اعتقالات تعسفية تحاصر حضرموت: ماذا تريد الإمارات؟!

المرصاد نت - متابعات

تواصِلُ أجهزةُ السلطة في محافظة حضرموت المواليةُ لدولة الإمارات حملة الاعتقالات التعسفية للنشطاء على خلفية الإنتماء السياسي وتحت ذريعة «المشاركة في الاحتجاجات Shabowah2018.9.23الشعبية» التي شهدتها مدينة المكلا مؤخراً والمنددة بالانهيار الاقتصادي في البلاد بسبب استمرار الحرب في اليمن.

ففي مدينة المكلا اعتقلت الأجهزة الأمنية الناشط في الحراك الجنوبي وعضو اللجنة المركزية لـ«المجلس الأعلى للحراك الثوري» الذي يتزعمه القيادي البارز حسن باعوم ناصر بامثقال تم ذلك من مكان عمله في ميناء المكلا صباح يوم الثلاثاء الماضي.

السلطات تواصل أيضاً اعتقال القيادي في الحراك الجنوبي حسين القميشي رئيس دائرة الشهداء والجرحى بـ«المجلس الثوري» الذي يترأسه القيادي فؤاد راشد وقد تم اعتقاله مساء يوم الاحد الماضي بعد أوامر تعسفية بالاعتقال من قبل نيابة الاستئناف، بحجة المشاركة في الانتفاضة الشعبية بحسب بيان أصدره «المجلس» تعليقاً على واقعة الاعتقال.

وتصاعد الجدل بين الأوساط الشعبية في محافظة حضرموت حول هذا النوع من الاعتقالات أخيراً مع استهداف مباشر لجميع الأصوات المعارضة ومحاولة تكميم أفواه النشطاء بالنار والحديد المعارضين للتواجد الإماراتي في حضرموت.

وندّد «المجلس الأعلى للحراك الثوري للتحرير والاستقلال» في محافظة حضرموت، بـ«حملة الاعتقالات واقتحام المنازل غير القانونية من قبل القوات العسكرية وبالشكل الهستيري ضد قيادات ونشطاء المجلس الأعلى للحراك الثوري».

واعتبر المجلس في بيان حملة الاعتقالات والاقتحامات في مدينة المكلا «دليلاً واضحاً على الفشل الذريع سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في إدارة المناطق المحررة بحسب زعم ما يسمى التحالف والشرعية».

وقال إن المجلس وقف في اجتماعه الأخير الاستثنائي مساء الثلاثاء «أمام واقعة اعتقال المناضل ناصر عبدالله بامثقال عضو اللجنة المركزية للمجلس الأعلى للحراك الثوري بالجنوب باعتبارها شكلاً تعسفياً وطريقة تدل على عودة عسكرية للحياة في محافظات الجنوب إلى المربع الأول».

وحمّل مسؤولية اعتقال بامثقال وعدد من نشطاء «الحراك» السلطات الحاكمة في حضرموت ورأى أن «ذلك عمل منافٍ للقيم والأخلاق الجنوبية».

ودعا القيادي في «الحراك» محمد الحضرمي الجهات المختصة بمحافظة حضرموت إلى «الإفراج المباشر والفوري عن القيادي حسين القميشي وكافة المعتقلين ورد الاعتبار والبت في تحقيق شفاف للكشف عن الجهة الخفية التي تريد تأجيج الشارع الحضرمي وإقلاق السكينة العامة ولربما تصفية حسابات سياسية وعودة هيجان الشباب من جديد بهكذا أساليب قمعية وبوليسية».

وقال الحضرمي إن «تلك الأساليب تعيد إلى أذهاننا فرضا مرحلة ما قبل دحر نظام حقبة صالح البائد التي تصدى لها ولجبروتها العسكري والسياسي هؤلاء الاحرار» معتبراً أن تلك المرحلة «لن تعود قطعا إلا في مخيلة الفاسدين والمتشبثين بمراكز النفوذ، حفاظاً على مصالحهم الشخصية والدونية».

وأضاف «إذ نؤكد للقاصي والداني أننا ولدنا أحرار مناضلين مرابطين على تراب أرضنا وكل ما نعمله نعلن عنه وفقاً لقناعتنا واجتهاداتنا ولا يوجد هنالك ما نخفيه او نقوم به خلف الكواليس المظلمة» محملاً «الجهات المعنية مسؤولية تدهور صحة القيادي في الحراك حسين القميشي، الذي يعاني من عدة أمراض صحية».

من جهته اعتبر الكاتب السياسي الجنوبي عمر باجردانة أن «الاعتقالات التعسفية التي طالت بعض الشباب الناشطين من قبل السلطة الامنية في حضرموت تُعد أمراً مرفوضاً ولا تخدم الأمن والاستقرار الذي طالما تحدثت عنه السلطة في حضرموت والذي يعد منجزاً من منجزات ما بعد تحرير المكلا من القاعدة».

وتابع أن «سياسة الإقصاء والتهميش وتكميم الأفواه ستعود بالسلب على ما تشهده المحافظة من تطبيع للحياة المدنية، في ظل ما تعانيه المحافظة من أزمات خانقة تقتل المواطن البسيط بشكل يومي» مضيفاً أن «على السلطة أن تدرك ان أي أمر تعسفي تتخذه في حق أي مواطن من شأنه أن يؤجج الشارع ويلهبه خصوصاً وأن المواطن لا يوجد لديه ما يخسره في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه».

وحثّ باجردانة السلطة على أن «تشرك الجميع في إدارة البلد وان تعطي مساحة لكل من له رأي ويعبر عنه من دون المساس أو الإضرار بالصالح العام وعليها أن تدرك أن الدكتاتورية لا تصنع مستقبل».

وشهدت مدينة المكلا صباح الأربعاء الماضي وقفة احتجاجية منددة بالاعتقالات التعسفية التي طالت قيادات ونشطاء في الحراك الجنوبي بعد الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها محافظة حضرموت الرافضة لسياسة التركيع وتجويع الشعب.

وندد رئيس «المجلس الثوري» بمحافظة حضرموت صالح يسر النموري خلال الوقفة الاحتجاجية بـ«الاعتقالات السياسية التعسفية بحق قيادات المجلس الذين قدموا تضحيات جسيمة من اجل عزة وشرف وكرامة ورفعة الوطن الجنوبي» موضحاً أن «السجون يجب ان يقبع فيها العملاء والفاسدين لا أن يكون مكانها الشرفاء والمناضلين والأحرار». وطالب المشاركون بالوقفة السلطات الحاكمة في محافظة حضرموت بـ«الإفراج الفوري لنشطاء الحراك الجنوبي ورد الاعتبار».

الإمارات تحكم قبضتها على المديرية الـ13 بمحافظة شبوة

الي ذلك أكملت «قوات النخبة الشبوانية» المدعومة من الإمارات صباح أمس السبت عملية انتشارها في مختلف مناطق مديرية نصاب وهي المديرية الـ13 من إجمالي 17 مديرية بمحافظة شبوة، بإقامة مواقع عسكرية ونقاط تفتيش على مداخل ووسط المديرية.

وبحسب سكان محليون في نصاب أكدوا أن هذه الخطوة تمت تحت قيادة عميد ركن سالم حنتوش العولقي قائد محور الصعيد وأركان المحور أحمد محسن السليماني بإشراف من ضباط إماراتيين كانوا على اتصال مستمر بهم قبيل وأثناء العملية وذلك «بحجة تأمين المديرية والمحافظة عليها من التنظيمات الإرهابية كما تزعم المواقع الإعلامية التابعة للنخبة»

وقالت مصادر محلية إن «هذه الخطوة كانت متوقعة في ظل غياب قوات الدولة الرسمية»، فيما أعطت «النخبة» مبرراً لتمددها بحسب ما جاء في بيانها «بهدف محاربة الإرهاب وبسط الأمن وفرض عوامل الاستقرار وتأمين المواطنين وتحسين الوضع الأمني، في هذه المدينة».

