(الجرعة) .. بين الفرض بالجملة والرفض بالتجزئة !!

eskanar shaherيضع ما يسمى "النظام السابق" وما يحلو لي تسميته بالنظام (المارق) معظم المتغيرات والمتحولات الأساسية منها والثانوية في حياة اليمنيين منذ نصف ثورة 11 فبراير 2011م التي يحلو له ولشركائه وأخوانه الأعداء أن ينعتوها بـ ( أزمة ) يضعها أمام أحكام متهافتة ليس في أوساط الأحزاب والتيارات السياسية فحسب بل في داخل كل حزب على حدة وفي كل بيت وشارع وطاقة ، وكل زنقة وكل جرعة ..!!!

يستفيد النظام المارق من ذاكرة اليمنيين المثقوبة أو لنقل الخفيفة ( كما الريشة ) التي تطير مع أول طيران في بساط ساعة سليمانية ولا تهبط إلا في حالة لا واعية تجعل اليمني .. بسيطه ومعقده ، جاهله ومتعلمه ، متحزبه ومستقله تحت تأثير الصدمة وفقدان البوصلة والعجز عن الحكم على الأمور ، ومرد ذلك أنه كان يعيش بلا نظام وما فتيء هذا اللانظام يعلن عن قدراته في لعب دور الجلاد والضحية في آن معاً دون أن يرف له جفن ، منذ أن قامت عليه ثورة شعبية صادمة لم تصدمه فحسب بل صدمت الشعب نفسه بما صاحب الثورة من اختلالات جوهرية قاتلة لم يعد بوسع أي طرف نكرانها ، فلم يعد يفرق الرعوي / (المواطن لاحقاً) بين جرع النظام المارق السابقة وبين الجرعة التي جاءته مع عيد الفطر المبارك تماماً كما جاء العيد نفسه فُجأءة بالنسبة لشعب فقد معنى الأعياد !..

نسي الشعب (المُجرع) أن المؤتمر الشعبي العام إلى ما قبل شهرين كان يدبّج المواعظ حول الجرعة ويزايد بها على اللقاء المشترك الذي بدوره سبق أن زايد على المؤتمر في جرع سابقة !!.. ، ونسي الشعب أن مايسمى زوراً وبهتاناً (البرلمان) طلب قبل نحو شهرين سحب الثقة عن الحكومة وطبّل وزمّر في هذا الإطار حتى جاءته السكتة القلبية دون نعي رسمي ودون أن يتواضع قليلا أمام الشعب ليصارحه بالقول: لماذا طبل وزمر فجأة ولماذا سكت فجأة ؟! .. ولا ريب فلا يوجد أي حبل وريدي يصل بينه وبين الشعب الذي نسي تاريخ انتخابه له بسجلات مزورة وصناديق مزيفة .

ونسي الشعب (المُجرع) ما قاله رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة أمام البرلمان أنه لم يقم بتشكيل الحكومة وأن الأحزاب السياسية هي من شكلتها وفقاً لتسوية المبادرة الخارجية ؟! ولأن الشعب (المُجرع) لم يعرف غريمه حتى الآن ويطالب بإسقاط الحكومة محملاً إياها أكثر مما تحتمل فإن أصحاب القرار الذين جاءوا بالحكومة ذاتها ومددوا للبرلمان وللرئيس الانتقالي ومهدوا الطريق للفصل السابع استطاعوا فرض الجرعة (بالجملة) .

وفي المقابل هاهو رفض الجرعة يأتي بالتجزئة ، إذ لا يمكنني أن أتفهم احتجاجاً شعبياً يقتصر في باديء الأمر على إحراق إطارات سيارات ينطفيء مع انطفائها ، ولا يمكنني أن أستوعب احتجاجاً شعبياً (بحجم الجرعة) لا يأتي إلا بخطاب سياسي وبتحشيد مدروس ، ولايخرج إلا وقد توافر على يافطات تحمل لوناً معيناً أو شعاراً بعينه ، ولا يتدافع إلا بعد أن يختلف ثم يتفق المنظمون للاحتجاج من أجل لقمة عيشه .

وأما القول بتمرد الشباب الحزبيين من الاشتراكي والناصري وغيرهما أو تمرد فرع أحدهما بـ (بيان) لا يسمن من جوع ولا يغني عن (جرعة) ، فيذكرني بعبارة رددناها كثيراً في 2011م : ( ثورة شباب لا ثورة أحزاب ) وكانت كذبة لايزال  بعضهم يصدقها حتى اليوم .

لـكزة ...

اليمن منذ جولدمورعام 89م وهو من نفق إلى حرب إلى جرعة إلى نفق ، فإذا كان آخر الطامات "نفق صالح" فلا داعي لطامة "نفاق" غير صالح ..!!!

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المزيد في هذا القسم:

  • لماذا لا ينتصر أحد في اليمن؟ المرصاد نت بمناسبة الاستعداد لدخول الحرب في اليمن عامها الخامس لم يعد مستغربا لدى الكثيرين ان الحرب في اليمن إنما صيغت كحرب محدودة لا نهاية لها حرب مثخنة بجراح... كتبــوا
  • إعجاز "أبو فاس " الزنداني من علاج الإيدز إلى مهر أبو" 100" ريال اتصلت عمتي تقوى تقول لي : أنا عند الله وعندكم ، أتوسطوا لي عند الشيخ عبد المجيد الزنداني وبناته وحكومته " أبو سندوة " ، أ... كتبــوا