ليست المرّة الاولى اللتي تحاول فيها الدول العشر التاثير على صناعة القرار السياسي والاقتصادي للبلد، فقد احتظنت نظام صالح طيلة عقود من الزمن، وشاركته كل حروبه ومعاركة ضد ابناء الشعب في الشمال والجنوب ومنذ التسعينات وحتى اللحظة كانت الجهة الأبرز اللتي دعمت وموّلت نظام المخلوع صالح بل وعملت على استمراره وديموته ضاربة عرض الحائط بأهداف ثورة الشباب الشعبية السلمية اللتي انطلقت مطلع العام 2011م . وبالرغم من رفض الشعب مابات يعرف آنذاك بالمبادرة الخليجية اللتي قدمتها تلك الدول لوأد ثورة الشباب الشعبية السلمية الا انها نجحت اخيرا في الوصول لنفس الهدف وقامت بتحويل الثورة الى أزمة سياسية، وعملت على احتضان اطراف العمل السياسي شركاء الأمس ، شركاء اليوم في حكومة واحدة اطلقت عليها حكومة التوافق (المحاصصة ) في ظل تهميش واضح لأهداف الشعب ولدولته المدنية اللتي قدم في سبيلها مئات الشهداء وآلاف الجرحى .
ومما يجدر الاشارة اليه هو ان كل تلك التحرّكات لتلك الدول المستأثرة بالقرار السيادي للوطن قوبلت بالرفض الشعبي العارم طيلة السنوات الماضية من عمر الثورة اليمنية الخالدة حيث كان لتلك الأصوات الهادرة اللتي انطلقت من ساحة التغيير عشية التوقيع على المبادرة الخليجة الأثر البالغ في ترسيخ حالة من الشك والاستغراب المجتمي لمواقف تلك الدول وبروز عدة تساؤلات في ذهن المواطن البسيط اهمها هو كيف لتلك الدول ان تتحكم بقرارات الشعب وان تحدد مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة ؟!
لقد كان لتلك التساؤولات الاجابات المنطقية اللتي اجابها عليها ذات المواطن..( ان نجاح الثورة وتحقيق اهداف الدولة المدنية مقترن باستقلالية القرار الثوري عن الاملاءات الخارجية ورفض كل انواع الهيمنة والوصاية الأجنبية ) ،ومع دخول اليمنيين مؤتمر الحوار الوطني كان للشعب نفس الموقف فقد كان لكلمة انصار الله في مؤتمر الحوار بداية القول الفصل عندما انتقد رئيس المجلس السياسي (ضربات الطائرات الامريكية بدون طيار لليمنيين ، واعتبرها مقدمات لافشال المؤتمر وحرف مساره عن المسار اللذي يفترض ان يكون قد حدد لأجله .
ومع خروج اعضاء مؤتمر الحوار بصيغة موحدة لبناء الدولة سارعت تلك القوى النافذه برفع الدعم عن المشتقات النفطية كوسيلة اخيرة لاستمرارها وديموتها وكثمن باهض لفشلها وعجزها اجبرت الشعب اليمني على ان يدفعه من جلده وعرقه .
ذلك الأمر اللذي زاد الطين بلّه،.. واجبر الشعب على الخروج مطالبا بالغاء الجرعة، وتشكيل حكومة كفآءات، وتنفيذ ماتم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار ، الا ان مواقف تلك الدول حالت كما في السابق دون ان يكون للشعب كلمته وقراره ، الأمر اللذي ترتب عليه تصميم وارادة شعببية في السير نحو تحقيق اهداف الثورة مهما كانت العواقب والتضحيات .
ومن المؤسف حقا هو ان تلك الدول راعية نظام صالح ، راعية المبادرة والتسوية ، لم تدرك حقيقة ان الشعب اصبح يعي جيدا مايترتب على مواقفها خصوصا بعد ان اعلنت موقفها من رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وانتقدت المظاهرات السلمية المطالبة بكرامة المواطن اليمني ووصلت آثار مواقفها السيئة الى لقمة عيش المواطن في اقذر المواقف اللتي ربما لم تعرفها شعوب العالم على الاطلاق !!
ومما تجدر الاشاره اليه هو ان تسرعها في تبني مثل ذلك الموقف الأهوج، وظهورها في موقع الحاضن الأبرز لذلك القرار الجائر، يضعها في مكان "المتهم" المعني بتنغيص حياة الشعب اليمني، الأمر اللذي يترتب عليه مسؤلية سفاراتها في اي حماقة قد ترتكب بحق الشعب الثائر المطالب بحقوقه المشروعة، ويعطي الشعب الحق الكامل في انتزاع حقوقه اللذي قد يتجاوز ابواب سفاراتها وبالشكل اللذي لايخلّ بالقوانين الدولية والاعراف السائدة بين الدول اذ لاتستطيع اي قوة مهما كان حجم تأثيرها وقوّتها ان تُركع شعب ثائر !!
ولكم في ثورات الشعوب عبرة وعظة ان كنتم تعقلون ...!
المزيد في هذا القسم:
- الثورة والانقلاب وسائل شعبية للتغيير! المرصاد نت الانقلاب هو تغيير القائمين على النظام مع الحفاظ على النظام والثورة تغيير القائمين على النظام وتغيير النظام . هذه القاعدة القانونية توضح بجلاء الوس...
- إلى هنا وكفى؟ المرصاد نت أوشكنا على دخول العام الخامس من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ولا زلنا نتعامل مع ما يحدث وكأنه شيء روتيني نتقبله ونعتاد عليه ورغم ذلك لم نسأل أ...
- أسس للشراكة مع الرئيس هادي أعمى البصر والبصيرة من يجحد بصمات الرئيس هادي الجنوبية منذ الأعوام 2000م و 2004م والتي تجلت بوضوح لافت في ثنايا القرار الأممي 2140 الذي حرر القضية الجنوبية...
- دولة عمان في الميزان! بقلم : إبراهيم عبدالله هديان المرصاد نت كيف كان الدور العماني خلال العدوان ؟!هناك من سينبري بالقول انها فتحت أرضها وحضنها لليمنيين ( سياسيين وجرحى وزائرين وملويين ) ، وآخر سيرفع صوته قائل...
- نيزك يضرب قاعده عسكريه في العمق السعودي ! بقلم : د :علي الطائفي المرصاد نت كالعاده تظهر علينا وسائل أعلام العدو و أبواقه الرخيصه لتردد على مسامعنا تصريحاتها (الغبيه) و المستهلكه منذ بدء العدوان وتصر على أستمرارها ...
- أنتم سبب تأخر الحسم لصالح اليمن 'أيها الفاسدون '!. بقلم : علي حسين علي حميدالدين المرصاد نت لعل من أفسد وفرط وتحرك باطماع الدنيا وأكل من خيرات اليمن بدون وجه حق خلال الفترات الماضية هم هؤلاء سبب مانحن فيه الأن من تأخر في حسم دائرة الصراع و...
- عدن..بين رمضاء الصيف ونار الغزاة ! بقلم : محمد خالد عنتر المرصاد نت لا أدري أيهما أشد حرقةً .. رمضاء هذا الصيف المحاط بالعدوان والحصار .. أم نار العدوان والحصار في حرّ هذا الصيف..بالأمس عانت الحديدة ولا تزال اليو...
- تعز: «مكانني ظمآن»..؟! ينعقد اليوم المؤتمر الدولي للمياه في مدينة تعز.. الحديث عن المياه في مدينة تعز مثير وذو شجون، لكننا لا نريد من المؤتمر تكرار إعلان «تعز مدينة منكوبة» دون تقدي...
- مبدأ الإخوان ! بقلم : صالح مقبل فارع المرصاد نت الإخوان المسلمين لا مبدأ لهم ولا ثوابت ولا دين.. بالأمس كانوا مع قطر واليوم ضدها.. بالأمس كانوا ضد السعودية واليوم معها.. واليوم هم مع السعودية وغد...
- بين فكرة الانفصال ومخطط الرباعية واسرائيل لاحتلال سواحل اليمن المرصاد نت تواطأ ويتواطأ الغرب الاستعماري ومنظماته الحقوقية ووسائل اعلامه على الصمت تجاه ما يجري في جنوب السودان من جرائم تطهير وقتل بالهوية ومجاعة وماسي انسا...