اليمن بإختصار شديد (١)

ABDULBASTأقول تبرأة للذمة أمام الله وأمام الشعب اليمني شمالاً وجنوباً. اتفق العربان والغربان على تقسيم اليمن والتحاصص (التقاسم) فيما بينهم جميعاً بعد تدميره بالكامل كل بحسب مشاركته المادية في العدوان وذلك بصرف النظر عن الظرف او الحالة الإنسانية الكارثية التي هي آخر همهم. إن ما يحدث الآن من عدوان على اليمن هو ليس ضد او مع هذا الطرف او ذاك ولا مع هذه الطائفة او تلك، بل انه الجشع المهيمن على العربان والغربان معاً معتبرين ان اليمن أصبح لقمةً صائغة يريدون أبتلاعه.

الحصار:

قبل الإستطراد في غايات وأهداف العربان والغربان من العدوان على اليمن دعوني أعرج لأول مرة على ما نحن فيه الآن.

تركنا مطار جيبوتي قبل ساعات في طريقنا للعودة الى بلدان مختلفة بعد إسبوعين كاملين قضيناها مع بعض الزملاء

في مطاردات للهيئات الدولية ومحاولات لإختراق الحصار جواً ام بحراً الى صنعاء او عدن او الحديدة او المخاء. طرقنا كل الأبواب، ألتقينا برؤوساء بعثات الامم المتحدة ومنظماتها، الصليب الأحمر، وكالات ومنظمات الإغاثة، السفارات وملحقياتها، تواصلنا مع الأصدقاء من مختلف التخصصات ذات العلاقة من طيارين وبحارين وأطباء ودبلوماسيين، الجميع كان يعد بتقديم المساعدة ثم بعد يوم او ايام يعتذر. تم إعادتنا عدة مرات من ميناء جيبوتي بل حتى من على متن بعض السفن والقوارب في عرض البحر إلى البر. صحيح ان ثمة من يستطيع العودة الى اليمن من العالقين جواً او بحراً ولكن بعد عناءٍ شديد وطول إنتظار والتعرض للتفتيش اذا كان عن طريق الجو فيما يسمى بمطار بيشا في ما تسمى (بالسعودية) حيث يتعرض البعض منهم للتحقيق ومن ثم التوقيف والإختطاف. عموماً لم تكن تنطبق علينا مواصفات (العالقين)، لذا حاولنا أساليب اخرى مختلفة لكن كلها بائت بالفشل، لم تغب عنا حتى فكرة الإلتحاق بالباخرة الإيرانية عندما علمنا انها ستمر عبر جيبوتي لكنها خذلتنا ايضاً.

وجدنا ان الحصار على اليمن حصار محكم وخانق في نفس الوقت. العشرات من السفن الإغاثية والتجارية عالقة في عرض البحر بإنتظار تصاريح العبور. التروبيدوز والفرقاطات البحرية والعسكرية تملاء الطرق البحرية المؤدية الى اليمن. إنه حصار محكم ومتعمد لتجويع وتركيع الشعب اليمني لإجباره على التسليم.

المؤامرة:

لا يمكن للعربان والغربان تنفيذ عدوانهم بشكل فج وممنهج وفي ظل سكوت دولي مهين ومنحط إلا في حالة وجود أطراف داخلية (يمنية) متنازعة ومنقسمة الى أكثر من فريق، وأطراف خارجية دولية أخرى متماهية ومتواطئة مع العدوان. في الحالة اليمنية لدينا فريقان داخليان، كلاهما مدعوم من قوى العدوان. ( قبل ان يذهب تفكيركم بعيداً... إنتظروا حتى نهاية السلسلة لهذا المنشور الذي سيضع الجميع امام الصورة الكاملة حول التآمر الذي يدور على يمننا الحبيب) هذه القوى الخارجية تعمل مع الفرق الداخلية وتدعمها كما لو ان أحد طرفي المعادلة يقوم بتمثيل دور البطل (protagonist) والطرف الآخر بدور الخصم (antagonist) بالمعنى الدرامي للكلمة. بمعنى ان هناك فريق داخلي برئاسة عبده هادي الدنبوع وأتباعه الذين يقفون مع العدوان بشكل صريح وواضح رغم إرتدائهم قمصان العفة والشرف الذين فروا بقياداتهم الى الخارج وظل أتباعهم في الداخل وهولاء يخدمون الخارج من أجل إنتصار العدوان ليقوموا بتمثيل قواه وباروناته وكهنته في الداخل بالوكالة مستقبلاً. وهناك طرف داخلي آخر يتظاهر بالوقوف مع الثورة ودعمها ولكنه في واقع الأمر يديرها بشكل غير مباشر ويأكل الثوم بأفواه الثوار الحقيقيين. هذا الطرف هو الأخطر لأنه يلقى الدعم السري والغير مباشر من بعض قوى العدوان بحكم علاقاته الإستراتيجية معهم، (أقول البعض، لأن آخرين لا يعلم بكل تفاصيل ما يدور خلف الكواليس بالكامل رغم إشتراكهم في العدوان) بينما هو وفي ذات الوقت يلقى دعم خارجي خفي آخر وبحبل سري قديم مع قوى تتظاهر بوقوفها مع الثورة. هذا الطرف بالذات هو من ينفذ ويدير معظم فصول اللعبة.

المزيد في هذا القسم:

  • رأس الحكمة وذيلها في اليمن !! إذا كان (رأس الحكمة مخافة الله ) فقد يظن بعضهم أن ذيلها "مخافة العبيد" ، وأما ( السيد / الحر) فيمكنه التمييز بين الرأس والذيل مدركاً أن الخوف ليس من الحكمة في... كتبــوا
  • "هيا بنا نلعب لعبة 94م مجددا" القيادي الإصلاحي زيد الشامي دعا حزبه إلى التوجه نحو "المؤتمر الشعبي" و "الجماعات الإسلامية" لإنشاء "تحالف حرب" وليس لإنجاز مصالحة وطنية أو مجرد تحالف سياسي."تعا... كتبــوا
  • سبتمبر الذي لا يغرب ! هو أيلول / سبتمبر الذي لم ولن يغرب عن سماء اليمن ، وليس له أن يتبخر من ذاكرة اليمنيين بما حمل ويحمل منذ 1962م من معادلات متعثرة للتغيير الذي يأبى أن يتحقق كما... كتبــوا
  • حُجرية تعز: سر اليمن المكنون! المرصاد نت   (أهدي هذا المقال لكل أساتذتي من أبناء الحجرية، الذين اكتشفت على أيديهم معنى فريداً للحياة وللوطن)..... قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء ا... كتبــوا