عدوان خارجي لا حرب داخلية ولا حل سياسي بدون هذه التوصيف ! بقلم : محمد المقالح

المرصاد نتalmakalah2016.9.16

*شرط الوصول الى اتفاق ينهي الحرب هو التخلي عن مرجعيات المفاوضات الجارية ودمج مساراتها في كل من عدن ونجران والا فهي الحرب الاهلية والاقليمية معا !
حرص النظام السعودي منذ بداية العدوان على تصوير عدوانه البربري وتداعياته من قصف للطيران واقتتال داخلي واعمال ارهاب في اليمن على انه صراع داخلي بين اليمنيين لا عدوان خارجي تشنه السعودية واكثر من 12دولة اخرى متحالفة معها وان سبب هذا الصراع هو انقلاب "الحوثيين" على الشرعية وان القصف السعودي والاحتلال السعودي والحصار السعودي لم يكن سوى جزء من مهمة دعم الشرعية اليمنية ..

وعلى اساس هذا المنطق المقلوب صدر القرار 2216 واجريت مفاوضات جنيف الاولى والثانية ومن ثم مفاوضات الكويت على ان المشكلة ليست هنا بل في ان الطرف المعتدى عليه الذي ساير هذا المنطق المقلوب وسار مع منطقة وقد برر الجانب اليمني مسايرته لهذا المنطق المقلوب بالقول انه لم يكن امامه سوى البحث عن حل واتفاق سياسي يجنب اليمن مزيدا من الدماء والدمار ولو ادى ذلك الى تقديم كل التنازلات الممكنة وغير الممكنة وهذا ما حدث بالفعل وقبل اليمن بالمبادرة الخليجية والقرار الدولي بل وقبل ضمنا بمنطق غريب هو بحد ذاته فوق المنطق ذاته كما فهم من بعض بنود تفاهمات "ظهران الجنوب" اقصد قبول ان تكون السعودية وسيطا بدلا من كونها طرفا في الصراع بل وطرفا وحيدا وسببا رئيسيا له
ولكن هل ادى ذلك الى الوصول الى اتفاق سياسي وحل سلمي ينهي الحرب ويجنب اليمنيين مزيدا من الدماء والمعاناة؟

الجواب هو لا ولا يمكن ان يكون نعم حتى لو استمرت المفاوضات بهذه الطريقة وبهذه المرجعيات طويلا ! اما لماذا فلان الوضع في اليمن ليس صراعا داخليا كما تم تصويره مثلما ان السعودية ليست وسيطا بين اليمنيين بل عدوا لهم والمبادرة الخليجية والقرار الدولي 2216 لم يكونا مرجعيات للحل بل تعقيدا للمشكلة وتطويلا للصراع وعلى العكس من ذلك فقد كان من الطبيعي ان لا تودي كل التنازلات التي قدمها الجانب اليمني الى الحل السياسي والى اتفاق ينهي الحرب بقدر ما شجع بل اغرى المعتدين على مواصلة عدوانهم وتصعيده وارتكاب مزيد من المجازر والفضاعات ومزيدا من التدمير والخراب لكل شيء في اليمن.

المشكلة في اليمن ليست صراعا داخليا بل عدوانا خارجيا سعوديا منذ البداية وان شئت منذ ثورة 11فبراير 2011م والتي اجهضت بالمبادرة الخليجية" السعودية ليتفجر بعدها الصراع المسلح والارهابي وبصورة غير مسبوقة في تاريخ اليمن وباشراف وتمويل السعودية وقد ظل الامر كذلك الى ان شنت السعودية وحلفائها الحرب المباشرة والعدوانية في مارس 2014م وخلال فترة الهدن والمفاوضات لم يحدث اي انفراج للازمة بل تعقدت وتصاعدت باتجاه الحرب الاقليمية نفسها وطالما و الحرب العدوانية توصف بغير حقيقتها وطالما والمفاوضات ومرجعياتها وما تم التوصل اليه من تفاهمات كانت جميعا تستهدف ليس فقط توصيف العدوان بغير حقيقته بل و والتمسك بكل ما يساعد المعتدي على الافلات من العقاب بدلا من معاقبته ولذلك استمر العدوان عام وثمانية اشهر وسيستمر اكثر من ذلك اذا ظل البحاثون عن وقف العدوان يعملون على كل ما يساهم في استمراره وتصعيده ..
من هنا نقول ان كل من يريد وقف الحرب والعدوان على اليمن فما عليه سوى ان يغير توصيفه لطبيعة العدوان واطرافه وبالتالي مرجعيات واليات وتفاهمات المفاوضات السابقة كلها واذا ما كان جادا في البحث عن سلام حقيقي واتفاق سياسي جدي ينهي الحرب فسيكون امام خيارين لا ثلاث لهما  :
الاول  : هو ان نتفق على توصيف السعودية وحلفائها ومرتزقتها للمشكلة وباعتبارها مشكلة داخلية يمنية بحتة ولكن هذا المنطق وبالتالي هذا الخيار لا يمكن ان يستقيم ويمثل حلا الا اذا اقرت السعودية وحلفائها ومرتزقتها ايضا ان ماجرى و يجري اليوم في جيزات ونجران وعسير من مواجهات بين الجيشين اليمني والسعودي هو ايضا جزاء من الصراع اليمني الداخلي بين اليمنيين وليس حربا بين اليمن والسعودية او ردا يمنيا على العدوان السعودي وبالتالي علي السعودية وحلفائها ومرتزقتها ان تعترف بيمنية نجران وعسير وجيزان وان لا تشتكي او تتدعي ان قتالنا في جيزان ونجران عدوان اجنبي على بلادها وانتهاكا لسيادتها واستقلال ووحدة بل صراعا داخليا بين المينيين وعلى ارضهم وتحت سقف سيادة ووحدة اراضي بلادهم .
اما ثانيا : فيجب وفقا لذلك عدم فصل مفاوضات المواجهات في نجران وجيزان وعسير عن المفاوضات في مارب والبيضاء وعدن والمكلا تماما بتمام ولاباس في هذه الحالة ان تدعنا السعودية لنتفاوض مع شرعية هادي وبقية المرتزقة على استعادة ما تسميه الشرعية اليمني للارضي التي اخذها الانقلاب في جيزان ونجران وعسير وستكون السعودية في هذه الحالة طرفا خارجيا لا يحق له التاثير على سير المفاوضات كما لايحق له المطالبة بالتفاوض معها حول امن الحدود او قضايا القتال في حدودنا الشمالية واذا ما حدث ذلك ولم يحدث الفصل بين مفاوضات الشمال عن مفاوضات الجنوب فقد يصل اليمنيون الى حل يوقف الاقتتال فيما بينهم عموما ووفقا لتوصيف الصراع على انه اقتتال داخلي لا عدوان خاريجي!
ولكن هل تقبل السعودية توصيفها نفسه لهذا الحرب في جزيان ونجران وعسير باعتبارها حرب داخلية ويمنية يمنية ام ترفض؟
اذا قبلت نحن نقبل وعلى يقين ان حسم الوضع في جبهات الشمال اليمني ستحسم حتما وباسرع مما يتصور البعض الوضع في بقية الجبهات الداخلية

