جلسة ختامية للمشاورات غداً يحضرها الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش!

المرصاد نت - متابعات

تختتم اليوم" الخميس" مشاورات السويد أعمالها التي بدأت قبل خمسة أيام بانتظار جولة جديدة من المحادثات التي من المتوقع أن تبدأ مطلع العام المقبل وسيتم الإعلان عن النتائج النهائية ALsouad2018.12.12للمشاورات"ظهر الخميس" حيث أن هناك اصرار من الامم المتحدة لتحقيق انجاز يذكر.

وكان المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث قد سلم وفدا مشاورات السويد أربع اقتراحات حول الإطار السياسي العام وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والإجراءات الاقتصادية كما تمّ ضم ورقة حول تعز حيث أن جلسة ختامية للمشاورات ستعقد قبل ظهر الخميس يحضرها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش.

وتنتظر نتائج المشاورات الحالية ما سيفضي إليه الضغط الديبلوماسي الدولي اليوم مع دخول الأمين العام أنطونيو غوتيريش على خط المشاورات إلى جانب سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الذين انضموا الثلاثاء الماضي لوضع نهاية للعدوان والحرب المستمرة منذ قرابة 4 سنوات والتي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت بالملايين إلى شفا المجاعة.

مضت 6 أيام من مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في السويد بين وفد الرياض من جهة والوفد الوطني من جهة أخرى والمشاورات التي تختم جلساتها في الـ13 من ديسمبر الجاري قبل أن يمدد موعدها بشكل مفتوح لا تزال تناقش المسائل التمهيدية حول كيفية تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي تتضمن البدء بعمليات تبادل واسعة للاسرى من كِلا الجانبين بالإضافة إلى فتح مطار صنعاء أمام المساعدات الإنسانية والعالقين ووقف العمليات القتالية قرب ميناء محافظة الحديدة والبحث في مستقبل المدينة الساحلية.

 وفد هادي القادم من الرياض وبتوجيه من دول تحالف العدوان بدأ بالعرقلة والانقلاب على كل التقاربات التي حصلت في محادثات السويد ورفض أيضاً التهدئة في الحديدة وتعز ولم يبق سوی التوافق علی ملف الاسرى الذي لايزال البحث فيه جارياً. كما ان مساعي حثيثة تجري من قبل سفراء دول تحالف العدوان في كواليس استوكهولم لدى المجتمع الدولي لمنحها فرصة شهر ونصف لتحقيق تقدم عسكري في الجبهات.

 مشاورات السويد أمام تحديات صعبة وعراقيل يضعها وفد الرياض حيث يقدمون شروط غير منطقية وفيها نوعاً ما من تحقيق مالم يستطيعوا تحقيقة في التصعيد العسكري سيما ما يتعلق بالحديدة. رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام قال إن الوفد لم يصل بعد إلى درجة اليقين بوجود دعم حقيقي للسلام في اليمن لافتاً إلى أستمرار نقاش على مدار الساعة في الأوراق المتعلقة بالحل السياسي.

وطالب وفد الرياض بضرورة إنسحاب الجيش واللجان الشعبية من مدينة الحديدة ومينائها بالإضافة إلى ميناءي راس عيسى والصليف في محافظة الحديدة لكن عبد السلام قال في تصريحات صحافية إن انسحاب القوات اليمنية من مدينة الحديدة غير وأرد مشيراً إلى إنه من الممكن أن تشرف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة الإستراتيجي وما عدا ذلك فإنه يمثل أستسلاماً.

هذا وقالت وكالة رويترز ان طرفي المشاورات اتفقت على إعادة فتح مطار صنعاء للرحلات الداخلية وأن تهبط الرحلات الدولية في مطار تسيطر عليه حكومة هادي للتفتيش قبل أن تدخل صنعاء أو تخرج منها. ولم يتفقا بعد إن كانت عمليات التفتيش ستجرى في مطار عدن أم مطار سيئون.

وبحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اليوم في مؤتمر صحفي مع نظيرته النمساوية كارين كنايس إن "الكويت على أتم الاستعداد للوقوف مع أشقائنا في اليمن في أي وقت يرون انه مناسب للانتهاء من الحرب والوصول الى سلم والتوقيع على الاتفاق (الذي) نأمل ان يكون في دولة الكويت" ولم يتطرق الوزير الكويتي لإمكانية استضافة بلاده لجولة جديدة من المفاوضات أو المشاورات اليمنية بعد الجولة الحالية المنعقدة في السويد وسهّلت الكويت نقل الوفد الوطني إلى السويد واستضافت في 2016 محادثات لأكثر من 100 يوم لكنها لم تنته إلى حل ينهي العدوان والحرب على اليمن .

وسعي المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلي انعقاد المشاورات في ديسمبر هو استثمار جيد من الرجل لإنتهاز الفرصة وجلب الضغط من أصدقاء السعودية عليها بعد إن بدت متورطة في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقي في قنصلية بلادة بإسطنبول. ويأمل غريفيث ان تلعب الضغوطات التي تمارس على النظام السعودي منذ أكتوبر في أحداث ضغط مزدوج يصل إلى حكومة هادي التي تقاتل تحت أسمها لوقف التصعيد عند الحديدة وبالنسبة للولايات المتحدة والغرب فإن المشكلة ليست في دخول الحديدة لكن هذا يضر بإداراتهما داخليا خصوصا من جماعات المعارضة والضغط التي أصبحت تدين بلدانها بالتورط في حرب اليمن.

والآن بالنسبة للغرب تقتضي الصفقة أن يحدث بعض التنازل في ملف خاشقجي مقابل التوقف عند ميناء الحديدة أو تحييدها لفترة مؤقتة على أن يعود لإشراف الحكومة الانتقالية كما أن المبعوث الأممي هدد الأطراف بالرجوع الى مجلس الأمن والافصاح عن الطرف المعرقل في حال فشلت مشاورات السويد.

على رغم ما سبق يتوقع المراقبون أن يُحسم ملف مطار صنعاء بشكل نهائي غداً "الخميس" قبل كلمة غوتيريش التي سيلقيها في جلسة ختام هذه الجولة من المشاورات على أن تترك الملفات الأكثر تعقيداً وهي مصير الحديدة ومينائها وملف مدينة تعز إما إلى المفاوضات المقبلة المرجح أن تكون في الكويت التي أعلنت أمس استعدادها لاحتضانها أو أن تُحل عن طريق اتفاق سياسي شامل في مشاورات مقبلة مطلع عام 2019. أما الملفات الأخرى كالشق الاقتصادي فقد تم التوصل فيها أيضاً إلى «تفاهم جيد... وسيتم الإعلان عن تفاصيله» بحسب ما أعلن أمس حيث إلى أن «إيرادات الحديدة ستورد إلى فرع البنك المركزي في المدينة ذاتها وأنها ستُدار من المركز الرئيس للبنك الموجود في عدن».

بالمحصلة ... مشاورات السويد من أجل حل الأزمة بحد ذاتها أمر إيجابي سواء أعطت نتائج أم لم تعط. لكن السؤال المطروح هل فعلاً هناك أمل في أن تنتج هذه المشاورات حلاً؟

وبحسب الخبراء تسعى أميركا من خلال مشاورات السويد إلى تهدئة الرأي العام الدولي لانها وعبر مسؤوليها أعطت قبل نحو شهر مهلة شهر لتحالف العدوان على اليمن لإنهاء الحرب ما فسّر على أنه مهلة للسيطرة على الحديدة ومينائها والساحل الغربي لهدفين الأول تحويل إنجاز السيطرة إن حصل إلى ورقة قوية يستخدمها الأميركي وقوي تحالف العدوان على طاولة المفاوضات في السويد ضدّ الوفد الوطني والثاني من خلال هذه الورقة يفرض مشروع واشنطن القاضي بتقسيم اليمن إلى أقاليم.

كما انه ليس أكثر من مسرحية مشاورات يسعى ترامب إلى تهدئة الرأي العام ضدّ ما يرتكبه نظام بني سعود من مجازر وجرائم في اليمن وغيرها. وبالتالي فإن هدفه ليس حفظ الدماء وإنقاذ ملايين اليمنيين من براثن الموت جوعاً بل هو بيع الأسلحة للرياض ودول العدوان على اليمن.

أيضاً ما قبل المشاورات بذلَ ولا يزال الرئيس الأميركي جهوداً مُضينة للدفاع عن وليّ العهد السعودي وتغطيته أمام الهجمة الدولية الشرسة التي تستهدفه على خلفيّة اتّهامه بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية في اليمن ومقتل خاشقجي بالمنشار وتذويب جثته في القنصلية السعودية في إسطنبول التركية.

ووفقاً لهذه المواقف وأهدافها فإن مشاورات السويد محكومة بالعرقلة من قِبَل الأميركي وتحالفه العدواني على اليمن. ومع ما بدأ يظهر من نتائج أولية فإن وفد الرياض بدأ بعرقلة المشاورات كما فعل في المفاوضات السابقة فهو يصرّ على تجزئة الحل بينما يطالب الوفد الوطني بحلٍ سياسي شامل.

وتبحث المشاورات التي يقودها المبعوث الأممي مارتن غريفيث منذ الخميس الماضي ستة ملفات هي إطلاق سراح الأسرى، تصعيد المعارك في الحديدة، البنك المركزي، حصار مدينة تعز، إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، ومطار صنعاء المغلق.

وهذه الجولة هي الخامسة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين التي بدأت جولتها الأولى والثانية بمدينتي جنيف وبيل السويسريتين (2015) والكويت (2016) تلتها جولة رابعة فاشلة في جنيف (سبتمبر/أيلول 2018). وتحظى هذه الجولة بدعم دولي كبير وقال غريفيث إن هناك جهدا ودعماً دوليين لنجاح هذه المشاورات وحل أزمة اليمن.

المزيد في هذا القسم: