المرصاد نت
ما زال العالم كله يراقب مسار الحرب السعودية الأميركية الشعواء بغطاء «ناتو العرب» على اليمن هذه الحرب العدوانية التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة قد تغرق المنطقة بأكملها في مسار فوضوي قد يمتدّ لسنوات عدة.
ومن المتوقع أن يستميت السعوديون في معركتهم العدوانية على اليمن رغم الحديث عن تقدم بمفاوضات الكويت «العبثية» مرتكزين على قاعدة حلفهم وتحالفهم العشري «ناتو العرب» فهم اليوم يعلمون جيداً ما معنى أن يفتحوا جبهة وصراعاً جديدين على حدودهم الجنوبية ويعلمون ما مدى الخطورة المستقبلية وحجم التداعيات التي ستفرزها هذه المعركة، وبالأحرى يعلمون حجم الإفرازات المباشرة للانغماس السعودي في هذه المعركة، على الداخل السعودي شرقاً وجنوباً.
ومع كلّ هذا وذاك قرّر السعوديون أن يخوضوا هذه المغامرة والمقامرة الجديدة لعلهم يستطيعون أن يحققوا انتصاراً حتى وإنْ كان إعلامياً أو على حساب جثث أطفال ونساء مخيمات النزوح اليمنية لعلّ هذا الانتصار يعطيهم جرعة أمل بعد سلسلة الهزائم المدوية التي تلقوها في أكثر من ساحة صراع إقليمي.
أما بالنسبة إلى واشنطن حليفة النظام السعودي منذ سبعة عقود مضت منذ أن رسّخ دعائم هذا التحالف عبد العزيز آل سعود وفرانكلين روزفلت، فهي تتابع بحذر شديد تطورات ما يجري على ساحات الصراع الجديدة للنظام السعودي ومسرحها الجديد اليمن، وقد قدّمت واشنطن إلى السعوديين خدمات مجانية كثيرة في حربهم على اليمن، وليس أول ولا آخر هذه الخدمات تزويدهم بقائمة وبنك أهداف لقواعد عسكرية ومخازن أسلحة تابعة للجيش اليمني ولأنصار الله، والواضح اليوم ومن خلال حديث بعض ساسة وجنرالات واشنطن أنّ الدعم والتأييد الأميركيين للرياض في حربها على اليمن سيتواصل، رغم قلق دوائر صنع القرار الأميركي من التداعيات المستقبلية لهذه الحرب، والنابع من براغماتية واشنطن النفعية التي تتلخص في خشيتها من اندلاع حرب مفتوحة في المنطقة ستضرّ بانسيابية تدفق النفط الخليجي من باب المندب إلى الغرب، وقد تتطوّر إلى حرب إقليمية مفتوحة قد يكون «الإسرائيليون» جزءاً منها. هذا ما تخشاه واشنطن اليوم، لذلك فهي تعمل على إضعاف كلّ العوامل التي قد تؤدّي الى تبلور معالم هذه الحرب.
تدرك القوى الإقليمية والدولية أنّ مغامرة السعوديين الأخيرة على حدودهم الجنوبية وإشعال فتيل حرب وصراع جديد في المنطقة، ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة واستقرارها الهشّ والمضطرب، وستكون نتائج هذه المعركة الكلمة الفصل، وفق نتائجها المنتظرة، في أيّ حديث مقبل عن تسويات للأزمة اليمنية ومعظم الملفات الإقليمية العالقة وتغيير كامل ومطلق في شروط التفاوض، فالمرحلة المقبلة ستحمل الكثير من التكهّنات والتساؤلات، بل المفاجآت الكبرى، حول طبيعة ومسار عدوان السعودية على اليمن، وذلك لأنّ للمعركة أبعاداً مستقبلية ومرحلية، ولا يمكن لأحد أن يتنبّأ مرحلياً بنتائجها المستقبلية، فمسارها يخضع لتطورات الميدان المتوقعة مستقبلاً.
سننتظر الأسابيع الثلاثة المقبلة لنستوضح المزيد من المعلومات التي ستمكننا من قراءة المشهد المستقبلي أمنياً وسياسياً.
المزيد في هذا القسم:
- المسودة السوداء لا تشير إلى أن بنت الشيطان ستوقف عدوانها .. بقلم : محمد عايش لم أجد في المسودة السوداء ما يشجع أو ما يثبت أن بنت الشيطان ذاهبة إلى إيقاف عدوانها فعلاً وبدون أية نوايا للتحايل. تخيلوا اتفاقية لوقف إطلاق النار لا يرد...
- أحلاف العدوان ... التاريخ يعيد نفسه ! بقلم : حمير العزكي المرصاد نت ما كادت حرب الخليج الاولى بين العراق وايران ان تنتهي حتى لاحت نذر حرب الخليج الثانية فمنذ الأيام الأخيرة للحرب الأولى والعلاقات بين النظام العراقي ...
- يفضحون أنفسهم من حيث لا يشعرون ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت كنت قد كتبت مقالا سابقا بعنوان أحيانا يخدمك العدو دون أن يشعر واليوم وبعد تصريح سفير ال سعود في واشنطن.. وجوابه بإستهتار وتكبر وعنجهية ووقاحة على ...
- خطاب حرب أم خطاب سلام ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت سأبدأ من حيث انتهى السيد عبدالملك الحوثي في خطابه مساء الليلة سأتجاوز موضوع المناسبة المتعلقة بذكرى تدشين شعار الموت لأمريكا الذي بات عنوانا يعرف ج...
- المشاكل الرئيسية في الملف اليمني... ماهي الحلول وأسباب تصفية الحمدي ؟ المرصاد نت المشاكل والتحديات التي تواجه الشعب اليمني في انحاء الجمهورية اليمنية في الشمال والجنوب في الشرق والغرب تتلخص في بندان رئيسان من المشاكل. المشكلة ا...
- ترامب… والبقرة الحلوب ! بقلم : د. أحمد صالح النهمي المرصاد نت بعد أن فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في السباق إلى الرئاسة الأمريكية خلافا لكل التوقعات واستطلاعات الرأي،...
- الرئيس هادي هل هو مع الديمقراطية. أم العكس ؟؟ ما دفعني لكتابة هذه الأسطر ! هو الضجيج الإعلامي لوسائل إعلام السلطة عن الاعداد والتحضير لمشاريع الانتخابات بعد ان ملت مسامعي من هذا الإعلام والذي يعمق ثقافة الت...
- رفض مرشح انصار الله .......... لماذا ؟ رفض تسمية ايوب الحمادي رئيسا للوزراء من قبل هادي ومن يتغطون به ليس لانه كفاءة حقيقية من خارج نخبة الفساد والفشل فهذا سبب ولكن ليس كل الاسباب -كما ان رفضه ليس لا...
- لا يهم من يكون!! لا هو بالمجنون ولا هو بالعاقل، يعبر الزمن في مسافة بين سجارتين، يمكنه سرد التاريخ و اعادة الاسطاير الشعبية بشي من المنطق,, بدقة يلغم الحديث برموز الارواح .. ...
- لماذا أُغتيل خالد الرضي؟ بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت بصمات الجريمة مهما كانت مخفية او مبهمة تظل دائماً دليلاً قطعياً على الجاني. ومن يتتبع طـُرق إرتكاب جرائم الإغتيالات في اليمن سيعرف مباشرة الجاني ال...