أبرز التطورات الميدانية والسياسية في المشهد السوري!

المرصاد نت - متابعات

عادت السخونة إلى جبهة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي. جولة جديدة من القصف والمعارك بعد ثلاثة أيام من الهدوء النسبي الذي ترافق مع مباحثات روسية ــــ تركية لإنجاز التسوية Syriaa2019.11.30المتعثرة حول الطريق الدولي «حلب ــــ الحسكة». يجري ذلك بالتزامن مع أخذ وردّ بين تركيا وفرنسا فيما لا تزال اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف معلّقة في انتظار توافق على جدول أعمال لا يبدو أنه سيتم.

بعد أنباء عن تعثّر الوصول إلى اتفاق مع الجانب الروسي بخصوص استمرار وجود «قسد» على الطريق الدولي طاول القصف المدفعي التركي أمس قرى هوشان ودبس غربي عين عيسى ولقلق ومبعوجة في ريف تل أبيض الجنوبي. وترافق القصف مع هجمات محدودة لـفصائل نايسمي ب«الجيش الوطني» المدعوم من أنقرة على قرى وبلدات في الجهتين الشمالية والغربية من عين عيسى، في إطار الضغط لاستعجال توافق يقضي بانسحاب القوات الكردية من كامل الطريق الدولي (M4). ودفع التصعيد التركي، العسكريين الروس إلى إجراء مباحثات مع مسؤولين عسكريين أتراك في بلدة عالية في ريف تل تمر الغربي لإنجاز تسوية توافقية في تلك المنطقة. وتزامن ذلك مع إعلان القوات المسلحة التركية عن اتصال جرى بين رئيس هيئة الأركان العامة التركية يشار غولر ونظيره الروسي فاليري غيراسيموف «لبحث مستجدات الملف السوري».

وبحسب مصادر مطلعة على مسار المحادثات فإن «الطرفين اتفقا على متابعة نشر الجيش العربي السوري بمحاذاة الطريق الدولي للجهة الغربية من تل تمر والشرقية من عين عيسى مع انسحاب تدريجي لقسد من تلك المناطق». وبعد انتهاء الاجتماع وسّع الجيش العربي السوري الموجود في عين عيسى من انتشاره انطلاقاً من المدينة نفسها باتجاه صوامع حبوب الشركراك شمال شرق عين عيسى وبات على بعد مسافة تقلّ عن 1 كلم عنها. وتزامن تحرك الجيش مع تحرك مماثل لوحداته في ريف تل تمر الغربي حيث دخلت قواته إلى قرى الكوزلية وأم الخير وتل اللبن على امتداد الطريق الدولي.

وعلى رغم ظهور مؤشرات إلى بدء تطبيق الاتفاق الذي يخصّ الطريق الدولي إلا أن «المرصد السوري» المعارض تحدث عن قصف متبادل تركي ــــ روسي في محيط عين عيسى من دون ورود معلومات عن خسائر ما يمكن أن يكون مؤشراً إلى عراقيل اعترضت الاتفاق. وتلا القصف تصدّي الجيش السوري لهجمات للفصائل المسلحة الموالية لأنقرة على مواقع انتشاره في قرية تل اللبن بمحاذاة الطريق الدولي غرب ناحية تل تمر. كما أعلن الجيش إسقاطه طائرة مسيّرة تركية صغيرة في قرية حامو في ريف القامشلي.

وفي إدلب أحبط الجيش العربي السوري أمس الجمعة هجوما لإرهابيي جبهة النصرة باتجاه مواقع الجيش على محور بلدة إعجاز في ريف إدلب الشرقي. وبحسب وكالة سانا للانباء فقد دارت اشتباكات عنيفة خلال ساعات المساء الماضية من يوم الجمعة بين وحدات الجيش العربي السوري وإرهابيي "جبهة النصرة" والمجموعات التابعة لها والتي استقدمت دبابات وعربات ثقيلة خلال هجوم نفذته على إحدى النقاط العسكرية باتجاه بلدة إعجاز بريف إدلب الشرقي.

وأضافت الوكالة بأن وحدات الجيش العاملة على المحور أحبطت الهجوم وأفشلت محاولات الإرهابيين بتحقيق أي خرق باتجاه النقاط العسكرية إضافة إلى تدمير دبابتين وآليات أخرى لهم.

وتنتشر في أرياف إدلب تنظيمات إرهابية تتبع إلى تنظيم جبهة النصرة التكفيري وتقوم بالاعتداء على نقاط الجيش والقرى والبلدات الآمنة بينما تواصل وحدات الجيش عملياتها ضد الإرهابيين في تلك المنطقة حيث تمكنت الاثنين الفائت من استعادة السيطرة على قرى ضهرة الزرزور والصير وأم الخلاخيل ومزارع المشيرفة بريف ادلب الجنوبي الشرقي بعد تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.

وفي المقابل قتل جنديان تركيان إثر سقوط قذيفة هاون على موقعهما على الحدود السورية بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية أمس. وقالت الوزارة نقلاً عن الجيش في بيان: «استشهد اثنان من رفاقنا بهجوم بالهاون» في بلدة أقجة قلعة في محافظة شانلي أورفا أول من أمس الأربعاء. ولم تحدّد الوزارة ما إذا كان الهجوم انطلق من الأراضي السورية إلا أنها قالت إن القوات التركية ردّت بإطلاق نيران مدفعية كثيف.

على صعيد متصل أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله بأن يناقش زعماء «الناتو» خلال قمتهم في لندن في الـ 3 والـ 4 من الشهر المقبل التدخل التركي في سوريا، واصفاً إيّاه بالمهدّد لعمليات «التحالف الدولي» ضد «داعش». وقال ماكرون في مؤتمر صحافي: «أن يعلن طرف تمسكه بالدفاع الجماعي ليس كافياً فالمطلوب هو أفعال وقرارات وليس أقوالاً». كذلك أشار في كلمة نشرها موقع «الإليزيه»، إلى أن «التدخل العسكري الذي قامت به تركيا في شمال شرق سوريا قبل أسابيع طرح أسئلة جدية تتطلب الإجابة». في المقابل ردّت أنقرة على تصريحات ماكرون، متهمة إياه بـ«حماية الإرهاب» في سوريا. ونقلت وكالة «الأناضول» عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله: «بأيّ حال هو (ماكرون) حامٍ للمنظمة الإرهابية (قسد) تتمّ استضافتهم في القصر الرئاسي الفرنسي باستمرار». وتابع انه «ينبغي على ماكرون إدراك أن تركيا حليف في حلف شمالي الأطلسي وعليه أن يقف بجانب الحلفاء».

بالتوازي مع ذلك ردّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس على تعليقات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون حول احتضار «حلف شمال الأطلسي» معتبراً أنها تعكس «فهماً مريضاً وضحلاً». وقال أردوغان مُوجّهاً كلامه إلى الرئيس الفرنسي: «يجب عليك أن تتأكد أولاً مما إذا كنت ميتاً إكلينيكياً». وكان ماكرون قال في مقابلة أجرتها معه مجلة «ذي إيكونوميست» «(إننا) نشهد عدواناً من شريك في الحلف تركيا في منطقة مصالحنا فيها على المحكّ، من دون تنسيق» معتبراً ذلك من مؤشرات «الموت الدماغي» الذي رأى أن «الأطلسي» يعانيه. وسيحضر الرئيسان التركي والفرنسي اللذان تبادلا الانتقادات في شأن توغّل الجيش التركي في شمال شرق سوريا قمة «الأطلسي» المقررة في بريطانيا يوم الرابع من كانون الأول/ ديسيمبر.

من جهته أعلن قصر «الإليزيه» أمس أن الخارجية الفرنسية ستستدعي السفير التركي للحصول على تفسيرات لتصريحات أردوغان. وقالت الرئاسة الفرنسية إن «هذا ليس تصريحاً، إنها إهانات» مضيفة أنه «سيتم استدعاء السفير الى الوزارة لكي يفسر ذلك». وتابعت أنه ليس هناك «تعليق حول الإهانات» مشيرة إلى أن ماكرون ينتظر من أنقرة «ردوداً واضحة». ولفتت إلى أن «هناك مسألة العملية التركية في سوريا وتداعياتها، واحتمال عودة داعش لكن أيضاً هناك مسائل أخرى يجب الحصول على ردّ عليها من تركيا».

 بيدرسن ينعى اجتماعات «الدستورية»
وفي سياق متصل لم تتمكّن الهيئة المصغّرة المنبثقة عن «اللجنة الدستورية» السورية من عقد أيّ اجتماع في الجولة الثانية من مشاورات «الدستورية» في جنيف. انتهت الجولة قبل أن تبدأ من دون أن يُعلَن عن موعد جديد لاستئنافها. فشلٌ إضافي يضرب مساراً تفاوضياً جديداً، بينما يبقى التعويل على مسار «أستانة» المرتبط مباشرة بالميدان وتحوّلاته. في هذا الوقت، تخوض باريس وأنقرة تقاذفاً بالتصريحات الحادّة حول العملية التركية في شرق الفرات وتنسيقها مع «الناتو» الذي لديه «مصالحه» هناك.

وأعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون أمس انتهاء الجولة الثانية من المحادثات في شأن تعديل الدستور السوري بعدما منع خلاف في شأن جدول الأعمال المفاوضين عن كلّ من الحكومة والمعارضة من اللقاء. وقال بيدرسون، للصحافيين إنه «لم يكن ممكناً الدعوة لاجتماع للهيئة المصغّرة التي تضمّ 45 (مفاوضاً) إذ لم يتمّ التوصل إلى اتفاق بشأن جدول الأعمال». وأضاف أنه لم يتمّ بعد تحديد موعد جديد للقاء الأطراف المعنيين. وكانت المحاولات لعقد اجتماع في جنيف قد امتدّت لأيام عدة منذ بداية الأسبوع إلا أنها جميعها منيت بالفشل نتيجة تمسّك كلّ من الوفدين الحكومة والمعارضة بمقترحه لجدول أعمال الجلسة.

قرار سوري بقصف صهاريج ومصافي النفط المسروق.. هل بدأت المعركة؟
الأزمة السورية المستمرة منذ ثماني سنوات يبدو أنها ستدخل في مرحلة جديدة وبسبب النفط السوري هذه المرة ومحاولات سرقته وتهريبه.

من ضخوا المليارات لتدريب وتسليح الجماعات المسلحة، يريدون حالياً سرقة النفط السوري من أباره في شرق الفرات وتهريبه إلى تركيا، بالطريقة نفسها التي كانت تستخدمها "داعش" عندما كانت تسيطر على هذه الابار أي عبر تركيا ومنطقة كردستان العراق وتحصل على عوائد تصل إلى 30 مليون دولار شهريا.

وقالت مصادر مطلعه ان السلطات السورية اتخذت قراراً شجاعاً يوم أمس بقصف مجموعة من الصهاريج ومراكز تكرير النفط في المناطق التي تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" بعد وصول معلومات عن عمليات تهريب عبر جرابلس وأربيل نحو الموانئ التركية لتسليمها لزبائن مجهولي الهوية.

هذا القرار بالقصف الجوي يؤكد أن السلطات السورية لن تسمح بسرقة ثرواتها النفطية التي هي ملك للشعب السوري مهما كان الثمن وأيا كانت النتائج وتزامن هذا القصف مع انتقادات حادة صدرت عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واستهدفت الأكراد الذي قال إنهم خانوا العهود ونقضوا الاتفاقات بالحوار والتنسيق مع الدولة السورية بعد قرار واشنطن سحب قواتها من شمال شرق سوريا.

لافروف كان محقاً بوصفه لهذه المواقف التي تقدم عليها قيادة مناطق ما يسمى "الإدارة الذاتية"، وقوات "قسد" ذات الأغلبية الكردية بالانتهازية ويبدو أن كيل حكومته الروسية قد طفح ولم تعد سياسة "الأكثر من وجه" واللعب على الحبال التي تتبناها هذه الإدارة في الملف السوري تحديداً فتارة هي مع أمريكا عندما تكون متمتعة بدعمها وحمايتها وتنقلب ضدها عندما يتم سحب هذه الحماية والإعلان عن سحب قواتها من سوريا.

قصف الطائرات السورية بصهاريج النفط ومصافيه يعكس إصراراً سورياً مباشراً كان أو غير مباشر على حماية الثروات السورية كاملة والبداية بمنع تهريبها ووصولها إلى الزبائن المتواطئين ومن بينهم إسرائيليون ومن غير المستغرب أن تكون المرحلة المقبلة إشعال فتيل حرب عصابات ضد القوات الأمريكية المحتلة للابار النفطية والغازية على غرار نظيرتها التي أرغمت أمريكا على سحب قواتها من العراق.

هذا النفط هو ملك سوريا الدولة والشعب السوري بكل ألوان طيفه الديني والعرقي ولا يحق بل لا يجب أن تستولي عليه وتسرقه وتهربه "قوات سورية الديمقراطية" بدعم أمريكي إسرائيلي. هذه القوات وقيادتها تلعب بالنار وستحرق ليس أصابعها وإنما كل داعميها من الأكراد وهم أقلية بين قوميتهم على أي حال ولا حل إلا بالعودة إلى حضن الدولة السورية الأم حسب التفاهمات التي جرى التوصل إليها برعاية روسية.

 

 

 

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية