المرصاد نت - رآي اليوم
قضينا طوال اليومين الماضيين نقبض على “الروموت كونترول” ونقلب المحطات التلفزيونية الرسمية منها او شبه الرسمية بحثا عن موقف عربي او إسلامي قوي
لنجدة الاشقاء الذين يتعرضون للاعتقال في المطارات الامريكية تطبيقا للسياسات العنصرية التي بدأ الرئيس دونالد ترامب في تطبيقها ضد المسلمين القادمين من سبع دول إسلامية، ولكن دون أي نتيجة ولعل رد الفعل الوحيد جاء من “الرافضة” الإيرانيين ومن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر.
انتظرنا من منظمة “التعاون الإسلامي” التي ايدت العدوان على اليمن وباركت التطبيع مع إسرائيل ان تكون اول المبادرين للدعوة الى عقد قمة في مقرها بمدينة جدة او يتنادى رؤساء هيئة اركان جيوش 41 دولة أعضاء في “الحلف الإسلامي” الى اجتماع طارىء لبحث هذه الاهانات، واعمال الاذلال لمواطنين عرب ومسلمين ولكن يبدو انه لا فائدة من الانتظار، فالقوم تلقوا تعليمات فيما يبدو من أصدقاء ترامب او منه نفسه بالصمت والنظر الى الناحية الأخرى.
حتى شيوخ “التويتر” او الغالبية الساحقة منهم غابوا عن المشهد كليا وهم الذين يتابعهم الملايين لعلهم آثروا السلامة وفضلوا ان تظل أسماؤهم بعيدة عن اللوائح الامريكية السوداء وتجنب غضب اولي الامر فأمريكا ليست سورية ولا اليمن ولا العراق وانتقادها ليس “فرض عين”.
عنصرية ترامب لا تستهدف الدول السبع التي قرر منع مواطنيها من دخول بلاده وهي العراق وسورية واليمن والصومال وليبيا والسودان بالإضافة الى ايران وانما تتخذ هذه الدول وما يجري فيها من فوضى دموية هي من صنع أمريكا بالأساس كغطاء لعنصريته وكراهيته لكل المسلمين دون أي استثناء، أيا كان مذهبهم او اصلهم.
مجادلة إدارة عنصرية مثل إدارة ترامب بالحقائق، والعقل والأدلة المنطقية مثل القول بأن أمريكا لم تتعرض لاي عمل إرهابي شارك فيه مهاجرون او التذكير بالدستور الأمريكي وعلمانية الدولة، وقيم العدالة والمساواة، يعتبر مضيعة للوقت والجهد ولا طائل منها تماما مثل مجادلة الجاهل الاحمق.
هذه الدول السبع لا تشكل ومواطنوها أي تهديد إرهابي لامريكا وانما العكس تماما فهي كانت وما زالت ضحية الإرهاب الأمريكي وما حدث في مدينة البيضاء في اليمن فجر اليوم من استشهاد ستين يمانيا بغارة أمريكية معظمهم من المدنيين الا احد الأمثلة.
لا نستغرب هذا الصمت العربي المتواطيء وربما لا نبالغ اذا قلنا ان بعض الزعماء العرب يرحبون بخطوات ترامب العنصرية هذه لانهم يمارسونها فعلا او هم بصدد ممارستها في بلدانهم من حيث تضييق الخناق عليها واثقال كاهلها بالضرائب والرسوم، تمهيدا لابعادهم.
نشعر بالالم عندما يتصدر أناس مثل رئيس الوزراء الكندي الشاب جاستين ترودوا للدفاع عن المسلمين ويعلن ترحيبه بكل لاجيء هارب من الظلم والاضطهاد ويؤكد قمة التسامح في مقولته “التنوع يصنع قوتنا” او السيدة انجيلا ميركل مستشارة المانيا التي ادانت هذه السياسات العنصرية ضد المهاجرين وأكدت انها ستدافع عن مواطنيها الذين يحملون جنسية مزدوجة وحقوقهم كاملة على الأرض الامريكية.
الألم.. لانه لا يوجد زعيم عربي واحد حتى كتابة هذه السطور اتخذ موقفا أخلاقيا شجاعا على غرار الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نسييتو الذي الغى زيارة مقررة لواشنطن ورفض الجدار العنصري ودفع دولارا واحدا من قيمة بنائه احتراما لنفسه وكرامة شعبه وانحيازا لحقوق مواطنيه الذي اكد انه سيدافع عنهم بكل الطرق القانونية.
العويل واللطم لن يجلب الاحترام ولا حتى الحد الأدنى من التعاطف ولن يدفع ترامب لتغيير مواقفه العنصرية هذه التي اوصلته الى البيت الأبيض ما يجلب الاحترام، ويردع العنصريين، هي الأفعال.. أفعال الرجال الرجال ولكن اين هم؟ دلونا عليهم من فضلكم.
عبدالباري عطوان
المزيد في هذا القسم:
- أم الإرهاب تدعي أنها مهددة بـ "الإرهاب الإسلامي"؟ المرصاد نت - متابعات إن عملية الدهس التي حدثت الأمس في القدس المحتل حملت معها نتائج وترددات كبيرة في عالم السياسة حيث أدت هذه العملية إلى إعادة القضية الفلسطي...
- بني سعود من التشدد الوهابي الى انحطاط "ماريا كاري" المرصاد نت - متابعات هنالك سياسة تتبعها غالبية الحكومات التي تعاني من مشاكل، تتمثل في عملية الهاء الناس والابعاد عن الساحة وصولا الى التحكم بالجماهير الف...
- العقوبات على "حزب الله": نهاية الهدنة أم مجرد رسالة؟ المرصاد نت - متابعات منذ ظهور نتائج الإنتخابات النيابية التي أفرزت تقدم قوى الثامن من آذار و"التيار الوطني الحر" على قوى الرابع عشر من آذار بدأت الحركة ا...
- النظام السعودي.. من المنع والصد عن المسجد الحرام إلى قتل أكثر من 7400 حاج المرصاد نت - متابعات النظام السعودي.. من المنع والصد عن المسجد الحرام إلى قتل أكثر من 7400 حاج .. مقدمات لهدم الكعبة وضريح الرسول والمسجد الأقصى .. لا يوجد...
- السعودية تفشل المبادرة الفنزويلية وترفض اجتماعا طارئا للاوبك.. واسعار النفط تهبط الى الارب... ذكرتني الجولة التي يقوم بها حاليا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في اربع دول رئيسية منتجة للنفط هي ايران والسعودية وقطر والجزائر في محاولة لاقناعها بمبادرته ال...
- الغارديان تكشف عن تورط دولة خليجية في تهريب أثار من اليمن و سوريا المرصاد نت - متابعات صادرت النيابة السويسرية قطعا أثرية نهبتها الجماعات الإرهابية من مدينة تدمر في سوريا ونقلتها عبر دولة قطر إلى سويسرا بطريقة غير شرعية. ...
- ترامب يطالب حكام وأمراء الخليج بتسديد فاتورة تحرير الكويت! المرصاد نت - رآي اليوم اذا صحت الرواية التي وردت على لسان مسؤول دبلوماسي عربي مرموق وتقول ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب طالب الكويت بدفع 9 مليارات دولار مست...
- بين التنديد والتأييد.. هكذا تفاعل المغردون الخليجيون مع التطبيع الإماراتي الإسرائيلي المرصاد-متابعات لم يكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينهي إعلانه عن اتفاق الإمارات وإسرائيل على التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما حتى تصدر وس...
- مهمة صعبة ومعقدة لمحمد بن سلمان في امريكا المرصاد نت - رآي اليوم لماذا تخلت السعودية عن لهجتها 'التصادمية' وتهديداتها بسحب الاستثمارات؟ اليكم بعض الاجابات : تختلف الآراء وتتقاطع حول الزيارة التي ...
- أوباما يعترف بفشل سياسته في سوريا ويقر بتحمل المسؤولية حيال ما وصلت اليه الأزمة المرصاد نت - متابعات اعترف الرئيس الامريكي باراك اوباما أن سياسته في سوريا لم تنجح معربا عن شعوره بتحمل شيء من المسؤولية حيال ما وصلت اليه الازمة وبرر عدم الت...