المرصاد نت - خاص
في كل يوم يمر من عمر العدوان الذي يقترب من إتمام عامه الثاني يحمل براهين جديدة على أن هذا العدوان يستهدف اليمن أرضاً وشعباً ولا يوجد له أي أهداف سوي القتل و تدمير البنى التحتيه
للقضاء على جميع سبل الحياة في هذا البلد المظلوم إلا أن الشعب اليمني ضرب أروع الأمثلة في الصمود الأسطوري تجاه العدوان من خلال صبره وتحمله للحصار المفروض عليه براً وبحراً وجواً مؤكداً أنه بهذا العمل استطاع الانتصار على المعتدي وأفشل كل من راهن على هزيمته.
الى ذلك غادر ولد الشيخ العاصمة صنعاء بعد لقاءات أجراها اليوم مع ممثلي أنصارالله وحزب المؤتمر وتفيد مصادر مطلعة أنه لم يتم التوصل لنتيجة مع ولد الشيخ مشيرة إلى أن الأخير أراد الظهور في موقف يظهر أستمراره في تحركاته بعد توقفه لفترة طويلة دون أي مبرر بخلاف ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن توصل المبعوث إلى اتفاق مع صنعاء حول إرسال ممثلين عن لجنة التهدئة إلى الأردن لتلقي تدريبات على يد خبراء أممين قبل انتقال اللجنة إلى ظهران الجنوب تمهيدا لوقف إطلاق النار
ويتهم المبعوث الدولي بأنه متواطئ مع تحالف العدوان السعودي وأنه أوقف تحركاته بهدف منح فرصة للعدوان في العمليات العسكرية التي صعد منها في الساحل الغربي ومنطقة نهم بالإشارة إلى توقف تحركاته لفترة طويلة دون أي مبرر ودون أن يطلب اجتماعا لمجلس الأمن ليطلعه على رفض هادي لخطة السلام مصادر أخرى قالت أن ولد الشيخ قدم رؤيته السابقة التي بنيت على مبادرة وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري دون إدخال تعديلات عليها بحسب ما أشيع إعلامياً أنه قام بإجراء تعديلات تلبية لشروط هادي وحكومته.
وأمام عدم وجود مبررات لتوقف ولد الشيخ خلال الفترة الماضية سوى إعطاء فرصة للعدوان فإن كثيرون باتوا يعتقدون أنه يبيع الوهم لليمنيين ويجني فوائد مالية من وراء خروجه عن مهتمه الأممية.
وفي زيارة تأتي قبل ثلاثة أيّام من تقديم إحاطتة إلى مجلس الأمن الدولي وصل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ يصل إلى العاصمة صنعاء لبحث خطته المعدلة للتسوية ومناقشة التحضيرات المتعلقة بتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.
زيارة ولد الشيخ هذه المرّة كانت باهته بامتياز فلا وسائل إعلام ولا كاميرات في موقف يعبّر عن حالة الامتعاض اليمنية من "المبعوث السعودي" كما يصفه البعض خاصةً بعد رفضه قبل أيام لقاء وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ اليمنية وفق ما أوضحت مصادر إعلاميّة.
لا شكّ في أن زيارة ولد الشيخ التي تأتي بعد أسبوع تقريباً على زيارته إلى عدن حيث التقى هادي ورئيس حكومته بن دغر في قصر المعاشيق بعدن تهدف لطرح المبادرة نفسها التي طرحت في المدينة الجنوبيّة تحت مسمى "المبادرة الشاملة" لحل الأزمة اليمنية واستئناف عملية السلام المتعثرة منذ مشاورات الكويت في أغسطس/آب الماضي ما يعزّز هذا الأمر نقل وسائل إعلاميّة عن مصادر لم تسمها أن ولد الشيخ يستكمل رحلاته التي يفضل تسميتها بـ"المكوكية" لحث الأطراف على تجديد الحوار والقبول بثامن هدنة وقف إطلاق للنار.
بعيداً عن الأحاسيس و العواطف الثوريّة إن الوقوف على المشهد اليمني بشقيه الميداني والسياسي يستوجب التأمّل ويستدعي التدقيق بعد اقتراب العدوان من إتمام عامه الثاني وهو يراوح مكانه وهنا لا بد من الإشارة إلى جملة من النقاط أبرزها:
أوّلاً: إن مبادرة ولد الشيخ التي تبقي على هادي ولا تدين العدوان السعودي لن تكون قابلة للنقاش من قبل الطرف اليمني كما أن أي مفاوضات مقبلة تستدعي جملة من النقاط المسبقة من جملتها: الامتناع عن ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين جلهم من الأطفال والنساء، السماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر رفع الحصار الالتزام بعدم بانتهاك أجواء العاصمة صنعاء فتح مطار صنعاء ومعالجة قضيّة نقل البنك المركزي.
ثانياً: يتوجّب على كافّة الأطراف اليمنية التي تلتقي ولد الشيخ القادم من جيبوتي أن التوجه نحو السلام لا يعني الاستسلام، وما الانكسارات الأخيرة لقوى العدوان سوى دليل على هذا التوجّه اليمني منذ اليوم الأوّل هو الوقوف بقوة وصلابة ضد كافة أشكال وتوجهات العدوان لزعزعة الجبهة الداخلية ربّما، يصدّق ولد الشيخ ما ينقله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن اقتراب المعارك من مطار صنعاء وهنا ندعو الجانب اليمني إلى اصطحاب الأول بزيارة إلى محيط المطار ليعي صدقّية هذا الحديث من عدمه.
ثالثاً: لا تختلف الشروط اليمنية بشكل عام عما سابق وهي شروط يعلمها ولد الشيخ منذ اليوم الأوّل لمهامه: يجب أن يكون الحل يمنيا ـ يمنيا جنبا إلى جنب مع حوار يمني سعودي مباشر من شانه وقف كل التدخلات التي تذكي نار الحرب بين اليمنيين وكذا الوقوف على ما ارتكبه العدوان من جرائم ومطالبته بالتعويض سواء كان ذلك عبر الحلول السلمية او عبر المحاكم الدولية، وفق ما قال وزير الخارجية اليمني المهندس هشام شرف.
رابعاً: إن اختيار ولد الشيخ لهذا التوقيت الحرج لا يخلوا من أمرين الأول تبرير فشله في هذا الملف عبر إشاعته لانطباع في جلسة الأربعاء في مجلس الأمن بأن مهتمته في اليمن تحتاج المزيد من الوقت وذلك خشية تحريك ملف إعفائه والثاني يتعلّق بإعطاء السعودية جرعة وقت إضافيّة علّها تنجح في تحقيق أهدافها العسكرية من العدوان، وهنا ترجح مصادر أن قرار توقيت الزيارة لم يكن بعيدا عن ضغوط النظام السعودي.
خامساً: إن أفضل جواب تقدّمه العاصمة صنعاء اليوم لضيفها الأممي هي دعم وتعزيز جبهات الصمود وإفشال مخططات العدوان ومرتزقته الذين يرتكبون أبشع الجرائم والتدمير والتخريب الممنهج لمقدرات الشعب اليمني.
يبدو أن زيارة ولد الشيخ شكلية لا يمكن التعويل عليها وتأتي في إطار الجهود "التقليديّة" التي يقودها لتحريك ملف المفاوضات المتعثر منذ جولة مفاوضات مسقط ويرفعها إلى الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش خصوصاً بعد الأنباء التي تناقلتها دوائر ديبلوماسية عن تجميد مهمته مبعوثا امميا في الملف اليمني.
يعي ولد الشيخ المبعوث الأممي الأكثر خبرة في الملف اليمني بعد كوفي عنان وجمال بنعمر أن هادي والسعودية من خلفه لم تكن لترضى بوجود مبعوث أممي أساساً لو أنّها نجحت في فرض قرارها العسكري على اليمنيين وكما رحل أسلافه بأيادي فارغة لا نعتقد أن مصير ولد الشيخ سيكون مختلفاً باعتبار أن مبادراته لا تعدو في أغلبها عن كونها مبادرات التفافيّة على الشروط اليمنية لتحقيق أهداف السعودية سياسيّاً بعدما عجزت عن تحقيقها في الميدان.
ندعو ولد الشيخ الذي لم يكن ليحصل على إذن الدخول إلى العاصمة صنعاء لولا موافقة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني ندعوه مجدّداً إلى العمل بحسن نيّة وعدم الانحياز إلى الجانب السعودي لأنه سيكون حينها في مواجهة شعب بأكمله فضلاً عن كونه سيحصد الخيبة والفشل في مهمّته التي طالت لسنوات، وشارفت اليوم على نهايتها.
المزيد في هذا القسم:
- طيران العدوان وبوارجه تستهدف عدة محافظات خلال الساعات الماضية المرصاد نت - متابعات استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي الغاشم وبوارجه عدداً من محافظات الجمهورية خلال الساعات الماضية . وذكر مصدر عسكري لوكالة الأنباء ...
- ملف المخفيين إلى الواجهة: غضب شعبي متصاعد ضد تحالف العدوان ! المرصاد نت - متابعات مجدداً عاد ملف الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً في سجون المناطق «المحتلة التي يديرها تحالف» العدوان إلى الواجهة. وخلافاً للم...
- بديل السعودية من الحسم: تشظية اليمن وتأجيج صراعاته ! المرصاد نت - لقمان عبدالله كثرت التساؤلات في الآونة الأخيرة حول شكل الحكم المقبل في اليمن والأخطار التي تتهدّد وحدة الأراضي اليمنية في ظلّ العجز عن الحسم العس...
- وسط استمرار تصعيد العدوان.. اليمن يحتفل بعيد الاستقلال! المرصاد نت - متابعات يستمر العدوان السعودي في قصفه للمدن والمحافظات اليمنية مخلفاً عدداً من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين ضارباً عرض الحائط بكافة الاتفاقيا...
- انتهاء مهلة أبناء حوف للمليشيات السعودية في منفذ صرفيت.. ماذا بعد ؟ المرصاد نت - متابعات ضاق أبناء حوف ذرعاً من تصرفات مليشيات السعودية في مديريتهم شأنهم شأن باقي مديريات محافظة المهرة وعموم البلاد.استقدمت السعودية خلال الأشهر...
- طيران العدوان يشن غارات هستيرية على الحديدة وصعدة ومأرب المرصاد نت - متابعات شن طيران العدوان الأمريكي السعودي اليوم ثمان غارات على محافظة الحديدة. وأوضح مصدر محلي بالمحافظة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن طيران...
- اليمن الاتحادي الديمقراطي: هل يعدّ همًّا لتحالف العدوان؟ المرصاد نت - متابعات اليمنيون بسوادهم الأعظم سواءً من خالف العدوان أم حتى أولئك الذين أيدوا العدوان كلهم يطمحون إلى بناء يمن قوي اتحادي ديمقراطي أدركوا جميعاً...
- دوي انفجار يهز شرق المكلا .. وتعزيزات تصل الميناء المرصاد نت - متابعات هز انفجار عنيف النواحي الشرقية لمدينة المكلا مركز محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد حسبما أفاد سكان محليون في مناطق “روكب وبويش” م...
- الموقعون على اتفاق السلم والشراكة يدينون في اجتماع بصنعاء خروقات العدو ومرتزقته متابعات : دان أنصار الله وعدد من أحزاب اللقاء المشترك والأحزاب الموقعة على اتفاق السلم والشراكة عدم التزام قوى العدوان بالالتزامات والتعهدات التي قدمتها للأ...
- عودة الإنكليز: العين على القواعد والجزر اليمنية المرصاد نت - خليل كوثراني لم يخرج الإنكليز من اليمن راضين مرضيين. عام 1967 أجبرتهم جبهة التحرير والجبهة القومية بدعم يمني شمالي ومصري ناصري على الخروج قبل الم...