المرصاد نت
بعد كُلّ جريمة يرتكبها ضد الإنْسَانية وبعد كُلّ إبادة للمدنيين البسطاء يتلذذ باقترافها عتاولة الإجرام السعوديّ الإماراتي والتي ليس آخرها مجزرة محضة بمحافظة صعده يكون البعض منا متطلع إلى صحوة ضمير أُمَمي أَوْ دولي هنا أَوْ هناك أَوْ تغير في المواقف لا سيما من أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنْسَان قد تتراءى في الأُفق الدولي المظلم والأسير للمال السعوديّ ولكن دون جدوى حتى ولو تكرر التطلع مرة أَوْ مرتين فإنه لا محالة يعود خاسراً وهو حسير ليس على الدماء والأشلاء التي تتناثر على امتداد رقعة الوطن العزيز بأيادي وآلة آل سعود ومن لف لفهم فحسب، بل وعلى الخذلان الدولي والأُمَمي وخَاصَّة الحقوقي والإنْسَاني الذي بات اليوم شريكاً أَسَاسيّاً في ما يرتكبه النظام السعوديّ من جرائم ضد الإنْسَانية في اليمن..
إن المرحلة الحرجة والمؤلمة التي يمر بها الشعب اليمني ورغم فداحة ما يجري من تآمر وما يحدث من جرائم قد أماطت القناع عن العديد من الوجوه التي كنا نراها على غير حقيقتها، وكشفت العديد من المواقف التي لم نكن نتوقعها وأظهرت العالم المتقدم الذي كنا نتغنى طول السنوات الماضية بديمقراطيته وإنْسَانيته وبحرصه الشديد علَى القوانين والمواثيق الدولية أظهرته علَى حقيقته التي غابت عنا طويلاً، بل لقد بات جوهر هذا العالم مكشوفا وعاريا من هول ما ارتكبه النظام السعوديّ من جُرم في حق الإنْسَانية والديانات السماوية والمواثيق الدولية في اليمن بل لقد ظهر جوهر العالم المخفي فكانت الوحشية والتآمر والإجرام هي سماته الحقيقية وأن ما كان ظاهراً للعيان من ادّعاء وتصنُّع لم يعدو كونه قشوراً فقط يتوارى خلفها جحيم الإجرام ووحشيةُ التآمر وبشاعةُ المبادئ وإلّا كيف بالله عليكم يتم التضامن مع حيوانات بلدان إن تعرضت لخطر ويتم التغاضي عن جرائم ضد الإنْسَان في بلدان أُخْرَى وخَاصَّة بلادنا..
إن وحشية العالم التي كشفتها المواقف من جرائم النظام السعوديّ الإماراتي في اليمن وأظهرها التغاضي المفضوح عن الانتهاكات المستمرة لآدمية الإنْسَان اليمني باتت شاهدا حيا علَى جوهر العالم ووحشيته التي تتجلى يوماً بعد آخر لا سيما وأن الجرائم المرتكبة ترتقي إلى جرائم حرب يجب محاكمة مرتكبيها والمتسببين في حدوثها وارغامهم للمثول أمام العدالة التي غابت عملياً عن الجرائم السعوديّة وانكمشت مبادئها أمام المال السعوديّ..
وبهذا يجب علَى من لم يزل لديه ادني امل أَوْ ذرة تعويل علَى صحوة قد تنبثق في هذا العالم الوحشي أَوْ لدى ادعياء الحقوق والحريات والمنظمات لتنتصر للمظلومين أن يغير نظرته اليهم ويراهم علَى حقيقتهم كون هؤلاء الادعياء مجرد أغطية بل وَشركاء فعليين في سفك الدم اليمني وفي قتل النساء والأطفال جنباً إلى جنب مع آلة القتل السعوديّ الإماراتي..
حقائقُ كشفتها الأحداث وبيّنتها المواقف وأكدتها بشاعة الجرائم السعوديّة في اليمن ولم نقُل ما قلنا تطرفاً أَوْ تجنياً أبداً؛ لأننا لم نجد موقفا إيجَابيا ولا بارقة امل من مكونات العالم بما فيها الأُمَم المتحدة تساند الضحايا وتقف في صفهم، بل وجدنا مواقفَ تساند القاتل تقف في صفه وتبرر مجازره، وفي أحيان كثيرة تدين الضحايا والقتلى والمشردين، وليس ابلغ من هكذا مواقف تؤكد وحشية العالم وتفضح إدعاءه المزيف..
وعلَى ما سبق يجب أن لا يلتفت الشرفاء الوطنيون إلى هذا العالم الوحشي بل وأن يتم رفض التعامل معه على أَسَاس أنه حامي الديمقراطية وداعي الحقوق والحريات وراعي الإنْسَانية من خلال التشريعات التي يتم المزايدة بها عبر أبواق الإعلام..
تغاضٍ وصمت وجرائم ضد الإنْسَانية كشفت حقائق كانت غائبة وأظهرت وحشية عالم ظل متخفيا وراء دعاوى مزيّفة.
وستستمر جرائم آل سعود في اليمن تؤكد عبر الأجيال وحشية العالم وشراكته في سفك الدم اليمني..
بقلم : عبد الغني العزي
المزيد في هذا القسم:
- يفضحون أنفسهم من حيث لا يشعرون ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت كنت قد كتبت مقالا سابقا بعنوان أحيانا يخدمك العدو دون أن يشعر واليوم وبعد تصريح سفير ال سعود في واشنطن.. وجوابه بإستهتار وتكبر وعنجهية ووقاحة على ...
- رسائل العيد الرابع ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت نشعر الان اننا الشعب الأكثر صلابة وصبرا في العالم والاكثر حكمة وسماحة وطيبة في الوقت ذاته يأتي العالم كله ليصب احقادا جمة علينا ومع ذلك نتعاط...
- علامة تعجب.. كيف يقود “ابو هادي” قافلة الانتصار في زمن الانهيار ؟! المرصاد نت ما اروع ان يخرج الحي من صلب الميت، وينبجس الماء من عين الصخر، وينبت الخير في بوادي الشر ويطلع الفجر من غياهب الليل، وتنبعث العنقاء من كومة الرماد، ...
- صفقات لندن والرياض .. الاهداف والمبررات المرصاد نت على الرغم من الضجة الكبيرة التي أثارتها زيارة ابن سلمان الى لندن والتي تمثلت باحتجاجات وتنديدات واسعة بسبب المجازر والحصار المفروض على اليمن ودور ا...
- الأحزاب وأيديولوجيتها في اليمن ! المرصاد نت على الرغم من الضربة الموجعة التي أصابت الأحزاب السياسية في اليمن مع الحرب المستمرة التي دمرت كل شيء فإن مراجعة تأسيس الأحزاب السياسية أمر جوهري في ...
- حروب العملة ... ( الأولى ) كتب: عبدالجبار الحاج في سلوك يمثل تماما في مضمونه ونتائجه نهج ادارة التوحش الذي قراناه عن الوهابية منذ الدرعية وحتى اليوم .. مثلها في السلب تلك ا...
- القنبلة النووية والفكر الوهابي أسلحه دمار شامل صنعها الأمريكيون لقد تفوقت الولايات المتحدة الامريكيه على العالم عندما صنعت السلاح النووي ودمرت به خصومها اليابانيين عندما ألقت بقنابلها النووية على مدينتي ناجازاكي وهيروشيم...
- منحة أممية لقوى العدوان .. لتحقيق مكاسب ميدانية ! بقلم : علي ظافر المرصاد نت “عيدنا جبهاتنا” ليس مجرد شعار تعبوي فارغ، بل ضرورة ملحة لإفشال مساعي تصعيد وتحشيد وتسخين قوى العدوان للجبهات في أكثر من محور ومنعهم ...
- الانتصارات المنشودة ! بقلم : نبيل نعمان المرصاد نت يعيش اليمن شعباً ودولة في وضع مأساوي لم يشهد مثيلاً له منذ عصور سحيقة عندما كانت تتصارع الدويلات وتتشرذم الأرض ويتمزق الناس أيما ممزق ..كل هذا ي...
- سياسات الخليج لسنوات تجاه اليمن " هي دافع عدوانهم ! بقلم :علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت العدوان على اليمن لم يكن وليد لحضته هي تراكمات من سوء المعاملة وعدم الاحترام فدول التعاون الخليجي تعتمد سياسات من شأنها إستنقاص المغتربين لديهم من ...