لبنان ينتفض ضد الفساد .... والسلطة إلى القمع المفرط!

المرصاد نت - متابعات

لم تعُد البلاد مُستعصية على الثورات. انتفاضة شعبية يشهدها لبنان من أقصاه إلى أقصاه، فجّرتها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيئة، بفعل تمادي السلطة في سياسة التجويع وفرض lobnenao2019.10.19إجراءات ضريبية، لا هدف لها سوى تركيز الثروة في يد القلة من اللبنانيين. للمرة الأولى منذ التسعينيات، لم يعُد الشارع فسيفساء من الانتماءات الطائفية المُتناحرة. خرج منذ يومين بهوية وطنية جامعة لا ولاء فيها للطوائف، ليقول للطبقة الحاكمة «كفى»، ولا يزال مستمراً في تحركه، فاتحاً الباب على مصراعيه أمام الأحزاب والتيارات السياسية التي أثبتت يومَ أمس أنها تغرق في حالة من الإنكار التام.

فأمام زخم الغضب الشعبي والغليان الذي قُطع معه عدد كبير من الطرق التي تربط المناطق في مختلف المحافظات واصل المسؤولون تقاذف مسؤولية الفشل والإخفاق والوعود الكاذبة كما لو أنهم أمام أزمة سياسية عادية كتلكَ التي تُحلّ على طريقة «تبويس اللحى». وليلاً، لجأت السلطة إلى العنف المفرط، لتفريق المتظاهرين، بذريعة ملاحقة «المشاغبين الذين اعتدوا على الأملاك الخاصة والعامة». صدف أن استخدام قدر كبير من العنف، من قبل الجيش وقوى الأمن الداخلي، بدأ بعد تكسير واجهتي مصرفين في وسط بيروت.

وحتى يوم أمس لم يكُن أهل السلطة قد استوعبوا بعد أن القصة ليسَت قصّة رغيف ولا زيادة أسعار المحروقات والدخان وأزمة دولار، ولا حتى فرض رسوم على تطبيق «واتسآب»، بل قصة كيل طفح بمكيال الكذب والإفقار والظلم وحجم البطالة والركود الاقتصادي ونظام المُحاصصة. إذ حاولت أغلبية القوى المشاركة في الحكومة ركوب موجة التحركات الشعبية، وخلق شارع مقابِل شارع عبر تبادل الاتهامات، لكنها فشلت في ذلك. الكل بدأ يتحدث كما لو أنه في موقع المعارضة ولا علاقة له بكل الإجراءات التي اتُّخذت في المرحلة السابقة.

هذه اللعبة بدأها النائب السابِق وليد جنبلاط من خلال تحريك شارعه للتصويب على «العهد» في محاولة لتمييز نفسه. ولحق به رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي جاءت مواقفه وجنبلاط مشجّعة لاستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ورمي كرة النار بين يدي رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وحزب الله. الأمر الذي دفع برؤساء الحكومات السابقين للتضامن مع الحريري ورفضهم الاستفراد به. فيما كان لافتاً وواضحاً ارتباك كل من حركة أمل وصمت حزب الله. أما التيار الوطني الحرّ فقد حاول رئيسه الوزير جبران باسيل الاستثمار في غضب الناس لصالحه. الأخير خرج بعدَ لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون وعدد من وزراء التيار ليخاطب الناس. وقف على منبر قصر الرئاسة في بعبدا ليلقي كلمة موجهة إلى اللبنانيين كما لو أنه متحدث باسم الرئاسة. قال بأنه «يتفهّم» غضب الشارع معتبراً أن «ما يحصل هو لصالحنا وليسَ ضدنا»، مكرراً معزوفة الإصلاحات التي يريد العهد تطبيقها، لكنّ أطرافاً أخرى تمنعه من ذلك. علماً أن هذه الإصلاحات التي يتحدّث عنها باسيل وغيره ممن هم في الحكومة، من المستقبل الى القوات الى الاشتراكي ليست ذات منفعة، بل هي إجراءات ستزيد من حجم المشكلة وتأخذ البلاد نحو الانهيار.

وراح باسيل يرمي الوعود كعادته من نوع تأمين الكهرباء، قائلاً إنه ضدّ الضرائب، مع أنه هو نفسه الذي شارك في اقتراحها وفي إقرارها.وفيما كان الرصد طوال يوم أمس لإطلالة الحريري، طُرح سؤال حول إمكانية إسقاط حكومة الأخير في الشارع استناداً إلى المشهد الراهن الذي أعاد لبنان إلى ما سبقَ واختبره في أيار عام 1992م حين أدّت التظاهرات إلى إسقاط حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي. غيرَ أن الرئيس الحريري لعب الدور نفسه الذي سبقه إليه كل من باسيل وجعجع وجنبلاط، محاولاً إظهار نفسه بمظهر الضحية. رئيس الحكومة رأس السلطة التنفيذية حاول تبرئة نفسه بتحميل شركائه فيها مسؤولية الانقلاب على الإصلاحات والاتفاق معطياً مهلة 72 ساعة وإلا «سيكون هناك كلام آخر».

أراد الحريري ابتزاز شركائه في الحكم، عبر القول: إما أن تنفّذوا شروط مؤتمر «سيدر» أو أستقيل. يبدو رئيس الحكومة غير مدرك لكون الناس نزلوا إلى الشارع، مع هذا القدر الهائل من الغضب، بسبب نتائج سياسات «سيدر وأخواته». وفيما كان جنبلاط وجعجع ينتظران من الحريري استقالة فورية خاب ظنهما. ردّ الأول على رئيس الحكومة بالقول «إننا لا نستطيع الاستمرار في الحكم والحكم ليس في يدنا ونعيش 7 أيّار اقتصادياً ونحن أردنا المشاركة ولكن غير مرغوب فينا من بعض الناس»، معلناً بأنه سينتقل إلى موقع المعارضة «الهادئة والموضوعية».Lobnanoa2019.10.19

أما رئيس القوات فقال: «لا نجد أنفسنا في هذه الحكومة والاتصالات مستمرّة مع المستقبل والاشتراكي من أجل تنسيق الموقف الرئيس الحريري يريد أن يستمهل قليلاً ولا مشكلة في الأمر إلا أن المغزى أننا لا نرى فائدة من هذه الحكومة».وفي اتصال مع قناة «العربية» اعتبر أن «ما يحصل هو ثورة شعبية حقيقية» معتبراً أن «حزب الله متخوف جداً وقسم من قاعدته خرج عليه» محملاً إياه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد. بينما تقصّد وزير الخارجية بعد كلام رئيس الحكومة تسريب معلومات عبرَ مصادره تقول بأنه «أجرى اتصالاً بالحريري وأكد له بأن أن لا حاجة للانتظار 72 ساعة فلنبدأ فوراً بالحلول».

وعلى إثر الأحداث المتصاعدة، كانت التركيبة السياسية قد بدأت تنفجر من الداخل قبلَ أن تظهر بوادر تدخّل من قبلها ليلَ أمس انعكست أعمال شغب ومواجهات مع القوى الأمنية أدت إلى تراجع أعداد المتظاهرين في عدد من المناطق، لا سيما في الساحة المركزية في رياض الصلح. وباتت هناك خشية من أن يكون مصير التحرك الحالي شبيهاً بمصير سابقه الذي اندلع عام 2015م والذي أطلق شرارته ملف النفايات بعد أن حركت السلطة جماهيرها في مواجهته. فيما ينتظر الجميع الكلمة التي يلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ختام «مسيرة الأربعين» اليوم ليتحدث عن مجمل التطورات السياسية وبصورة خاصة الأوضاع الداخلية في لبنان.

الجيش اللبناني والقوى الأمنية يفضون الاحتجاجات وسط بيروتBairaot2019.10.19

- فض الجيش اللبناني والقوى الأمنية الاحتجاجات في ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط بيروت. مما أدي إلى وقوع مواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت اتخذت طابع الكر والفر.

- القوى الأمنية حاولت تفريق المتظاهرين باستخدام القنابل المسيلة للدموع وقد أصيبت مراسلة صحافية تابعة لقناة محلية لبنانية بإحدى قنابل الغاز.وباشرت القوى الأمنية باعتقال بعض المواطنين. ولا تزال أغلب الطرق مقطوعة في مدينة بيروت. الجيش اللبناني يعمل على فتح كل الطرقات في البقاع الشمالي.

- وفي طرابلس أصيب عدد من المواطنين في ظل توارد الأنباء عن استشهاد أحدهم وذلك برصاص مرافقي النائب السابق مصباح الأحدب وعلى إثر ذلك، اعتقل الجيش اللبناني مرافقي االأحدب.

- أما صيدا فتشهد اعتصاماً مركزياً يضم الآلاف من المتظاهرين.

- ومنذ الصباح قطع محتجّون عدداً من الطرقات في أنحاء مختلفة من العاصمة اللبنانية بيروت وعند المداخل الرئيسية لها.

- محتجّين أشعلوا النار في الإطارات والحاويات ما تسبّب في عرقلة حركة السير كما أقدمت مجموعة من المحتجّين على السياسات الاقتصادية للحكومة على قطع طريق الجنوب عند الجيّة وفي برجا أشعل المحتجّون الإطارات فتدخّل الجيش لتفريقهم.

 - وجود أمني كثيف في وسط بيروت مع تواصل الاحتجاجات.

- فرقت القوى الأمنية اللبنانية المتظاهرين الذين احتشدوا ليلاً لساعات في وسط العاصمة بيروت احتجاجاً على فرض الحكومة ضرائب جديدة.

- عمت التظاهرات معظم المناطق اللبنانية وتخللها قطع طرق في أكثر من مدينة وسط غضب عارم من سياسات الحكومة الاقتصادية.

- ذكرت مصادر طبية أن المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية أدت إلى إصابة العشرات من الطرفين.

 

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية