اليمن والقتل بكاتم أخلاق

لم تعُد تعني الحياة شيئاً في وطن يتدحرج بخطى حثيثة نحو مستنقع الجريمeskanة بوصفها باقة يومية وباقة أسبوعية وباقة شهرية لمجرمين ينتظرون الفوز بالجائزة الكبرى ..

وفي وطن ملغوم تتوقع الموت فيه بأي لحظة لا فرق كثيراً بين أن تموت بطلقة من مسدس كاتم صوت ، أو أعيرة نارية (ملعلعة) أو انفجار مدوٍ أو انطفاء داخلي (جلطة) .. نعم تعددت الأسباب والموت واحد .. على أن الموت صمتاً بكاتم أخلاق يبدو المصير الذي أنس إليه كل هؤلاء الأحياء من حولنا .. طلبوا الحرية فجاءتهم العبودية وقالوا: حيّا به حيّا .. طلبوا التغيير فجاءهم التبديل وقالوا :حيّا به حيّا ، طلبوا الدولة المدنية فجاءهم القتل المتنقل وقالوا : قضاء وقدر ..

(ثمّة من قطعوا نصف الطريق لإذلال شعب، ما هدّه الاستعمار ولا الدمار ولا الإرهاب، ويحتاجون إلى صمتنا لإكمال النصف الآخر ، وثمّة من بزلّة لسان ، جاهزون لتفتيت وطن شاسع شامخ ، وتحويله إلى دويلات و أوطان .  ليضيفوا إلى رصيدهم الهزليّ نكتة ، لا مانع لديهم من إشعال نار الفتنة ، في وطن يُمسك فيه كل واحد بعود كبريت) تقول أحلام مستغانمي .

لم يمر وقت طويل على ما كتبته أحلام حتى مرّ (بوتفليقة) بعجلة تبدو كمركبة رباعية الدفع وهي تقتحم بالرجل (الـمُقعد) مقعد الرئاسة لولاية رابعة في بلد المليون شهيد .. لقد حق القول: (لا حياء لمن تنادي ) كما قالت .. ولقد حق القول أيضاً (لا حياة للمُنادي) كما أقول ، حيث أجد من يدعو للقتل صمتاً بكاتم أخلاق أكثر توغلاً ممن يقتل بسلاح كاتم صوت في بلد (المليون حكمة !!!).

هي أزمة أخلاق هذه التي نعيشها يا سادة ،، فلا تطهير اليمن من (القاعدة) سيجلب فائدة ، ولا سينقذنا (أصدقاء اليمن) بأموالهم المشروطة من أزمة جفاف قلوبنا ووجوهنا (لا حياة ولا حياء) .

يقال :(عند الجوع لا يوجد خبز يابس) هذا في الحياة ،، ولكن عند الموت لا توجد شروط لاستعادة الحياة التي يبست وتساقطت أوراقها ، بل أمنيات ما قبل الرمق الأخير ..

(أصدقاء أعداء اليمن).. مصاصو دماء يفرعنون لصوصنا العابرين للثورات الناهبين للثروات .. ولايريدون لأحد منا أن يؤمن بأن (صديق عدوك عدو لك) .

اليمن بصديق واحد هو (عزرائيل) وبأعداء يحملون جنسيتها ولا يحملونها تعبر إلى خط النهاية من دون أن يسدل الستار على حكاية مليون خيبة وخيبة .. الحكاية التي ستُعاقب الأجيال المتعاقبة.

لـكزة ...

ليس دفاعا عن الحكومة بل دفاعاً عن عقلي .. آخر ما ينبغي التعويل عليه في اليمن هو البرلمان / مجلس النواب الذي قيل أنه بدأ بإجراءات سحب الثقة عن حكومة الوفاق ، وهو الذي يعاني من أزمة (شرعية) ، ولم يمنحها الثقة أصلاً ليسحبها باعتبارها حكومة توليفة ناتجة عن المبادرة الخليجية .. الضفادع لا تتوقعوا منها أكثر من النقيق ..!!

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المزيد في هذا القسم:

  • الحرب المؤجلة على القاعدة تم استجلاب التكفيريين من افغانستان للمشاركة في حرب صيف 94 على أبناء المحافظات الجنوبية , وتمت مكافأتهم حينها على ما اعتبروه نصراً ضد أبناء الوطن بمنحهم أرض المي... كتبــوا
  • إعادة الاعتبار للقصر المدور من منا بلا خطئيه ؟ مع ذلك خير الخاطئين التوابون وقبل أن نجلد الآخرين فأن الحر يبدأ بنفسه الأمارة بالسوء , تصديقا له دوما ما اعتذرت علنا للشعب الجنوبي عن مواقفي ... كتبــوا