المرصاد نت
عندما حدثت جريمة الصاله الكبرى تبادر الى ذهني شيء ترددت في كتابته و هو قناعتي بأن أحد أطراف العدوان تعمد إرتكاب الجريمة لدفع أحدهم للمسارعة لاتخاذ قرار ايقاف العدوان وكنت أعتقد حينها أن السعوديه إرتكبت الجريمة لتدفع الأميركي - صاحب القرار الاول في العدوان كما يؤكد انصار الله على الاقل - لإتخاذ قرار بوقف العدوان نتيجة للتكلفة الباهضة لمثل هذه الجريمة على مستوى السمعه و ما سينتج عنها من تورط اميركي في واحدة من أبرز الانتهاكات الموصوفة بجريمة حرب كون الاميركي اكبر الداعمين للتحالف عسكريا و لوجستيا و لأن السعودي فعلا بات مرهقا و منهارا جراء عدوانه و تلقينه دروسا قاسية من قبل المقاتل اليمني و بشكل اقل ما يوصف بأنه اسطوري و خارق لنواميس القوة و الحرب التقليدية و المعروفة
غير أن المواقف التي اعلنت حيال الجريمة بحق معزين في قاعة مناسبات و محاولة السعودية إنكارها و التنصل منها مقابل مسارعة اميركية بعدم السماح بغسل اليد السعودية من الجريمة و تثبيتها في عنق التحالف ، يؤكد أن الاميركي هو من كان بحاجة لهذه المجزره لكي يسحب السعودي من انفه لينزله الى اسفل الشجره ..
و هنا لا نبرء الاميركي من مشاركته في الجريمة بقدر ما نحاول البحث في الهدف الاميركي من تأكيد حدوث الجريمة بطائرات التحالف الذي تقوده السعوديه و التي ارتكبت بقنابل اميركية تجعله شريكا في جريمة الحرب هذه خاصة و أن هذه المواقف الصادره من البنتاغون و مجلس الامن القومي الاميركي و غيرها من دوائر صناعة القرار الاميركي و كبار مسؤليه و التي تدين بشكل اكثر من ضمني في مواقفها السعودية و تحالفها و تحملها مسؤولية القصف و الجريمة - بالتزامن مع مطالب بالتحقيق - يأتي رغم قدرة الاميركي و الى حد كبير على تمييع الجريمة إن إراد و المساهمة بفاعلية في التقليل منها و من حجم فضاعتها و تداعياتها حتى مع ثبوت الادلة القطعية بأن الجريمة و المجزرة البشعة ارتكبت عبر طائرات تحالف العدوان السعودي نظرا لما تملكه اميركا من قوة و تأثير في اتخاذ القرار خاصة في الامم المتحده ..
الاميركي ذهب في هذا الاتجاه أبعد من نقطة البرائة من المجزرة - رغم خطورتها عليه - و قام بدعم فكرة أن السعودية من ارتكبت المجزره من خلال تصريحات مكثفة و متتالية و لاكثر من مسؤول و جهة حكومية لتثبيت الجريمة على التحالف بطريقة اكثر نشاطا حتى من الضحايا و اكثر خصوم السعودية و اعدائها المفترضين ، حيث كانت هذه التصريحات المكثفه المتقززة و المستهجنة و المدينة للجريمة السعودية و المستمره حتى اليوم مادة دسمة للصحافة و الاعلام الدولي لمواصلة الضغط على السعودية ..
و هنا قد نكون بحاجة لتوسيع زاوية الرؤية لنورد ما يدعم أن الأميركي على الاقل يستثمر الجريمة ضد السعودي و ايضا ينتقم منه و يبالغ في السخط لكي يهين السعودي ايضا و لاهداف قد يكون منها :
اولا : حشر السعودي في زاوية المستكين لخيارات اميركا و إرغام أنفه على القبول بالرؤية الامريكية في ادارة الحرب و العدوان دون أن يكون للسعودي الحق حتى في النقاش
ثانيا : تأديبه .. خاصة اذا راجعنا ما كان قبل الجريمة من تنمر سعودي و تحد لرؤية وزير الخارجية الاميركي جون كيري للتسوية السياسية للازمة اليمنية التي اعلنت في اجتماع الرباعية في جده اواخر اغسطس الماضي و التي تنص على التلازم الزمني في المسارين السياسي و الامني في التسوية و هو ما كانت السعوديه تعارضه و تصر على الفصل بين المسارين بحيث يكون الامني اولا و المتمثل بالانسحابات من المدن اليمنية لمصلحة هادي و حكومته و من ثم النظر في الحل السياسي و ايضا ما عبرت عنه السعودية و التفسيرات التي قدمتها لرؤية كيري و ما صدر عنها و في وسائل اعلامها من تصريحات اعتبرها كثيرون مستفزة و مهينه لجون كيري .
ثالثا : المجزرة في توقيتها اثارت غضب الاميركي الشديد ضد السعودي ليس حبا في اليمنيين و انما لان الجريمة في توقيتها و تداعياتها الفضيعة تسحب من يد الاميركي ورقة مهمة من اوراق الصراع مع روسيا في سوريا ، حيث بات الاميركي عاجزا عن استثمار اتهاماته لروسيا على طاولة مجلس الأمن بالقيام بارتكاب مجازر في حلب السورية في توقيت كانت اميركا و حلفائها يحاولون تحميل الروس تداعيات فشل الهدنه و التسوية السياسية في سوريا ، حيث و من بوابة ادعاء أن هناك انتهاكات روسية - سورية بحق المدنيين السوريين في حلب و قصفهم و حصارهم ، كانت اميركا تريد مع حلفائها الاوربيين الحصول على مشروعية شن حملة عسكرية تستهدف قصف مواقع الجيش السوري و تدمير مطاراته و قدراته القتالية البرية و الجوية .
