في رفض الشراكة الوطنية مع انصار الله !!...... نسأل من هو العنصري؟

m.almaqalehفي كثير من خطابات زعيم انصار الله وفي كل ادبياتهم السياسية ومن بينها رؤاهم التي قدمت الى الحوار وجدناهم يدعون وباستمرار الى المصالحة والشراكة المواطنية
ومع انهم لم يكونوا جزاء من المبادرة فقد شاركوا في الحوار الوطني لتاكيد موقفهم من (المصالحة والمشراكة والمواطنة) وفي سبيل تحقيقها او الوصول اليها
ورغم كل الحروب التي شنت لاستئصالهم ولاتزال تشن حتى اللحظة الا انهم لم يرفضوا احدا او يشترطوا اقصاء اي طرف سياسي من الحوار او من حق الجميع في الشراكة والمواطنة بمن فيهم تلك الاحزاب والقوى التي شاركت في الحروب ضده ودعت اليها وتر فض حتى اللحظة اشراك انصار الله وغيرهم في سلطة مابعد الحوار او في المساهمة في بناء الدولة المدنية الضامنة للجميع.
في مقابل هذا كله نجد اصواتا تحذر من خطر انصار الله وتبدو وكانها متخوفة من مشروعهم السياسي الغامض حسب تعبيراتها وفي سبيل تمرير مثل هذه الاوهام والتهويمات يعيد البعض تكرار الاسطوانة المشروخة ذاتها حول الامامة والملكية والسلاح والطائفية وغيرها من العناوين التي تقال على عواهنها ويعاد ترديدها بدون اي تمحيص او مراجعة رغم اختلاف الظروف وتبدل القضايا والاحداث والاطراف .

والسؤال هو ماذا ينبغي على انصار الله ان يعملوه حتى يطمئن هولاء من خطورة مشروعهم السياسي الخطير ؟
وهل هناك قضايا اخرى غير ما اتفق هولاء بالذات مع انصار الله ووقعوا عليها معهم في مؤتمر الحوار سواء حول قضية صعدة ومن ضمنها السلاح او حول هوية وطبيعة الدولة المدنية المراد بنائها ؟
اذا كان هناك قضايا اخرى تبدو غامضة او خطيرة في مشروع انصار الله فلماذا لا تطرح في مؤتمر الحوار بل لماذا لا تطرح الان ويطالب انصار الله بالحوار حولها وازالة غموضها او مخاطرها على الاقل حتى يحاسب انصار الله وغير انصار الله على اساسها ؟
الحقيقة ان المشكلة ليست هنا ولا علاقة لها بما يسرد من اتهامات وتهويمات حول مخاطر مشروع الحوثي والا كنا عرفنا هذه المخاطر وتعاملنا معها داخل ردهات الحوار او بعد انتهاء الحوار بمزيد من الحوار والشفافية حتى نصل فيها وحولها الى موقف مشترك يؤكد ما نطمح اليه جميعا كمواطنيين يمنيين في بناء دولة المواطنة والقانون ورفض الدولة الثيوقراطية عموما والطائفية او التمزيقية خصوصا سواء جاء مشروعها التمزيقي الصراعي من قبل الحوثي او من قبل الاصلاح وحلفائه او حتى من قبل بن عمر ووثيقته الشهيرة !
لكن هذا لا يحدث ولا احد يطالب انصار الله بالحوار خارج مؤتمر الحوار بل ان انصار الله هم من يطالبون بالمصالحة وهم من يمدون ايديهم ويبسطونها دون رد من الدرف الاخر سوى اعادة توزيع الاتهامات تارة عبر الفضائيات واخرى عبر الطائرات والصواريخ

واما ذالك كله علينا ان نذكر اصحاب الذاكرة المثقوبة ان من طرح الدولة الدينية الثويقراطية هم الاصلاح وشركائهم في المشترك وليس انصار الله والعكس تماما طرح انصار الله في رؤيتهم مدنية الدولة رافضا فكرة الدولة الدينية هذا اولا
وثانيا فان من طرح مشروع الاقلمة على اساس مناطقي وطائفي(ستة اقاليم) او هم الاصلاح والمؤتمر وان كان انصار الله والاشتراكي معنيين ايضا بتوضيح مشروعهم في الاقلمة او الفدرلة على اساس شطري او ثنائي وما اذا كانت تؤسس للانفصال ام لا !؟
ثالثا فان من يتحمل خطورة التدهور المريع في الحالة الامنية ونشوب الحروب والصراعات وتصاعد جرائم الاغتيالات السياسية والاعمال الارهابية هم الاصلاح وشركائه في الرئاسة والحكومة وليس الحوثي على الاقل لانه ليس جزء من السلطة ومسئولياتها الدستورية اصلا ولانه اكثر المتضررين من جرائم الاغتيالات السياسية والحروب الداخلية
رابعا وهو الاهم والاخطر -وهنا بيت القصيد- فان من رفض الشراكة الوطنية في سلطة ما بعد الحوار وبهدف تنفيذ مخرجات الحوار او المتفق حولها على الاقل هم الاصلاح اولا واخيرا وهم من صرحوا بوضوح انهم يرفضون اشراك انصار الله في اي هيئة تنفيذية للسلطة التاسيسية التي كان والاشراكي ولا يزالان طالبان بها حتى الان ولا زلنا نتذكر التصريح الشهير لمحمد قحطان وهو يضرب الطاولة قائلا نرفض مشاركتهم في اي هيئة تنفيذة وسنتحالف ضدهم مع المؤتمر الشعبي العام وبحجة انهم جماعة مسلحة !
والخلاصة لقد رفضوا الشراكة مع انصار الله وبقية المكونات الوطنية خارج الثنائي (القديم الجديد) ولا يزالون يرفضونها حتى اللحظة وضربوا عرض الحائط لكل ما قيل حول شركاء في الحوار شركاء في النتفيذ!
والحقيقة ان رفض الشراكة الوطنية مع مكون وطني كبير وفاعل وله حضور اجتماعي سياسي واسع ومؤثر ويمثل قطاعات واسعة من المجتمع كما هو حال انصار الله وغيرهم من المكونات المقصاة حتى اللحظة لم يكن يعني سوى شيء واحد فقط لاغير وهو انهم سيتعاملون مع هولاء بالحرب وبالتصفية السياسية والجسدية وهو الذي يحدث بالفعل ومنذ 2004م وحتى اليوم ....... التطهير والاقصاء والتصفية ورفض اي حوار او شراكة او مصالحة معه
في هذا السياق نفهم ان التخويف الغريب العجيب مما يسمى مشروع انصار الله (الامامي الطائفي) والذي يمارسه البعض اليوم وكلما وجد نفسه ومشروعه الاقصائي محاصرا بالاستحقاقات الوطنية والمصيرية لا يعني فقط الحفاظ على الوضع القائم وابقاء سيطرة القوى النافذة دون بقية اليمنين على القرار الوطني بل ويستبطن دعوة عنصرية مقيتة وفاضحة وهي رفض مكون اساسي من مكونات المجتمع من اي شراكة في السلطة والثروة الوطنية
ان من يتحدث عن عنصرية انصار الله في كتب التاريخ هو وحده من يمارس العنصرية ضدهم وبابشع صورها اليوم في كتب السياسة خصوصا وهو يرفض اي شراكة او مصالحة وطنية معهم حتى ولو كانت النتيجة هي تمزيق الوطن وادخاله في حروب وصراعات تطهيرية لا تبقي ولا تذر .

المزيد في هذا القسم:

  • الحرب بالمقاولة (3) والأخيرة ! المرصاد نت على هامش اجتماعات استوكهولم الماضية وفي معرض أحاديثه المسجلة ذكر الناطق الرسمي للحوثيين بن فليته بان ما يحدث في اليمن هو مُجرد صراع داخلي وليس حرب ... كتبــوا
  • الإخوان والغباء الصلب نبيل الصوفي.. إعلامي دافع عن "الإصلاح" بيديه وقدميه، ولم نعثر له على كذبة كذبها للدفاع عن الإصلاح. ثم انتقل ودافع، ويدافع حتى الآن، عن "صالح" وخياراته السياس... كتبــوا