المرصاد نت
في مثل هذه الأيام، قبل عام، كانت الأنظار اليمنية متوجهة إلى السويد، حيث عُقدت أولى جولات المشاورات التي رعاها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وحظيت بدعم لا محدود من المجتمع الدولي، كأول جولةٍ جمعت ممثلي الحكومة والحوثيين منذ انهيار محادثات الكويت في أغسطس/آب 2016. انتهت محادثات استوكهولم في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي بثلاثة اتفاقات للمرة الأولى، وهي الاتفاق الخاص بالحديدة، واتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين، وصولاً إلى الوضع في مدينة تعز. كانت الحديدة تمثل جوهر المفاوضات، إذ أفضت إلى وقف العمليات العسكرية للقوات الحكومية والتحالف بالتقدم تجاه المدينة، وظلّ التركيز الدولي الخاص بالتنفيذ، محصوراً في هذا الجزء الخاص بالحديدة، بوصفه محطة استراتيجية، كان يمكن أن تؤدي إلى تغييرات محورية في معادلات الحرب والسلام.
وبعد عام من استوكهولم، بدا واضحاً أن الاتفاق صمد حتى اليوم من الانهيار بشكل كلّي، إذ لا تزال العمليات العسكرية متوقفة. في المقابل، فإن التنفيذ اقتصر تقريباً على هذا الجانب، وفشل في إجراء أيّ خطوات عملية تنزع فتيل الحرب عن المدينة، مع تواصل الخروقات اليومية لوقف إطلاق النار في مناطق التماس. وبالعودة إلى العام 2017، كانت الحديدة آخر المقترحات والمبادرات التي قدمها المبعوث السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لكنها بالنسبة لخلفه الحالي، البريطاني غريفيث، كانت ولا تزال محور مهمته، منذ ما يقرب من عامين على تعيينه. وإذا كان غريفيث قد نجح بوقف العمليات العسكرية باتجاه الحديدة، لكن يبدو أنه لا ينتبه إلى أنه قد حصر من خلال ذلك، مهمته، إذ لم يعد الحديث كما كان في محادثات 2016، وما سبقها، مشمولاً بحلٍّ سياسي شامل في البلاد.
يعمل غريفيث على حراسة منجزه المهدد بأي لحظة تصعيد في الحديدة، التي تمثل المحور الأهم في أجندته خلال الجولات المكوكية بين صنعاء والرياض وغيرهما، إلى جانب ملف الأسرى. لكن في المقابل، يتساءل اليمنيون عما إذا كان انحصار جهود الحل في هذه الأطر، يخدم خطة سلام شاملة، أم أنه فقط يمنح فرصة لترتيب الصفوف ورفض التنازلات السياسية التي تفضي إلى عودة التصعيد. إن اليمن يحتاج إلى اتفاق سياسي شامل، وليس إلى تجزئة القضية، على النحو الذي يطيل أمد معاناة اليمنيين، أو يرسخ حالة التقسيم في الأمر الواقع، وكلها تضع مزيداً من العقبات أمام السلام.
كتب: عادل الأحمدي
المزيد في هذا القسم:
- قراءة في خطاب اليدومي وإعلان البراءة من حركة الإخوان ! بقلم : إبراهيم عبدالله هديان المرصاد نت بعد 26 عام من تأسيس حزب الإصلاح خرج رئيسه محمد عبدالله اليدومي ببيان يؤكد المستوى الهزيل الذي وصل إليه الحزب ، وتخبطه في كل قراراته وأفعاله والتي ك...
- سلمان والالغام ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت ثمة مؤشرات توحي أن ملك الكيان السعودي يواجه العديد من الألغام والمخاطر السياسية التي تهدد حكمه وتعيق الترتيبات المبطنة لنقل العرش لنجله. هذه ا...
- التمترس خلف المقدسات ورقة العدوان الأخيرة المرصاد نت أستخدمت قوى العدوان في عدوانها على اليمن ما بمقدورها عملة من حرب عسكرية واقتصادية واعلامية وسياسية لعلها تعمل على كسر او التأثير على صمود شعب الأيم...
- اليمن : هادي وصالح والأحمر رفقة سلاح ، ومأساة مصير! أنور العنسي طرق باب منزلي في شارع معهد القضاء العالي بالحصبة فيء (حامد الأملس) نائب وزير الزراعة الأسبق الذي كان يسكن طابقاً أرضياً مجاوراً بعد لجوئه إ...
- السلام الآن كتب: د. أحمد قايد الصايدي لا أميل إلى الاستغراق في الكتابات، التي تبعدنا عن الواقع أكثر مما تقربنا منه، وتثير مزيداً من المشكلات، دون أن تضع حلولاً لها...
- لماذا لم يسقط اخوان اليمن الى الان ؟ المعروف ان الاخوان المسلمين تنظيم عالمي يدار من هيئة واحدة ويمتد حكمها الى جميع البلدان وان فروعها تعمل لخدمة التنظيم وليس لخدمة بلدانها اتت ثورات الشعوب ...
- من ملازم الحوثي إلى ملازم الفساد !! تولي المناصب العليا وحتى المتوسطة أو ما يصح أن يطلق عليه منصب وليس وظيفة عادية أمر يخضع لشروط ذاتية وأخرى موضوعية .. إذا كانت الشروط الذاتية مفقودة مهما تعالت ا...
- سري للغاية الكارثة الغائبة ،،من نزوح التكفيريين الى العاصمة ،، كتبوا للمرصاد امام رئيس،الجمهورية وكل المتطلعين للخبطة الصحفية الحقيقية ،،،،لماذا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،؟ لم يعترض احد او يتسائل ،،عن سلاح تلك ...
- لا كرامة للعرب في ظل وجود مشيخات وملكيات الخليج لا تزال دول الخليج تصر على جرجرة المنطقة الى صراعات وازمات وحروب جديدة فلم تكتف بما حصل من تدمير لسوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن ومصر ووو الخلاف الحاصل...
- إنّها الحرب ! المرصاد نت الذين يخشون المواجهة العسكرية المباشرة بين الجيشين الأميركي والإيراني يتصرفون وكأن ما يجري الآن ليس حرباً فعلية تشنها الولايات المتحدة ضد إيران وحل...