في الذكرى الـ 55 لـ ثورة 26 سبتمبر 1962م.. أسرار لم يُكشف عنها وحرامية الثورات إلى الواجهة بالوصاية السعودية

المرصاد نت - خاص

تحل علينا الذكرى الـ 55 لـ ثورة 26 سبتمبر 1962م وهناك أسرار لم يُكشف عنها ؟ وحرامية الثورات إلى الواجهة بالوصاية السعودية.. والثوار متطرفون إنفصاليون ميليشيات:26September2017.9.25


النظام السعودي يُسقط الوحدة بين مصر وسوريا في 1961م وإمام اليمن "أحمد حميد الدين" يتوفى ويتولى "محمد البدر" الحكم بعد والده وببرنامج إصلاحات وانفتاح على الطريقة الأمريكية ما دفع الضباط الأحرار إلى التحرك وإعلان قيام ثورة 26 سبتمبر بالنظام الجمهوري وإلغاء الملكية، وفي نوفمبر 62م الجيش المصري يصل إلى اليمن لدعم النظام الجمهوري فاهتزت عروش الأنظمة الملكية فتشكل حلف أمريكي ملكي "السعودية الأردن المغرب إيران" لإعادة شرعية "الإمام البدر" بالنظام الملكي ومحاربة النظام الجمهوري المعادي لأمريكا والصهيونية والسعودية .

وفي ليلة الثورة إنضم قائد قصر السلاح "المشير عبد الله السلال" إلى الثوار، وليتولى رئاسة الجمهورية العربية اليمنية، ولتندلع حرب أهليه بين النظام الجمهوري وحلفائه والنظام الملكي وحلفائه، إنتهت بإعتراف أمريكا والسعودية بالنظام "الجمهوري المعتدل" بعد تصفية ثوار سبتمبر 62م بتهم متطرف جمهوري وثوري جمهوري والحزبية والتحزب، والتخلي عن أنصار الملكية وضم رموز منهم إلى "الجمهورية المعتدلة" .

وحرامية الثورة الى الحكم بالوصاية السعودية، والحزبية حرام واليسار القومي والأممي كفر ومصيرهم الإقصاء والتهميش والتصفية والسجون والمعتقلات، والبعض هرب إلى عدن والآخر مصيره مجهول حتى اليوم، ومن خرج من المعتقل عاش بقية حياته مجنون .

واعلن البيان رقم (1) من إذاعة صنعاء وقيام الثورة واعلان الجمهورية والثوار يتقاطرون من كل أنحاء اليمن إلى صنعاء للدفاع عن الثورة والجمهورية، خاصة من الجنوب وتعز والمناطق الوسطى متأثرين بفكر اليسار القومي والأممي لثورات مصر وسوريا والعراق والجزائر والإتحاد السوفييتي والصين وكوبا، فتشكل الحرس الوطني بقيادة :عثمان أبو ماهر" وترأس "سعيد الجناحي" رئاسة تحرير جريدة الثورة الرسمية، والجيش المصري يدرب الثوار في الميدان والكليات في اليمن والقاهرة، ويتخرج العديد من الجنود والضباط الثوريين الجمهوريين لحماية الثورة والجمهورية واهدافها ومكتسباتها.

وبينما كان الثوار في جبهات القتال إختراق العدو السعودي الصف الوطني الجمهوري وانشق مجموعة من المشايخ عن الجمهورية ورحلوا إلى الرياض وأعلنوا تأييدهم لمؤتمر جدة والذي أعلن قيام الدولة الإسلامية بدلاً عن النظام الملكي والنظام الجمهوري، وفي نفس الشهyemen2017.9.25444ر والعام أغسطس 1965م، وقَّع النظام المصري والسعودي إتفاقية لإنهاء الحرب بالظاهر حوار ومفاوضات بين اليمنيين لتقرير نوع النظام السياسي وبالبنود السرية تصفية النظام الجمهوري الثوري والنظام الملكي ولمصلحة الدولة الإسلامية بالمشايخ المنشقين والذين عُرفوا بالطرف الثالث والطرف المحايد.

