
أصحاب المشاريع الصغيرة
لا نطرح ذلك من قبيل اليأس او التشاؤم ولكن من قبيل الضرورة في تشغيل ملكات العقل للتفكير بأهمية ترتيب الأولويات وتجريب القدرة على مواجهة الإستحقاقات البسيطة ـ الأولى ثم التالية ـ ليتبعها تدريجياً الاستحقاقات الوطنية الكبرى. دعونا نُجرب بأن نكون من أصحاب "المشاريع الصغيرة" نعم من المتهمين بإصحاب "المشاريع الصغيرة" ودون إستعراض عضلات على الفاضي، وبعيداً عن توجيه التُهم المغلفة المخيفة وهي في واقع الأمر مصطلحات جوفاء لا معنى ولا قيمة لها لأنها ذُكرت بهدف التعتيم على أولويات المبادئ والقيم الأساسية. فإذا كنا لا نستطيع تحرير حديقة مختطفة (مشروع صغير)! في وسط العاصمة صنعاء وهي قابعة امام أعيننا جميعاً نراها في الذهاب والإياب كأن خاطفيها يستهزؤون بالشعب في تحدٍ صارخ وهم الذين تسببوا في كل الكوارث التي أحرقت الأخضر واليابس في البلاد ومازالت تشعل نيرانها في كل أنحاء اليمن، في إستفزاز لكل الشهداء والثوار والأحرار والشعب اليمني بأسره، والثورة الشبابية والشعبية، وكل المفقودين قسراً وكل الجرحى، ولكل التضحيات من أجل صناعة التغيير، وكأنهم يبسقون على وجوه الجميع وبالفم المليان:(طـُــــــــــز).
أما وبعد صدور قرار رئاسي وحملة دولية برئاسة مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر وكثير من التهديد والوعيد الدولي الذي لم يثمر، وكثير من الخُطب والكذب المحلي والعاصمي ولم يتحرك ساكن لدرجة أن المسألة أصبحت أكثر من (طـُــــــــــز) باتت تشي بكثير من الصراحة بأننا كشعب لا يعنينا اليمن ولايهمنا مستقبله ولا مستقبل أجيالنا الحاضرة والقادمة. إلا إذا كنا بإنتظار من يأتي ليخلصنا من وراء المحيطات. !!!!
سؤال؟؟؟؟؟
مالذي أنجزه أصحاب المسار السياسي حتى الآن؟؟؟؟
لم نعُد نريد منهم شيئاً. نريد منهم فقط وفقط جداً ـ تحرير (حديقة) مجرد حديقة (مشروع صغير) ـ صدر بها قرار رئاسي، وعملية تحريرها تمتلك كل الشرعية الدستورية والقانونية والإنسانية من حقوق الطفل والإنسان إلى حقوق الحيوان النبات والحجار، إلا إذا كانت كل أحاديثنا ومطالباتنا بتحقيق القضايا الكبرى آنفة الذكر (المشاريع العظمى) ـ السيادة والإستقلال الوطني والديمقراطية ...إلخ إلخ إلخ، ما هي الا نوع من المزايدات العبثية التي نضحك بها ونمارسها على انفسنا سواءً بالكتابة عنها او بالمظاهرات اوالإعتصامات أو بالمواجهات المسلحة ضد بعضنا التي يغيب عنها صاحب المصلحة الاساسية وهو الشعب الذي يُساق دوماً إلى معارك لا تمت لمصالحه المباشرة باي صلة!!!.
في الايام القليلة الماضية وضعت حركة خلاص احدى الأولويات الأساسية على المحك الشعبي والثوري والسياسي والإعلامي والصحافي والمحلي والدولي في إنبوب إختبار واعلنت عن تبنيها لمبادرة تحرير الحديقة آنفة الذكر واختارت يوم ٢٢ مايو لتدشين هذه الحملة في حشد سلمي وشعبي مهيب امام البوابة الرئيسية للحديقة التي يمتلكها هذا الشعب ويعجز عن تحريرها في داخل أرضه وفي وسط عاصمته، او لنقل من اجل التخفيف، لم يفكر بان تحرير هذا (المشروع الصغير) يُمثل العقدة الاولى نحو الخلاص والانعتاق من بقية (الكوراث الكبرى) ويُمثل اللبنه الأولى لإنجاز المستحقات الاخرى الصغيرة والثانوية والأساسية.
في ٢٢ مايو القادم ودون أية مبالغة سيكون العالم باسره وبكل منظماته الدولية والمدنية والانسانية يراقب بكل اهتمام وشغف مدى فعالية وحرص الشعب اليمني وقوته وارادته في استرجاعه سلمياً لابسط حقوقه الشرعية والقانونية والمدنية والإنسانية والطبيعية (مشروعه الصغير) ليتسنى له بعد ذلك أن يدرك على هذا الأساس حجم ومقدار إرادته في إستعادة كافة حقوقه وسيادته الوطنية. فهل ينتصر الشعب اليمني ويفوز بإنجاز أحد مشاريعه الصغيرة؟!.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- الصراع السعودي الايراني في اليمن .. حقيقته وحصيلته المرصاد نت - خاص الجميع يريد اليمن دولة تابعة وساحة للنفوذ وحروب الوكالة يتساوى في ذلك العقل الايراني والسعودي مع تفاوت بسيط أما اليمنيون فيريدونها دولة مستقل...
- أزمة الوقود .. هل هو الاصلاح ام هو المؤتمر ؟ ازمة خانقة في المشتقات النفطية تخنق المواطنين في كل محافظات الجمهورية , وهي هذه المرة بحدّة لم تعرفها البلد من قبل حتى في فترة الاحداث التي شهدتها ا...
- أبشر بطول سلامةٍ يا ( تُبَّعُ ) ! بقلم : الشيخ عبدالمنان السنبلي المرصاد نت مجرد صاروخ (بركان - 1) واحدٍ محلي الصنع تم إطلاقه على مملكة بني سعود تسبب لهم في هذا الكم الهائل من الخوف و الذعر و الذي لو وُزِّع على أ...
- المفاجأة ! بقلم : ابراهيم هديان المرصاد نت جاء العدوان الخليجي الأمريكي الصهيوني لإسكات حالة الثوره والغليان والحماس لتحقيق المستحيل عند ثوار 21 سبتمبر وأغلبهم فتيان في عمر الزهور وبعد ...
- هذه هي القصة ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت ما يحدث لليمن اليوم ليس ناتج عن الحرب وحسب بل انه محصلة موضوعية للعمليه التخريبية التدميرية الممنهجة التي تراكمت على مدى اربعة عقود.لو لم يكن هذا ا...
- التهميش الكامل لممثل اليمن! المرصاد نت بغض النظر عن اهمية او تأثير لما يسمى قمم عربية او اسلامية او خليجية… لكن علينا ان نركز على مايلي: – قمة خليجية… عقبها… – قمة عربية… عقبها.. – قمة ا...
- لماذا يعيد التأريخ نفسه! المرصاد نتيُعيد التأريخ نفسه لأن البرنامج والأهداف الشيطانية ظلت كما هي، وإبليس هو نفسه لم يتغير لأنه تلقى وعده من الله، بل كثرت وكبرت وتوالدت عترته، وأهد...
- فزاعة العقوبات منذ 2011 ووسائل الإعلام وتصريحات النخبة السياسية تناشد وتواعد وتؤكد وجود عقوبات دوليه ضد الرئيس علي عبدالله صالح ! 3 أعوام ومازالت التهديدات التي لم تتم حتى ا...
- عبد الملك المخلافي..«الرفيق» الذي غيّرت السعودية ملامحه ! بقلم : جمال جبران المرصاد نت قبل أربع سنوات قال عبد الملك المخلافي في حوارٍ صحافي: «لا يمكن لليمن أن يكون سعيداً وسعودياً في آن واحد». كانت نبرة التلميذ القديم ل...
- ولد الشيخ .. ورقة مضروبة في شتاء الرهانات المرصاد نت تحدثنا باكرا في منتصف العام الماضي أن الأمم المتحدة اتخذت قرار إقالة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد ، وان بقاءه لم يكن سوى تلبية ل...