معركة الحديدة.. المآلات والتداعيات !

المرصاد نت

حديث الإدارة الأمريكية على لسان وزير دفاعها جيمس ماتيس عن ضرورة السلام باليمن وإيقاف الحرب خلال مدة 30 يوم كان حديثا لتضليل الرأي العام كما هو متوقع  إذ أنه أخفي خلفه تصعيداAlhodida army2018.11.6 عسكريا ضخما في معركة الحديدة حضرته السعودية والإمارات بتنسيق ودعم وهندسة أمريكية بحته ، وأما عن مدة الـ30 يوما التي حددها ماتيس في مؤتمر البحرين فتعتبر المهلة التي أعطتها الإدارة الأمريكية لتحالف السعودية والإمارات لشن هجمات كبرى على الحديدة وذلك من أجل فرض السيطرة على ميناءها الاستراتيجي، لهذا فأمريكا التي أظهرت نفسها على أنها داعية للسلام أمام العالم وتنفض غبار مسؤوليتها بما يحصل في اليمن من مآسي وكوارث إنسانية من ناحية  ومن ناحية تعطي الضوء الأخضر للسعودية والإمارات لإشعال الحديدة وأهلها بالغارات والقصف الوحشي والعنيف فإن هذا قد عكس للعالم عن ازدواجية منحطة ومفضوحة للإدارة الأمريكية التي سرعان ما توضحت بصماتها في التصعيد العسكري الذي تنفذه الإمارات والسعودية في معركة الحديدة  حاليا .

حيث أكد موقع إنتلجنس أونلاين الفرنسي: أن مسؤولين بالبنتاغون اجتمعوا في الرياض مع ضباط سعوديين وإماراتيين للتخطيط للهجوم على الحديدة وأضاف أن البنتاغون قام بتزويد السعودية والإمارات بطائرات تجسس واستطلاع و بمعلومات حيوية واستخباراتية عن كيفية شن الهجوم أي أن البنتاغون هو الذي أشرف هندسيا وأيضا في وضع الخطوط العريضة لمخطط التصعيد والهجوم التي تقوم به الإمارات والسعودية ومرتزقتهما على الأرض في الحديدة.

قوات الجيش واللجان الشعبية التي أبدت قدراتها ومقاومتها العسكرية الفولاذية في الدفاع عن مدينة الحديدة خلال الأسبوع الماضي استطاعت أن تفرض قواعد اشتباك جديدة  وتجهز أرضية مناسبة لمعارك استنزاف مدمرة وفتاكة ضد مرتزقة الإمارات التي حاولت الهجوم فخلال أسبوع منذ انطلاق الهجوم أكد الناطق باسم  الجيش واللجان أن الخسائر التي لحقت بمرتزقة الإمارات بلغت أكثر من 1000 قتيل وجريح إضافة إلى تدمير أكثر من 150 مدرعة والية عسكرية متطورة بطواقمها وأسر المئات منهم وهذا إن دل فهو يدل على مدى فاعلية الاستراتيجية الدفاعية  التي تعتمدها قوات الجيش واللجان وأيضا التكتيكات النوعية التي استطاعت من خلالها قطع خطوط الإمدادات الرئيسية مؤخرا عن قوات مرتزقة الإمارات التي تقدمت في مناطق متاخمة لمدينة الحديدة كخط كيلو16 والصحراء الشمالية الشرقية للمدينة حيث أصبحت هذه  القوات  اليوم شبه محاصره .

الجدير بالذكر أن تحالف السعودية والإمارات لم ينجز لحد الآن أي شيء  من الأهداف المنشودة  فمجمل ما أنجزه على الأرض ليس سوى شبكة من الاختراقات الميدانية حول مدينة الحديدة التي ليس لها تأثير جيو استراتيجي فعال في تغيير مجريات المعركة لصالحهما فبالرغم من حجم القوات التي استخدمها والتي يصل قوامها إلى نحو 25 ألف مقاتل معدة ومجهزه بأحدث العتاد العسكري الأمريكي المتطور لكن لا وجود لأي مؤشرات ميدانية تؤكد أن المعركة تسير وفق المخطط المرسوم ،وعليه فالإدارة الأمريكية التي تترقب المشهد بعمق واهتمام شديد تحاول أن توفر كامل الاحتياجات العسكرية  وأيضا التغطية الدولية  للإمارات والسعودية للانتصار في معركة الحديدة ولو بشكل دموي أو غير أخلاقي كممارسة الإبادات الجماعية بحق المدنيين المتواجدين في مناطق الاشتباك كما يحصل حاليا فقد وقعت أكثر من ثلاثين مجزرة بحق المدنيين من سكان الحديدة  بالإضافة إلى ضرب وقصف المنشآت الحيوية بالمقاتلات كمؤسسة مطاحن البحر الأحمر وأيضا المستشفيات وغيرها وذلك لممارسة الترهيب والضغط على المواطنين من أجل دفعهم للنزوح الجماعي .

في الأخير....

نقولها وباختصار شديد إن معركة الحديدة التي تعد المعركة الفاصلة التي سيبنى على نتائجها الخارطة السياسية الجديدة باليمن، على اعتبار أن معسكر قوات الجيش واللجان الشعبية يعتبرها معركة وجود مفصلية أما معسكر أمريكا والسعودية والإمارات فيعتبرها المعركة الأخيرة التي تخوضها من أجل السيطرة على ميناء الحديدة ذو الأهمية الاقتصادية والأبعاد الجيوبليتكية المحورية والأساسية لرسم خارطة سياسية واقتصادية وكذلك أمنية باليمن وأيضا المنطقة وبما يلبي مستقبل طموحات الإدارة الأمريكية ومن تحتها السعودية والإمارات .

لهذا لا نعلم قطعا بما تخبئه تداعيات معركة الحديدة في مستقبلها القريب لكن نحن على يقين بان مسألة سقوطها أو سقوط ميناءها بيد المعسكر الأمريكي السعودي الإماراتي هي مسألة مستحيلة سلفا فقوات الجيش واللجان أثبتت أن لها القدرة على الدفاع عن الحديدة وخوض أقسى المعارك الطويلة المدى ، لهذا  فنحتمل بشكل كبير أن هناك سيناريوهات تصعيدية مغايرة ستعتمدها السعودية والإمارات لغرض الإرباك والتي قد تتضمن  ممارسة سياسة الإرهاب والأرض المحروقة على المدنيين في مدينه الحديدة وذلك  بنسبة أكبر  وأيضا والذي هو الاحتمال الأخطر المتمثل في استهدافها المباشر لميناء الحديدة الذي لن يكون مستبعدا أبدا.

كتب : زين العابدين عثمان

المزيد في هذا القسم:

  • السلام اليمني المجزأ! المرصاد نت في مثل هذه الأيام، قبل عام، كانت الأنظار اليمنية متوجهة إلى السويد، حيث عُقدت أولى جولات المشاورات التي رعاها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث... كتبــوا
  • قولوا لنا بعتم بكم ؟ المرصاد نت قولوا لنا بعتم بكم ؟ ▪اشترت الإمارات المتحدة في عدن كثيرا من البضائع المكدسة في سوق العمالة والخياسة...وجيرت مواقف كثير من الشخصيات والهيئات لصالح... كتبــوا
  • يواصلون قتلنا بقلقهم ! المرصاد نت تلك هي منظمة الأمم المتحدة .. منظمة القلق العالمية التي لم تستطع أن تحمي الأطفال والنساء وتوقف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن فنحن نقتل وهم يقلق... كتبــوا
  • خلفيات العدوان على مطار عدن   كتب : عبدالباسط الحبيشي تتصادم الأخبار والتحليلات وتتناقض ببعضها عن الخلفيات واسباب تفجير مطار عدن ومن يقف ورائها رغم بساطة الأمر ومعرفة الجُناة الحقيق... كتبــوا