كيف استطاع باسم يوسف ان يؤثر في الشارع

داخل مسرح راديو، يعايش الجمهور برنامج "البرنامج" الذي يقدمه باسم يوسف بشكل مختلف، أكثر حيوية وأكثر ضحكاً. فما هو أكثر ما يعجب حاضري العرض وكيف يتفاعلون مع مقدم البرنامج مباشرة؟

لأول مرة تحضر الشابة المصرية سارة حمام برنامج "البرنامج" أثناء تسجيله في "مسرح راديو" وسط القاهرة. سارة حمام طبيبة أسنان في الخامسة والعشرين، معجبة للغاية بالكوميدي الساخر باسم يوسف وتحاول مشاهدة حلقات برنامج البرنامج بانتظام. "أنا سعيدة للغاية لكوني حصلت على الدعوة لحضور العرض مباشرة"، كما تقول، فتذاكر حضور "البرنامج" لا يمكن شراؤها، ولكن هناك فقط دعوات يوزعها الفريق العامل مع باسم يوسف، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على الدعوات بعد التسجيل على موقع البرنامج. سارة حمام حصلت على دعوة من صديقة لها كان من المفروض أن تحضر العرض مع أختها، التي لم تتمكن من ذلك.

مسابقة غير تقليدية

حينما دخلت سارة حمام وصديقتها ردهة المسرح، التي يعرفها المشاهدون من خلال الكليب الذي يبدأ به "البرنامج"، سارعت بالتقاط صور تذكارية بجانب البورتريهات العديدة المعلقة على الحائط والتي تظهر باسم يوسف وطاقمه أثناء التحضير للبرنامج ومع شخصيات مشهورة سبق وحضرت العرض.

سارة لم تتماسك نفسها من الضحك حينما بدأ باسم يوسف حلقته بمسابقة "أحلى هاااااح". الجمهور كان يتوقع أن يعلن باسم يوسف على الفائز بالمسابقة، إلا أن أحد أفراد الطاقم أوقفه بصرخة مدوية: "استنى يا باااااسم!" وهو يركض ببطء شديد وبتمثيل وكأنه يحاول قطع مسافة طويلة، علما أن المسافة التي قطعها بالفعل لا تتجاوز الخمسة أمتار. ثم يتقدم من باسم وهو يحمل حقيبة وملامح وجهه تظهر وكأنه يعبأ تحت ثقلها. فيفتحها ويعطي لباسم شريط فيديو قائلا بعبارات بطيئة وهو يبدو وكأنه يتلفظ أنفاسه: "هذا الشريط سيغير مسار المسابقة!!

وهذا ما حدث بالفعل، فنتيجة المحتوى الموجود بالشريط، تم تأجيل المسابق، لتصببح مسابقة جديدة هي "الهاااح ضد الهاااخ"، فقد ظهر في شريط الفيديو وردي اللون مقطع للإعلامية المصرية أماني الخياط وهي تتلفظ بعبارة "هاااااخ". "ما يثير إعجابي هو القدرة الهائلة لفريق برنامج "البرنامج" على الوصول إلى أفكار كهذه، تفاجئني كل مرة وتجعلني أضحك باستمرار"، كما تقول سارة حمام والابتسامة لا تفارق وجهها، ثم تضيف: "أما عن أداء باسم الجيد فلا أجد كلمات لوصفه!".

"السخرية يمكن أن تكون مفيدة أيضا"

الفقرة الثانية في الحلقة لم تكن مضحكة، كما تقول سارة حمام. "لكنها كانت مفيدة جدا ولفتت انتباهي إلى إشكالية عويصة تعيشها مصر وهي التلوث البيئي". في هذه الفقرة استضاف باسم يوسف أحد النشطاء البيئيين من منظمة "مصريون ضد الفحم" الغير حكومية، الحوار دار حول خطورة الفحم على البيئة في مصر. وهو موضوع مهم بالنسبة لباسم يوسف: "لم يبق لنا سوى الهواء، وهو ما لن نسمح بأخذه منا". فبعد أن تطرق في الحلقة الحالية للانقطاعات المتكررة للكهرباء والتي زادت حدتها في الآونة الأخيرة. فبعد أن تناول بسخرية تعليقات بعض الإعلاميين المصريين حول الموضوع، والذين أرجعوا سبب هذه الانقطاعات إلى مؤامرات يقوم بها "عناصر من الإخوان المسلمين" مثلا. تعليق باسم على هذه النقطة: "لست المسؤول إذا لم تكن نكتي مضحكة لكم. المسؤول حينها بالتأكيد هم الإخوان!"

تناول باسم يوسف أيضاً تعليقات وتحاليل خبراء وإعلاميين مصريين يدعون لاستخدام الفحم من أجل إنتاج الطاقة. غالبية هذه التحاليل لم تكن منطقية للغاية ولا تستند لمبررات علمية، وتتجاهل التأثيرات السلبية لاستخدام الفحم على المحيط البيئي في مصر والذي يعرف تلوثا كبيرا. وهذا ما أوضحه الخبير البيئي الذي استضافه باسم يوسف في حلقته. حوار تابعته سارة حمام باهتمام بالغ.

عادة ما يتوجه باسم يوسف إلى جمهوره في المسرح أثناء الاستراحة ويمنحم فرصة طرح أسئلة. السؤال الذي يطرحه أغلب الحاضرين هو إذا كان باسم يوسف سيمنح صوته للمشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المقبلة. لكن سارة حمام كانت تود أن تسأله عن صعوبة اتخاذ القرار بالتخلي عن ممارسة الطب والتفرغ لبرنامج "البرنامج". فكما تقول الشابة المصرية: "أنا أيضا طبيبة وأحب مهنتي كثيرا. كما أنني أحب ممارسة الرسم وأعتقد أنني جيدة في هذا المجال. لكن لم أتمكن حتى الآن عن التخلي عن مهنتي". ثم تضيف: "بواسطة الفن يمكنك تقديم لحظات سعادة للناس كما يفعل باسم يوسف، لكن الطبيب قد ينقذ حياتهم". وهو ما يجعل قرار الاختيار بين المجالين صعب للغاية. أما عن باسم يوسف وكيف اتخذ هذا القرار فسيبقى مجهولا لكون سارة لم تتمكن من طرح سؤالها عليه، نظرا لضيق الوقت.