المرصاد نت - متابعات
في عددها الأخير ذكرت صحيفة “النبأ” التي يصدرها تنظيم “داعش” أنه قتل واصاب عشرة من عناصر تنظيم “القاعدة” في محافظة “البيضاء” وسط اليمن. وكان الخبر يشير إلى الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي جرت بين عناصر التنظيمين في خوجان بمنطقة ذي كالب الأعلى في مديرية قيفة في الأول من نيسان/ أبريل الجاري كما أشارت الصحيفة إلى أن عناصر “داعش” أستطاعوا السيطرة على مواقع للقاعدة في الحميضة خلال تلك المعارك.
في نظرة سريعة الى الساحة اليمنية بشكل عام يمكن تلمس النشاط الملحوظ لفرع “داعش” في البيضاء مقارنة بالفروع الاخرى على الساحة اليمينة لا سيما بعد خسارته عدة مناطق كان يسيطر عليها سابقاً كما يمكن ملاحظة تركيز التنظيم في نشاطه اليمني على قتال “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، ما يشير الى أن “داعش” يسعى ان لا يعمل هناك من نقطة الصفر وانه يعتبر ان البيئة “القاعدية” تمثل أرضاً صالحة للعمل والانتشار وهذا يوضح سبب حرارة التنافس بينهما في تلك المناطق.
صحيح إن “القاعدة” و”داعش” أستهدفا في بعض الأحيان كلا من الجيش اليمني واللجان الشعبية في ظل العدوان الذي تشنه السعودية والامارت إلا أنهما في نفس الوقت يخوضان صراعًا بين بعضهما البعض، يخبو تارة ويشتعل اخرى.
يتألف تنظيم “القاعدة” في اليمن بغالبية عناصره من سكان محليين وكان الفرع اليمني من انشط افرع “القاعدة” لا سيما وان المؤسس وأعني أسامة بن لادن قد أولاه أهمية كبرى خاصة إنه يحتفظ بروابط قبلية فيها. فيما يرى “داعش” المؤلف بغالبية عناصره من عرب وأجانب في “البيضاء” بيئة مناسبة للغوص في مناطقها الوعرة والاختباء في جبالها حيث يحدُ البيضاء ثماني محافظات يمنية ؛ ما يجعلها من الناحية الجغرافية شديدة الأهمية عسكريًّا.
أشتهرت البيضاء خلال الأعوام الماضية باعتبارها هدفًا للغارات الاميركية بواسطة طائرات “درون” (طائرات دون طيار) كما أنها كانت موقعاً لإنزال أمريكي في كانون الثاني/ يناير من العام 2017 م نفذته القوات الخاصة.
وكان قبل ذلك بسنتين وتحديداً في العام 2015م أعلن داعش رسميا الدخول الى الساحة اليمنية وذلك عندما اعلن زعيم التنظيم “أبوبكر البغدادي” عبر تسجيل صوتي قبول بيعة بعض المسلحين في اليمن ورغم الممانعة والمحاولات القاعدية لافشال انتشار “داعش” الا أن الاخير شن عدداً من الهجمات في أنحاء مختلفة من البلاد وأنشأ على أثرها عدّة فروع له في كل محافظات: عدن، أبين، البيضاء، حضرموت، إب، تعز، لحج، صنعاء وشبوة.
ورغم الانطلاقة القوية نوعاً ما فإن “داعش” سرعان ما تراجع في اليمن بشكل ملحوظ؛ حيث فشل في السيطرة على أراضٍ كان ينشط فيها أضافة لمواجهته عقبات تتعلق بقدرته على الاندماج بين القبائل المحلية. بالمقابل فان “القاعدة” كان قد حقق على مدى سنوات من نشاطه اليمني فهمًا أكبر لطبيعة المنطقة ودينامياتها القبلية وعاداتها وتقاليدها مشفوعة بغض الطرف عنه من بعض الاحزاب المدعومة سعودياً.
ومهما يكن من أمر ففي منتصف شهر تموز/ يوليو من العام الماضي (2018) شهدت “البيضاء” معارك ضارية بين التنظيمين أدت الى مقتل اربعة عشر عنصراً من عناصر “القاعدة” فيما سقط من “داعش” حوالي اثنين وعشرين عنصراً، فضلا عن قيام التنظيم ببث مقطع فيديو يظهر أعضاء من “القاعدة” أسرى فردّت “القاعدة” بهجوم على موقع لـ”داعش” قتل خلاله أكثر من خمسة وعشرين عنصراً فضلاً عن الاستيلاء على أسلحة وسيارات عسكرية.
على إن الصراع بين التنظيمين لم يقتصر على الجانب العسكري فقد دار صراع بينهما في البيانات التحريضية. فقد أصدر “داعش” بيانا قال فيه: “بعد أن فتح الله على عباده في ولاية البيضاء وخصوصًا منطقة قيفة دبّ الحسد لدى تنظيم القاعدة بعد أن كان قد تركها فريسة للحوثيين واستبدلها بمدينة المكلا، من دون إيفاء بالوعود لأهلها”. ردت عليه القاعدة ببيان جاء فيه: “يا أبناء قيفة ويا أيها المقاومون والجيش لا حل لنا إلا باستئصال بذرة الشر وخوارج العصر داعش، اقتلوهم قتل عاد تنفيذًا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد”.
ما بين صراع عسكري وإعلامي يرتع التنظيمان في الساحة اليمنية بحرية لا يعوقهما إلا الصراع بينهما فيما تعطي السعودية الظهر لهما وتشن حربها على الشعب اليمني. صحيح إن ثمة صراع بين “القاعدة” و”داعش” في اليمن لكنه أشبه بصراع الاخوة الاعداء الذي يجري تحت أنظار أمهما ( السعودية) التي أنجبتهما.
محمد محمود مرتضى - العهد
المزيد في هذا القسم:
- سيئون : اجتماع مجلس النواب بين دعوات رفع سقف المطالب ورفض انعقاده ! المرصاد نت - متابعات تواصلُ حكومةُ هادي بدعم من السعودية تحضيراتِها لعقد جلسات مجلس النواب بعد توقفها لأشهر طويلة والفشل في استئنافها من عدن وفي سياق الاستعدا...
- تعز : إنفلات أمني وصراع بين الفصائل المسلحة وإنتشار علني لتنظيم القاعدة المرصاد نت - متابعات أصبح تنظيم القاعدة في مدينة تعز يمارس انشطته في أوساط المجتمع بشكل علني في ظل صمت الأطراع المتصارعه والسلطة المحلية التابعة لحكومة هادي. ...
- هادي يرفع سقف مطالبه .. ولندن تدافع عن السعودية بعدوانها على اليمن المرصاد نت - متابعات يواصل الفار هادي إطلاق مواقف سياسية بسقوف عالية منذ عشرة أيام في وقت نقل فيه مصدر مقرب من حكومته أن هادي أعلن أنه لن يسلم الحكم في البلاد...
- انفجارات كبيرة بمخازن المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب جراء قصف صاروخي المرصاد نت - مأرب اوضح مصدر عسكري انه بناء على معلومات استخباراتية دقيقة وجهت القوة الصاروخية ضربة مسددة باتجاه مخازن المنطقة العسكرية الثالثة التي يسيطر ...
- بيت الطاعة السعودي لن يدخله أنصار الله... القوى السياسية ترفض نقل الحوار الى الرياض المنار _ إسراء الفاس حتماً لم يكن القرار "الخليجي" بنقل الحوار اليمني من صنعاء إلى الرياض... وليد الصدفة. فالمواجهة التي يعكسها كُتّاب صحف المملكة الشقيقة يو...
- العدوان يستهدف مركز علاج الكوليرا لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن المرصاد نت - متابعات أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن غارة جوية استهدفت مركز علاج الكوليرا التابع لها والذي أُنشئ حديثاً في مدينة عبس في اليمن. وق...
- اليمنيون محاصرون بلا جوازات .. تداعيات واتهامات لانعدام جوازات السفر ! المرصاد نت - متابعات انعدام الجوازات أمر خطير ويعكس تقاعس الحكومة بمختلف أجهزتها ومسؤوليها ولا يوجد مبرر مقنع يفسر هذا الأمر فليس من الوارد إطلاقا أن تنعدم ال...
- طيران العدوان السعودي يواصل غاراته الهستيرية على عدة محافظات المرصاد نت - متابعات شن طيران العدوان السعودي الأمريكي أكثر من 55 غارة على محافظات حجة وصنعاء وتعز وصعدة والجوف ومأرب وحجة ونجران وجيزان مخلفا أضرارا كبيرة في...
- إرتيريا قاعدة مفتوحة لإدارة العدوان على اليمن! المرصاد نت - متابعات كعادته في شراء كل ما يستطيع دفع ثمنه، فتح عدوان تحالف دار الندوة على اليمن، شهية شيطان أبو ظبي لممارسة لعبته المفضلة، القائمة على تفعيل ا...
- صالح ينقلب على اليمنيين ويتحالف مع العدوان المرصاد نت - متابعات أعلن رئيس المؤتمر علي صالح اليوم السبت انقلابه على اتفاق الشراكة الوطنية المتمثلة بالمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ بصنعاء كما دعا في كلمة م...