النظام السعودي أكثر عداء لحماس من الكيان الإسرائيلي!

المرصاد نت - متابعات

"القومية" و"العلمانية" و"الشيعية" و..، كانت ذرائع تتذرع بها السعودية لتبرير عدائها لحركات التحرر العربي سابقاً وحركات المقاومة العربية والاسلامية لاحقاً.ALarabiaa2020.8.15

ونجحت السعودية للاسف في اقناع بعض السذج بهذه الذرائع، الا ان الامر لم يكن بتلك السهولة مع حماس والجهاد الاسلامي، فالذرائع التي سوقتها السعودية لاعلان عدائها للمقاومة الاسلامية في غزة، فضحت المملكة أمام الراي العام العربي والإسلامي، وكشفت عن وجود تواطؤ سعودي فاضح مع الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

اللافت ان السعودية لم تكف عن الجهر في عدائها لحركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس بذريعة انتمائها الى تنظيم الإخوان المسلمين، وهي تهمة لا تنطبق على الجهاد الاسلامي، لذا وجدت السعودية ذريعة اخرى جاهزة لتبرير عدائها للجهاد الإسلامي، وهي قربها من إيران!، وهي ذرائع جعلت السعودية تدفع كلفة باهظة من مكانتها وسمعتها بين البلدان والشعوب العربية والاسلامية، بعد ان تبين للجميع ان النظام السعودي لا يملك قراره، وينحصر دوره في تنفيذ أوامر الجهات التي اسست السعودية وتلك التي يعود الفضل اليها في استمرارها.

هذه الحقيقة تكشفت وبشكل واضح قبل أيام عندما بثت قناتا "العربية" والحدث" السعوديتان خبرا مفبركاً لا اساس له من الصحة حول هروب مسؤول امني من حماس الى الكيان الإسرائيلي وفي جعبته أسراراً عسكرية وأمنية خطيرة عن غزة، وعلى اثره، كما زعمت القناة، قامت قوات الأمن في غزة بالقاء القبض على 16 من عناصر كتائب القسام بتهمة التخابر مع الكيان الإسرائيلي.

اللافت ان قناة "العربية" لم تنقل الخبر وتمر من أمامه مرور الكرام، بل قامت بتغطية مباشرة وعلى مدار الساعة ، استضافت فيها العديد من أشباه الإعلاميين والخبراء والصحفيين الذين تدفع لهم السعودية، للنيل من حماس وبشكل هستيري، الامر الذي اثار العديد من علامات الاستفهام حول مصلحة السعودية في "الاحتفال" بهذا الخبر وكأنها وضعت قمرا صناعيا حول الارض.

حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ورداً على الهجمة السعودية ضد المقاومة الإسلامية في غزة ، أصدرت بيانا اكدت فيه ، ان قناة "العربية"، تقود حملة تضليل وتشويه تهدف إلى المس بمقاومة الشعب الفلسطيني وثقته بمشروع المقاومة والتحرير.. وان القناة السعودية تستند إلى أكاذيب وافتراءات من صناعة الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية"، وما تقوم به القناة ينسجم تماماً مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته المستمرة للعدوان على الشعب الفلسطيني، وشطب حقوقه التاريخية . ورأى البيان أن "العربية" تقف مع الاحتلال صفاً واحداً ضد الشعب الفلسطيني مع ما يترتب على ذلك من تداعيات في كل الاتجاهات.

ومثل هذه الادعاءات من قبل قنوات التزوير التابعة للسعودية ليست جديدة. لکن ما يهمنا هنا هو أن نأخذ في الاعتبار ما دفع الإعلام السعودي إلى نشر مثل هذه المزاعم في الظروف الجديدة ، لكي تستعرض نفسها وتعلن عن ولائها التام کمرتزقة للصهاينة. في رأس هذه الدوافع ، يبدو التأخير في ضم أجزاء من الضفة الغربية والأردن إلى إسرائيل ، والحقيقة هي أن السعودية ، في ضوء تبني موقف خادع ، خاصة في الوضع الحالي ، یراودها جلوس بن سلمان على العرش ولاتأبی أي خيانة وغدر في سبيل تحقيق هذه الأمنية.
– وفي الوقت نفسه فإن الإعلان عن التحالف بين فتح وحماس في مواجهة تهديدات النظام الصهيوني يمكن أن يكون قد زاد من غضب آل سعود.
– في وقت سابق، اعترفت وسائل الإعلام الصهيونية بأن دبلوماسيًا قريبًا جدًا من بن سلمان نقل رسالة ولي العهد السعودي إلى محمود عباس، حيث شجع بن سلمان عباسَ على الاقتراب من إسرائيل والاستسلام لمطالب نتنياهو، وفي الوقت ذاته هدده أيضًا بأن السعودية وحلفاءها لم يعودوا مستعدين لدفع أدنی ثمن للقضية الفلسطينية.
إن التأمل في هذا النبأ إلى جانب التوجه السعودي الأخير الهادف إلی بث الفرقة والزاعم باعتقال 16 جاسوساً في كتائب القسام العسكرية ليس له معنى سوى صب السعودية الزيتَ في نار العدو الصهيوني لتسريع ضم الضفة الغربية وغور الأردن إلى إسرائيل.
-وفيما تبتهج وسائل الإعلام السعودية، إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة بالمزاعم الأخيرة حول الهجمات الصهيونية على المنشآت النووية الإيرانية في نطنز، وبينما النظام السعودي ووسائل إعلامه هي الأسعد من فرض قانون القيصر على سوريا وتشديد الضغوط الاقتصادية على لبنان، فإن محاولة زرع الضعف في صفوف المقاتلين الفلسطينيين لا يمكن تفسيرها إلا بما يتماشى مع سياسة العداء والكراهية التي تتبناها السعودية ضد محور المقاومة.
-يثبت تحليل لساحة الشرق الأوسط وتطوراتها أن الدولتين الإمارات والسعودية قد أطلقتا مسابقة جادة للاعتراف بإسرائيل. هذا والذين لبوا بالأمس لنداءات الاعتراف بكيان باسم “إسرائيل” نادمون اليوم بشکل رئيس من فعلتهم. يکفي للتدليل علی ذلك أخذ حالة الأردن بنظر الاعتبار.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية