المرصاد نت - متابعات
في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة الخليج برز إعلان السعودية عن "استضافة" قوات أميركية جديدة ليطرح تساؤلات عن حقيقة القدرات العسكرية التي كان النظام السعودي يتباهى بها خصوصاً أن واشنطن أعلنت أن إرسال الجنود والطائرات جاء بطلب من السعودية مما يعزز الشكوك حول قدرة الرياض على حماية نفسها خصوصاً أنها لم تنجح حتى الآن في إنهاء الحرب في اليمن وتحقيق انتصار ملموس بعد نحو أربعة أعوام من تدخّلها العسكري فيها.
وأعلنت الرياض موافقة الملك سلمان بن عبد العزيز على استضافة قوات أميركية ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية: "انطلاقاً من التعاون المشترك بين المملكة والولايات المتحدة، ورغبتهما في تعزيز كل ما من شأنه المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها فقد صدرت موافقة العاهل السعودي القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة على استقبال المملكة لقوات أميركية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها".
وعلى الرغم من حديث السلطات السعودية عن موافقة الملك سلمان على استضافة القوات الأميركية فإن القيادة المركزية الأميركية قالت إن قواتها ستذهب إلى السعودية بطلب من قيادة المملكة في ظل التوترات المحيطة في المنطقة. وقالت القيادة في بيان: "بالتنسيق مع وبدعوة من السعودية أذن وزير الدفاع بنقل الأفراد والموارد الأميركية من أجل الانتشار في السعودية... يوفر هذا التحرك للقوات رادعاً إضافياً ويضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من التهديدات الناشئة والموثوقة. هذا التحرك يخلق عمقاً عملياتياً وشبكات لوجستية".
كما أن قناة "أن بي سي" قالت إن السعودية وافقت على دفع بعض التكاليف المرتبطة بوجود قوات أميركية في البلاد. وفي السياق نشرت شبكة "سي أن أن" الأميركية صوراً جوية لقاعدة الأمير سلطان بن عبد العزيز الجوية والتي تبعد 150 ميلاً شرق الرياض وهي تتحضر لاستقبال القوات الأميركية التي يتوقع أن يصل قوامها إلى 500 جندي إضافة إلى مدرج طيران يجرى إعداده لاستضافة أحدث طائرة من نوع "اف 22". وستصل الطائرات الأميركية بحلول شهر أغسطس/ آب المقبل بحسب صحيفة "نيوزويك".
وعلى الرغم من أن القرار الأميركي يمثّل دعماً عسكرياً وسياسياً للرياض وتأكيداً لوقوف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في صف العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وابنه الأمير محمد بن سلمان رغم التورط في قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في الحرب على اليمن إلا أن قرار استقبال القوات الأميركية بشكل رسمي على الأراضي السعودية لأول مرة منذ عام 2003 يمثّل صفعة كبيرة للصورة التي يحاول النظام السعودي رسمها لنفسه وهي صورة القوة العسكرية المهيمنة في المنطقة. وبات من الواضح أن الرياض لا تملك القوة العسكرية أو التقنيات اللازمة للدفاع عن نفسها ضد أي هجمات إيرانية محتملة، على الرغم من صفقات بمليارات الدولارات قام بن سلمان بتوقيعها مع ترامب منذ وصول الأخير إلى البيت الأبيض.
وانسحبت القوات الأميركية من قاعدة الأمير سلطان الجوية أثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003 بسبب القيود المفروضة عليها من النظام السعودي آنذاك والتي جاءت نتيجة لتصاعد الغضب الشعبي السعودي من الوجود الأميركي في المنطقة. وترفض القوى السياسية والثقافية المحسوبة على تيار "الصحوة" الديني أحد أكبر تيارات البلاد أي وجود للقوات الأميركية وهو ما تسبب بصدامات عام 1990 حينما وصلت قوات التحالف إلى السعودية للمشاركة في تحرير الكويت من الغزو العراقي.
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن وجود جنود أميركيين في السابق فإن صوراً ومقاطع نُشرت لأول مرة تبيّن وجود عدد من الجنود والخبراء الأميركيين على جبهات الحرب الخلفية في اليمن مع الجيش السعودي ويتولى الجنود الأميركيون إدارة منظومة "باتريوت" الدفاعية في الصحراء السعودية وذلك في محاولة لوقف هجمات الحوثيين الصاروخية المتواصلة. ومع سجن غالبية المعارضين الإسلاميين في السعودية ونفي بقيتهم فإنه لم تصدر أي معارضة لقرارات الملك حالياً في ما يخص الوجود الأميركي في البلاد إلا أن القرار يثير تساؤلات في المملكة عن جدوى خوض البلاد لحرب طاحنة في اليمن كلّفت مئات المليارات من دون انتصار حقيقي على الأرض.
وفي سياق التخبط السعودي الخليجي كشفت الإذاعة العبرية عن وصول وفد يضم ستة إعلاميين إلى فلسطين المحتلة من دول عربية لا تربطها علاقات دبلوماسية علنية بتل أبيب. والوفد الذي يتشكل من جنسيات عديدة من بينها الإمارات والسعودية والبحرين إضافة إلى العراق يلبّي دعوة من الخارجية الإسرائيلية للاطلاع على «موقف إسرائيل من المسائل السياسية والجيوسياسية في المنطقة».
وذكرت الإذاعة أمس أن الوفد سيلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته يسرائيل كاتس فيما أضافت القناة العبرية السابعة أن الوفد سيزور «ياد فاشيم» (نصب تخليد ذكرى الهولوكوست) وأيضاً الكنيست حيث يلتقي أعضاءً فيه إضافة إلى مقابلة مسؤولين كبار في «الخارجية» مع جولة خاصة في تل أبيب ومنطقة الشمال.
وذكرت الوزارة أن هذه الزيارة تهدف إلى إطلاع الصحفيين على مواقف "إسرائيل" إزاء مسائل دبلوماسية (دون تحديدها) والمجتمع "الإسرائيلي" ولم تكشف الوزارة عن أسماء الصحفيين لكنها أشارت إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها إلى الكيان الصهيوني صحفيون من السعودية والعراق.
المزيد في هذا القسم:
- مسيرة جماهيرية في صنعاء وصعده لنصرة الشعب الفلسطيني المرصاد نت - متابعات احتضنت العاصمة صنعاء عصر اليوم الجمعة مسيرة جماهيرية حاشدة في ذكرى الصرخة وتضامناً مع الأقصى والشعب الفلسطيني. وشهدت المسيرة الجماهيري...
- عدن.. وصول قوات جديدة إلى قصر معاشيق المرصاد-متابعات وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة للقوات السعودية، مساء اليوم الأربعاء، إلى قصر معاشيق، مدينة عدن، جنوبي اليمن. مصادر محلية بالمدينة، أكدت أن قوات ع...
- الإمارات تمنع عودة هادي لعدن وتطالب واشنطن بالتدخل العسكري المباشر في اليمن المرصاد نت - متابعات تراجع منسوب التفاؤل بإزالة الخلافات بين تحالف العدوان والمكونات التابعة له في اليمن وبين المكونات ذاتها الذي بدأ عقب مقتل الرئيس السابق ع...
- واشنطن تعــلـق أعمال سفارتها بصنعاء علقت السفارة الأمريكية بصنعاء أعمالها، ابتدءا من اليوم الخميس وقالت السفارة الامريكية ان تعليق الاعمال فيما يتعلق بالجمهور ومعاملات التأشيرات وعللت ذلك التعلي...
- إنسحاب القاعدة من عزان صفقة جديدة ..دحض الادعاءات الإماراتية والأميركية المرصاد نت - متابعات في تكرار لسيناريو عام 2012 انسحب عناصر «القاعدة» من مدينة عزان في محافظة شبوة لتحلّ محلهم قوات «النخبة الشبوانية»...
- ارتفاع حصيلة قتلى تفجيرات عدن إلى أكثر من100 بين قتيل وجريح المرصاد نت - عدن قتل وجرح العشرات اليوم الإثنين جراء تفجيرين استهدفا معسكرين في منطقة خور مكسر بمدينة عدن جنوب اليمن. ووقع الانفجار الأول في محيط موقع تسجي...
- اليمن … يدق المسمار الأخير بنعش الهزائم السعودية في الإقليم ! المرصاد نت - متابعات يبدو واضحاً لجميع المتابعين لـ مسار الحرب العدوانية للنظام السعودي على الدولة اليمنية بعد ما يقارب العامين ونصف العام ان هذا المسار يق...
- مجرزة جديدة يرتكبها النظام السعودي في محافظة صعدة! المرصاد نت - متابعات استشهد خمسة مواطنين يمنيين في قصف مدفعيٍ سعودي استهدف منطقة الرقو بمديرية منبه الحدودية كما شنّ طيران العدوان سلسلة غارات على مديريتي باق...
- 85 ألف طفل يمني قضوا جوعاً: جريمة البطون الخاوية المرصاد نت - دعاء سويدان 85ألف طفل على الأقلّ قضوا خلال ثلاث سنوات ونصف سنة من عمر العدوان. رقمٌ مفزع يفصح عن فظاعة الجرائم غير المباشرة التي ترتكبها الس...
- لا انسحاب إماراتياً من اليمن: أبو ظبي تعزّز أنشطتها! المرصاد نت - لقمان عبدالله بعدما أعلنت الأسبوع الماضي للمرة الثانية خلال أقلّ من عام الانسحاب من الحرب على اليمن، تعود دولة الإمارات لتُسرّع من الخطوات العسكر...