المقال الرخو والدولة (المشحوطة) !! ..

لا أميل إلى قراءة أي كتابات لمن عملوا في نظام صالح وتشكّلوا كجزء من نظامه وحكوماته المتعاقبة خاصة بدرج

eskan

ة وزير فما فوق وبدرجة أخص ممن لم يسجلوا مواقف حقيقية إزاء الحكم في الفترة التي استوزروا بها .. ذلك لأني على قناعة بأن الوزير المحترم لا يبقى له احترام وهو ينضم لأي سبب كان لجوقة غير محترمة بل لعصابة في غنىً عن الاحترام ، ولعل الاحترام يتوفر بنسب متفاوتة وضئيلة لمن صمدوا مع صالح وهو يسقط ويحترق ثم يعود للحياة فاقدا للكثير من نفوذه الذي كان .

المسؤولون السابقون والأسبقون في اليمن تجمعهم ميزة مشتركة تتمثل بالولع في الحديث والكتابة عن الحاضر وطلاسمه والمستقبل ومجهولاته . لا أحد منهم ينزع لكتابة مذكراته ويخرجها إلى العلن إلا بعد أن تخرج أرواحنا ثم تفيض روحه وتدخل المذكرات قائمة المنقولات من التركة .

وعلى كل حال ليس هذا موضوعنا ولكن الشيء بالشي يُذكر ، ولعل البروبغندا تفعل

فعلها في دفعنا لقراءة بعض كتاباتهم من باب الفضول وتحت تأثير مانشيتات الإغراء والتهويل ، وبما أننا أمام عنوان (المقال الرخو والدولة المشحوطة) فقد باتت الإشارة واضحة للمقصود بالمقال وبالدولة .. المقال له كاتب وهو الأستاذ خالد الرويشان الذي قال أن عموده الأسبوعي في صحيفة الثورة الرسمية توقف بأمر (الكبير) أي الرئيس الانتقالي عبده ربه منصور هادي ، والدولة التي أعنيها هي ما ورد ذكرها في مقال الوزير السابق والتي لا وجود لها إلا في رأس (الرويشان والكبير) ..

أعجب لرئيس -إن صح أنه أوقف العمود الأسبوعي بسبب ذلك المقال- كيف يفعل ذلك لمقال يعترف فيه كاتبه بوجود (دولة) فيما لا يتوفر منها شيء على أرض الواقع إذ نعيش حالة ماقبل الدولة ..؟! وهي حالة وصفتها في مقال سابق بـ ( الديولة ) .

صحيح أن المقال الرويشاني تحدث على طريقة الوزراء السابقين أي بإشارات

إلى أوصاف أخرى للدولة – الدولة تبقى موجودة في مخيال الكاتب- من مثل الفاشلة والخائرة والحائرة والمفلسة والمحكمة من التحكيم ، إلخ ، ولكنه لم يتخلّ عن كلمة ( الدولة ) تلك التي نريد إنجازها منذ أكثر من نصف قرن ، ولم نفعل ، ربما لأن الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله قال أو قالوا إنه قال: (مالكم إلا جمهورية بطير) ، ثم طارت الجمهورية وجلسنا كأنّ على رؤوسنا الطير .

لا ندري إن كان يحرك هذا النقد ((اللاذع)) بمقاييس (الكبير) وتلك مصيبة أو بمقاييس نجله (جلال) – حسب تسريباتهم- والمصيبة أعظم ، وازع ضمير من الكاتب أم رغبة كامنة في الظهور إلى واجهة الساحة اليمنية التي تنتظر سقوط حكومتها وينتظر الكثيرون أن يُستوزروا بها حتى أن بعضهم يؤلف ويلحن ويغني ويخرج لنا عبر مواقع إلكترونية قائمة بحكومة جديدة ووزاراء بنكهة القات ، والمداعة والشمّة ومابعد التخزينة ومابعد بعدها !!! ..

على أن سن الرويشان قد يشفع له قياساً بمن بلغوا من العمر عتياً ولم يُفطموا بعد ، مثل ذلك الذي تقاعد منذ زمن فجاء مؤتمر الحوار لينعشه من جديد ، ليتحدث عن الدولة المدنية والنظام والقانون وث

ورة الشباب ، وكل يوم يوسط أحد الحواريين للرئاسة كي يعود من التقاعد ليتولى منصباً دبلوماسياً شغله في سبعينيات القرن الماضي ..

المقال الرخو يبدو جميلاً وهو يسير منتشياً بصفته شبه الرسمية في صحيفة رسمية ودولة مرسومة في خيالهم ، ولا تبدو تدخلات الكبير أكبر من (شحطة) ضلّت سبيلها ، وبما أن الأستاذ الرويشان أورد في مقاله توصيفات افتراضية للدولة عطفاً على تعريف الكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي لـ (الدولة الفاشلة) ، فإني أرى أن أفضل إضافة لمقال الرويشان هو القول أنه "ولم يخطر ببال تشومسكي (الدولة المشحوطة) تلك التي (يشتحط) كبيرها حيث لايجب وحيث تكون فرض كفاية ، ويسترخي حيث تصبح (الشحطة) ضرورة قصوى ، وفرض عين (أحمر) .

قال زميلنا علي عطروس في الفيسبوك : (ثورة ولو طارت) وأقول هنا : ( فورة ولو باضت ) ..!!

وصفوة القول: أننا أمام هذا التهافت الغريب والعجيب في بلادنا لا ندري من الرخو ومن المشحوط ؟! .. تشابه علينا الأثوار ... و يا ثوار اليمن (اشتحطوا) !!!.

لـكزة

مقالي السابق (السعودية بين صعود إبن اليمنية ونكوص إبن الأثيوبية) نشر

ته مواقع عديدة ، ما لفتني أن أحدها نشره ثم حذفه متداركاً لخطأ ، فقد ظن أنني من الأخوان بمهاجمتي للمملكة الشقيقة ، ولعل أحد أخوانه في الله هداه إلى سواء السبيل فصحّح خطأه وعزز تلك الفكرة عن الأخوان انهم لا يعترفون بغيرهم حتى لو تقاطعوا معهم في نقطة ما ، ولن أسرف تفكيراً بالأوصاف التي يمكن أن يكون قد نعـتني بها فأوجبت الحذف على أن صفة واحدة لا شك ستغيب عن ذهنه أو سيغيبها عمداً وعدواناً ، وهي أني أهاجم السعودية أو سياساتها منذ عرفت الكتابة وليس منذ أن دخل حزبي وتنظيمي في قائمتها الإرهابية ولا يوجد في قاموسي حرف واحد يثني عليها، وأني اكتب ضد سياساتها بصفتي مستقلا عن أي تنظيم ومنتمياً للوطن ، ومن متداركات المقال ذاته أن صديقاً يمنياً يقيم في السعودية ويعرف كواليسهم أكد أن بندر بن سلطان ابن (يمنية) أيضاً وأنه لا صحة لجنسية أمه الأثيوبية ، فزاد في الأمر عجباً فقد كنا بـ (بركة اليمانية) أم الأمير مقرن وأصبحنا ببركتين ، فلا بارك الله في نسلهما إن كانت على شاكلة (إبن بوش) .

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المزيد في هذا القسم:

  • ما بعد خطاب الرئيس بوتين هل عادت اجواء الحرب الباردة لتخيم على مسرح السياسة الدولية مره اخرى كما كان الحال عليه اواخر القرن الماضي ؟ ! ان لم يكن الأمر كذلك فان (العالم) ما بعد خطاب ال... كتبــوا