العقل السليم وكل سوي نفسيا وأجتماعيا لا يقبل على نفسه أو بلده أن توضع تحت الاحتلال الأجنبي أو الوصاية الخارجية بصرف النظ
ر عن الشكل الذي تتلبسه قديما أو جديدا , موقف مبدئي وأخلاقي لكنه لا يعني بأي حال من الأحوال الإنجرار خلف الدعوات الفوضوية لمناطحة المجتمع الدولي أو الهروب الإنبطاحي خلف عدمية (لا يعنينا) العبثية التي أهدرت نضالات الحراك الجنوبي , قوى دولية وإقليمية لديها مصالح مشروعة وأخرى لها أطماع غير مشروعة تساهمت معا في أخراج القرار الأممي 2140 تحت بند الفصل السابع بدفع وتشجيع قوى محلية من أمراء حرب وتكفير الجنوب صيف 94م , قرار فرض تحديات عصيبة ووقائع جديدة الضرورة الثورية تقتضي التعامل معها ببرجماتية تتجاوز حالة (الوصاية) التي يحاول تأبيدها رعاة المبادرة الخليجية الاقليميين وأدواتها المحلية ( المؤتمر وحلفاؤه ) + ( الإصلاح ولقاءه المشترك ).
كل متابع مهتم للمشهد السياسي وبحسبه بسيطة كان يتوقع رفض القوى الجديدة الفاعلة بالساحتين الشمالية والجنوبية للقرار الأممي 2140 وهما هنا ( أنصار الله ) و ( الحراك الجنوبي ) باعتبارهما المستهدفان الرئيسيان منه , المجتمع الدولي التي كانت لديه قراءة ودراية مسبقة بمواقف قوى الحداثة شمالا والتحرير جنوبا يعلم حق العلم أنهما يتمتعان في أطارهما الجغرافي بشعبية كبيرة وكل ما ينقصهما الإسناد الدولي لمشاريعه السياسية كل منهما في إطاره الجغرافي , الرئيس هادي بالمقابل يحظى بدعم كل المجتمع الدولي لمشروعة الحداثي الذي لا يستقيم ظله إلا بتقسيم المربع القبلي الشمالي كمدخلاً للدولة المدنية الحديثة والتخلص النهائي من القوى التقليدية المتحكمة به تاريخيا , الملاحظ في هذه العجالة أن التحدي الأهم الذي يقف حائلا دون تمرير مشروع الرئيس هادي الإصلاحي يأتي من الدولة العميقة المتخلفة لنظام المخلوع صالحة وحليفه الجنرال علي محسن الأحمر , الملاحظ – أيضا – مع تعدد مطالب ومظالم الجنوبيين والشماليين يظل خصمهم المشترك بقايا المخلوع صالح وتجمع حزب الاصلاح للقوى التكفيرية والتقليدية المتصدران واقعا وعمليا قائمة معيقي تحديث الدولة والمجتمع شمالا .
بعيدا عن التكرار الممل وجعجعة الغوغاء المطلوب وبألحاح أبداع مقاربة ثورية توافقية بين المشروع الحداثي للرئيس هادي ومطالب قوى التغيير شمالا واستعادة الدولة جنوبا , البداية الجادة تنطلق بتحويل التعاطف الوجداني بين (أنصار الله) و(الحراك الجنوبي) القائم على وحدة المظلومية ووحدة العداء لأمراء حرب وتكفير الجنوب صيف 94م الذين هم ذاتهم أمراء حروب وتكفير صعدة الستة من خلال برنامج سياسي مرحلي يجنب البلد الذهاب نحو الفوضى الخلاقة , برنامج سياسي مرحلي يرتكز على قاعدة احترام حق تقرير المصير للشمال والجنوب على حد سواء والذي له بالتأكيد خصوم كثر بالداخل والخارج وحتى يمر فهو بحاجة ماسة لمظلة الرئيس هادي وعلاقاته الدولية في مقاربة لتجربة الرئيس المالكي الذي أخرج العراق من تحت بند الفصل السابع , المسارعة بإيجاد هذه المقاربة المصيرية بين قوى التقدم والتحرر شمالا وجنوبا مع الرئيس هادي التي تطمئن الجميع بعدم الذهاب نحو الحرب الأهلية المقلقة للشمال وللجنوب وبما يؤمن سلاسة تدفق نفط المنطقة للعالم مع ضمان حرية وسلامة الملاحة الدولية بخليج عدن وباب المندب .
المهتمون بالمنطقة والشأن السياسي بداء يساورهم قلق حقيقي مفزع على حياة الرئيس هادي ومشروعه التقدمي في التقدم والتحرر الذي يتعرض لتهديد جاد من قبل القوى التقليدية الرجعية ( المؤتمر وحلفاؤه ) + ( الإصلاح ولقاءه المشترك ) , ما يخشى منه في ظل الفوضى المتعمدة والإختلالات الأمنية الممنهجة أن ينطلق في الوقت الضائع المتبقي من المباراة الانتقالية سهم ( حجر في سدليل ) يذهب بالأحلام الوردية في التغيير واستعادة الدولة أدراج الرياح , كذلك ما يجب ان تضعه في حساباتها قوى الحداثة شمالا والتحرير جنوبا أنه إذا أنكسر الرئيس هادي ومشروعة التقدمي فان التكفيريين خصم الجميع هم من سيملأ الفراغ وبما يوفر الذرائع للتدخل الخارجي , لكل ذلك المهمة الثورية المطلوبة عاجلا من قوى التقدم والحداثة شمالا والتحرير والاستقلال جنوبا استكمال أنجاز تحالفها الثورية مع الرئيس هادي قبل فوات الأوان .
المزيد في هذا القسم:
- العدوان إلى الخلف در ! بقلم : عبد الحميد الغرباني المرصاد نت كم يلزم من الضربات الجوية ضد المدنيين حتى تكف الدول عن مد التحالف بالطائرات والقنابل ؟ ” _ هذا التساؤل دحرجه فيليب بولوبيون نائب مدير برنا...
- أنبوبةُ الغاز وصراعُ المرجعيات ! المرصاد نت ينامُ المواطنُ ويصحو على إيقاع أزمة الغاز المنزلي التي تُعَدُّ من أهمِّ تجليات الحرب والحصار المضروب على بلادنا منذ ما يقارب الأربعة أعوام. وحين ا...
- منطلقاتك الدفاعية ! بقلم : حامد البخيتي المرصاد نت تتشابه معركة الوعي مع المعركة العسكرية في كون القوات التي تقاتل في المعركتين تكون أحدهم مقاتله في الجبهة الهجومية والاخرى في الجبهة الدفاعية ويتشاب...
- على أعتاب العام الخامس من العدوان (1) ! المرصاد نت آل سعود وخلفيات التآمر .. في البداية لابد أن نعطي لمحة عن هذا النظام ونشأته والحقد الذي يكنه على اليمن واليمنيين فمنذ أن اتجهت قبيلة جرهم إلى مكة تش...
- رؤساء اليمن خلف قضبان المحكمة … بقلم : عابد المهذري علي عبدالله صالح يشهد بكفاءة أبوأحمد الحوثي .. أكثر من يهتم ويراقب أداء وأعمال اللجنة الثورية العليا يدقق في كل صغيرة وكبيرة بشكل يومي لأعمالها الم...
- الحكومة وخطاب الرئيس (أنا قوي) عبارة مدوية أطلقها الرجل على نفسه وتمنيت أن يكون التلفاز مفتوحاً في منزله!! الأستاذ العزيز محمد سالم باسندوة مطبوع على الرقة وبين جوانحه إنسان حقيقي أ...
- علامة تعجب.. كيف يقود “ابو هادي” قافلة الانتصار في زمن الانهيار ؟! المرصاد نت ما اروع ان يخرج الحي من صلب الميت، وينبجس الماء من عين الصخر، وينبت الخير في بوادي الشر ويطلع الفجر من غياهب الليل، وتنبعث العنقاء من كومة الرماد، ...
- السعودية والتعويضات والصراع من أجل الصراع حتى فناء الرعاع !بقلم : آزال الجاوي المرصاد نت بعد قرار الكونجرس الامريكي بشان السماح بالمطالبة بالتعويضات على احداث 11 سبتمبر من السعودية باعتبارها مسؤولة بطريقة غير مباشرة وبشكل مبهم في تلك ال...
- يا معشر الصامتين ! بقلم : نصر الرويشان المرصاد نت يا معشر الصامتين ! إلى متى يطول صمتكم عما يحدث في اليمن من جرائم ؟إلى متى تظلوا قابعين في مجالسكم وتلزمون بيوتكم وتظلوا حبيسين خوفكم من قول ال...
- الانفاق السرية .. زمن سياسي لحكم لعصابة لن يعود نفق ارضي يربط معسكر الجنرال الهارب على محسن(الفرقة الاولى مدرع) وكلية البنات التابعة لجامعة العلوم والتكنلوجيا لا يمكن أن يكون طريق عبور للطالبات في حال الزحام،...