سوريا : قصف إرهابي بقذائف كيميائية وإختناق العشرات بحلب

المرصاد نت - متابعات

أصيب أكثر من خمسة وخمسين مدنياً بحالات اختناق جراء اعتداء إرهابي بقذائف تحتوي غازات سامة على حيي الخالدية وشارع النيل في مدينة حلب شمالي سوريا.Alppoe2018.11.25

وقالت وسائل إعلام محلية إن الجماعات الإرهابية قصفت حلب بقذائف صاروخية متفجرة ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين بغاز الكلور.

وتم على الفور نقل المصابين الى المستشفيات لتلقي العلاج. ويعتبر هذا القصف خرق لاتفاق وقف اطلاق النار وإتفاق سوتشي بخصوص المنطقة العازلة في أدلب ومحيطها.

وأفاد مدير صحة حلب أن "الطواقم الطبية مستمرة بتقديم خدماتها والمرجح أن يكون الغاز المستخدم من قبل الإرهابيين هو غاز الكلور طبقاً للاعراض على المصابين".

 تحذيرات كثيرة سبقت الهجوم الكيماوي الذي شنته التنظيمات الارهابية على مدينة حلب بالاضافة الى تقارير مفصلة تنبه من مغبة لجوء هذه التنظيمات لاستفزازات باستخدام المواد الكيميائية في المنطقة منزوعة السلاح حول إدلب لاتهام الجيش العربي السوري بشن هجمات بالأسلحة الكيميائية على السكان هناك فمن يقف خلف هذه الاستفزازات وما الهدف منها؟

واكدت تقارير إعلامية ودبلوماسية أن موادا كيميائية سامة تم نشرها في محافظة إدلب بشكل مدروس منذ توقيع اتفاق سوتشي مضيفة  أنه إلى جانب امتلاك المواد الكيميائية، قام تنظيم "جبهة النصرة" الارهابي  بتزويد تنظيم "داعش" الوهابي والتنظيمات "الأجنبية الآسيوية" بهذا "السلاح ليتوزع في جبهات المحافظة وعلى أطراف المنطقة "منزوعة السلاح.

وبدراسة هذه التقارير خلال الاشهر الماضية، يمكن استخلاص مجموعة من الاستنتاجات البادية للعيان..

فزيادة عن استغلال الجماعات الإرهابية نظام وقف إطلاق النار الذي فرضه اتفاق سوتشي والمتضمن إقامة منطقة منزوعة السلاح في محيط إدلب، يمكن ملاحظة إصرار تنظيمي "جبهة النصرة" و"الخوذ البيضاء" على إقامة شبكة من المستودعات الصغيرة للمواد الكيميائية تتوزع على الشريط الجغرافي داخل المنطقة "منزوعة السلاح" بما يحفظ لهما المتطلبات اللوجستية لافتعال استفزازات سريعة تحت الطلب بالمواد الكيميائية السامة عند اشتعال أية جبهة من جبهات أرياف حلب وحماة وإدلب مع الجيش العربي السوري تمهيدا لاتهامه بشن هجمات كيميائية تستدعي التدخل الغربي الذي يتقن تصنيع مبرراته لشن ضربات ضد سوريا.

ماذا بعد الهجوم الكيميائي على حلب؟

كما يمكن ملاحظة أن عمليات شحن المواد الكيميائية إلى مناطق عدة منزوعة السلاح باتت أقل مداراة على المستوى الأمني، وهذا الأمر قد يكون مقصودا تماما لتمرير رسالة إلى صندوق بريد الجيش السوري وحلفائه فحواها الاستعداد التام من قبل تنظيمي "النصرة والخوذ البيضاء" للقيام باستفزازات كيميائية حال قيامه بشن أي هجوم على مواقع التنظيمات الإرهابية، وهو ما تعتقد تلك التنظيمات بأنه كاف لحثّ الجيش العربي السوري على التفكير مليا قبل الهجوم، فوفق التجارب السابقة كانت تلك الاستفزازات كافية لتقديم الذريعة لوقف عملياته العسكرية ولو مرحليا استعدادا لتلقي ضربات "التحالف الأمريكي" بعدما أضحت الاستفزازات الكيميائية بمثابة "مسمار جحا" الذي يتيح له استهداف الجيش العربي السوري للتخفيف من اندفاع عملياته.

وهذه الاستنتاجات تنسجم بالفعل مع اعتقاد بعض أجهزة المخابرات الأجنبية بأن الاستفزازات الكيميائية ستوفر الحماية "الدولية" لتنظيمات الإرهابيين الأجانب الذين تم توطينهم في أرياف إدلب خلال السنوات السابقة من التركستان والإيغور والشيشانيين والأتراك والعرب الذين يدينون بالولاء للقومية التركية والذين لا مكان لهم في مستقبل إدلب ولا تشملهم أية تسوية سياسية تنتهي ببسط الدولة السورية سيطرتها على المحافظة.

ماذا بعد الهجوم الكيميائي على حلب؟

وبحسب التقارير المذكورة فإن ما يسمى بـ "هيئة تحرير الشام" الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي  بالاشتراك مع الفصائل الموالية لها ومع "تنظيم الخوذ البيضاء"، نشرت عبوات الكلور والسارين على جبهات المنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، وفي ريف إدلب الشمالي الشرقي عند الحدود الإدارية مع محافظة حلب، وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي من خلال تسليمها هذا السلاح لتنظيمات ( "داعش" و"فرخه" أنصار التوحيد، والحزب الإسلامي التركستاني، ولواء صقور الغاب) الارهابية، وغيرها.

كما تشير التقارير إلى أن كميات من غاز الكلور يتم إنتاجها محليا في المحافظة بتقنيات غربية وتحت إشراف خبراء أجانب بريطانيين وشيشانيين وأتراك ويدعم ذلك تقارير سابقة نشرتها وزارة الخارجية الروسية عن استخدام الإرهابيين لتقنيات غربية لإنتاج المواد السامة.

من جانبه أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف اليوم الأحد أن روسيا تعتزم أن تناقش مع تركيا قصف المسلحين لمدينة حلب بقذائف تحتوي على غازات سامة.

وقال كوناشنكوف في تصريح صحفي: "تعتزم روسيا مناقشة هذا الحادث (القصف الكيميائي الذي تعرضت له مدينة حلب) مع الجانب التركي، كضامن للالتزام المعارضة السورية المسلحة، بوقف الأعمال القتالية بمنطقة تخفيف حدة التصعيد في إدلب".

هذا وذكرت وكالة "سانا" السورية أن 107 مدنيين على الأقل أصيبوا بحالات اختناق تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة بعضها احتاج لدخول العناية المشددة نتيجة الهجوم الكيميائي على أحياء الخالدية وشارع النيل وجمعية الزهراء في حلب.

النصرة تنشر 50 من صواريخ الكيميائي المعدلة على جبهات إدلب

قام تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في إدلب السورية بنشر نحو 50 صاروخا مزودا بالمواد الكيميائية السامة في عدة جبهات وبحوزة عدة تنظيمات إرهابية أخرى وكشفت مصادر مطلعة في إدلب أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" الارهابية قاموا بنقل ما يقارب 50 صاروخا فجر اليوم الأحد 25 تشرين الثاني/ نوفمبر وذلك بعد أيام من تعديلها من قبل خبراء فرنسيين في أحد مقرات النصرة بالقرب من سجن إدلب المركزي حيث باتت هذه الصواريخ تحمل رؤوسا مزودة بمادة الكلور.

وكشفت المصادر أن عملية النقل تمت على خمس دفعات وتوزعت في ريف إدلب الجنوبي الشرقي حيث تم تسليم فصيل "أجناد القوقاز" الارهابي 10 صواريخ في منطقة تل السلطان كما سلمت الهيئة تنظيم "جيش العزة" الارهابي عددا من الصواريخ المماثلة في بلدة كفرزيتا شمال مدينة حماة، وسلمت تنظيم "حراس الدين" االارهابي الموالي لتنظيم "القاعدة" الارهابي عددا من الصواريخ تم نقلها إلى مدينة مورك في ريف حماة الشمالي فيما تولت "هيئة تحرير الشام" الارهابية نقل وتسليم مجموعتين من الصواريخ لمسلحي "الحزب الإسلامي التركستاني" الارهابي، ولجهة أخرى لا تزال مجهولة.

وشنت "هيئة تحرير الشام" الارهابية مساء أمس الأحد هجوما بالصواريخ المحملة بالمواد الكيميائية على أحياء شارع النيل والخالدية والشهباء الجديدة في مدينة حلب ما أدى إلى إصابة عشرات المدنيين بحالات اختناق.

بدوره قال مصدر طبي في حلب إنه الفحص الأولي للحالات التي أصيبت باختناق وإغماء نتيجة استهداف المسلحين لأحياء حلب بقذائف صاروخية تحمل مواد سامة يؤكد أن المادة المستخدمة هي غاز الكلور وكانت وكالة "سبوتنيك" نقلت عن مصادر واسعة الاطلاع أن خبراء فرنسيين يعملون لصالح تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي  يقومون بتعديل صواريخ من نوع خاص بهدف تزويد رؤوسها بالمواد الكيميائية السامة.

وقالت المصادر المقربة من قيادات في تنظيمات مسلحة تنشط في إدلب : إن عناصر تنظيم "الخوذ البيضاء" الارهابية قاموا صباح الأربعاء 21 نوفمبر/ تشرين الثاني بنقل خمس عبوات من المواد الكيميائية السامة من أحد مستودعات تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي إلى مستودع في مدينة إدلب تم إنشاؤه حديثا تحت الأرض بالقرب من سجن إدلب المركزي بواسطة آليات وحفارات خاصة بحفر الأنفاق.

وأضافت المصادر أنه تم تسليم العبوات الخمس المذكورة في المقر "تحت الأرض" لخبراء فرنسيين من "العرق الأسود" وصلوا حديثا لإجراء تعديلات على صواريخ "مجهولة الطراز" وصلت حديثا عبر الحدود مع قواعد إطلاقها بهدف تزويد رؤوسها بالمواد الكيميائية السامة.

وفي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول أعلنت الخارجية الروسية ببيان، أنه "لا تزال جماعات الإرهابيين والمتطرفين في إدلب تحاول تنفيذ استفزازات واسعة النطاق باستخدام الأسلحة الكيميائية والمواد السامة وينضم نشطاء من منظمة "الخوذ البيضاء" الإرهابية الزائفة والمشؤومة المتخصصة في تصوير أحداث (تحاكي شن هجمات كيميائية) بسهولة إلى مثل هذه الجهود".

وفي سياق متصل أستشهد 14 مدنياً من عائلة واحدة في قصف لطيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن على قرية الشعفة بريف دير الزور الشرقي في سوريا ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصادر أهلية أن طيران "التحالف الدولي" ارتكب مجزرة جديدة أدت لمقتل 14 مدنياً من عائلة واحدة في قرية الشعفة بريف دير الزور الشرقي.

ويأتي هذه الاعتداء الجديد من قبل طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن خارج إطار مجلس الأمن والشرعية الدولية بعد يوم واحد تقريباً على القصف الذي شنه طيران التحالف على منطقة السوق في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي ما تسبب بمقتل 20 مدنيا بينهم 9 أطفال و8 نساء.

وبعد يومين أيضاً على الاعتداء بغارات عنيفة على قرية الشعفة نفسها في ريف دير الزور ما تسبب بوقوع مجزرة قتل فيها 11 مدنياً وجرح العشرات ووقع دمار في المنازل" بحسب ما ذكرته مصادر أهلية في تصريحات لوكالة الأنباء السورية "سانا".

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية