اليمن بين رغبة الهيمنه و غياب المشروع الوطني

ali seragiالاعتبارات الانسانية والبشرية والاخويه والدينية والاجتماعية والثقافية فوق كل اختلاف وصراع، هكذا تعلمنا من ديننا و التاريخ والحضارات والصراعات حيث أكد التاريخ وعي النخبة دائماً في تصرفاتها ودورها في حماية المجتمعات والأوطان بحيث تجاوزت كل المحن وخرجت من منعطفات الاقتتال والاحتراب وآمنت بالحوار و الشراكه.

الكثير من النماذج عاشت الصراعات السياسيه والدينيه والعرقية سواء كانت حديثه او قديمه، لكنها سارت وبجديه وصدق في طريق التصالح والتسامح، فعلى سبيل المثال عاشت أوروبا الكثير من الصراعات والحروب المحلية والعالميه وتحت أسماء وعنوانين متنوعة بحيث قتل الملايين ودمرت دول وشرد الملايين لكن هذه الدول سرعان ما نبذت العنف ووحدة الجهود وفرضت التصالح والانسانيه حتي صار عنوانا لحياتهم وتحولوا من مجتمعات مقاتله الى مجتمعات صانعه ومطوره وذات أهداف تخدم الحياه البشرية بفضل وعي القيادات السياسيه والمجتمعيه التى تحررت من التسلط والتزمت والرغبه في السلطه والمال والهيمنة، وغيرها من النماذج الحديثة كالنموذج الياباني والأمريكي والصيني والروسي. اما آلامه الاسلامية وبالأخص المجتمعات العربية فيجب عليهم البقاء في حالة احتراب واقتتال وتفرق دائم، ليس لوجود مؤامرة ضدنا ولكن لوجود مشكله عقليه ونفسيه وثقافية في مفاهيم الحياه والتعايش في المجتمعات والأوطان، منذ مئات السنين لم تشهد آلامه الاسلامية لحظة تصالح وتسامح وبناء بل كان العنف والبسط والسيطرة والسبي عنوانا لها، بحيث مرت الأيام والسنين وآلامه الاسلامية تسير في طريق مغلوط اسهم في ابعادها اكثر عن المسار الصحيح والذي رسمه امام الهدى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صَلِّ الله عليه وآله وسلم والذي أوضح المعالم وحدد التفاصيل بدقه بما كان يكفل بقاء آلامه في حاله الاستقرار الديني والاجتماعي والسياسي والثقافي و بما يكفل الانتشار والتوسع المبني على مفهوم الحياه والتعارف دون الحاجة الى اتباع وسائل لا شرعيه و لا أخلاقية.

في اليمن نعيش في حاله من العزل والتهميش والترهيب والفساد والاحتراب الدائم نتيجه لرغبة الهيمنه والعماله و الارتهان للخارج وكنتيجة ايضا لغياب مشروع وطني موحد مبني على الشراكة و سيطرته مشروع أقصائى وعنصري و ذو هويه واجندات مشبوهه يتم من خلاله افتعال حروب ضد الجميع في الشمال والجنوب تحت مبررات وعنوانين وهميه كاذبه دمرت المجتمع وموارده.

بحيث يمكن القول ان اصحاب هذا المشروع خلال الفترة الماضيه قد فشلوا في توفير الأمن والأمان الاجتماعي والثقافي والعلمي كما لم يستطيعوا ان يكونوا قانونيين ويحاربوا الفساد المالي والإداري ويتجردوا عن عنصريتهم وطائفيتهم و يشاركوا الجميع دون تمييز او عنصريه كما فشلوا في حماية الوطن من المؤمرات الخارجية وأعطاء الجميع الحرية الثقافية والاجتماعيه، بل اكثر من ذلك ساروا في طريق العماله و التأمر على أبناء الوطن وتهديدهم وقتلهم ورفض وجودهم ومشاركتهم ونهب المال العام ونشر الفساد.

اخيرا... قد اختلف مع البعض و اتفق مع البعض الاخر لكن تعيش اليمن اليوم في حاله من إللا استقرار الناتج عن غياب المشروع الوطني وعن ثقافة الرفض للآخر والرافضة لمفهوم المشاركه والتعايش والإخاء والمحبة بحيث نجد البعض يسير في طريق الأقصاء والمغالبه بالقوة وهي ثقافه متاصله ومتربعه على هذه العقليات المتخلفه والمتزمتة. وبالتالي فان رفض دعوات التصالح والتسامح والشراكة والرد بالعنف والعدوان سيكون ذو اثر سلبي على أصحابه وعلى الوطن و لن يسهم في بناء وطن او أمه بل سيجعلها فريسه سهله امام الأطماع والاستغلال الداخلي والخارجي .

والله من وراء القصد

المزيد في هذا القسم:

  • المعجبون بحكم الجيوش! المرصاد نت كانت مدينة اسبارطة مجتمعا معسكراً لم تقدم للبشرية مصطلحا ولا مفهوما ولا علما ويصفها ول ديورانت ( 1885ـ 1981) في كتابه الأشهر عالميا ” قصة الحضارة ”... كتبــوا
  • الإرهاب الفكري الإرهاب الفكري كتب: صالح هبرة من الخطا الفادح والارهاب الفكري ان تاتي فئة اوجماعةً تحتكر الحق في نفسها وتتعامل مع الآخرين من منطلق (ما اريكم إلا ما ارى )باع... كتبــوا
  • هادي ما الذي تنتظره !؟ المطالب واضحة وسهلة وبيدك تحقيقها وهو الخيار الافضل والخطة الثورية البديلة لتحقيقها محددة ايضا ومعلنة ومزمنة ولا مجال للتراجع عنها !نعم ما الذي تنتظره يارئيس ها... كتبــوا
  • اليمن والقتل بكاتم أخلاق لم تعُد تعني الحياة شيئاً في وطن يتدحرج بخطى حثيثة نحو مستنقع الجريمة بوصفها باقة يومية وباقة أسبوعية وباقة شهرية لمجرمين ينتظرون الفوز بالجائزة الكبرى .. و... كتبــوا