وكانت قوات «النخبة» قد أعلنت يوم أمس الجمعة عن مقتل قيادي كبير في تنظيم «القاعدة» في عملية عسكرية خاطفة ضد أحد أوكار التنظيم بمنطقة خورة التابعة لمديرية مرخة العليا (المحاذية لمديرية نصاب) بحسب بيان للمركز الإعلامي لـ«النخبة الشبوانية» الذي قال إن «العملية العسكرية التي جاءت بدعم لوجيستي من قوات تحالف دعم الشرعية باليمن نفذتها قوات خاصة من النخبة الشبوانية بقيادة النقيب وجدي باعوم الخليفي قائد معسكر الشهداء».

وأضاف أنه «خلال ست ساعات من انطلاق العملية العسكرية أسفرت المواجهات والاشتباكات التي استمرت حتى الثامنة صباحا مع مجاميع من تنظيم القاعدة في خورة، عن مصرع القيادي في تنظيم القاعدة نايف طرموم الدياني، ومداهمة عدد من أوكار التنظيم الأخرى في المنطقة والعثور على كثير من المتفجرات والعبوات الناسفة والقنابل اليدوية التابعة للتنظيم الإرهابي». فيما سجلت العملية إصابة جنود من قوات النخبة بدرجة طفيفة وفق المكتب الإعلامي التابع لها.

وذكر البيان أن «الإرهابي نايف طرموم الدياني سبق له المشاركة في تخطيط كثير من العمليات الإرهابية وخاصة في مناطق الصعيد وعتق، والمصينعة بمحافظة شبوة».

سالم الفهد محلل سياسي من شبوة قال إن «هذه التمدد الإماراتي في باقي مديريات شبوة كان متوقعاً في ظل غياب سلطات الدولة الرسمية وتغافلها عن الخطر الإماراتي وتشكيل مليشيات تتبع أبو ظبي» في إشارة منه إلى «قوات النخبة» و«الحزام الأمني».

وأضاف أن «الإمارات بحثت عن حجة لتبرير انتشاراها التوسعي في مناطق شبوة الغنية بالغاز والثروة النفطية، فلم تجد أفضل وأسرع من حجة مطاردة الإرهاب وعناصره الذين يصولون ويجولون في عدن».

وتابع أن «الإمارات والنخبة تزعمان أن عناصر القاعدة ينفذون عشرات الاغتيالات والعمليات الإرهابية في عدن فيما لم نر أي عملية مداهمة أو تحقيق شفاف يكشف خفايا هذه الجرائم وهو ما يعزز فرضيات الأطماع الإماراتية التي باتت واضحة تحت حجج شتى».

وفي تأكيد على حجم التنسيق المسبق للقوى الجنوبية الموالية للإمارات رحّب «المجلس الانتقالي» بمديرية نصاب محافظة شبوة بقوات «النخبة الشبوانية» وفي بيان أصدرته الدائرة الإعلامية بالمجلس، وصف سيطرة «النخبة» بأنها «خطوة شجاعة».

فيما أشار الناشط الحقوقي باسم نصرالدين إلى أن «النخبة الشبوانية تسعى إلى تشتيت أذهان الناس بالحديث عن القاعدة من أجل بسط سيطرتها وتحقيق ما تهدف إليه من مطامع»، وأكد أن «شبوة لا تحتاج إلى نخبة ولا إلى قوات موالية للإمارات بقدر ما تحتاج إلى إعادة تامين الحقول النفطية وتصدير النفط من أجل إعادة التوازن الاقتصادي إلى المحافظة الثرية بالنفط والغاز».

وتساءل نصر الدين «لماذا لا تسيطر الإمارات إلا على المحافظات النفطية والشريط الساحلي ومنها شبوة؟، هل لهذا الأمر من مبرر؟».

واختتم حديثه بالقول إن «الإمارات تسيطر بشكل احتلالي على مناطق النفط والشريط الساحلي تارة بحجة أنصار الله وتارة بحجة القاعدة وتارة بحجة الإصلاح وهي كلها شماعات لها تستخدمها للمغالطة على جرائمها التي لن تسقط بالتقادم ولن يقبلها الشعب اليمني مطلقاً».

 أحمد باعباد - العربي

المزيد في هذا القسم: