700 يوم من العدوان علي اليمن ..ماذا بعد ؟

المرصاد نت - متابعات 

700يوم من العدوان على اليمن حتى الآن دون أي مؤشرات إلى نهايته أو لوقف نزيف الدم وإنقاذ البلاد من شبح عدوان عسكري ألقى بظلاله على حياة اليمنيين وضاعف من معاناتهم على Yem ksa san2017.2.24الصعد كافة.


أرقام مفزعة ومخيفة تتحدث عنها اليوم المنظمات الدولية على رأسها الأمم المتحدة منها أن 14 مليون يمني يعانون من انعدام الغذاء بينهم ثلاثة ملايين امرأة وطفل إلى جانب ذلك: جوع وفقر، وبطالة، ونزوح وقتل على مدار الساعة.

 700 يوم من الحرب عمقت حدة الانقسامات البينية داخل المجتمع اليمني وعملت على الدفع بظهور مشاريع تشكل تهديدات وجودية لاستقرار البلاد في ظل غياب خارطة طريق تضمن حقوقاً متساوية ومستقبلاً مشتركاً لليمنيين ووجود قوى حاملة لمشاريع القتل والسحل وقطع الرؤوس إضافة الى أداء أطراف الصراع اليمنية والإقليمية خلال الحرب وتنامي الخطابات التكفيرية و المناطقية التي تصب في صالح مشاريع قوي العدوان  والقوي الاستعمارية.

في الوقت الذي يستمر فيه العدوان العسكري بالتصعيد تستمر الجهود السياسية والدبلوماسية من قبل الأمم المتحدة والدول الراعية للسلام إذ أعلن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن جولة مباحثات جديدة له ستشمل الرياض ومسقط وصنعاء وعدن وبعض دول المنطقة.

و تأتي هذه الجولة بعد اجتماع رباعية العدوان في ألمانيا بحضور ممثل عن سلطنة عمان. وتتزامن هذه التحركات الجديدة بشأن ملف اليمن مع زيارة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت إلى سلطنة عمان استغرقت ثلاثة أيام. زيارة جاءت بعد 3 أيام من جولة خليجية للرئيس الإيراني حسن روحاني شملت كلاً من مسقط والكويت أجرى خلالها مباحثات مع سلطان عُمان وأمير الكويت.

الأطراف اليمنية حتى الآن لا تزال في حالة ترقب للتحركات السياسية الجارية في المنطقة وعلى ضوئها ربما تأتي التحركات التي يقوم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بانتظار الجديد الذي سيأتي به الرجل.

و في الوقت الذي يتوقع فيه مراقبون عدم نجاح هذه الجولة السياسية من المباحثات وبقاء تصعيد العدوان العسكري حاضراً على الأرض يرى آخرون عكس ذلك تماماً إذ يشير هؤلاء المتفائلون إلى أنه لا تزال ثمة طرق عديدة لفرض خيار السلام وذلك من خلال التصالح الداخلي بين المناطق والقبائل والأحزاب السياسية بموازاة التحرك على المستوى الإقليمي وتبني مواقف المساعي العمانية والكويتية الدبلوماسية بين الدول الخليجية وتحديداً السعودية وإيران ثم المطالبة بالضغط الدولي على قوي العدوان علي اليمن لوقف عملها العسكري وتشجيع الحل السياسي في اليمن ووقف الحرب والحصار.

و في هذا السياق يشدد سياسيون على أنه لا بد من العودة إلى الحل السياسي محذرين من أن اليمن يسير في اتجاه تقسيمه إلى كانتونات في ظل وجود أربع دويلات وأربع حكومات تتقاسم السيطرة على البلاد وهي حكومة في عدن وحكومة في صنعاء وحكومة ثالثة في محافظة مأرب ورابعة في محافظة حضرموت وإن كانت الأخيرة في شكل مصغر للدولة.

و يضيف أصحاب هذه القراءة أن هناك اليوم أكثر من جيش في البلاد حيث بات لكل محافظة ولكل جماعة جيش تحت مسميات مختلفة منها “النخبة الحضرمية” و”النخبة الشبوانية”  والقاعدة في أبين والمجاميع المسلحة في تعز  وهناك جيش تابع لعلي محسن الأحمر  والاصلاح في مأرب وجيوش أخرى تتبع هادي.

و يشير هؤلاء الذين يشددون على ضرورة العودة إلى الحل السياسي إلى أن عدن كعاصمة مؤقتة لم تتجاوز قصر المعاشيق وحكومة لم تستطع أن تقدم نموذجاً لدولة ناجحة على مستوى عدن التي يجري تحويلها إلى قرية عشوائية فوضوية بل لم تستطيع أتخذ أي قرار دون الرجوع لقوي الاحتلال والغزاة حيث نُشرت معلومات تم العثور عليها بحوزة عناصر من المرتزقة بعد سقوط مواقعهم عن صراع محتدم بين قوى العدوان ومرتزقتهم وعن مستوى الإذلال السعودي للمرتزقة كما تكشف حجم الاستنزاف المالي للنظام السعودي جراء العدوان على اليمن.

وتضمنت المعلومات أربع وقائع رئيسية مرتبطة بوضع النظام السعودي جراء استمرار العدوان أو علاقته بالمرتزقة.

الواقعة الأولى بحسب المعلومات تتعلق امتعاض النظام السعودي من الطلبات المالية الصادرة من قبل القار علي محسن الأحمر وتوضح أن نائب القوات البرية السعودية فهد بن تركي تلقى طلباً مالياً من الأول وكان رد بن تركي "المملكة لم تقصر معكم والملك سلمان طلب من أمير الكويت 10 مليار دولار مساعدة للملكة في حربها على اليمن".

فيما يتعلق بالطلب السعودي من الكويت تقول المعلومات أن الملك السعودي سلمان قال لنظيره الكويتي "لولا الظروف الصعبة والقاسية لما طلبت المملكة مساعدة مالية من الكويت".ye yemen2017.2.24

المعلومة ثانية تكشف قيام مسؤول الملف اليمني بالمخابرات السعودية العميد محمد القحطاني بالطلب من سلطان العرادة توفير مكان آمن في مأرب لطاقم وعمل قناة تسمى "صنعاء".

أما المعلومة الثالثة فتُظهر أن "القحطاني" وجه أمرا للفار هادي بعزل عزالدين الأصبحي من منصبه كوزير حقوق الإنسان بحكومة المرتزقة، وتنصيب المدعو سمير الشيباني، وهو ما حدث بالفعل وتم عزل الأصبحي دون قرار معلن وتعيينه سفيراً في المغرب.

المعلومة الثالثة مرتبطة بسابقتها وتوضح أيضا أن رئيس حكومة المرتزقة أحمد عبيد بن دغر اقترح نائب وزير الأشغال معين عبدالملك ليشغل منصب وزير حقوق الإنسان خلفا للأصبحي، مسلما بمن تختاره السعودية وترضى عنه.

الواقع الحقيقي الذي يعيشه الفار هادي في عدن في ظل الاحتلال يتجلى في المعلومة الرابعة ضمن ما كشفته وثائق المرتزقة في أحد مواقعهم العسكرية، وتتعلق بأن الفار هادي عاجز عن أي حركة داخل عدن إلا بإذن الضباط الأجانب من قوى الاحتلال.

وبحسب المعلومة ذاتها نشب خلاف بين الفار هادي وقائد قوات السعودية في عدن العقيد أبو صقر الذي قامت بلاده بإنشاء مبنى لقواتها في عدن، وطلب الفار هادي زيارة المبنى وقوبل طلبه بالرفض من الضابط السعودي أبوصقر.

كما تفيد المعلومة الرابعة أن "أبو صقر" أبلغ أحد المقربين من الفار هادي المدعو "ياسر" بأن "المبنى قيد الإنشاء" هو ملك للسعودية وغير مسموح لأحد بزيارته، مهددا بقطع يد أي جندي يمني يفكر بالدخول إليه.

و في ظل هذه الأوضاع فإن اليمن مقبل على مزيد من المجاعة والتشرد والقتل والمعاناة ما دام العدوان مستمر بالتصعيد والحصار قائماً وهذا سيحول الناس إلى عصابات للقتل والسرقة لأن أطراف الصراع والاقتتال لم تع بعد أن هذا الوضع يجب أن يتغير والحرب لا بد أن تتوقف فوراً لمواجهة  الغزاة المحتليين.

المزيد في هذا القسم: