الـقـاتـل لايُــغـنـي ..! بقلم :فكري قاسم

كتاب المرصاد ..


fekry qasem6-1-2014
القوارح المتكاثرة في اليمن ، انستنا صوت ايوب طارش والانسي والمرشدي وكرامة مرسال وفيصل علوي واحمد فتحي وامل كعدل والسنيدار وعلي السمه ومحمد سعد عبدالله وعطروش ومحمدعبده زيدي و...الخ . 

قالوا ان الأغاني حرام ، وهي فرصة لأسأل المتشيعون لهذا الرأي : يعني لعلعة الرصاص هي الحلال ؟!

منذ ثلاثة عقود لم يلمع في اليمن إسم لفنان جديد غير اولئك الطابور الذين حظيت بهم الذائقة اليمنية من قبل ، ولكأن هناك يدا خفية عملت " لولب" للحياة الفنية في اليمن ، فتوقف الإنتاج ، وتكاثر القتل.
ولابد أن تلك اليد التي "عقرت " ذائقة اليمنيين ، يد لئيمة ، ولايمكن المراهنة عليها في مسألة بناء بلد . 
تلك اليد صاحبة " اللولب" يد وسخة ، شغلت اليمنيين ببناء المتارس ، واصبحت اليمن دولة عثيرة ليس على مستوى الفنون فحسب ، بل وحتى على مستوى الاخبار التي تتداولها وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية ، إذ تبدو اليمن بالنسبة الى كل هؤلاء مجرد خابر عاجل ، وياساتر استر . 

في اواسط القرن الثالث عشر اقر الفيلسوف عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي (1332 - 1382) باهمية الموسيقى والغناء ، وربط علاقتهما بتقدم بالعمران وتراجعه ، والف في سبيل ذلك فصلا كاملا من مقدمته الشهيرة للحديث عن أهمية الفنون بالنسبة للإنسان ولملامح التطور والتمدن التي تعيشه بلد دون غيرها . 

وفي اعتقادي لو قام ابن خلدون الان وعمل لفة سريعة الى اليمن ، وشاهد القوارح في كل زغط ، لعكف طويلا ليكتب 
مقدمة اخرى يشرح فيها كيف أن اليمن السعيد بات بائسا وحزينا ويستحق الإشفاق .

اجمالا ، البلد الذي لايغني ، هو بالتالي بلد يبكي وينوح . والشعب الذي لايرقص ، هو بالتالي شعب يمشي على عكاز .
المشكلة ان تراثنا الفني في اليمن تراث غني وغزير ، لكن عند من .. البلد بأكملها ، بتراثها وتنوعها وجمالها وحضارتها وقعت مرارا بين ايادي " رُباح " . 
واما المشكلة الأكبر هي أن ايادي اولئك " الرُباح " لاتصفق للفن ولا تعزف ولا ترسم ولاتنحت ولاتصنع ، بل هي اياد لم نألف منها شيء غير انها اياد اعتادت – فقط- ان تسرق وتنصع وتقتل . وعبر التاريخ كله مافيش اياد تبني من دون ترانيم ولا غناء . 
و لأننا لم نعد نبني ، لم نعد نغني ...!
ولأن الذين تعاقبوا على حكم هذه البلاد مجاميع من القتلة ، لم نعد نغني ، القاتل ياحبيبتي ، لايغني ....

المزيد في هذا القسم:

  • الثورة الوعي! المرصاد نت الثورات الإنسانية هي إفرازات لحالات وعي مستديمة بذات أهدافها الإنسانية التي تدير تروسها عقليات ثقافية جادة ترسم حركة شارع الثورة بوعي توازني كما "تد... كتبــوا
  • فزاعة العقوبات منذ 2011 ووسائل الإعلام وتصريحات النخبة السياسية تناشد وتواعد وتؤكد وجود عقوبات دوليه ضد الرئيس علي عبدالله صالح ! 3 أعوام ومازالت التهديدات التي لم تتم حتى ا... كتبــوا