المرصاد نت - متابعات
حصلت صحيفة نيويورك تايمز على سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني التي سربت على ما يبدو من سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة "يوسف العتيبة" والتي أظهرت أنّ الإمارات قد تنافست مع قطر على "شرف" استضافة البعثة الدبلوماسية الأجنبية الوحيدة لطالبان.
وحسب الصحيفة فإن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بسفارة طالبان تهدف إلى توجيه ضربة لسمعة الإمارات لدى الشعب الأميركي. فبعد كل شيء، إذا كانت طالبان عدوًا للولايات المتحدة في أفغانستان، والقطريون هم من الأشرار الذين حاولوا استضافة سفارة طالبان في الدوحة، فكيف تجرؤ الإمارات على محاولة استضافة سفارة طالبان أيضًا؟ وقد تصبح الآن حقيقة استشهاد السعودية والإمارات بقضية سفارة طالبان في الدوحة كدليلٍ على تواطؤ قطر مع المتطرفين نفاقًا.
ولكن مع كل ذلك فإن صحيفة التايمز قد أهملت مفتاح فهم هذه القصة. فقد تنافست الإمارات وقطر لفتح هذه السفارة لأنّ هذا ما أرادته إدارة "أوباما" آنذاك.
دعونا نعود إلى أعوام 2009 إلى 2012. كُلف "ريتشارد هولبروك" الذي عينه الرئيس "أوباما" آنذاك ممثلًا خاصًا لدى أفغانستان وباكستان بمباشرة محادثات سلام مع طالبان. وعلى الرغم من أنّ "هولبروك" توفي في نهاية عام 2010 إلا أن خلفه "مارك جروسمان" في إجراء محادثاتٍ استكشافية مع طالبان عام 2011.
وفي عام 2012 وافقت طالبان على فتح سفارةٍ لها في قطر ونجحت إدارة "أوباما" في جلب الحكومة الأفغانية وحركة طالبان معًا لإجراء محادثات سلامٍ في قطر على الرغم من الاعتراضات الخطيرة من الرئيس الأفغاني السابق "حامد كرزاي" ناهيك عن التحدي اللوجستي المتمثل في وصول طالبان إلى طاولة المفاوضات. وبعبارةٍ أخرى أرادت إدارة "أوباما" فتح هذا المكتب، وساعدت على فتحه، ولم يكن ليُفتح لولا الضغط الأميركي.
في هذا السياق أراد الإماراتيون أن تكون سفارة طالبان في أبو ظبي وكانوا غاضبين من اختيار إدارة "أوباما" لقطر كمكان للسفارة. وذلك لأنّ المواقع الدبلوماسية المحايدة تكتسب هيبة دولية كبيرة. ولنعد بالذاكرة إلى قمة "ريغان" و"غورباتشوف" في ريكيافيك أو السمعة التي تتمتع بها سويسرا بسبب جميع المعاهدات التي تم التفاوض عليها في جنيف.
ومن بين جميع أوجه القصور في الجهود الدبلوماسية لإدارة "أوباما" في الشرق الأوسط الكبير لم يكن استخدام القنوات الخلفية واحدًا منها. فقد نجح في استخدام عمان كقناة إلى إيران وقطر كقناة إلى طالبان وكندا كقناة إلى كوبا وكانت هذه الجهود من قبل الإدارة تهدف لإنشاء خط سري للدبلوماسية إلى الحكومات التي ليس لها علاقة رسمية بالولايات المتحدة.
وإذا فشلنا في فهم الغرض من القنوات الخلفية سيكون لذلك عواقب. ويبدو أنّ إدارة "ترامب" قد اتخذت مسبقًا جانب الإمارات والسعودية في ادعاءاتها ضد قطر. وقد اعترف الرئيس "ترامب" أنّه كان قد قرر شخصيًا اتخاذ إجراء ضد قطر بعد أن أشار القادة الإقليميون (أي السعودية والإمارات) إلى قطر كممولٍ للإرهاب. ولكن إذا كانت قطر مسؤولة بشكلٍ فريد عن تمويل طالبان فإنّ المرء يتساءل لماذا سافر زعيم حركة طالبان السابق "الملا منصور" إلى دبي 19 مرة قبل أن يلقى مصرعه بصاروخ هيلفاير من طائرة أميركية بدون طيار.
ويبدو أنّ الرئيس "ترامب" في الأسابيع الأخيرة قد أذعن إلى محاولات وزير الخارجية "ريكس تيلرسون" للتوصل إلى حلٍ بوساطة في تلك الأزمة، بعد أن بدا في البداية منحازًا للإمارات والسعودية في نزاعهما مع قطر. ولكن مع اقتراب أزمة قطر من حالة الجمود، بدأت لعبة الاتهامات والمبررات بين الجانبين تزداد قسوة، ويبدو أنّ التنافس وصل إلى الجمهور الأميركي، من خلال الإعلانات التلفزيونية باهظة الثمن وتسريبات البريد الإلكتروني لوسائل الإعلام الأميركية.
* أندرو برنارد ـ أميركان إينترست
المزيد في هذا القسم:
- أخبار كورونا اليوم.. الصين تختبر لقاحا وترامب يتهم الدولة العميقة وإيطاليا تسجل أسوأ حصيلة... المرصاد-متابعات وافقت الصين على اختبار لقاح محتمل ضد فيروس كورونا تم تطويره من خلايا حشرات، وفيما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الدولة العميقة"...
- الأمم المتحدة ترفض طلبا سعوديا برفع الغطاء عن مصادرها في اليمن المرصاد نت - متابعات رفضت الأمم المتحدة أي حديث حول رفع الغطاء عن مصادرها بشأن المعلومات الواردة في تقريرها الأخير والشهير حول منتهكي حقوق الأطفال في اليمن...
- عباس يحاصر نفسه فرنسا ترفض طلباته... ودفاعه عن السعودية متواصل المرصاد نت - متابعات لا يألو محمود عباس جهداً بعدما طعنت الولايات المتحدة جثّة مشروع التسوية لكن ليس عبر قرار شجاع بالانقلاب على خيار عقيم بل للبحث عن «...
- ماي توافق على الاستقالة بعد إحالة اتفاق بريكست إلى مجلس العموم! المرصاد نت - متابعات وافقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم على تقديم استقالتها من منصبها بعد إحالة اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ...
- عشقي : الرياض ستطبع وتكسر العزلة بين إسرائيل ودول المنطقة المرصاد نت - متابعات كشف "أنور عشقي" المسؤول السعودي العسكري السابق إن السعودية ستطبّع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي إذا قبلت الأخيرة بالمبادرة العربية وبعد...
- ليبيا : مزيد من التصفيات داخل قوات حفتر .. فرنسا نحو انخراط أكبر في الحرب! المرصاد نت - متابعات منذ الرابع من نيسان/ أبريل تاريخ إطلاق الهجوم للسيطرة على طرابلس، تصدُر يومياً تصريحات لقيادات من القوات الموالية للمشير خليفة حفتر حول ق...
- الجيش العربي السوري.. العقيدة العسكرية التي لا تُقهَر ! المرصاد نت - متابعات مَن يستطيع اللعب على الحافات يستطيع أن يصنع التاريخ في الظروف المُتآكلة وهذا ما قام به الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب الدولي والاق...
- العدو الإسرائيلي يلاحق ظلال المقاومين على الحدود! المرصاد - متابعات بعدما أيقن العدو الإسرائيلي بأن حزب الله ماضٍ في خيار الرد على جريمة استهداف أحد عناصره، الشهيد علي محسن، وفي أعقاب البيان الذي أصدره الحزب ...
- الرئيس الاسد يبحث مع عبد اللهيان الأوضاع في إيران والمنطقة! المرصاد نت - متابعات استقبل الرئيس بشار الأسد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له. ووضع ع...
- السيد نصر الله : اعتراف ترامب بسيادة "إسرائيل" على الجولان إستهانة بالعالمَينِ العربي والا... المرصاد نت - متابعات اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الاعتراف الأميركي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان حدث مفصلي في تاريخ الصراع العرب...