هل مايحدث في البحر الأحمر دعم لغزة ام إنقاذاً لإسرائيل ؟؟؟. كتب عبدالباسط الحبيشي

كم أشعر بالخذلان والأسى عندما ينتابني إحساس كم هي شعوب الأرض مغيبة عن حقائق مايجري فBASSETي هذا العالم ضد الإنسان حاضره ومستقبله وعلى رأسها شعوبنا العربية بما في ذلك نخبهم السياسية والثقافية والقانونية، وكم هو مؤسف أن يتلاعب بالجميع الإعلام الصهيوني الكاذب المزوّر يرسم الخرائط الوهمية لوعي الشعوب الذي يوقعنا دائماً في المحظور ويجعلنا ندور نفس الدورات لنفس الحلقات المُفرغة مثل الجمال في معصرة.

تنوية:

ليتسنى إستيعابه والإستفادة منه، هذا المقال الهام بحاجة الى وعي اعلى ومتجرد لأنه يتجاوز الوعي والأفكار السطحية لاسيما التي تقبع في السجون المذهبية والطائفية والمناطقية والمؤدلجة سياسياً وكذلك الذهنيات المتعصبة والمشوهه فكرياً.

إذن في البداية اسمحوا لي أن أحدد الثوابت التي ربما لا نختلف عليها بما يتعلق بهذا الموضوع وأهمها:

١- إن فلسطين والقدس والأقصى تشكل لنا القضية العربية الأساسية المغروسة في دمائنا وثقافتنا العربية الإسلامية بل وفي تلابيب قلوبنا منذُ أن عرفت اجيالنا نفسها على هذه البسيطة. ولا نستطيع ان نزايد على بعضنا البعض في ذلك بإستثناء أولئك المهجنون جينياً المطبعون صهيونياً المنبطحون الخونةً وسنشير إليهم لاحقاً بالبنان.

٢- إن شعب غزة العزة هو الشعب الحُر الوحيد من بين كل الشعوب العربية الأخرى الواقعة تحت الإحتلال الصهيوني بالوكالة بما في ذلك شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، ومحمود عباس ماهو إلا نموذج فعلي لبقية الزعماء العرب الصهاينة وقيادات المليشيات العربية.

٣- هذا الشعب الغزواي الأبي المحاصر يتعرض لأمكر وأخبث عدوان عرفته البشرية والتاريخ وقد تم التخطيط لهذا العدوان منذُ ٢٠٠٤ في إطار ما سُميّ بصفقة القرن وهو مشروع تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد واحتلال أراضي جديدة في مصر وصولاً إلى تحقيق خارطة الطموح الصهيوني من النيل إلى الفرات وهذا الموضوع لم يُعد سراً لاسيما منذُ بداية عملية طوفان الأقصى المبارك. ويشارك في هذا المشروع معظم الأنظمة العربية إن لم نقُل جميعهم ولذلك نحن نشهد عملياً سكوتهم المخزي والمخجل بل وحتى مشاركة بعضهم في العدوان مع إسرائيل ضد أبنائنا في غزة.

لا أعتقد أننا نختلف على هذه الثوابت الموجزة أعلاه دون تفصيل، ولا شك أن معظمنا على استعداد أن يقدم كل ما يملك من أجل الوقوف مع أبنائنا ودعمهم بالغالي والنفيس لتحرير غزة وشعبها الأبي بل وتحرير كل فلسطين.

لكن الأمور ليست كما تبدو على السطح، لقد حكمنا في الماضي على كل قضايانا من خلال الأحداث السطحية المعروضة علينا من الإعلام الرسمي الكاذب وأكلنا على قفانا بما لا يطاق عبر التاريخ. ذلك أننا نقيس الأمور بالسبب والنتيجة وهذا وفقاً لقانون السببية الطبيعي ولذلك تم إدارة السياسة لتوجيه إراداتنا من هذا المنطلق. تخلق السياسة أزمة لخدمة أصحاب المصالح (سبب) وتجييش العالم لتداعيات الأزمة (نتيجة) لصناعة المخرجات التي تفضي لمصلحة من خلق الأزمة.

- ارجوا ان تستمروا في القراءة ولا تستعجلوا لأننا لم نتطرق للموضوع الجلل بعد.

وكما لاحظنا مما سبق بأن موضوع صفقة القرن قد أصبح أكثر وضوحاً، وقد شهدنا جميعاً التحركات المكوكية بين واشنطن وتل أبيب وابوظبي والقاهرة والسعودية وعَمان ومسقط وقطر والبحرين وبريطانيا وفرنسا وغيرها في الأعوام من ٢٠١٦ - ٢0١٨ حول هذا الموضوع.

