المرصاد نت
يحتفي اليمنيون غدا الأحد بالذكرى السادسة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية
22 مايو 1990 في ظل استمرار عدوان غاشم عليه يكاد يتحالف الكون جميعه فيه. يأتي اليوم الوطني للجمهورية اليمنية بعد أن صار جزءا كبيرا من المؤامرة الأمريكية الصهيونية المتمثلة بإعادة رسم الشرق الأوسط وتفتيت دوله واقعا اضطرت على اثره في حالة النموذج اليمني إلى إرسال جنودها إلى جنوب اليمن مؤخرا بعد أن فشلت أوراق واشنطن وتل أبيب وأدواتهما في اليمن على مدى أكثر من عام.
تمزيق اليمن وتحويله إلى كانتونات صغيرة هو حلم المتربصين به حتى يسهل ابتلاعه لكن الشعب اليمني أدهش العالم بصموده ووحدة نسيجه ومجابهته لذلك العدوان الكوني.تكمن قوة بقاء الوحدة اليمنية في كونها تستمد وجودها من وعي الشعب اليمني الذي لا يمكن مسخ تراثه وقيمه وأخلاقه ومعتقداته،لأن الأصل هو من يستطيع البقاء دائما وكل ماكان طارئا ينهار ويزول.
يقول التاريخ إن الارتباط بالوحدة الوطنية ليس مبنيا على عهود ولا مرهون باتفاقيات اعتبرت صيغ سياسية مرحلية للعودة إلى الحالة اليمنية الطبيعية، كما أن التشطير لم يكن سوى حدثاً طارئاً وليد الصراع الاستعماري ( البريطاني- العثماني) الذي تسابق لتقاسم معظم الأقاليم العربية ويعمل على ذلك اليوم من جديد.
كما تقول الجغرافيا إن الأرض اليمنية خلقها الله موحدة، وإن حصل في حقبة من حقب التاريخ انفصال فإن الانفصال هو الاستثناء والوحدة هي الأصل.
وحدتنا اليمنية ليست كأي وحدة يمكن أن تتحقق وتصبح في يوم ما عرضة للتمزق والتفرق مرة أخرى، يشهد لهذا ما مرت به من مؤامرات ومكائد انتهت كلها وبقيت الوحدة، وما ذاك إلا لأن وحدتنا تمتلك مقومات قوية وراسخة، الأمر الذي جعلها صامدة وستصمد أمام أعاصير مؤامرات ودسائس تجار القيم والمبادئ.
وكما في كل عام تُرمى بوالين الاختبار ويلوح بعصى الانفصال التي تطلقها أصوات نشاز تريد بذلك إحداث جلبة في واقع مجتمع عريق باتت فيه الوحدة جزء من كيان كل أسرة يمنية ولم تعد مجرد اتفاقية قابلة للبيع والمساومة في دهاليز الرياض وأبو ظبي.
كل ماينشر وتتناقله وسائل الإعلام النفعي من تحركات تدعي أنها تؤذي الوحدة وتهدد بقائها ليست سوى ظاهرة صوتية سرعان ما ستنتهي بمجرد أن تطأ أقدام المحتفلين بصنعاء وفي مختلف المحافظات اليمنية ساحات الاحتفاء وقد عمد المحتفون بالمناسبة جبلا جديدا في قاعدة الوحدة اليمنية الراسخة.
نقول للواهمين الوحدة اليمنية ليست لعبة بلاي ستيشن يبرع فيها الأمير “حمودي”محمد بن سلمان ولا صفقة بعران يكسبها ضاحي خرفان الإمارات.. إنها أجيال تحمل صون المسقبل المنشود لليمن السعيد رغم أنف الحاقدين والمتآمرين عليه، وليسأل هؤلاء الذين يتحدثون عن مصير الوحدة أنفسهم التاريخ الذي سيجيب عليهم بأن مشوار تحقيقها أطول عمرا من بلدانهم.
لاخوف إذا على الوحدة لأن البديل هي حالة الفوضى التي ستجتاح الجميع في المنطقة مبتدأة بدول مجلس التعاون الخليجي، وعلى “عيال دحلان” أن يدركوا ذلك. كما سينسف أي تهديد للوحدة كل مزاعم الشرعية لهادي وحكومته وما يسمى القرارات الدولية وستصبحون بدون غطاء يواري ما ترمون إليه من سوء.
