المرصاد نت - لقمان عبدالله
لم يعد أمر المفاوضات الجارية بين النظام السعودي والحوثيين سرّاً. على أكثر من مستوى وفي غير مكان تدور مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة (عبر وسطاء) بين الطرفين يبدو من المبكر التكهّن بنتائجها وإن كانت المؤشرات تفيد إلى الآن باقتصارها على هدنة محدودة. على الجبهات الحدودية يلتقي قادة عسكريون يمنيون وآخرون سعوديون عبر دوائر تلفزيونية مغلقة في اجتماعات تتناول خصوصاً الشؤون العسكرية والأمنية.
وفي سلطنة عُمان يواصل وفد صنعاء التفاوضي مشاوراته مع أطراف دوليين عديدين، فيما تتولى الأمم المتحدة نقل رسائل بين الحين والآخر بعضها يأتي من الولايات المتحدة. أما في الأردن فتدور منذ أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي محادثات غير رسمية وفق ما نقلته وكالة «رويترز» أمس عن مصادر مطّلعة. وبينما قال مسؤول سعودي إن «لدينا قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ 2016م ونواصل هذه الاتصالات لإقرار السلام في اليمن» أشار مسؤول في «أنصار الله» إلى أن الحركة تبحث «وقف إطلاق نار موسعاً» مع الرياض مستدركاً بأن «صبرنا يوشك على النفاد».
مردّ ذلك على ما يبدو، أن السعودية ما زالت تراوغ وتحاول شراء الوقت. ففيما تشترط صنعاء أن تكون الهدنة محدودة بسقف زمني معين (ستة أشهر على سبيل المثال) ومشروطة بإنهاء الحصار وفتح مطار العاصمة، تريد الرياض أن تكون الهدنة مفتوحة وغير مشروطة بغية إبقاء قدرتها على التحكّم في ورقة الاقتصاد اليمني وامتلاك فرصة التحلّل من الاتفاق عندما يصبح الظرف مناسباً لها. بمعنى آخر تُفاوض المملكة الجانب اليمني لرفع الضيق عنها وليس رغبة في السلام وإنهاء الحرب. أما ما يشاع بخصوص طلبها ومن ورائها جهات غربية وتحديداً بريطانية «تقنين» العلاقة مع إيران ومحور المقاومة فهو غير وارد البتّة لدى الحوثيين التي تعتبر علاقاتها بالدول شأناً سيادياً وليست بنداً للنقاش على طاولة المفاوضات.
مع ذلك يبدي أصحاب القرار السعوديون للمرة الأولى نوعاً من الجدّية في المفاوضات وهم تعمّدوا تسريب خبرها إلى أكثر من جهة إعلامية بعدما أظهروا في الشهور الماضية مرونة مستجدّة لم تكن موجودة في السابق. مرونةٌ أنبأت بها مواقف وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان وشقيقه نائب وزير الدفاع خالد وإن اكتنف تلك المواقفَ الغموض ولم ترقَ إلى الصراحة المطلوبة. ولم يكن هذا التحول ليظهر لولا التطورات الكبرى في الإقليم لمصلحة محور المقاومة والتغيرات في موازين القوى في الحرب على اليمن لمصلحة الجيش واللجان الشعبية فضلاً عن الاستحقاقات التي تنتظر المملكة في الفترة المقبلة. كلّ ما تقدم يمكن تلخيصه وفق الآتي:
- الخشية السعودية من تكرار ضربة «أرامكو» أو ما يعادلها وما قد يترتب على ذلك من أعباء سياسية ومالية واقتصادية ومعنوية.
- استضافة السعودية أعمال الدورة الـ15 من قمة «مجموعة العشرين» يومَي 21 و22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020م والمؤتمرات المُمهّدة لتلك القمة في منتصف العام المقبل مع الإشارة إلى أن الكثير من دول هذه المجموعة تتعرّض لضغوط داخلية إعلامية وحقوقية في شأن الحرب على اليمن وما تُخلّفه من مآسٍ.
- الخوف من فقدان السيطرة على المنشآت الحيوية والمطارات الجوية في جنوب السعودية من جرّاء تعرّض تلك المنشآت والمطارات للاستهداف المتكرر من قِبَل منظومتَي الصواريخ والمسيّرات التابعتين لصنعاء.
- الهجمات البرية للجيش واللجان الشعبية لاجتياز الحدود والسيطرة على مدن وقرى في جنوب المملكة مع ما ينطوي عليه ذلك من إسقاط للهيبة السعودية وإظهار لعجز جيشها ومرتزقتها في الحرب البرية.
- حاجة السعودية الشديدة إلى التقاط الأنفاس وإعادة رسم استراتيجيتها وتكتيكاتها بعيداً عن ضغوط المعارك والحرب.
- الخشية من انفراط عقد «التحالف» بعد الاتجاه الإماراتي نحو الانسحاب التدريجي من اليمن.
مع ذلك لا يبدو إلى الآن أن ثمة تغيّراً حقيقياً في العقلية السعودية التي لا يزال يركبها العناد والمكابرة على رغم الإخفاقات العسكرية والميدانية المتتالية وانتقال المعركة إلى أراضي المملكة، وانسداد أفق الحرب. على أن صنعاء تجد اليوم أن الفرصة سانحة لمنح الجانب السعودي السلّم الذي لا يزال يبحث عنه للنزول عن الشجرة وهذا تحديداً هو الذي حرّك مبادرة صنعاء نحو وقف إطلاق الصواريخ والمسيّرات على دول العدوان.
المزيد في هذا القسم:
- وسائل الاعلام الاجنبية : العدوان على اليمن فشل بدخول عامه الثالث ولم يحقق أهدافه المرصاد نت - أحمد يحيى الديلمي في بداية العدوان الغاشم على اليمن، والتي ظهر بمسمى “عاصفة حزم” كانت قوى تحالف العدوان يتوهمن انهم سيحسمون الحرب سري...
- باعتراف سعودي: انقلاب موازين المعركة في منفذ الطوال واتهام الموالين اليمنيين بالخيانة المرصاد نت - متابعات شهد منفذ الطوال الحدودي في جانب جيزان السعودية انقلابا محوريا في سير العمليات العسكرية من حيث أمسكت القوات اليمنية بزمام المبادرة وتوليها ...
- تحالف العدوان يصعد وفرنسا تصف العدوان على اليمن بالحرب "القذرة" المرصاد نت - متابعات مع اشتداد المعارك في الحديدة وبعد فشل قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي في فرض أي وأقع على الأرض سوى مزيد من المآسي الانسانية وتدمير ل...
- السعودية بدأت تشييد قاعدة عسكرية في جزيرة زقر اليمنية! المرصاد نت - متابعات أكدت مصادر مطلعه أن السعودية بدأت بتشييد قاعدة عسكرية في جزيرة "زقر" الواقعة في البحر الأحمر بين سواحل اليمن وارتيريا وبالقرب من مضيق باب...
- في فعالية إحتفالية هي الأكبر من نوعها .. القسم التربوي لأنصار الله يُحيي فعالية إحتفالية ت... أحيا القسم التربوي لأنصار الله فعالية إحتفالية هي الأكبر من نوعها تكريماً لأوائل الجمهورية من طلاب المرحلة الثانوية بقسميها الثلاثة _ العلمي والأدبي والإنجليزي ...
- بعد مهاجمتة لـ للسفير الأمريكي .. الإصلاح يهاجم عضو كتلتة في البرلمان ” منصور الزنداني ” و... هاجم حزب الإصلاح النائب عنه في البرلمان الدكتور منصور الزنداني على خلفية هجوم الأخير على السفير الأمريكي بصنعاء والمبعوث الأممي إلى اليمن. ونقل موقع المصدر أون...
- صنعاء توقف الصواريخ و«الدرونز»: الحرب في آخر أيامها؟ المرصاد نت - متابعات أعلنت صنعاء مساء أمس وقف إطلاق الصواريخ وغارات الطائرات المسيّرة على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن. الإعلان الذي جاء ـــ وفقاً لم...
- منظمة أمريكية : البنتاغون الأمريكي المحرك الأساسي في دعم الاستراتيجية السعودية لتجويع ال... المرصاد نت - متابعات قالت منظمة الحقيقة الأمريكية ((TRUTH-OUT.ORG أن البنتاغون الأمريكي كان المحرك الأساسي في دعم الاستراتيجية السعودية لتجويع اليمن. وأكدت...
- منظمة العفو الدولية تحذّر من كارثة إنسانية في الحديدة المرصاد نت - متابعات مع اشتداد حدة القتال خلال الأسابيع الأخيرة في محيط محافظة الحديدة وعلى طول الشواطئ الغربية اليمنية وجهت «أمنستي» تحذيراً من ا...
- الهدنة ولدت ميتة: غارات وهجمات وصواريخ على الحدود المرصاد نت - الأخبار تقاوم الهدنة التي بدأت منتصف ليل الأربعاء ــ الخميس إعلان الانهيار بعد الانتهاكات التي سُجّلت أمس على مستويات عدة أبرزها هجمات للقوات ...