أغبياء الأقلمة أدعياء في المدنية


muhmadmakleh

أغرب الغرائب أن بعض مدعي المدنية يعتقدون -غباء وخواء- بأن إقامة الأقاليم في ظل دولة هشة ومخطوفة كما هو حال الدولة اليمنية سيعني تمكينهم -أي المدنيين- من حكم أقاليمهم والهروب - لاحظوا الهروب كم تحمل من جبن- من مراكز النفوذ في صنعاء أو من يسمونه بـ"المركز المقدس" وهي تسمية عنصرية بامتياز تستدعي التحريض المناطقي.

لا.. يا أيها الأغبياء، من سيحكم الأقاليم في ظل دولتكم الرخوة والمنهارة هم ثلاثة أصناف فقط وهم: أمراء الحروب والمشايخ، وأصحاب الأموال الحرام، والمرتبطون بالقوى الإقليمية القادرة على التمويل والدعم - رؤساء الجماعات الأصولية والعنفية والإرهابية - من سيعينهم المركز والمتحكم به مراكز النفوذ نفسها، أما أنتم يا بعض أدعياء المدنية ففي أحسن الأحوال ستكونون مرافقين وراء الشيخ حمود والشيخ ربيش وفي أسوأ الأحوال ستكونون ضحايا باعتباركم كفرة أو "مماسيخ" في وعي حكام وثقافة الأقاليم المحتملة. بالمناسبة أنا أفضل أن أسمي كثيراً من هؤلاء بالأغبياء والمغفلين، بدلاً من أن أسميهم بأسمائهم كمرتزقة، لأن كثيراً منهم بالفعل يدعون بأنهم مدنيون، والحقيقة هم موظفون لدى مراكز النفوذ للترويج لهذه الخزعبلات الإقليمية، التي ليست سوى مؤامرة ضد اليمن واليمنيين، وبهدف إثارة النعرات والحروب والصراعات في ما بينهم، فضلاً عن كونها تمثل - إن تمت- إجهاضاً حقيقياً لآخر حلم يمني في بناء دولة حديثة لكل اليمنيين.. دولة المواطنة والقانون. وأي تسمية غير (دولة المواطنة والقانون) هي تسمية إنشائية فارغة، ولا تعني سوى المعنى النقيض.

*مخرجات الحوار ثلاثة وهي:

1- التمديد لهادي وحلفائه في الله بدون حق ولا سند.

2- تقسيم اليمن إلى 6 دويلات (أقاليم) على أساس مذهبي ومناطقي.

3- وضع اليمن تحت الوصاية الأممية وعقوبات الفصل السابع.

بالمناسبة هذه القضايا - الكوارث- الثلاث لم تكن جزءاً من حوار المتحاورين في فندق موفنبيك طوال 9 أشهر، والمعنى أن مخرجات الحوار التي يتحدثون عنها اليوم، هي تلك القضايا التي لم تكن جزءاً من الحوار أصلاً!

يبقى أن نقول، لا يزال الأمر بأيدي اليمنيين لرفض كل هذا الخراب الذي ينتظرهم، وهم قادرون عليه وعلى إسقاط مشاريعه كلها، لأنها جميعاً وضعت بدون منطق وبلا سند أو شرعية، سوى دوافع الفشل والحقد التي يتمتع بها بعض حكامنا اليوم تجاه وطنهم اليمن، الذي لا يزال يؤرقهم أنه لا يزال باقياً وموحداً في وعي الناس رغم كل مؤامراتهم وأمثالهم من قبل.

أما أن تجاهل الشعب بمثقفيه وبقادة رأيه ومفكريه وعلمائه لقضايا كبيرة وخطيرة ومصيرية مثل: غياب أو انعدام شرعية السلطة الحاكمة شعبياً - تقسيم اليمن بالأقلمة والحروب المذهبية والمناطقية - وضع اليمن تحت الوصاية وعقوبات الفصل السابع.

هذا الفساد الفاحش الذي ينهب خزينة الدولة بدون رقيب ولا حسيب، فإن اليمن نفسها ستكون في خبر كان أو بالأصح في خبر الحروب والصراعات الداخلية، والمتوالدة كالفطر وإلى ما شاء الخارج (البعيد والقريب)، أو إلى أن يعي شعب اليمن بحجم وخطورة مؤامرات نخبته السياسية عليه وعلى مستقبله. *تغريدة ثمن استمرار سلطة هادي وحلفائه في الله بدون شرعية شعبية كبير وفادح الأضرار وسندفعه نحن اليمنيين من وحدتنا وكرامتنا وسيادة بلدنا !

المزيد في هذا القسم:

  • سر تفجير المساجد باليمن لم تعد ظاهرة تفجير دور العبادة في اليمن الأولي من نوعها بل تتنامي بصفة مستمرة وبشكل مخيف خصوصا في هذه المرحلة التي تشهد فيها الساحة الوطنية عدوان خارجي تقوده مم... كتبــوا
  • الثورة بصيرة وبندقة! المرصاد نت تمجيد البندقية في مقابل تسفيه المعرفة ليس له من معنى سوى أن تكون فوهة البنادق والأصابع على الزناد عمياء!تجريف للحياة التي هي الأصل وما البندقة إلاَ... كتبــوا