عندما يتخندق الصحافي في معسكر الولاء لولي النعمة او التعصب الأعمى لصالح من يسبغ عليه بالهدايا والعطايا يتحول الى مجرد بوق أجير يلبي رغبات غيره دون إعماله للعقل او أقل درجة من الحيادية وربما قد لا يكون هو نفسه مقتنعاً بما يكتب وبالتالي متخلٍ عن مهنية الصحافة وقيمها في نقل الصورة المتجردة من التلفيق والتزوير التي تمحق الحق والحقيقة بما يجعلها تتطابق مع المثل الشعبي المصري (ده أكل عيش).
عندما يكتب الصحافي عبدالرحمن الراشد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط عن اليمن يتقمص دائماً دور العارف والعراف بالشؤون اليمنية وبواطنها وينتقد هذا ويلوم ذاك ويشيد بهذا ويقدح بذاك ويضع الأفكار والمقترحات السياسية كانه عبقري عصره وأوانه فضلاً عن الصيغة المتعجرفة والمتعاليه وكأنه يخاطب اليمنيين من برج عاجي ولكأن اليمنيين شغالين عند ابوه وما هو في حقيقة الأمر إلا كاتب مأمور (زغير) في بوابة بلاط أسياده يعكس توجهات وحقد أسرة آلِ سعود على اليمن واليمنيين.
في مقاله الأخير عن اليمن بعنوان "عبدربه هادي وأولاده: قيادة فاشلة ودولة تترنح على شفير الإنهيار وجيش مهزوم" يتضح من خلال العنوان فقط بان الراشد لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب على الدوام فهو يمارس نفس الأسلوب التهكمي والمبتذل الذي كان يمارسه في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح إبان قيام الثورة عليه في فبراير ٢٠١١، الثورة المسروقة والمخطوفة من القوى التكفيريه التي ساندتها بلاده عشرات السنين، لكن عندما انكسرت هذه القوى نهائياً في حرب مدينة عمران سارع باتهام الرئاسة بالفشل وما الى ذلك من التخاريف الهابطة. وهنا يحق لنا ان نسأله؛ انت زعلان ليه ياعبدالرحمن ياراشد؟ ثم انت مالك ومال الحوثيين والرئيس بتاعنا حاطط نئرك من نئرهم ليه؟ هما عملوا فيك ايه؟
- هل القضاء على بؤر التكفيريين الوهابية وتجفيف منابع تفريخهم الإرهابي يعتبر فشل في نظرك !؟
- وهل تنظيف المؤسسة العسكرية والأمنية من الولاءات الحزبية والسياسية ذات الطابع الثيوقراطي الوهابي المتطرف يعتبر فشل أيضاً!؟
- وهل تطهير اليمن من الإرهاب بشكل عام يعتبر متناقضاً مع أجنداتك !؟
يستهل الراشد مقاله الإفتتاحي في جريدة الشرق الأوسط كالأتي: "في أكثر من مناسبة، ردد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتهاماته لإيران بأنها وراء الاضطرابات الكبيرة في اليمن، ولامها على سقوط مدينة عمران التي تعتبر مفتاح العاصمة صنعاء. ولا يوجد لدي شك في أن إيران من القوى النشطة في اليمن، بالمال والسلاح، لكنه عذر لا يبرر فشل القيادة وهزائم الجيش، وترك الدولة تترنح على شفير الانهيار".
في فقرة واحدة قام بمهاجمة وإتهام إيران على لسان الرئيس هادي، وعبر عن إمتعاضه بسقوط عمران في يد أبنائها، وعبر عن مخاوفه من سقوط صنعاء أيضاً، ثم أصر على أن الجيش هو من خاض الحرب ضد أنصار الله الحوثيين وهزيمته في عمران مما جعل الدولة تترنح حسب رأيه. ألا يتطابق هذا القول مع هرطقات حزب الإصلاح وأتباعهم. وألا يدل ذلك بأن النهاية المشرفة لتحرير عمران من ربقة الإرهاب لم تعجب هذا الصحافي أم أنها لم تُعجب الباب العالي الذي يرقد على عتباتها؟ بل هل هذا عمل صحافي أصلاً أم سخافي؟ ألم يتابع هذا المجرف تقارير لجان الوسطات الرئاسية بين مليشيات التكفيريين من حزب الإصلاح وقبائل منطقة عمران؟ ألم يتابع تقارير مجلس الأمن وتأكيده بأن الجيش لم يكن طرف في الحرب في عمران؟ أم أن أعضاء مجلس الأمن من الرافضة ايضاً؟؟!