وتنفيذا للبنود السرية قام النظام المصري باستدعاء رئيس الجمهورية المشير عبدالله السلال إلى القاهرة وتم إحتجازه لعدة أشهر، والقيادة المصرية تكلف "الفريق حسن العمري" بالقيام بأعمال رئيس الجمهورية الذي يعقد عده إجتماعات مع الحكومة ويقرر إتخاذ إجراءات مؤلمة لإرضاء القيادة المصرية (المرجع كتاب مفاوضات السلام في اليمن للشعيبي) وبعدها تم إقصاء وتهميش رموز الثورة السبتمبرية بتهمة الحزبية، وفي ديسمبر 1966م ومن طهران أعلن "الملك السعودي فيصل" عن قيام الحلف الإسلامي بين السعودية وإيران لمحاربة المد الثوري المصري والسوري في المنطقة الذي يهدد الإسلام.

وبعد هذا عاد رئيس الجمهورية عبدالله السلال إلى اليمن وخلال زيارة السلال للعراق قاد المعتدلون إنقلاب والاستيلاء على السلطة في صنعاء في 7 نوفمبر 1967م وفي ديسمبر حاصرت السعودية وحلفائها صنعاء لمده سبعين يوماً والثوار يهزمون أمريكا والأنظمة الملكية والإعلام الغربي، فيما إذاعة لندن تسقط صنعاء إعلامياً في الأسبوع الأول للحصار، وانتصر الثوار في ظل قيادة سياسية تتهم الثوار متطرفون وحزبيون، وتم حل المقاومة الشعبية التي دافعت عن صنعاء بتهمة الاستيلاء على شحنه أسلحة في الحديدة قادمة من الإتحاد السوفييتي، ولاحقاً تم تصفية الثوار العسكريين بتهمة التخطيط لقيام إنقلاب عسكري في أغسطس 1968م.

وعقب ذلك شنت حملات تطهير واسع للعناصر الثورية من مؤسسة الجيش والمدارس وغيرها والتهم متطرف ثوري وجمهوري متطرف والحزبية ومعظمهم كانوا من تعز واب وخلال هذه الفترة ظهرت مصطلحات التفرقة المناطقية والطائفية، ولم يتبقى من الجمهورية سوى الإسم والنشيد الوطني، وحاول "المقدم إبراهيم الحمدي" في 13 يونيو 1974م إسترداد النظام الجمهوري فسقط شهيداً، وفي 2014م هادي وبدستور الأقاليم يحاول إغتيال الجمهورية واليمن ومعاً، وثورة 21 سبتمبر 2014م تفشله والعدوان الخارجي أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات يحاولون فرض هادي ودستوره للتمزيق والتقسيم، وكما انضم المشايخ سابقاً للسعودية ها هم جمهورية هادي وحكومته والأحزاب ينضمون لبني سعود، والثوار يتصدون والشعب والقبائل بالإمداد بالمجاهدين والمال والغذاء، والطرف الثالث والمحايد يصف المجاهدين بالميليشيات وغيرها، ظناً منه بأنه سيقفز إلى سدة السلطة كما فعلت سلطة 7 نوفمبر 1967م، وليتم تصفية "المليشيات" كما تم تصفية "المتطرفون الجمهوريين"، وتصفية "الإنفصاليين"، ودائماً وأبداً ومع كل تصفية تظهر مصطلحات التفرقة العنصرية المناطقية والطائفية من برغلي ولغلغي وجبلي وزيدي ودحباشي وعفاشي وشيعي ومجوسي ....إلخ. ولا عجب ولا غرابة فالمطبخ الإعلامي هو نفسه السعودية وأذنابها ولمصلحة لصوص الثورات وسرق الجمهورية وحرامية الإنتصارات.

في الذكرى الـ 55 لثورة 26 سبتمبر 1962م، نحتفل بالذكرى ولا ندرى من هو قائد الثورة، ولا ندري من صاغ وكتب وأذاع البيان رقم (1)، نحتفل بالذكرى الـ 55 للثورة السبتمبرية والثورة لم توثق بالوثائق والوقائع والاسماء عن التخطيط والإعداد والتحضير والتنفيذ وما هو حجم الدور المصري، ثورة البعض من قادتها أستشهد مبكراً والآخر تم تهميشه وإقصاءه ومنهم من تم إغتياله أو سجنه أو إخفائه أو جن جنونه بعد سجنه، لذلك لم ولا ولن نرى ونقرأ وثائق وأسرار ثورة 26 سبتمبر ومن هم القادة الفعليين.

وكل ما وصلنا ثلاثة كتب عن أسرار الثورة وصفها عبد الله البردوني بأنها كتب سيرة ذاتية لا يعتمد عليها كمرجع من مراجع الثورة، والكتاب الأول للواء الجائفي، والثاني للواء جزيلان، والثالث لمجموعة من الضباط الأحرار، وبعد 12عام من الثورة حاول المناضل السبتمبري الوطني "الدكتور عبد العزيز المقالح" أن يوثق للثورة وفي كتابه "عبد الناصر وثورة اليمن" لم يتوصل إلى معرفة قائد الثورة ولا من صاغ وأذاع البيان رقم (1) .

اليوم نحتفل بالذكرى الـ 55 للثورة ولا نعرف من هو قائد الثورة، والشهيد ناصر السعيد وفي كتابه "تاريخ آل سعود" يقول: "ان قائد الثورة اليمانية هو اللواء الجائفي" ويستدل على ذلك بظهور الجائفي وبصورة دائمة إلى يمين رئيس الجمهورية المشير السلال، وهناك من يقول أن "اللواء جزيلان" هو القائد، وكيف له أن يكون القائد والجمهورية قامت وهو متواجد في مدينة الحديدة، الناصريين يقولوا: "أن الشهيد "الملازم على عبد المغني" هو قائد الثورة، وكيف له أن يكون القائد وهو برتبة ملازم في ظل وجود رتب عسكرية أعلى بكثير من رتبة ملازم وهذا يتنافى مع تراتبية الرتب العسكرية، والصواب أن الشهيد علي عبد المغني كان ضابط إتصال وتواصل مع السفير المصري باليمن لتحديد ساعة الصفر لقيام الثورة. والشيخ عبدالله بن حسين الاحمر كان يقول : "الجمهورية حقنا"، وكيف له أن تكون الجمهورية حقه والجمهورية قامت وهو قابع في سجن حجة، وهكذا النصر والانتصار له آباء كثر وكثير بينما الهزيمة يتيمة.

نعم اليوم نحتفل بذكرى سبتمبر 62م والأهداف الستة لم تتحقق بعد 55 عاماً بل أن النظام الجمهوري ورموزه السيادية من المواطنة اليمنية والعَلَم والجيش والأمن والنشيد الوطني ...إلخ، غير موجودة في الجنوب وتعز الغربية والمخاء وباب المندب ومأرب بفعل الإحتلال الإماراتي وحلفائه من الداخل والخارج، ورموز السيادة للجمهورية والنظام الجمهوري موجودة أينما تواجد "أنصار الله" هذا تاريخ ينقل بالوقائع والشواهد وبدون تحيُّز، والبعض يتباكى ويذرف دموع التماسيح على النظام الجمهوري في ظل وجوده بأنصار الله ولا يتباكى أو يذرف الدموع على النظام الجمهوري في عدن أو في مأرب، وأكثر من ذلك فإن تلك المناطق المحتلة بالعنصرية هي مُحرَّمة عليه وعلى حزبه بالمطلق، وبالوصاية السعودية والإماراتية التي تقدم لها دموع التماسيح من مبادرات وحسن الجوار وأبناء البلاد محتلين وميليشيات وكهنة، والكهانة والكهنة لا وجود لها في الدين الاسلامي.

نعم نحتفل اليوم بالثورة الأم أجزاء من الوطن محتل من الجيش الاماراتي، والمحسوبين على النظام الجمهوري لا يعتبرون الإمارات دولة غازية ومعتدية ومحتلة، نحتفل بالثورة واليمن ممنوع من زراعة القمح وممنوع من محاكمة الفساد والعملاء، وغداً سنحتفل بذكرى ثوره 14 أكتوبر وأهدافها تبخرت بالجنوب العربي، بل أن الإحتلال الإماراتي يخلق جيوش مناطقية لتمزيق الجنوب، وقبل ذلك إحتفلنا بجمهورية الوحدة اليمنية وشركاء الوحدة في المنافي إنفصاليون بل كفار شيدوا معمل للبيرة في عدن، وتركيا يوجد بها مئات مصانع الخمور ولكنها مقر الخلافة المزعومة، والثوار الأصيلين وبالحرامية والوصاية السعودية والسفارات الغربية مصيرهم التصفية والإقصاء والتهميش وخليك في البيت في أحسن الأحوال.

والتهم معلبة وجاهزة ومستوردة من تل أبيب ولندن وواشنطن، والتمويل سعودي والتسويق للخونة فأصبح الثوار متطرف جمهوري ومتطرف ثوري وانفصالي وكافر ومليشيات ..إلخ، ولصوص الثورات والإنتصارات للواجهة وشعارات الحرب "الوسطية والإعتدال"، والإعتدال ينتهي بالسجود في الكنيست الإسرائيلي، والرئيس المؤمن وجائزة نوبل، وأمريكا والسعودية هم من يقفون وراء كل ذلك، إنهم أعداء اليمن كيفما كان سواء كان يمن ملكي وطني أو يمن جمهوري ثوري.

والنظام السعودي تأسس عام 1932م وفي عام 1934م يشن عدوان على اليمن وشركة أرامكو تشتري السلاح لإبن سعود لمحاربة اليمن، واجتاح بن سعود الساحل الغربي وتعثر في الشمال، والإعلام الغربي وإذاعة لندن تُسقط صنعاء إعلامياً وتعلن أن بن سعود ضمَّ اليمن إلى أملاكه.

والإخوان وبريطانيا في عام 1948م ينفذون إنقلاب في صنعاء لمصلحة شركات النفط الامريكية، وفي عام 1955م أمريكا تنفذ إنقلاب على "الإمام أحمد حميد الدين" وفي كل الأحوال اليمن يجب أن يكون تابع للخارج وبأي شكل وصورة كانت، وهذا ما يحدث اليوم والذي يتحقق بشق الصف الوطني شمالاً وجنوباً ووسطاً وأقاليم ستة وأكثر وبالنعرات العنصرية والمزايدة بالإعتدال والنظام الجمهوري في خطر وهلمَّ جراً من مصطلحات بني صهيون .

وبوجود الثوار والمجاهدين في الميدان لا ولن يتحقق حلم اليهود والصهيونية وأمريكا على أرض اليمن أرض الأوس والخزرج أرض الأنصار، ومن كذب جرب اليمن مقبرة لغزاة الداخل والخارج ومعاَ .

عاشت ثورة 26 سبتمبر في ذكراها الـ 55 ... عاشت ثورة 14 أكتوبر في ذكراها الـ 54 ... عاشت وحدة 22 مايو في ذكراها الـ 27 .... عاشت ثورة 21سبتمبر في ذكراها الثالثة ... وقبل ذلك عاشت الذكرى المئوية الأولى للإستقلال الوطني الأول من الإحتلال العثماني التركي عام 1917م ... نفتخر أن اليمن مقبرة للغزاة الأتراك وكل العالم يشهد ويقر بذلك، ومع ذلك لا نحتفل بهذه المناسبة ورموزها لأنهم من الأئمة الزيدية وشيعة آل البيت الكرام ومن سلالة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومع الزمن أصبحت سلالة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم منقصة ومسبة وشتيمة وكهنة وكهنوت، فيما لسلالة بن سعود شكراً وسلالة بن عبد الوهاب مقدسة، وسلالة الحزب الحاكم وأولاده وشركاءه محل تقدير واحترام، وسلالة الأتراك الغزاة خلافة إسلامية .

مرة أخرى عاشت كل الثورات اليمنية الخالدة ضد الإستعمار والصهيونية والرجعية السعودية ... المجد والخلود لشهداء اليمن كل اليمن في كل زمان ومكان بالوطنية والقومية وإسلام القرآن والعترة والفطرة الإنسانية .. الخزي والعار والذل والهوان والخسران للحرامية واللصوص والسرق وادعياء الإسلام بالوصاية الخارجية ما ظهر منها وما بطن .. وغدا لنا موعد مع الإنتصار التاريخي القادم بعون ومشيئة الله القوى العزيز.

----------
جميل أنعم العبسي

المزيد في هذا القسم: