الثورة تحتاج الى وقت حتى تقضي على الفساد

البعض يريد ان يرى الفساد يتلاشى وينتهي بين لحظة واخرى ويريد ان ينموا الاقتصاد في يوم وليله … يريد ان تستقر الأوضاع الأمنية في غضون ايام ويريد ان تستقر الأوضاع السياسية في غمضت عين …. الامور ليست بهذه البساطة الثورة لم تنتهي بعد مازالت في بدايتها ومازال امامها مشوار طويل في تغيير الوضع الى الافضل … لان الفساد كان قد توغل واستشرى في كل مفاصل الدولة حتى وصل به الحال ان المواطن نفسه كان يرى انه لا يستطيع ان يحصل على شيء حتى وان كان شرعي الا عن طريق الوساطة والرشوة وهكذا … سنين طويله ضل الفساد يتفشى وينتشر في كل المؤسسات وفي كل المجالات واستطاع المفسدين ان يروضوا المواطن اليمني وان يخدعوه وان يوهموه بالتنمية والاستقرار المعيشي والامني من خلال الترويج الاعلامي المضلل والتثقيف العقائدي الباطل والمخادع حتى صوروا للمواطن ان كل ما يقومون به من فساد هوا لصالح الشعب وانما يفسدون وينهبون ويكذبون من اجل الشعب ولمصلحة الشعب …. لقد استطاع الفاسدين ان يستخدموا كل المؤسسات الإعلامية التي هي ملك للشعب ان يسخروها للكذب والتضليل على الشعب … واستطاع الفاسدين ان ينهبوا ثروات الشعب ويسخروها في سبيل قمع الشعب وظلمة …. لقد وصل بهم الحال الى درجة انهم استطاعوا ان يحركوا جزء كبير من الشعب للتطبيل لهم والخروج الى الساحات من اجلهم والدفاع عنهم وهذا قمة الفساد المالي والاداري والثقافي والاجتماعي ….. لم يصل الفساد الى ذروته الا بسبب سكوت الكثير ولم يصل الى هذه الدرجة الا بعد مراحل وترويض للشعب وخداع وابتزاز وامتهان واستخدام للترغيب والترهيب الممنهج ضد الشعب وتفكيك للروابط الاجتماعية واستخدام الطائفية وتسخير الدين لصالح الفاسدين وكان عدم الوعي الشعبي سبب رئيسي في استفحال الفساد والفاسدين … وعندما تضرر الجميع الشعب والجيش من الفساد كان لابد من وعي وبصيره وبحث عن حل للخروج من هذا النفق المظلم… وقد خرج الشعب في ثورة عارمه وهذا ما كان يجب ان يكون منذ البداية وهذه الثورة التي يقوم بها الشعب قادرة على ازهاق الفساد واستبداله بالصلاح والخير ولكن ما يجب علينا هو الاستمرار واكمال المشوار حتى ينتهي الفساد ويحل محله الصلاح والخير …. ومثلما استغرق الفساد وقت طويل حتى تمكن وثبت نفسه فأن الثورة ستحتاج وقت طويل حتى تصل الى اهدافها وتزهق الباطل والفساد وتثبت بدله مبادئ العدل والخير .