ولكن ثمة انحراف خطير حصل لهذا المشروع لم ينتبه له أحد، ثمة إلتواء حدث لهذا المشروع وغيره من المشاريع. لدرجة ان الكل كان متأثر بالبروباجاندا الإعلامية والديانة الإبراهيمية وحتى اللحظة، لكننا ذكرنا مراراً في العديد من الكتابات واللقاءات التي اشرنا من خلالها وبشكل واضح بأن صفقة القرن قد سقطت ولكن كان يتحجج الكثير أنه كيف يمكن ذلك وقد تم نقل سفارة واشنطن الى القدس. لاحظوا ثمة حقائق بنيت على الأرض في هذا الإتجاه فعلاً ..

ركزوا معايا لو سمحتم .. "صفقة القرن قد سقطت" "وتحولت من تهجير أبناء غزة إلى تحرير غزة والأرض الفلسطينية من الكيان الصهيوني بأكملها" وأعلنا ذلك قبل أعوام. طبعاً - لا تندهشوا .. أعرف أن هذا الكلام يبرجل العقل .. لكني ارجوا من كل واحد أن يقفل فمه من الدهشة - لأن هذه هي الحقيقة. طيب كيف يمكن ذلك ونحن نرى القصف والتدمير والخراب والقتل فوق رؤوس

أطفالنا في غزة !! - نعم - ألم تكن ثمة اتفاقات دولية وموقع عليها من قبل دول عديدة للمضي بهذا المشروع ؟؟؟؟ ركزوا معي أخي وأختي القارئة. إن هذا المقال لا يستهدف استعراض المفردات والقدرات الإنشائية السردية المكررة بل يستهدف رفع الوعي لدى القارئ. " تحولت صفقة القرن من تهجير لأبناءنا إلى تدمير الكيان الصهيونى برمته" - نواصل - لكن على المشروع الأصلي أن يمضي ولا يمكن الرجوع عن هذه الإتفاقيات وعلى كل المشاركين أن يقوموا بتنفيذها .. أليس هذا مايحدث راهناً بالحرف؟؟ !!!!! ولكن من رَحِم هذا المشروع الشيطاني تولد مشروع معاكس يجري اليوم تحقيقه بقوة معتمداً على الإيمان بالله وصدق الرجال ودعوات شعوب العالم له بالنصر المؤزر.

اكرر: تنص اتفاقيات صفقة القرن على تهجير أهلنا في غزة إلى سيناء وتسوية غزة بالأرض، كل ذلك كان متقفاً عليه، لذا عندما صرخ عضو مجلس الشيوخ لينزي جراهام من تحت قبة الكونجرس (level it) سووها بالأرض، لم تكن تلك صرخة غضب بل كانت وفقاً للإتفاقات التي وقعتها حكومته. وقد جرى إعداد العُدة لذلك من جميع النواحي… على أن يتم هذا التهجير بإستخدام القوة الغاشمة السافرة بكل أنواعها ولكن بعد تأسيس الذريعة العسكرية لذلك وهي (السبب)، وقد كان لهم ذلك في يوم السابع من اكتوبر الذي ألّفوا حوله كل القصص المفبركة والمزورة التي لم ينزل الله بها من سلطان. وفي المقابل لا تنص الإتفاقيات على أي ذرة احتمال ولو تلميحاً بأنه قد ينتج عن هذا العدوان (زوال إسرائيل) طبعاً إن هذا كلام غير وارد عندما نتحدث عن "الدولة" التي تملك الجيش الذي لا يُقهر كما شربونا جماعاتنا لقرون .. بل ولم تتوقع الدول المشاركة في العدوان أن تكون كتائب عز الدين القسام وشريكاتها من كتائب المجاهدين مهما قُدم لها من مساعدات أنهم قد اعدوا ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل للصمود حتى زوال إسرائيل أياً كانت التضحيات، مع معرفتهم المؤكدة مسبقاً للمواقف المتخاذلة المنبطحة للأنظمة العربية. كيف؟ الم تكن بعض القيادات العليا الوازنة في كتائب القسام جزء من اتفاقيات صفقة القرن ؟ ? ولذلك تعلن بعض الأنظمة العملية بكل أريحية بأنها ليست ضد فلسطين بل هي ضد حماس كذريعة لإستمرار خيانتها وعمالتها لإكمال تنفيذ صفقة القرن التي إلتزمت بها.

إذاً من خلال ما سبق نجد أن العالم يشهد تنفيذ خُطة على الأرض مُحكمة ومدروسة بإتقان تم الإتفاق على كل بنودها مسبقاً، لكن هذه الخطة باتت تسير في اتجاهين متضادين منذُ بدايتها أمام دهشة العالم بأسره وأمام أولئك الذين يشاركون في العدوان أنفسهم. كمن يقول منهم (لا أحنا ماتفقناش على كده) ? وبالتالي أصبحت هذه الخطة تعاني من (ضربة مرتدة) عنيفة وقوية وساحقة كما يقولون أهل الكُرة أو أن السحر قد انقلب على الساحر. ولذلك أعلنا في السابق عن سقوط صفقة القرن إنطلاقاً من فهم المتغيرات العالمية التي تحدثنا عنها كثيراً في إطار الوعي في عالم يتغير . إذاً النتيجة التي وصلنا إليها من خلال المعارك التي تدور رحاها في غزة نجد بأن إسرائيل ستُمنى بهزيمة نكراء مؤكدة وهذا وفقاً لما يقوله الخبراء الأميركان والأوربيين والصهاينة أنفسهم.

وفي هذه الحالة لابد من تدخل بأي شكل لكن بطريقة غير مباشرة لا تخل بالإتفاقيات المبرمة. هل يعني أن يتم وقف الكيان عن العدوان؟ كيف؟ إعلانه وقف العدوان من طرف واحد يعني هزيمته داخلياً وخارجياً وبالتالي انتهت إسرائيل الدولة التي لا تقهر ?. بينما في المقابل نجد ان كتائب القسام ترفض اي تهدئة إلا بشروطها. إذاً لابد من إيجاد ذريعة قوية لإيقاف العدوان وذلك للحفاظ على ماتبقى من الماء المهدور للكيان ولكن على دول العالم كلها أن تسارع بالضغط على إسرائيل وعملائها في الوقت المناسب للتوقف فتضطر الأخيرة استجابة للمطالب الدولية أن تخرج من الحرب بماء وجهها المدعس والمرصع بدماء الأطفال.

في ظل هذه الظروف الصهيونية الحرِجة العصيبة:

نجد فجأة أن البلد المُحاصر المُجَوع المريض المغلوب على أمره قصفاً وقتلاً وضرباً الذي عانى من عدوان وحصار لمدة تسعة اعوام ومايزال مصيره الضائع يتوزع بين ثلاث حكومات عميلة ممزقة غير شرعية ومليشيات وعصابات إرهابية جميعها عميلة لإسرائيل عن طريق دويلات عربية صهيونية وسيطة، نجد البلد الممزق وأرضه وجزره وموانئه ومطاراته محتلة من قبل عملاء الصهيونية في المنطقة إن كان ذلك الإمارات او إيران او غيرها وبمشاركة متواطئة داخلية مع كل هذه العصابات، لدرجة أن معاشات ورواتب شعب هذا البلد العظيم المحاصر مقطوعة منذُ سنين ويعيش على باب الله بينما ملايين من شعب هذا البلد مشرد في الشتات بسبب العدوان والحصار عليه بهذه الضراوة. ولم يستطع هذا البلد خلال كل تلك الأعوام الطويلة أن يحرك ساكناً لإنقاذ نفسه أو حتى فتح ميناء من موانئه للسماح لسفن الإغاثة أن تضع مساعداتها الأممية من بضائع منتهية الصلاحية وتوزيعها إلى الشعب الذي يتضور جوعاً كما هو الحال مع شعب غزة المحاصرة اليوم تماماً!!؟؟؟. بلد تتواجد فيه مناطق محاصرة في الداخل من نفس المليشيات التي تدّعي أنها ستفك الحصار عن غزة. هل هذا يُعقل؟ وإذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل!!!.

لكن فجأة بين ليلةٍ وضحاها نجد أنه البلد المُرشح الذي يتحول من هذا المارد المدفون في الرمل البلد المقهور المنهك يتحول الى بطل البحر الأحمر وبحر العرب الذي يشكل أكبر تهديد على الملاحة الدولية العالمية ويصبح هو البطل الذي لا يُقهر بدل إسرائيل ?والذي يسعى العالم لخطب وده ورضاه وتهدئته. أليس هذا غريباً ؟؟؟ أين كان طيلة تسعة سنوات من العدوان والحصار على اليمن نفسه؟؟؟؟ لماذا لم يقم بمحاصرة السُفن حينها لإنقاذ نفسه؟؟ أين كانت تلك الحمية لإنقاذ نفسه وكرامته أولاً. أين هي هذه العنتريات خلال تسعة أعوام؟ أم أنه لم يكن قد تلقى الضؤ الأخضر بالقيام بمثل هذه العنتريات التي يقوم بها اليوم؟ هل لأنه كان وقتها مكلفاً بالمساعدة على قتل وحصار اليمن وشعبه حينذاك ومنعهم من الدفاع عن أنفسهم أمام التحالف المجرم فقط؟ بينما نرى الآن أنه قد تغير نص التكليف من تركيع الشعب اليمني بالإستعراضات الخنفشارية الى المساعدة في تشديد الحصار على غزة وأبناء غزة عن طريق استعراض نفس البطولات الخزعبلية الوهمية التي لم تُفلح في اليمن خلال سنوات إلا بإعادته مأة عام إلى الخلف على الأقل. أين كانت تلك الحمية على اليمن وشبعه وهو يتضور جوعاً ويموت بالسموم والحصار إلى اليوم. من أين أتى هذا الضؤ الأخضر المفاجئ؟؟

