الوجود العسكري الامريكي في اليمن ضاعف من تعقيدات مشاورات السلام في الكويت

المرصاد نت - روسيا اليوم

منذ بداية العمليات العسكرية للعدوان الذي تقوده السعودية في اليمن قدمت الولايات المتحدة دعما لهذا العدوانUsaa yyeemn2016.5.8


الذي كان هدفه إعادة الفارهادي الى سدة الحكم في البلاد.
وقد هيأت هذه الحرب بيئة ملائمة لانتشار تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيين وتوسعهما. فبعد شهر على بداية العدوان في نهاية مارس / آذار عام 2015، انسحبت قوات الجيش واللجان الشعبية من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت كبرى محافظات اليمن وسيطرت عناصر “القاعدة” على المدينة والبلدات القريبة وحكمتها طوال عام كامل.
تنظيما “القاعدة” و”داعش” استغلا العدوان التي حملت شعارات مذهبية وانتشرا في معظم محافظات الجنوب وفي البيضاء وتعز وسط البلاد، وقاتل عناصر هذين التنظيمين إلى جانب ماتسمي بالمقاومة ضد انصارالله وقوات الجيش اليمني.
وبعد ان أصبح تنظيم “القاعدة” يدير “إمارة” حضرموت، وأصبح لديه كميات كبيرة من الأسلحةالتي استولى عليها من معسكرات الجيش والأمن، وملايين الدولارات التي نهبهامن البنوك أومن عائدات الضرائب على التجارة وإدارة ميناء المكلا؛ قررت الإمارات وقوات هادي إنهاء هذه الإمارة، وطلبتا الدعم والمساندة من الولايات المتحدة.
ولا يمكن فصل هذا الطلب عن المواجهة مع انصارالله والرئيس السابق لأن تنامي قوة “القاعدة” ونفوذه هما نتاج طبيعي للعدوان التي وإن تمكنت من تحرير محافظات عديدة من سيطرة الجيش واللجان الشعبية فإنها حتى الآن لم تستطع هزيمتهم بشكل كامل بل إن الرياض فتحت اتصالات مباشرة وسرية مع قادة انصار الله وعقدا اتفاقا لوقف القتال على طول الشريط الحدودي، وهي تقدم نفسها اليوم باعتبارها راعية للسلام في اليمن.
وفي ظل التعقيدات التي تواجهها محادثات السلام الجارية في الكويت، فإن الوجود العسكري الامريكي في اليمن ضاعف من هذه التعقيدات، وبات هذا الوجود سببا لتعليق الجلسات. ويبدو أن تاثيره سيستمر؛ حيث يصر “أنصار الله” وممثلو حزب الرئيس السابق على ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية من اليمن، وبينها الامريكية والإماراتية والسعودية؛ بل وذهبوا إلى معارضة الغارات الجوية ضد مواقع “القاعدة” باعتبار ذلك انتهاكا للسيادة.
ولأن جانب حكومة الرياض تعتمد على قوات العدوان في مساندة قواته في المواجهة مع “القاعدة”، فإنه وجد نفسه الأقل قدرة على المحاججة؛ واكتفى باعتبار ما صدر عن خصومه دفاعا عن الاٍرهاب، ورفضًا للحرب على”القاعدة”، التي جعلها سببا لاجتياحه المحافظات؛ ولاتهام الفار هادي وحكومته حينها بالتواطؤ مع من وصفهم بـ”الدواعش”.
وإذا ما أخذ في الاعتبار أن للولايات المتحدة تجارب سيئة في المنطقة العربية والقرن الإفريقي، فإنها عملت طوال السنوات السابقة للحرب من داخل الأراضي اليمنية عبر غرف عمليات مشتركة استهدفت مواقع ونشطاء تنظيم “القاعدة” في مختلف المناطق؛ ولكنها سحبت كل عسكرييها مع دخول انصارالله العاصمة وقبل وصولهم أيضا إلى مدينة عدن.
ولهذا فإن الاعتقاد السائد هو أن واشنطن ستقدم دعما ومساندة محدودين للقوات الغازية الاماراتية والسعودية ومرتزقتهم لكنها لن تجرؤ على المشاركة في المواجهات على الأرض .

المزيد في هذا القسم: