المرصاد نت - ليا القزي
«بعد معركة جرود عرسال سيتم تشديد العقوبات الأميركية على لبنان وتضييق الخناق الخليجي عليه وصولاً إلى حدّ التلويح بتحويل لبنان إلى بلدٍ معادٍ للمحور الإقليمي بقيادة السعودية»... هذا ما بدأت مصادر محلية، مقرّبة من تيار المستقبل، التلويح به. مرحلة التهويل بدأت
التسوية الرئاسية التي حصلت في لبنان والحفاظ على حدّ أدنى من الوفاق الداخلي، لا يعنيان أنّ البلد سيكون في منأى عن الصراعات الاقليمية. هذا ما تتحدّث عنه شخصيات تدور في فلك تيار المستقبل وأخرى معارضة له، ولكنها على تواصل دائم مع الديبلوماسية السعودية في لبنان؛ ففي الوقائع الاقليمية، سياسياً وميدانياً، هناك تقدّم شبه ثابت لـ«محور الممانعة»، في حين أنّ المحور المقابل، الذي تُشكل السعودية أحد أبرز ركائزه في الإقليم، لا يتوقّف عن مراكمة الخسائر، أو في الحدّ الأدنى، لم يُسَجَّل له منذ فترة أي تقدّم يُذكر، حتى على مستوى المفاوضات السياسية.
وفي آخر حرب ومعركة سياسية شنّتهما السعودية على بلدين «شقيقين»، اليمن وقطر، «لم تتمكن من تحقيق أهدافها منهما». فلا شعب اليمن لانَ، ولا قطر تقوقعت في عُزلتها. أما لبنان، فلم يكن بأي حال من الأحوال أداةً في اليد السعودية، أو مُستعداً ليُنفّذ أجندتها. وقبلهما في العراق وسوريا، تبدو السعودية خالية الوفاض.
من طبيعة الخاسر أن يُحاول إحراق كلّ شيء خلفه، حتى ولو عنى ذلك المزيد من الخراب. بناءً عليه، لن تُمانع السعودية إعلان حالة العداء مع الدولة اللبنانية، وزيادة الضغوطات الخليجية عليه، حتّى لو انعكست هذه الإجراءات سلباً على عدد من حلفاء المملكة، أبرزهم تيار المستقبل. هذا التوجه الذي يتحدّث عنه، بثقة، بعض المقرّبين من الرياض وواشنطن، لا صلة له بمعركة جرود عرسال التي أتت كخاتمة لمسار الخسائر السعودية ــ الأميركية في الإقليم. وقبل عرسال وبعدها، يضع الأميركيون نصب أعينهم البحث عن خيارات لإضعاف حزب الله. وممّا زاد من إحراج هذا المحور التعاطف الشعبي مع الحزب، والذي لم ينحصر في بيئة طائفية مُعينة، ما استفزّ السعودية والإمارات، ومعهما ما يُسّمى «المجتمع الدولي». السفير البريطاني في بيروت هيوغو شورتر كان أول المستنفرين. قصد عدداً من المسؤولين العسكريين والسياسيين، قائلاً بوضوح إنّ «بريطانيا لا تسهم في تمويل الجيش حتّى يشنّ حزب الله المعركة ويستثمر الانتصار»، بحسب مصادر مُطّلعة.
فهل تكون معركة جرود عرسال التي خاضتها المقاومة والنسخة الثانية من العقوبات المالية التي سيُصدرها الكونغرس الأميركي ذريعة السعودية حتى تُعلن بدء مرحلة العداء لدولة لبنان ولو أتى ذلك على حساب حلفائها المفترضين، كتيار المستقبل؟
«بعد قطر سيأتي دور لبنان» تقول مصادر معارضة لتيار المستقبل، لكنها غير بعيدة عن السعوديين. ولكن ردود الفعل العدائية «لن تظهر قبل صدور العقوبات الأميركية الجديدة ضدّ حزب الله». حالياً، سيكون عنوان المرحلة «معركة التهويل». يتقاطع هذا الكلام مع ما تقوله مصادر قريبة من تيار المستقبل عن أنّ «الضغوطات الخليجية سترتفع مع الأيام». وبعد رسالة الكويت إلى وزارة الخارجية اللبنانية والتي ترى أنّ تصرفات حزب الله تُهدّد أمن الكويت واستقرارها، وتدعو «الحكومة اللبنانية إلى ممارسة مسؤولياتها تجاه وقف هذه التصرفات غير المسؤولة التي يمارسها حزب الله اللبناني واتخاذ الاجراءات الكفيلة بردعها»، تقول المصادر القريبة من «المستقبل» إنّه يجب «انتظار تحرّك سلبي من جانب الإمارات، حينها يتأكد وجود توجّه سعودي لمعاداة لبنان».
رئيس مجلس الوزراء العائد إلى الحُكم بعد تسوية رئاسية مع حزب الله وأطراف سياسية أخرى سيكون وضعه حرجاً في هذا الواقع. «خيبة أمل» حلفائه الإقليميين منه نابعة من أنّ التسوية التي بشّر بها طويلاً لم تُنتج سوى المزيد من التغطية لعمل حزب الله. حتى إنّ عجلات العمل الحكومي تدور ببطء شديد، فلا تستطيع أن تستر ما تعتقده السعودية، «العورات» السياسية. لذلك، «انخفض منسوب الحماسة السعودية لتقديم الدعم المادي لحلفائها اللبنانيين من أجل مساعدتهم على الفوز في الانتخابات المقبلة». فهل يتأزّم الوضع إلى درجة فرط التحالف الحكومي؟ البعض يؤكد ذلك، فيما المصادر التي تتواصل مع الديبلوماسية السعودية ترى أنّ «أجراس إنهاء حكومة سعد الحريري لم تُدقّ بعد».
مقابل هذه الأجواء، هناك رأيٌ آخر تُعبّر عنه جهات مُطّلعة وعلى تواصل مع مختلف القوى المحلية، تؤكد أنّ «السعودية لا تملك استراتيجية للتعامل مع الواقع اللبناني. ثمة ضياع سعودي» حتى الإدارة الأميركية «غير مُهتمة بالتفاصيل اللبنانية، والعقوبات لا تندرج سوى في السياق الطبيعي لسياسة أميركا ضدّ حزب الله». أما موقف الرئيس دونالد ترامب بعد استقباله الحريري «فصاغته السفيرة الأميركية في بيروت وأحد مستشاريها السياسيين». صحيحٌ أنّ حزب الله «دفع بالسعودية وحلفائها إلى المكان الذي يريده وهناك جوّ عربي ــ أميركي ــ بريطاني معارض لما يحصل، بيد أنّ ذلك لا يعني أنّ السعودية ستقطع الحبل مع لبنان».
المزيد في هذا القسم:
- فريق ترامب: البقاء للصقور المرصاد نت - متابعات الساعة الرابعة من فجر أمس وصل ريكس تيلرسون إلى واشنطن آتياً من جولته الأفريقية التي لم يستكملها بدعوى المرض. وبعد أقل من خمس ساعات حسم...
- حذف موقع الوطن بعد نشره اعترف بن نايف بفشل سياسات السعودية في اليمن وسوريا وقضايا المنط... المرصاد نت - متابعات تفاقمت مؤخرا الخلافات بين ولي العهد السعودي محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان بسبب الحرب على اليمن. وفي السياق قال بن نايف في...
- أمر قضائي سعودي ضد الحريري.. هل فتح محمد بن سلمان النار عليه؟ المرصاد نت - متابعات أصدرت السلطات السعودية الخميس أمراً بتنفيذ حكم قضائي ضد رئيس الحكومة اللبناني المكلف ومالك شركة "سعودي أوجيه" سعد الحريري ينصّ على وقف إع...
- وزارة الخارجية السورية ترد على أردوغان و تصفه بـالطاغي الاخواني المرصاد نت - متابعات أصدرت وزارة الخارجية السورية منذ قليل بياناً تدين فيه تصريحات الرئيس التركي أردوغان حول ضرورة إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد قائلةً إ...
- بن سلمان ونتنياهو يقرعان طبول الحرب المرصاد نت - متابعات نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني تقريرا أشار فيه إلى ما سماه تحالف سعودي إسرائيلي "يقرع طبول الحرب في المنطقة" في إشارة إلى التطورات المتس...
- صرخة الأمريكيين لأوباما... أوقف بيع السلاح للسعودية المرصاد نت - متابعات دعت رابطة الحد من الأسلحة صناع السياسة الأمريكيين والرئيس أوباما والكونغرس في تقرير نشرته بموقعها الالكتروني (الجمعة 19 أغسطس/آب 2016) إل...
- السيسي : المبادرة المصرية تهدف الى ايقاف النار والشعب المصري سيبقى مساند لفلسطين أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده ستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني “باعتبار ذلك مسؤولية وطنية وأخلاقية” موضحا أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النا...
- التايمز: دول عربية تتفق سراً مع اسرائيل لتمرير مشروع استقلال كردستان المرصاد نت - متابعات ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ان الدول العربية إتفقوا سراً مع الكيان الصهيوني الغاصب لدعم استقلال كردستان العراق المزعوم والمُقرر اق...
- إصابة 10 أشخاص في إطلاق نار بمدينة مانشستر البريطانية المرصاد نت - متابعات أعلنت الشرطة البريطانية اليوم الأحد إصابة عشرة أشخاص في حادث إطلاق نار في مدينة مانشستر. ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن بيان للشرطة جاء فيه أن...
- أراد مهاجمة مسجد ثالث.. اعترافات منفذ مجزرة المسجدين بنيوزيلندا تتكشف قبل النطق بالحكم المرصاد-متابعات مثل منفذ مجزرة المسجدين أمام المحكمة العليا في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية اليوم الاثنين في أولى جلسات النطق بالحكم بتهم قتل 51 شخ...