المرصاد نت
كتبت : عفراء حريري
الحرب لم تضل طريقها ، على العكس تماما الحرب تبينت طريقها بوضوح ، مثلما سلكته إبتدأ أيضا بوضوح .
أنتهى الوطن ( وأعني هنا الجنوب ) والوطنية منذ الوهلة الأولى حينما جئت أسأل طرف عن المعتقلين ، فرد علي : سأوصل رسالتك إلى الضابط الاماراتي ؟؟! ، وحين جئت أشكو لطرف الآخر ، فأجابني : سأعرف من الأخوة السعوديين ؟؟! ، كان هذا مباشرة بعد خروج الحوثة ، أدركت بأنه لم تعد هناك غيرة على الوطن ، فهذه الإجابات جائتني من مسؤولين وقادة ، فالوطني الحقيقي لايسأل عن معاناة شعبه من الغرباء ، عذرا الاشقاء اللذين نعيش اليوم بفضلهم تاريخا من البؤس و الظلم والقهر ، بسبب تكالبهم علينا ، معذرة مرة أخرى أقصد مساعدتهم للصوص الاوطان و الدجل و الفساد ، ألا يحكمنا اليوم عملائهم ويبيعوا لنا الكلام والشعارات و يرموا لنا الفتات والفضلات ؟!
لمن سنصيح و نشكوا لثلة من الفاسدين/المفسدين تركت شرف عزتها لتختبئ في فنادق الرياض ، ولمن سنلجئ لثلة باعتنا ببضع دراهم ، حتى دمائنا أصبحت عندهم أرخص من مياه الصرف الصحي ؟!
لمن نقول : بأن الحرب ضلت طريقها ؟! لمن قل لي : لمن ؟! وهم أنفسهم من باعونا وأعتقلونا وأغتصبونا و هجرونا ونهبونا وسرقونا وقتلونا و لم يهتموا لا لعرض ولا لأرض ، كلاهما شركاء .
الناس لن تصيح ، ولن تقول : شيء عماحدث ويحدث ؟! حتى أنا فربما تكون هذه المقالة هي كلماتي الأخيرة ! فنحن أسرى هزائمهم جميعا ( فمن ينتصر على من ؟!) ، نحن أسرى حرب أكبر من هذه الحرب ، بلى فقد أنحنت ظهورنا ، و تقوست أضلاعنا من ثقل أحمال هموم المعارك الطاحنة التي نعيشها كل يوم ، الحروب التي رمت بها الحكومة و السلطة المحلية و السلطة القضائية و الامنية و مجلس النواب علينا بحجج واهية لم يعد لها قبول ولم تعد مصدقة ، وبحجة الأزمة الاقتصادية التي هم سببها ، وأيديهم الطولى تشهد عليهم ، ثم يهللون فرحا للاغاثة الغذائية التي ستصل إلى شعب يمزقونه أكثر ممايطعمونه .
أن أطفالي الصغار لايعرفوا/ن إلا جنوبا بلا ماء وبلا كهرباء وبلا طرقات وبلا حدائق ،،،،وبلا دولة ، لم يروا/ن غير الأطقم (الشاصات) التي تخيفهم ، والآليات التي صارت جزء كبير من أحلامهم/هن ، ولا قصة لديهم غير السيول التي أغرقت البلاد ؟! و تكررت ، هؤلاء الفتيان والصبايا ماذا أعلمهم/ن ؟! وأنا أعرف بأن في وطني مدارس لاتدرس ، وجامعات لاتؤهل ،،،؟! أأقول لهم/هن : قد أستبدلوا المدارس بالحواجز والمتاريس ، ومخيمات النزوح .
ماذا أقول : عشت عمري كله في أكذوبة حقوق الإنسان ، وفي وهم أسمه حرية صدقته ، وكدت أدفع حياتي مرارا ثمن لها ؟! جعلها هؤلاء التتار القادمون من تاريخ قريب بلا حضارة ، حرية مأساوية ، حرية بهزائم جديدة لفتنة بألوان قاتمة هم أيقظوها .
وفي وجودهم قرأت شعارات وهتافات جديدة شكرا ...، وعفوا... ،
أفقدونا أن نسافر في أحلامنا بعيدا ، أبعد من قاطرة الاغاثة الغذائية وحفنة الدقيق و نصف كيلو الارز ودبة الزيت وعلبة الطماطم منتهية الصلاحية ، حرمونا من البحث عن فرصة عمل و هجرة إلا ونحن موسومين بدمغة الارهاب .
أنا لم أجد دليل بأن الحرب ضلت طريقها ، أو أن طرفي الإحتراب والاقتتال في الجنوب عكسا البوصلة ، أنهما ينفذان مهمتيهما بتفاني وأخلاص أنه وفاء العبد لسيده ، لا أرى شيء في الجنوب يدل على أنه سيبقى جنوب أو سيعود جنوب ؟! أني أرى غباء يسكن الرؤوس لقطعان يسيرون خلف تحالف مخزي كيفما يسيرهم يذهبون ! يساعدونه على تمزيق وطنهم قطعة ، قطعة ويقمعون الشعب و يحاصروه في قالب محدد ثم يدجنوه وفق أيدلوجية معينة ، ليبقى في جهله وتخلفه ويشجعونه على محاربة الثقافة و الحواروالمنطق ولغة العقل ، ويشغلونه بالجنوب وأعداء الجنوب الوهميين ، و يشعلون حماسته لقتل هذا العدو ، و الطرف الآخر يردد أنشودة أصابها الصدأ ( عودة الشرعية) وتحت مسميات عديدة ومختلفة ، يجعلون هذا الشعب باسم الدين حينا والجنوب حينا و أستعادة الدولة والشرعية ... ينهش بعضهم البعض ويستمرون هم في سدة الحكم والرئاسة ، و الشعب يستمر في قتل بعضه البعض .
و جميعهم يظلوا في عوز دائمين لحامي الحمى ، ولايهم مايحدث للناس/ الشعب ؟! ليبقوا مثلما هم جياع ، متسولين ، مجرمين .....لايهم أي طرف ، المهم ان يبقى هؤلاء الناس مشغولين بالبحث عن كسرة خبز و قطرة ماء و بصيص من الضوء ولايفكروا بالوصول إلى الرئاسة والسلطة .
هذه هي الحرب التي منذ البدء وجميع الأمم فيها متفرجون ، البعض يقودون و البعض الآخر ينتظرون والبعض ......كيف ستكون القسمة وكم ستكون الحصة ؟!
ولا مانع في كل عام يتبرعون بكم دولار للكفيل يفتتح مشاريعه للتنمية والاعمار فالمشروع الذي بمليون دولار ، تصبح تكلفته اثنين مليون دولار .
هذه الحرب لم تضل طريقها على ألاطلاق ، أنها تعرف قيمة الأرض التي تطمع بها ،فباسم أستعادة الشرعية اولا فصلوها بأحقادهم على مقاساتهم ، موانئها وجزرها وثروتها و مدنها ....أحرقوها بأسلحتهم وكل شقيقة تدعم طرف-شقيق ، ثم باسم محاربة الاخوان أستباحوا كل شيء ، ثم لدرء الفتنة لم يتركوا شيء ، والمسؤولين عنا وأولياء أمرنا ومن يحكمونا ومن يسيطروا على الأرض حميعهم ، باسم الله دقدقوها و باسم الحب قتلوها و تفننوا في بيعها رخيص جدا .
لم نجد شيء لم يباع فيها بعد
الهواء والماء و الشجر والسمك و الحجر حتى كبرياؤنا الذي كان باعوه ، وكرامتنا المتبقيه باعوها .
و في كل طعنة غدر يصدر بيان ، وفي كل كذبة نصر يصدر بيان ،
كل بيان يتوعد و يتحدى و يتصدأ و يتعنتر ...الوطن و الوطن والوطن ..
و كل أولئك اللذين يصدرون البيانات عالقون هناك .
آه كم يؤلمني حال هؤلاء الصغار ، حين يكبرون على هذا الكذب في محبة الوطن ؟
وأنا يذبحني الكذب سأخبرهم
بأن الوطن حين يكون في الجيب ، تكون الرصاصة في قلب الوطن
وبأن الوطن حين يحرق ، فأنه قد قدم قربان لصفقة ثروة لا رجوع عنها ...
وأن البيانات لاتدافع عن الأرض والعرض ، وأن الحرب كانت تدرك طريقها جيدا .
المزيد في هذا القسم:
- وطن مجرموه أحرار ولصوصة حكام! المرصاد نت لم أكن أتوقع ان تصل بلادي إلى هذه الدرجة من البؤس وأن نصل إلى هذه الأوضاع التعيسة أوضاع لا نمتلك فيها الا حق الموت في وطن أصبح القانون فيه لا يعاقب...
- مقدمة لمقال يكتبها ناشر المرصاد المرصاد في المقال أدناه للأستاذ المناضل الصديق البرلماني احمد سيف حاشد بعنوان "في رحاب المسيرة ..." اتفق مع كل كلمة ذكرتها في المقال الا ا...
- صعوداً الى صعدة المنتهى ! بقلم: أ. صلاح الدكاك المرصاد نت كآدمَ هي صعدةُ نفخ فيه اللهُ من روحِه فكان بذرةَ ارتقاء الجنس البشري من حضيض الخلقة والمدارك والحواس إلى سِدْرَةِ منتهى الإنسانية والاستواء ونفاذ ا...
- خيانة عظمى بقرار رسمي .. الراقص على خداع المساكين! المرصاد نت مما لا شك فيه أن معظم الأنظمة العربية، التي تلت حقبة الاستعمار، لم تكن غير أداة من أدواته، وصنيعة من صنائعه، حكمت نيابة عنه، وعملت على تحقيق وتنفيذ...
- الجرحى...... آلام ......وآمال ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت وطن جريح يئن .... يتأوه ...تنزف دماء أبناءه تتناثر أشلاءه ... جرحه الكبير يشعر به كل قلب يمني وكل محب لليمن وكل انسان يحمل في قلبه مشاعر الانسانية ...
- ماهو النصف الأخر من أسلحة العدوان ؟ بقلم : ماجد السياغي المرصاد نت في زمن نضوج العولمة والتطور التكنولوجي العنيد اصبح للتقنية والمعلومة بشقيها المادي والمعرفي دوراً هاماً في صناعة الرأي العام وإنتاجه على المستويين ...
- حل مشكلة المشترك في الحوار والتمثيل الحزبي بين المتحاورين قبل حل ازمة فراغ السلطة بل شرطا ... لو كان هنالك جدية ومصداقية لدى القوى السياسية للوصول الى حل حقيقي لازمة فراغ السلطة وقبلها وبعدها حل الازمة اليمنية عموما لتم اولا حسم مشكلتين اساسيتنين من النا...
- رسائل الشعب . بقلم : على جاحز في الذكرى الأولى للعدوان على اليمن ، خرج الشعب اليمني بشكل كبير وغير مسبوق لم تتسع له الساحات ولم تستوعبه عدسات الكاميرات ، ليقول للعالم : ها نحن بعد عام من ...
- على أعتاب العام الخامس من العدوان (1) ! المرصاد نت آل سعود وخلفيات التآمر .. في البداية لابد أن نعطي لمحة عن هذا النظام ونشأته والحقد الذي يكنه على اليمن واليمنيين فمنذ أن اتجهت قبيلة جرهم إلى مكة تش...
- سلاح أنصار الله بين الذاتي والموضوعي ! بقلم : أ. عبدالملك العجري المرصاد نت كان الكسندر ونت الخبير في العلاقات الدولية يعتقد أن العداوة والخصومة علاقة اجتماعية وليست مادية ويضرب لذلك مثلا بالمسدس في يد صديق ليس له نفس المدل...