذا الإقليم استقرار نسبي، مقارنة بالأقاليم الأخرى، نظرا لزيادة موارده الطبيعية، وقلة سكانه، وحجم الاهتمام الإقليمي والدولي به، وخروج هذا الإقليم عن بقية أجزاء اليمن، سيحرمها من أهم شرايين الحياة المتمثلة بعوائد النفط التي تغذي ميزانيتها الكسيحة. وحرمان الحكومة المركزية، وبقية الأقاليم، بشكل كلي أو جزئي، من هذه العوائد، وهذا سيؤدي إلى توقف معظم الخدمات الأساسية في بقية الأقاليم، حين تعجز الحكومة المركزية عن دفع معظم رواتب الموظفين في المركز والأقاليم الأخرى.
وحتى إقليم حضرموت لن يكون بعيدا عن الفوضى والاضطراب، إذ أن من المتوقع أن تصله لهيب النار التي ستشتعل في بقية أجزاء اليمن الاخرى، إضافة إلى أن أهميته الإستراتيجية وثرواته ستجعله منطقة صراع وتنافس إقليمي ودولي، والنتيجة الإجمالية أن الفدرالية بشكلها الحالي لن تكون سوى صيغة للفوضى والصراع وعدم الاستقرار السياسي في اليمن
المزيد في هذا القسم:
- منحة أممية لقوى العدوان .. لتحقيق مكاسب ميدانية ! بقلم : علي ظافر المرصاد نت “عيدنا جبهاتنا” ليس مجرد شعار تعبوي فارغ، بل ضرورة ملحة لإفشال مساعي تصعيد وتحشيد وتسخين قوى العدوان للجبهات في أكثر من محور ومنعهم ...
- سقوط محور المقاومة "المشروع الإيراني" كتب عبدالباسط الحبيشي وصلت خمسة واربعون عاماً من تصدير الثورة وزعزعة الإستقرار في الوطن العربي التي دشنها آية اللهالخميني حاملاً معه الملف الصهيوني من فرنسا إلى إيران وصلت إلى نهايته...
- الشهيد الحمدي ..قصةُ بلدٍ مختَطفٍ وشعبٍ مظلوم المرصاد نت في مثل هذا اليوم 11 أكتوبر 1977م اغتيل الرئيس إبراهيم الحمدي ..اُغتيل الحمدي فاغتيل اليمن بأكملهوطُعن الحمدي فطُعن قلبُ اليمن ومُزّق جسدُه .. بعد ...
- الوطن .. والبقرة .. والكاهن بقلم الكاتب جلال الجاك في قريش كان الكاهن يقول لعابدي الصنم : إن الصنم يطلب منكم بقرة حتى يلبي طلبكم !!! وطبعا الصنم لا يتكلم، ومن يريد البقرة ويستفيد منها هو الكاهن !! ولو قال الكا...
- (الجرعة) .. بين الفرض بالجملة والرفض بالتجزئة !! يضع ما يسمى "النظام السابق" وما يحلو لي تسميته بالنظام (المارق) معظم المتغيرات والمتحولات الأساسية منها والثانوية في حياة اليمنيين منذ نصف ثورة 11 فبراير 2011م ...
- لحل النزاع من إين نبدأ؟ المرصاد نت الصراع في المنقطة أخذ شكل دوائر منفصلة ومتداخلة في ذات الوقت الدائرة الأصغر وهي المحلية ساحة تحرك اللاعبين المحليين ودائرة أوسع اقليمية أبرز لاعبيه...
- قيادي جنوبي: مجازر السعودية في اليمن تعكس "الوجه القبيح للكيان الصهيوني" اعتبر القيادي في الحراك الجنوبي ورئيس ملتقى أبين للتصالح والتسامح، حسين زيد بن يحيى؛ المجازر السعودية بحق المدنيين في أسواق شعبية بمحافظات حجة، ولحج، وعمران، تأ...
- سر تفجير المساجد باليمن لم تعد ظاهرة تفجير دور العبادة في اليمن الأولي من نوعها بل تتنامي بصفة مستمرة وبشكل مخيف خصوصا في هذه المرحلة التي تشهد فيها الساحة الوطنية عدوان خارجي تقوده مم...
- كيف سيستقبل بن سلمان أمير قطر في مطار الرياض؟ المرصاد نت كيف سيستقبل بن سلمان أمير قطر في مطار الرياض؟ كتب: أ .عبدالباسط الحبيشي* من الشروط المطروحة لتشارك قطر في قمة التصالح الخليجية المزمع انعقادها في...
- الرئيس (الأسبق) علي عبد الله صالح لا تُذكر كلمة (الأسبق) إلا مع وجود (سابق) . من هنا يُعد مقالي هذا امتداداً لمقالي تحت عنوان ( الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي ) المنشور في صحيفة (الش...