في المجمل قد تكون اميركا مقتنعة اليوم اكثر من اي وقت مضى بضرورة وقف الاعمال العسكرية لقوات التحالف السعودية و ليس الحرب بمجملها و لذلك تحرك العقل البريطاني و اعلن عن نيته طرح مشروع قرار على مجلس الامن لوقف اطلاق النار في اليمن و من المؤكد ان هذا التحرك البريطاني جاء بضوء اخضر و رغبة و ايعاز اميركي ،، فالعدوان و الحرب السعودية الكونية على اليمن و بعد عام و نصف منها لم تحقق ما ارادته اميركا و السعودية ،، و المهل الطويلة لهذه الحرب تراكم فشل التحالف و لا تحقق شيء و توسع من حالة السخط الدولي ضد جرائم العدوان و داعميه و تفاقم من الوضع الانساني الصعب لملايين اليمنيين و لا تحقق نتائج سياسية تخدم مصلحة السعوديه و اميركا بل و تحملهم عبئ مواجهة الفوضى التي تخلقها حربهم في المنطقة المهمة على طريق الملاحة الدولية ، كما أن المزيد من اعطاء الوقت لهذا العدوان يقرب من امكانية التدخل الروسي الغير مرغوب فيه اميركيا و الذي قد يضاعف من خسائر اميركا على مستوى النفوذ و الهيمنة التي كانت مطلقة لها في منطقة الشرق الاوسط ، اذ يكفي ما تعانيه اميركا و ما خسرته إثر العودة الكاسحة و الجريئة للدب الروسي في سواحل المتوسط من البوابة السورية ما يعني أن التوقف الان في اليمن يوفر على اميركا اعباء انتقال الروس الى مياه البحر الاحمر و باب المندب .
المزيد في هذا القسم:
- الاستبداد ـ العرب والثورة كهوية! المرصاد نت أن تكون عربياً في الزمن الراهن معناه أن تكون ثائراً. تعريف العروبة بالثورة ليس شططاً. الهوية تُصنع. يصنع العرب هويتهم. وظيفة العرب الراهنة هي الثور...
- Dr Ahmed sharaf Adeen was the head of law in Yemen. He has the logic and method of persuasion and conceptual scientific legal and legitimate for the challenge and what talking about, this is what missed a...
- شعــب الله الجبّــــار تعرف قوة الشعوب بالبأس الذي يمتلكوه وبقدر العزة التي هم عليها ومدى الإرادة التي يمضون بها,, ولـِواقع المرحلة التي يعيشها الشعب اليمني الان وأثناء العدوان ا...
- ستعود اليمن بعد أن تنتهي هذه الحرب إلى عام 1919م! المرصاد نت من سخريات الاقدار ومكر التأريخ باليمن أن كل هذه الحروب والبحار من الدماء التي سالت والطاقات التي أستنزفت ودمرت وشجاعات الرجال اليمنيين الأبطال اللذ...
- رقصة صالح الأخيرة ! بقلم : لقمان عبدالله المرصاد نت عاجلاً وليس آجلاً انتهى زواج الإكراه بين «أنصار الله» والرئيس السابق علي عبدالله صالح بمقتل الأخير لم يستطع صالح الاحتفاظ بمفاتيح القوة...
- المسمار الأخير في النعش المُدّنس المرصاد نت سمعنا وعلمنا بل وقد جربت وعانت بعض الدول مما تُسمى (الحروب بالوكالة) لكننا لم ننتبه الى ما يمكن وصفه (بالإحتلال بالوكالة) كمصطلح جديد كونه نمط من أن...
- سيكلوجية العدوان ! بقلم: إبراهيم محمد الهمداني المرصاد نت لم تدخر قوى تحالف العدوان جهداً ولم تتوانَ او تتورع عن اتخاذ أي وسيلة - مهما كان قبحها - في عدوانها على اليمن أرضا وإنسانا، وسعيها إلى تركيعه وإذلا...
- وعاد الربيع !! المرصاد نت لا أحد يكره التغيير والتقدم والإزدهار إلا أعداء الحياة ودُعاة الموت والقتل وسفك الدماء من المجرمين والسفاحين وقطاع الطُرق وطواغيت الفناء .. لأن الت...
- مرتزقة قرن الشيطان وموائد الذل و العار ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت عندما ينظر الانسان الى هذه المائدة الدسمة الذي تسمى الكبسة السعودية والتي يكثر فيها اللحم المخلوط بالرز وماالى ذلك اولا يحمد الله على هذه النعم الت...
- أراد لنا الحياة … فأراد له الظلمة الموت ! بقلم : أحلام عبدالكافي المرصاد نت عنوان هذه المقالة هو نفسه عنوان مقالة كتبتها في الحرب الرابعة على صعدة… والتي كان من المستحيل أن تنشرها لي أي صحيفة آنذاك فعلمت أن ...