ثم يقول في بدايه إحدى الفقرات: "الانتقادات تتصاعد ضد ترك هادي أولاده يتدخلون في إدارة الدولة" وكأن الرجل يعيش في سويسرا وليس في السعودية الأكثر أسرية في الحكم وديكتاتورية في التسلط وإجرامية في القمع على مستوى العالمكله. ثم تعال هنا ـ بمن تريد الرئيس هادي في هذا الظرف العصيب أن يستعين في إدارة الدولة غير من يثق بهم وبولائهم؟ أم تريده أن يستعين بالإرهابي علي محسن مثلاً الذي يتقاضى ميزانية العبث باليمن من أسيادك؟ أم بالزنداني الوهابي الدجال الذي تغدق عليه بالعطايا حكومتك؟ أم بشلة الأنس السابقة أصحابك التي كانت تتربع على كل مفاصل البلاد الذين أكثروا فيها الفساد؟ هاهوذا الرئيس هادي يقوم بإزالتهم الواحد تلو الآخر. ألم يعجبك ذلك؟ لماذا أنت مغتاظ إلى هذه الدرجة؟ كل مقالاتك عن اليمن فيها كثير من الإسفاف والسفاهة التي لا يمكن قبولها أو التغاضي عنها. ماذا؟ هل تعتقد بأن الناس أغبياء إلى هذه الدرجة؟
إسمع ايها الراشد بدون رُشد، خليك في الذي أنت فيه وأترك اليمن لأهله فهم أدرى بشؤونهم وبشعابهم. فقط مطلوب منكم أن تتركوه وهي تعمر بإذن الله.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- القبيلة اليمنية ! بقلم : محمد أبونايف المرصاد نت إن استعادة اليمانيين الشرفاء لهويتهم القبلية الأصيلة وما تتضمن من مبادئ وقيم الشرف العظيمة التي تتجلى في الأعراف القبلية الأصيلة وممارسات وسلو...
- البركان اليمني الهادر ! بقلم : محمد قاضي المرصاد نت تنبأ عملاق السياسية العربية الاستاذ القدير/محمد حسنيين هكيل رحمة الله بداية العدوان على اليمن في مقابلة بقناة سي بي سي المصرية بان اليمن بركان ا...
- خلافا لما تحاول أن تظهر .. اميركا تتمنى أن تنجو من العدوان ! بقلم : مختار الشرفي المرصاد نت عندما حدثت جريمة الصاله الكبرى تبادر الى ذهني شيء ترددت في كتابته و هو قناعتي بأن أحد أطراف العدوان تعمد إرتكاب الجريمة لدفع أحدهم للمسارعة لاتخاذ ...
- إصلاح " خفقة زفقة ".. إصلاح لا تجعل الهديمة القوية وفجعتك بمنظومة القشيبي وعمران تجننك ، فتغرق من حفرة إلى حفرة ، فتطيش بخطاباتك وأسلحتك ، كالمسعور والمسحور في آن معاً ..مع صالح " فل...
- هل آن للحرب أن تضع اوزارها..؟ بقلم : عبدالملك العجري ألم يحن الوقت لوقف اكبر عملية تخريب استهدفت اليمن الحياة والإنسان في واحدة من اكثر الحروب الانتقامية خسة ونذالة ووحشية. وفي اكبر عملية تجريف للوعي والمشا...
- مرتزقة قرن الشيطان وموائد الذل و العار ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت عندما ينظر الانسان الى هذه المائدة الدسمة الذي تسمى الكبسة السعودية والتي يكثر فيها اللحم المخلوط بالرز وماالى ذلك اولا يحمد الله على هذه النعم الت...
- المشككون والمخونون .. قضية إغاثة النازحين واجب إنساني ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت لاشك بأن قضية النازحين الذين انتقلوا من محافظة تعز الى بعض المحافظات الأخرى ومنها أمانة العاصمة التي أصبحت مفتوحة لهؤلاء ممن لاحول لهم ولاقوة هي قضي...
- إلى أين عادوا ؟ بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت بعد أن تم طردهم من فنادق الرياض وفي وسيلة جديدة للتخلص منهم قررت قوى العدوان السعوأمريكي أعادت حكومة ما يسمى بن دغر إلى عدن عودة نهائية عادوا...
- عدن..بين رمضاء الصيف ونار الغزاة ! بقلم : محمد خالد عنتر المرصاد نت لا أدري أيهما أشد حرقةً .. رمضاء هذا الصيف المحاط بالعدوان والحصار .. أم نار العدوان والحصار في حرّ هذا الصيف..بالأمس عانت الحديدة ولا تزال اليو...
- تبرير المذبحة!! كل من يأتون بسيرة الحوثي، كشرط لإدانتهم لمذبحة الجنود في الحوطة، هم قتلة يجتمعون على أرضية واحدة مع الإرهابي جلال بلعيدي.. يا أولاد الستين.. ناهضوا "الحوثية" ...