-الخيار الثاني هو الفصل بين الصراع الداخلي بين اليمنيين من ناحية والعدوان الخارجي على اليمن من ناحية اخرى ولكن على اساس ان يتم التفاوض بين اليمن والسعودية رسميا وعلانياً وفي دولة محايدة وفقط فيما يخص عدوانها على اليمن وردنا للعدوان في اراضيها وفي هذه الحالة سنتوصل الى حلول توقف هذا العدوان وتوقف الصراع الداخلي معا لان الحوار سيكون طبيعيا وبين اطراف المشكلة الفعلية وهي اليمن والسعودية وليس عبر وكلاء لا علاقة لهم لا باليمن ولا بالسعودية .
وبمعنى اخر على السعودية ان تقبل وبدون قيد او شرط ان تدخل في مفاوضات علنية ورسمية مع اليمن للوصول الى اتفاق بينهما ينهي الحرب الدائرة بين اليمن والسعودية وبصورة ندية وعلى ساس شروط واضحة تحفظ لليمن سيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها مقابل حق السعودية في السيادة على ارضها وعلى قرارها ووحدة اراضيها وهنا ستكون المرجعيات مختلفة تماما عن مرجعيات مفاوضات الكويت واساسها هنا لا تهدئة في نجران وجيزان وعسير الا بتهدئة مقابلة من قبل طيران وبوارج وحلفاء ومرتزقة السعودية في كل اراضي ومياه وسماء اليمن .
ولا انسحاب من عسير ونجران وجيزان الا بانسحاب سعودي تحالفي مرتزقي مماثلا من من عدن ومارب والمكلا وتسلم الجيش اليمني لهذه المناطق مثلما سيتسلم الجيش السعودي للمناطق التي كانت بايدينا من اراضيه .
- التزام المعتدي والاعتراف بعدوانه والاعتذار عنه وتعويض المعتدى عليه تعويضا عادلا عن كل شهيد وجريح واعادة كل ما دمرته الحرب كاملا غير منقوصا وكاستحقاق ملزم وموقع عليه بين الطرفين لا كوعدا شفويا او او تبرعا او مؤتمرا دوليا .
- عدم التدخل في شئون البلد الاخر واعتبار دعم اي طرف داخلي او ارهابي ضد البلد الاخر عدوانا واعلان حرب يحق للبلد المعتدى عليه الرد عليه بالمثل وبالطريق التي يراها مناسبة وسواء كان هذا الدعم ماليا او عسكريا او اعلاميا وعلى كل بلد ان يلتزم امام الاخر بتبادل تسليم المجرمين والارهابيين والمتمردين والامتناع عن ايوائهم او حمايتهم باي صورة من الصور .
- واذا ما حدث هذا الاتفاق وتم تنفيذة والوفاء به حينها يمكن الوصول الى سلام حقيقي بين البلدين ومن ثم بحث اقامة علاقات صداقة واخوة بينهما اما قبل اعتراف المجرم والوفاء بالتزاماته الموقع عليها فان اي علاقة لن تكون علاقة صحيحة وناجح بل علاقة صراع او استسلام يودي الى صراع اخر ودائم داخلي وخارجي وعلى مستوى اليمن والمنطقة.

المزيد في هذا القسم:

  • خورباتشوف اليمن خط أحمر !     بين ماقام به غورباتشوف الاتحاد السوفيتي خلال مايزيد عن عامين من توليه للسلطة في موسكو (88-91م) وما قام به (خورباتشوف) الجمهورية اليمنية في عا... كتبــوا
  • الثورة الوعي! المرصاد نت الثورات الإنسانية هي إفرازات لحالات وعي مستديمة بذات أهدافها الإنسانية التي تدير تروسها عقليات ثقافية جادة ترسم حركة شارع الثورة بوعي توازني كما "تد... كتبــوا