
هل عادت اجواء الحرب الباردة لتخيم على مسرح السياسة الدولية مره اخرى كما كان الحال عليه اواخر القرن الماضي ؟ ! ان لم يكن الأمر كذلك فان (العالم) ما بعد خطاب الرئيس بوتين في الدوما الروسية قبيل التوقيع على مراسيم معاهدة ضم شبة جزيرة القرم الى جمهورية روسيا الاتحادية بتأكيد ليس هو (العالم) قبله , من ابرز ما كشفه خطاب باني روسيا الجديدة الحديثة والقوية الرئيس بوتين كذبة ( الربيع العربي ) وحقيقة ازدواجية معايير حق تقرير المصير واحترام ارادة الشعوب وفق مصالح الكبار.
الحالة اليمنية كانت المستفيد الاكبر من التوافق الدولي الذي اعقب ضعف ثم انهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة القرن الماضي , البداية كانت بتمرير جريمة ضم و الحاق الجنوب الى الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 90 م الذي قادها الحزب الاشتراكي اليمني و امينه العام الاسبق الرئيس البيض الذي تعامل مع الجنوب الدولة و الشعب كمحافظة من العربية اليمنية , رب ضاره نافعة حرب صيف 94 م الذي شنها المؤتمر الشعبي وحزب الاصلاح اليمني و الجنرال العجوز علي محسن الاحمر على الجنوب اعادة الوعي للذاكرة الوطنية الجنوبية بهويتها الوطنية الخاصة بها , التفافا على ثورة الحراك الجنوبي التحرري الرافضة لواقع حرب صيف 94 م جاءت المبادرة الخليجية واليتها المزمنة ومخرجات حوار فندق موفنبيك / صنعاء الذي ذهب اليه مهرولا محمد علي احمد بشكل منفرد عن الاجماع الجنوبي , امام ضبابية وقتامه تلك الاجواء الدولية التوافقية على الجنوب و مظلوميته في غفلة او ربما كانت عملية مدروسة المهم ما يحسب للرئيس هادي انه اعاد الحالة اليمنية مره اخرى لمربع شمال وجنوب , ما يحاول ان يلتف عليه اصحاب الايادي الملوثة من الاشتراكي وتيار اصلاح مسار الوحدة انه في الوقت الذي عبثوا و اضاعوا وبتعمد نضالات شعب الجنوب وحراكه التحرري منذ ما قبل 67 م وحتى اللحظة استطاع الرئيس هادي تصحيحه و اعادة قضية الجنوب وبجدارة الى إصدارات الاهتمام الدولي .
من كان يبحث عن مال او سلطة و اتخذ من القضية الجنوبية عنوانا للمتاجرة حتما سيتمترس حول عدمية (لا يعنينا) العبثية للحيلولة دون استعادة الجنوب , أما من يريد استعادة الجنوب الوطن والهوية بموضوعية وواقعية يثمن جهد الرئيس هادي الذي تقدم بالقضية خطوة للإمام ليس في الاقليمين فحسب بل بنقل القضية الجنوبية من الحالة اليمنية والإقليمية الى مجلس الامن , الباحثون عن ذواتهم بشتى الوسائل سيعملون على اعاقة انجاح هذا الاستحقاق وبخس حقه في التقييم وذلك شانهم , اما من يريد الانتصار للحق الجنوبي وتعجيل رفع المعاناة عن الناس البسطاء لن يتوانى في العمل على تثبيت (الحراك) على كل شبر من ارضه ومؤسساته , سيتصدر عنوان المهمة النضالية القادمة لمناضلي الحراك الجنوبي مبدأ : كل ما في الجنوب يعنينا و على طريق وحدته وحقه بتقرير المصير بحرية , ما يبشرنا بخير عودة التوازن للسياسة الدولية ما بعد خطاب الرئيس بوتين الذي سينهي الوصاية الاقليمية المعادية لتطلعات الشعوب في التحرر و التقدم , عودة التوازن للسياسة الدولية وعودة روسياالقوية يعطى هامش مناورة لصالح الجنوبيين وكل خصوم الظاهرة الدينية السياسية الوهابية التكفيرية على الساحة الدولية .
*ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن
*ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن
*زنجبار / أبين 18-3-2014
المزيد في هذا القسم:
- المقال الرخو والدولة (المشحوطة) !! .. لا أميل إلى قراءة أي كتابات لمن عملوا في نظام صالح وتشكّلوا كجزء من نظامه وحكوماته المتعاقبة خاصة بدرج ة وزير فما فوق وبدرجة أخص ممن لم يسجلوا مواقف حقيقية إ...
- الممكن والمستحيل على طريق السلام المستدام في اليمن رسالة مسجلة للدكتور مطهر السعيدي موجهة الى كل الجهات المعنية وكافة افراد الشعب اليمني حو...
- اليمن الصومالي الجديد ! المرصاد نت تتطور الأحداث بسرعه جنونيه في مختلف المناطق اليمنيه ومابين منتشي بفوز ونصر وآخر متأهب للانقضاض وتهديدات من هنا وهناك بالحسم ومن يعمل على إحياء النع...
- لا يمكن أن تكون مقاومة من أجل الاحتلال ! بقلم : نايف حيدان المرصاد نت ما يحدث في المحافظات الجنوبية وفي المكلا تحديداً عنوان كبير للقادم، فباسم محاربة “الإرهاب” يشرعنون للاحتلال. سبق وحذر قائد الثورة ال...
- إلى أين عادوا ؟ بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت بعد أن تم طردهم من فنادق الرياض وفي وسيلة جديدة للتخلص منهم قررت قوى العدوان السعوأمريكي أعادت حكومة ما يسمى بن دغر إلى عدن عودة نهائية عادوا...
- الأمم المتحدة تفيض إرهاباً ! بقلم : جمال محمد الأشول المرصاد نت لا تحتاج الأمم المتحدة إلى أي دليل إضافي لثبت دعمها ومشاركتها في العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، فمواقفها تجاه مايرتكب بحق الشعب اليمني من مجازر...
- جماعةُ أنصار الله.. الخطابُ والحركة دراسة سوسيو ثقافية 'الجزء الأول' المرصاد نت تُنسَبُ لماركس مقولةٌ مشهورةٌ عنه بعدَ أن سمع أحدَهم يُعرِّفُ الماركسية بطريقة خاطئة فقال ماركس: «إذا كانت هذه هي الماركسية، فمن المؤكَّد أنن...
- أعراب القرن الحادي والعشرين ! بقلم : مصطفى عامر المرصاد نت في ٢٦ مارس ٢٠١٥م، حينما بدأ العدوان على اليمن أعلنت نصف الدول العربيّة تحالفها مع السّعوديّة وفي شرم الشّيخ ارتدت جامعة الدّول العربيّة خلخالها كعا...
- بأختصار شديد الجزء الثالث علي عبدالله صالح ايضاً مؤامرة تدمير اليمن ليست وليدة اليوم، بل منذ أن فشلت ثورة سبتمبر ٦٢ عندما استسلم الثوار للقوى الرجعية في عام ٦٨ وسيطر المشائخ بقيادة عبد...
- توقف المفاوضات ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت التنبيه والإنتقاد البناء في إطار اللياقة والأدب يعزز دائماً من قوة المفاوض اليمني ولا يضعفه بل ويبصره في أمور قد تكون غائبة عنه في زحمة التكالب ...