المتجول في شوارع العاصمة البعيدة على أحلام الطامعين القريبة من قلوب أبناء الوطن اليوم يجد الدعوات التي تحاول النيل من الوحدة كالسراب؛ فمظاهر الاحتفاء بعيدها السادس والعشرين بدت واضحة للعيان في وجوه وأنفس أبناء صنعاء وباقي المحافظات، رغم كل مايحدث من عدوان ويحاك من مؤامرات.
ويوم غد سيخيب الشعب اليمني الذي يزيد في كل عام من ثبات الوحدة ظن المتأمرين عليه من جديد وسيحضر أبناءه في ساحة ميدان السبعين في ذكرى صبيحة العيد للاحتفاء بالمناسبة.
المزيد في هذا القسم:
- السعودية وإسرائيل: جوراب وحذاء تفصلهما مساحة ! بقلم : د. عرفات الرميمة المرصاد نت ليس مستغربا أن تظهر العلاقات السعودية الإسرائيلية إلى العلن – خصوصا في العام ٢٠١٥- بعد أن ظلت تلك العلاقات سرية لسنوات وليس مستغرباً كذلك ...
- سلاحنا الاقوى في امتلاكنا لقوتنا ! بقلم : محمد فايع المرصاد نت في خطابه بعد مرور عامين من العدوان على اليمن وشعبه شدد السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه على الاهتمام باستغلال موسم الزراعة...
- ماذا يعملُ بن فليته؟؟؟ بقلم عبدالباسط حبيشي من السبب وراء تعذيب ابنائنا في كل اسقاع الأرض؟ ناهيك ان يكون ذلك في الشقيقة عُمان التي تحتل جزءاً واسعاً من ارضنا منها صلالة وظفار اليمنيتين، ماذا يعمل بن...
- ولــــد الشيخ ' التــرزي' التــائــه ! بقلم : جمال عامر المرصاد نت لا يزال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، في المهمة ذات العلاقة بقضية الصراع في اليمن يقوم بدور “الترزي” أو الخياط الذي يفصل...
- مدافعون عن الأمن القومي العربي .. و لكن ! المرصاد نت منذ نشأة نظرية الأمن القومي العربي و التوقيع على إتفاقية الدفاع العربي المشترك لم يواجه النظام العربي خطراً حقيقياً و جديّاً كالذي يأتيه من جانب ال...
- عن “قلب العروبة النابض”! المرصاد نت “قلب العروبة النابض” معتل، و”الأهل” لا سيما الأغنياء بالنفط والغاز منهم مشغولون بثروتهم الهائلة من النفط او الغاز (حتى لا ننسى قطر).. أما الفقراء م...
- أسطورة وطن في عامه الخامس! المرصاد نت لستُ أنسج قصة خيالية أو رواية خُرافية ؛ بل أسردُ حكايتي عن وطنٍ ساد عظمته وشموخه وثباته طيلة ٥ أعوام ولم يُهزم رغم إجتماع ١٧ دولة ذات قوّة عُديّة و...
- أسس للشراكة مع الرئيس هادي أعمى البصر والبصيرة من يجحد بصمات الرئيس هادي الجنوبية منذ الأعوام 2000م و 2004م والتي تجلت بوضوح لافت في ثنايا القرار الأممي 2140 الذي حرر القضية الجنوبية...
- إشكالية السياسي والمُثقف .. ( محاولة للفهم ) بقلم د. ياسين الشيباني السياسي ، محكومٌ بالتوجيهات او التعليمات او الأوامر التي تصدر له وعليه تنفيذها . ذلك أن السياسي – دائما – جزء من قوة منظمة لها مشروعها السياسي ، ونقصد بالمشر...
- قرأتُ لك : قصة وعِبرة ... حكاية الثّعلبين ظالم ومُفوّض ! المرصاد نت " زَعَموا أن ثعلباً كان يُدعى ظالماً وكان له بيتٌ يأوي إليه وكان به مغتبطاً لا يبغي عنه حِوَلاً ..فخرج منه يوماً يبتغي ما يأكل ثم رجع فوجد في...