إذاً .. كما جاء سابقاً فالمسألة ليست فيها انقاذ غزة كما يدعون، بل إنقاذ ربيبة الكل إسرائيل، بخلق ذريعة الخروج من المستنقع الذي وقعت فيه وإخراج جميع الموقعين في صفقة القرن والتخلي عن إلتزامهم في إكمال الصفقة اللعينة ، وإلا فليخبرونا الحوثيون من أين جاءهم الضوء الأخضر الآن. إذا قالوا لا يوجد ضؤ أخضر فأين هذا القرار المستقل إذن أيام كان يموت الشعب من القتل ويتضور من الجوع والحصار؟؟. أسئلة لابد من طرحها ومطالبة الرد عليها إن كُنا احراراً وإلا فأننا ندفن رؤوسنا في الرمل كالنعام!!.. كيف يمكن الأدعاء بفك الحصار عن غزة وبلدي محاصر وتحكمه مليشيات صهيونية بتمويل إماراتي من نهب بنك ثروات اليمن المختلفة؟ ثلاثة مليشيات رئيسية يدعي كلٍ منها أنها الجيش اليمني وولاء كل هذه المليشيات للخارج الصهيوني لأنها من صناعة هذا الخارج نفسه وترفع أعلامه وشعاراته بالواضح. ولهذا السبب تم العدوان على اليمن والشعب اليمني من باب أولى ليتحول إلى فسيفساء يمكن ضربها ببعضها في اي لحظة بأوامر خارجية.. او استخدام أحدها ككبش فداء لخلق معادلة جديدة لخدمة العدو الصهيوني في أي وقت. بل إن زعيم أحد هذه المليشيات يطالب علناً بالتطبيع مع الكيان الصهيونى!!!!.. ثلاثة مليشيات ولائها صهيوني/إيراني دون أي أدنى شك بصرف النظر عن رفع بعضها لشعارات مزيفة لاتمت بصلتها لليمن!.

إذاً هذا هو الوقت المناسب لإستخدام هذا الكارت لخلط الأوراق وتدمير اتفاق صفقة القرن التي أتت أوكلها على غير إرادة الوزان السابق حتى يتم إنقاذ إسرائيل من الورطة القاتلة التي وقعت بها. هل أدركنا الآن معاني وغايات الهوشيليات الإستعراضية في البحر الأحمر وبحر العرب؟ البعض يقول ولكن ثمة سفن تم السيطرة عليها وثمة ارتفاع أسعار التأمين وثمة منع السفن من إستخدام الخط التجاري وثمة خسائر مالية كبيرة وثمة وثمة وثمة هل هذا كله مزح ؟؟؟ … يا أستاذ يامثقف يامحترم "ماتغور" كل هذه الخسائر إن كانت فعلاً حقيقية مقابل إنقاذ إسرائيل الدولة الصهيونية اللعينة. وهذا هو المطلوب بالضبط استدراكه من استخدام الحوثيين بغطاء وتأييد وطني وقومي وإسلامي لا غُبار عليه شكلاً مع تحلية من كنافة الإنتصارات الكروية ? للناشئة.

{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}

عبدالباسط احمد الحبيشي

الوعي في عالم يتغير

المزيد في هذا القسم:

  • التــشــريــع للصـوملة كتبوا للمرصاد :ان فكرة الأقاليم التي جرى تسويقها في حوار صنعاء هي مؤامرة لطمس الهوية الجنوبية وهي لذلك تشريع للصوملة .فقد تم حشر قضية الجنوب في شكل الدولة وهذ... كتبــوا
  • دولة عالة على الشعب ! المرصاد نت من بين كافة الشعوب تجد شعبنا اليمني الوحيد الذي يحمل هم الدولة المادي والمعنوي، فهو الشعب المحامي للدولة والباذل لها دمه في جبهات القتال وداخل البي... كتبــوا