أسوشييتد برس: إتفاقات سرية بين تحالف العدوان وتنظيم القاعدة في اليمن

المرصاد نت - متابعات

كشفت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية اليوم الاثنين عن صفقة جرت بين قوي تحالف العدوان وحكومة هادي من جهة وتنظيم القاعدة الإرهابي من جهة أخري تنصّ أبرز بنودها على Alqaidah2018.8.6تأمين انسحاب آمن لمقاتلي التنظيم من المدن الجنوبية وتذويب عناصرهم في الأذرع العسكرية الجنوبية التي تموّلها الإمارات وزجّ العشرات منهم في القتال ضد القوات اليمنية المشتركة في المحافظات الشمالية.

وقالت الوكالة في تحقيقها إن معظم العمليات الكبرى التي تحدث تحالف العدوان عنها وتكللت بطرد عناصر القاعدة في مدن جنوبية من بينها المكلا في حضرموت ومناطق في شبوة وأبين تمت من دون إطلاق رصاصة واحدة وبدفع أموال طائلة لعناصر التنظيم والسماح لبعضهم بالانسحاب مع سلاحهم وعتادهم وكل ما نهبوه من الدولة والمواطنين.

واستندت الوكالة الأمريكية في تقريرها على عمل المراسلين الصحافيين في اليمن ومقابلات مع عشرات المسؤولين بمن فيهم ضباط أمن يمنيون وقياديو مليشيات ووسطاء قبليون وكذلك مع عناصر من تنظيم القاعدة روى بعضهم تفاصيل اللحظات الأخيرة للاتفاق بين تحالف العدوان وتنظيم القاعدة في منتصف 2016 بالانسحاب من مدينة المكلا في حضرموت مع منحهم طريقاً آمنة للخروج بسلام والاحتفاظ بأسلحتهم وحوالي 100 مليون دولار نهبوها من المدينة.

وأكد مسؤول قبلي راقب انسحاب مسلحي القاعدة أن مقاتلات  تحالف العدوان والطائرات الأمريكية من دون طيار كانت غائبة كلياً عن الأجواء لحظة انسحابهم متسائلاً في ذلك الحين لماذا لم يوجهوا إليهم أي ضربة؟ في حين ذكر شهود عيان بأن خروج عناصر القاعدة من المكلا كان سلساً ومن الملاحظ خلاله بأنهم لم يكونوا يشعروا بأي خوف من تعرضهم لضربه جوية مباغتة لاطمئنانهم بأن الاتفاق المبرم مع تحالف العدوان دخل مرحلة قيد التنفيذ التي جنوا ثماره بعد أن حظي بعضهم بوجبة عشاء وداعية نظمها أحد مهندسي الصفقة المحليين في بساتين الزيتون والحامض في مزرعته في ضواحي المكلا لإلقاء التحية عليه.

وقالت الوكالة إن الرياض وأبو ظبي دفعتا الأموال لتنظيم القاعدة مقابل خروجه وعناصره من مناطق سيطروا عليها في اليمن مشيرة إلى أن الأمر تعدى ذلك إلى قيام قوات مدعومة من التحالف العسكري السعودي بالعمل على تجنيد مسلحين من القاعدة .

وتطرقت الوكالة إلى الدور الأمريكي في "الصفقة" فقالت إنها "تمت بعلمها وقد أمّنت القوات الأمريكية انسحاب مسلحين من التنظيم بما استولوا عليه من الأسلحة وأضافت : في الوقت الذي تدعم فيه واشنطن حلفاءها الرياض وأبو ظبي لقتال القاعدة في اليمن يتضح أن المهمة الأكبر هي كسب الحرب وفي هذه المعركة يظهر مقاتلو القاعدة في جانب تحالف العدوان السعودي وبالتالي الولايات المتحدة.

ولفتت إلى أن تلك الصفقات تضمنت كذلك "ضم 10 آلاف من رجال القبائل المحليين بما في ذلك 250 من مقاتلي القاعدة إلى الحزام الأمني الفصيل المدعوم إماراتيا في المنطقة "كما قال أحد مفاوضي القاعدة وقياديون في الحزام الأمني".

وبعد ضمان نجاح الصفقة تم إعادة استنساخ التجربة في أبين والاتفاق على انسحاب عناصر القاعدة من خمس بلدات في المحافظة بما فيها العاصمة زنجبار وتضمن الاتفاق أيضاً امتناع تحالف العدوان السعودي الإماراتي والطائرات الأميركية من دون طيار من قصف مقاتلي القاعدة خلال انسحابهم مع سلاحهم. وقبول انضمامهم لاحقاً انضمام إلى فصائل الحزام الأمني المدعوم من الإمارات.

وكشف الشيخ القبلي طارق الفضلي الذي سبق أن تدرب على يد أسامة بن لادن إنه كان على تواصل مع مسؤولين في السفارة الأمريكية ومسؤولين من التحالف السعودي لإبلاغهم بتفاصيل الانسحاب.Qaidaa2018.8.6

وكشف تقرير «أسوشيتيد بريس» عن أن اتفاق الانسحاب في فبراير الماضي من بلدة السعيد في محافظة شبوة ذهب إلى أبعد من ذلك ووعد التحالف السعودي بدفع رواتب لعناصر القاعدة الذين تخلوا عن التنظيم.

وقال قائد الأمن في شبوة عوض الدهبول إن نحو 200 من مقاتلي القاعدة حصلوا على مبالغ مالية من ضمنها 100 ألف ريال سعودي (26 ألف دولار) إلى أحد قادة القاعدة بحضور قادة إماراتيين وقال الوسيط ومسؤولان إن آلاف المقاتلين القبليين بينهم عناصر في القاعدة في جزيرة العرب سينضمون أيضاً إلى قوات «النخبة» الشبوانية التي تمولها الإمارات.

كما نقلت الوكالة عن عبد الستار الشمري المستشار السابق لمحافظ تعز قوله إنه يعترف بوجود تنظيم القاعدة منذ البداية وهو أخبر القادة بعدم تجنيد أحد من عناصره. وأضاف «كان ردهم: سنتحد مع الشيطان لمواجهة الحوثيين وقالت الوكالة إنه تم وضع أبو العباس على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب لصلته بـالقاعدة»العام الماضي لكنه لا زال يتلقى أموالاً من الإمارات لدعمه للوقوف أمام حكومة هادي والقوات الموالية لحزب الإصلاح "الإخوان المسلمين - فرع اليمن" كما حصل قيادي آخر في تعز وهو عدنان رزيق المشبته بانتمائه لـ«القاعدة» على 12 مليون دولار من قوي تحالف العدوان لتمويل عملياته في المحافظة.

وبحسب الوكالة فإن هذه الصفقات التي كشفتها تعكس المصالح المتناقضة للحربين المستعرتين في هذا الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية. ففي واحدة من الحربين تعمل الولايات المتحدة مع حلفائها العرب وخاصة الإمارات بهدف القضاء على تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. لكن المهمة الأكبر هي كسب الحرب  ضد القوات اليمنية المشتركة حيث يقف تنظيم القاعدة إلى جانب التحالف السعودي وبالتالي الى جانب الولايات المتحدة.

وحذرت الوكالة الأمريكية من أن هذه «التسويات والتحالفات» بين «التحالف العسكري السعودي» و«القاعدة» سمحت للأخير بمواصلة القدرة على القتال حتى اليوم وهي تهدد بتقوية أخطر فرع لـ«القاعدة» وهو التنظيم الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

المزيد في هذا القسم: