المرصاد نت - متابعات
نشرت صحيفة الغارديان مقال كتبته بيثان ماكيرنان بعنوان "ثلاثة صراعات في واحد، تحالفات عدن المتغيرة وجبهة انفصالية جديدة" في إشارة إلى الوضع الراهن في مدينة عدن والتحالفات الموجودة فيها وسعي كل طرف للوصول إلى هدفه الذي ينشده.
تقول بيثان إن الجنود في مدينة عدن غير متأكدين من شكل أعداءهم. فمنذ استيلاء المجلس الانتقالي على محافظة عدن وطرده للجنود والجيش التابع لحكومة هادي استفاد تنظيم القاعدة بحسب كلامها من الفوضى الحاصلة بارتداء ملابس مقاتلين تابعين للمجلس.
وتشير الكاتبة إلى أنه بعد مرور أكثر من 4 سنوات على اندلاع الحرب في اليمن هاهو الصراع في مدينة عدن يتحول إلى ثلاثة حروب في حرب واحدة الأولى: حرب بين الحوثيين والتحالف السعودي.
والثانية: بين الطرفين السابقين من جهة وبين المتشددين سواء كانوا تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى.
والثالثة: حرب بين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات سعياً منه للانفصال واستعادة ما يسميها "دولة الجنوب العربي" وبين القوات التابعة لحكومة هادي.
وتصف الكاتبة الوضع في مدينة عدن التي زارتها مؤخرا بأنه تشابك معقد من مليشيات انفصالية و سياسين انفصاليين يحاولون تعزيز سيطرتهم على الوضع في تحالف قد لا يزال قائماً ربما على الورق لكنه لا يعني شيئا في الواقع. وهذا ما قد يجعل من الصعب جدا ايقاف الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية عالمية.
وترى بيثان أن الحرب التي اندلعت مؤخرا بين مليشيا المجلس الانتقالي والقوات الحكومية جعلت استقرار ووحدة التحالف السعودي موضع تساؤل خصوصاً بعد أن قصف الطيران الإماراتي، ثاني أكبر عضو في التحالف، القوات الحكومية التي كانت تحاول استعادة السيطرة على مدينة عدن من مليشيا المجلس الانتقالي. وقتلت حوالي 40 شخصا.
وتقول الكاتبة إن العلم الجنوبي يرفرف في أرجاء المدينة وبجواره العلم الإماراتي بدل علم الجمهورية اليمنية الذي كان يرفع هناك بعد أن سمت الحكومة المدينة بالعاصمة المؤقتة لليمن وباتت تمارس أعمالها منها. يقول كثير من الجنوبيين إنهم كانوا غير سعداء بالوحدة اليمنية بعد حرب 1994 التي شهدت خروج قيادات الحزب الاشتراكي (الحاكم السابق لليمن الجنوبي) وتهميش أبناء الجنوب.
إلى ذلك حذر موقع "أمريكي من أن النزاع المسلح في الجنوب بين حكومة هادي والانفصاليين الجنوبيين مهدد بالانفجار مره أخرى وأن الاقتتال الداخلي بين الحلفاء الاسميين من المرجح أن يستمر في ضوء فشل جهود الوساطة التي تقودها السعودية.
جاء ذلك في مقال نشره موقع " لوب لوغ " الأمريكي للكاتب " خالد الكريمي " قال فيه أن كل طرف من أطراف الصراع مستمر بتعزيز المناطق التي يسيطر عليها لمنع تقدم الطرف الآخر حيث قام المجلس الانتقالي الجنوبي بإرسال تعزيزات إلى شرق زنجبار ومناطق أخرى في مديرية "خنفر" في محاولة لمنع أي تقدم للقوات الحكومية كما يقوم الجيش بتعبئة وحشد قواته في الجنوب. وأفاد مصدر عسكري إن الجيش التابع لحكومة هادي نقل ناقلات أفراد وعربات مدرعة وعشرات الجنود من محافظة مأرب إلى مدينة شقرة، في منطقة خنفر في أبين أيضا بحسب ما نقلت عنه وكالة "سبوتنك" الروسيه.
وذكر الكاتب أن الحرب التي اندلعت بين الحكومة والانتقالي فتحت فصلاً جديداً من الإضطرابات في المحافظات الجنوبية في بلد تشهد في الأصل عدواناً وحرباً مدمرة. وقال بأن وجود التحالف الذي تقوده السعودية كان مبعثا للتفاؤل والقول أنه سيمنع حدوث صراع انفصالي في جنوب اليمن إلا أن ذلك لم يحدث والحقيقة هي أن الصراع قد بدأ حيث تنشط فصائل مسلحة متعدة في المنطقة بما في ذلك القوات الموالية لحكومة هادي ومقاتلي المجلس الإنتقالي والقاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ولفت إلى وجود لاعبين خارجيين يؤججون الأزمة - حيث تقف الإمارات إلى جانب المجلس الإنتقالي الجنوبي في حين تدعم السعودية حكومة هادي - قائلا أن الصدع الذي فتح في علاقتهما يهدد بجعل الصراع أكثر فتكاً.
يقول الكاتب في مقاله ان دعم دولة الإمارات لـ " المجلس الإنتقالي " نشا جزئياً من خوفها من أن حزب الإصلاح الإسلامي قد اكتسب نفوذاً كبيراً داخل الحكومة وقد ينتهي به المطاف في السيطرة على البلاد إذا ما انتهت الحرب والعدوان العسكري السعودي.
ووفقا للكاتب فذلك الهدف ليس الشي الوحيد الذي يحفز الإمارات حيث يعتبر جنوب اليمن موطن للموارد الطبيعية الكبيرة بما في ذلك النفط وتقع استراتيجيا عند تقاطع البحر الأحمر والبحر العربي لافتا أن دولة الإمارات تحرص على الحفاظ على نفوذها في هذا الجزء الحاسم من العالم وتنظر إلى الانفصاليين كعملاء مخلصين سيدعمون بشكل موثوق مصالح أبوظبي.
وعلى النقيض من ذلك ينظر السعوديون إلى حكومة هادي على أنها عميل مخلص وأفضل فرصة لهم لإعادة إرساء النظام السياسي في اليمن واحتواء تهديد الحوثيين على الحدود الجنوبية للمملكة ومن المحتمل أن يترك الانفصال الجنوبي الحوثيين في موقف أقوى بكثير وبالتالي سيكون ذلك مناقضاً لأهداف الحرب السعودية.
يلفت الكاتب إلى اختلاف طموحات أبناء الجنوب فيما يخص الوحدة أو الانفصال حيث يطمح البعض في الجنوب إلى الانفصال عن شمال اليمن بينما يريد آخرون مواصلة الوحدة مع الشمال على أساس نظام اتحادي يسمح بمستويات أكبر من الحكم الذاتي الإقليمي. وزاد على ذلك بالقول بأن بعض الجنوبيين يريدون تشكيل دولة مستقلة عن اليمن الجنوبي المستقبلي الذي يحكم عدن وفي هذه الحالة يمكن تقسيم الجنوب نفسه إلى دولتين على الأقل وهو ما سيكون له آثار غير مباشرة على جهود السلام في اليمن وسيعقد الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية لحربها الأهلية.
وعاد الكاتب بالذاكرة إلى جزء من تاريخ جنوب اليمن الذي كان يعج بالصراعات قبل إنشاء الدولة الجنوبية السابقة المعروفه باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، حيث كان الجنوب منقسما إلى عدة سلطنات وحتى بعد توحيدها ،ظل الجنوب يواجه حالة من عدم الاستقرار حيث استمرت النخب السياسية في السلطنة السابقة في القتال فيما بينهم.
وأوضح أنه على الرغم من بروز المجلس الانتقالي الجنوبي فإن جنوب اليمن ليس متحداً وراء أي قيادة واحدة وليس هناك توافق في الآراء حول مستقبله وبالتالي فإن الانقسامات داخل جنوب اليمن لا يمكن حلها بمجرد استعادة دولة يمنية جنوبية واحدة.
المزيد في هذا القسم:
- عندما يستعمر الخليجي تحت غطاء العاصفة .. عدن من الاقلمة إلى الانتداب الاماراتي المرصاد نت - كريم الحنكي تخضع عدن منذ نحو عام لانتداب إماراتي عبر سلطة أمنية شكّلتها الدولة الخليجية تتحكم بكل القرارات في المحافظة الجنوبية. سيطرةٌ على ال...
- جبهة المخا تشتعل: الإمارات ترسل تعزيزات عسكرية ومسلحين سلفيين المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر عسكرية موالية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن عن وصول تعزيزات عسكرية جديدة ومسلحين سلفيين مواليين للإمارات إلى من...
- الحميري يدعو الى تسليم "الرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد ونيابة الاموال العامة" لثوار 21 س... دعا الناشط السياسي توفيق الحميري الى تسليم ادارة الاجهزة الرقابية كالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد بالاضافة الى نيابة الاموال العامة والنائ...
- أسرى وعشرات القتلي والجرحي في صفوف مليشيات هادي بالجوف المرصاد نت - متابعات قُتل وجرح العشرات من مليشيات هادي فيما جرى أسرُ آخرين منهم في مواجهات مع الجيش واللجان بمحافظة الجوف شرق البلاد وأوضح مصدر عسكري يمني ...
- ماذا فعل العدوان بالمثقفين اليمنيين ؟ المرصاد نت - معاذ الأشهبي في اﻷزمات الحادة كالحروب اﻷهلية أو الحروب بين الدول يصعد المهرجون ويخفت صوت العقلاء وأرباب الفكر والثقافة. لكن هل حقا حدث هذا للم...
- أجنحة «المؤتمر الشعبي»: صراع ذو صوت وصَدَى ! المرصاد نت - صلاح السقلدي خلال البيان الصادر عن اجتماع بعض قيادات «المؤتمر الشعبي العام» في الخارج والموالي للسفير أحمد علي عبدالله صالح الثلاثاء ا...
- ناطق أنصار الله يُبارك عملية المقاومة في لبنان ويقول بأن من حق جميع قوى المقاومة مقارعة ال... بارك الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام للشعب اللبناني والأمة العربية والإسلامية عملية المقاومة الاسلامية في لبنان ضد العدو الصهيوني وتسديدها ضربة و...
- شعب الحكمة والايمان يحيي يوم القدس العالمي المرصاد نت - صنعاء شهد شارع الستين الشمالي بالعاصمة صنعاء عصر اليوم الجمعة مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها عشرات آلاف المواطنين إحياءً ليوم القدس العالمي. و...
- استعادة صرواح: هجوم استباقي برسائل سياسية ! المرصاد نت - لقمان عبدالله استعادت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية الأسبوع الماضي قرابة 90 % من مديرية صرواح في محافظة مأرب بما في ذلك معسكر كوفل أي ما تعادل...
- دور الإمارات وهادي بنشر الإرهاب في اليمن المرصاد نت - متابعات وجهت اتهامات غير مسبوقة على النظام الاماراتي بنشر الارهاب في المنطقة ولاسيما في المحافظات الجنوبية اليمنية منذ بداء العدوان على اليمن ...