الفساد هو معضلة البلد الاولى وهي منطلق اغلب الويلات والمشكلات التي تعاني منها البلد , ولو كان التوجه قد تم من قبل للوقوف في وجهه بكل وضوح وبكل اصرار وجدية وصدق لما وصلت البلد الى ما وصلت اليه اليوم من مفترق طرق حساس للغاية . مراكز النفوذ واغلب القوى السياسية هي المتسبّب في هذا الفساد العريض بطريق او باخر , ولا يمكن ان ينتظر منها ان تقدم على خطوة باتجاه اجتثاثه , بل انها تعمل جاهده للحفاظ على ما يمكنها من مصالحها التي بنتّها من الفساد , او انها تستثمر الفساد لتعزيز مراكزها في الدولة واجهزتها , وفي احسن الحلات تقف متبلّدة تجاهه . الاجندات الخارجية التي تسهم بشكل كبير في تشكيل المشهد في البلد لا تضع الفساد ضمن اهتماماتها وتتعامل مع الشأن اليمني كحالة سياسية بحته , وهي الاخرى لا يعوّل عليها في رفع الفساد عن كاهل اليمنيين . الاجهزة المعنية بمكافحة الفساد معطوبة ولا تتولاها قيادات قادرة على تفعيلها وليست في وضع حياد وعملي يسمحان لها بالعمل بصورة فاعله , ومثلها مثل سابقيها لا حول لها ولا قوة ولن تفعل شيئا تجاه الفساد . والمجتمع يعاني الويلات ويغرق يوما عن يوم في المعاناة والمشكلات والصعوبات والضياع , و لكن دوره لا يجاوز التشكّي والتوجّع دون ان يفعل شيئا , وهو الذي يجب ان ينتظر منه ان يفرض على الجميع ان يتوقف الفساد لأنه المتضرر الاول والاشد منه . ما وصل اليه البلد بسبب الفساد الذي وصل فيه الى موصل لم يصله من قبل ولم يصله في بلدان اخرى هو حال خطير جدا , وهو يضع البلد في مفترق طرق قد يفقد فيه وحدة ارضه وتعايش مجتمعه واستمرار دولته وامتلاك سيادته و استقرار حاضره واشراقة مستقبله . النزول في ال11 من فبراير ليس عملا ترفيا او استعراضيا او تشاكسيّا او تكايديّا , انه يوم يجب ان يعيد البلد الى المسار السليم الذي تصلح معه وحدته وتعايشه ودولته وسيادته حاضره ومستقبله , ويستنقذه من المسار الاخر الذي سيكون السير فيه حتميا مالم يفرض المجتمع على الجميع خياره في " الحياة " , ويجب ان يكون ال 11 فبراير مناسبة و بداية لعمل شعبي جاد ومحدّد وصادق ووضح ضد الفساد , ويجب ان يفرض المجتمع خياره هذا على الجميع ممن لا يريدون ذلك و ممن لا يضعون مكافحة الفساد ضمن اولوياتهم ايا كانت ذرائعهم . الفساد قضية لا يمكن ان يختلف عليها - على الاقل علنا - اثنين او مكونيّن فدعونا نجمع جميعا على فرض وقف الفساد الذي يهددنا جميعا والذي لن يقف مالم نتحد جميعا لإيقافه , وإيقافه لن يتم الا اذا فرضنا قيادات جديده لأجهزة الدولة وفق معيار الكفاءة والكفاءة فقط , من اي حزب او من اي اتجاه او من اي كان المهم هو ان يتولى اجهزة الدولة والحكومة والجيش التي تتولانا وتحكمنا اكفاء , ليسوا بفاسدين ولا فاشلين ولا سلبيين وهذه الاوصاف يدخل فيها لاشك اغلب الاسماء التي تولّت تلك الاجهزة في السنوات والعقود الماضية . ادعوا الجميع من اي طرف ومن اي فئة ومن اي حزب ومن اي محافظة ان يجمعوا على كلمة سواء وهي لا استمرار الفساد ابتداء من اليوم , نعم للكفاءة , نعم للتغيير الواسع في اجهزة الدولة كافة بالشكل الذي يمثل خطوة جادة لوقف الفساد بأكبر قدر ممكن , ادعوا الجميع للنزول وللحشد ليوم 11 فبراير اسهاما في انقاذ الوطن وانقاذ انفسنا . 11 فبراير الفساد انتهى والفاسد ليس منا . عبدالوهاب الشرفي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- سقطرى .. في مهب الامارات ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت هناك تدني لافت ومخيف في منسوب الوعي بالقضايا الاستراتيجية في اوساط مجتمعنا مجتمع الصمود ومواجهة العدوان بالذات لدرجة ان قضية الاحتلال الاماراتي وتح...
- سقطرى.. عربون السقوط للعملاء في مستنقع التطبيع! المرصاد نت يتقاتل عُملاء ومُرتزقة دولتي العُدوان قِتالاً دموياً شرساً بين حينٍ وآخر للاستحواذ إمَّا على محافظةٍ هُنا أو أُخرى هُناك، أو على مدينةٍ أو جزيرةٍ ه...
- حول مخرجات الحوار وإعاقة تنفيذها لعل من نافلة القول بأن الجهات التي تعرقل سير العملية السياسية وتعرقل تنفيذ مخرجات الحوار هي الجهات التي انسحب جل قادتها من مؤتمر الحوار في بدايته ، وهي ذاتها ...
- أنا وابني من بعدي ! بقلم : د . فؤاد إبراهيم المرصاد نت برغم التناقض بين التاريخ بوصفه وقائع جرت في الماضي وعلم النفس بكونه معنياً بتوصيف طبيعة السلوك وراء تلك الوقائع، فإن التاريخ النفسي بات اليوم أداة ...
- ماذا تمثل أسرة بني سعود للأمريكا وإسرائيل والغرب ؟ بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت 200مليار دولاردفعتها اسرة بني سعود للإدارة الامريكية كفارق لتسعيرة الفاتورة الجديدة الذي اصدرها ترامب مقابل الحماية الامريكيةلهذه الاسرة لان ...
- ولــــد الشيخ ' التــرزي' التــائــه ! بقلم : جمال عامر المرصاد نت لا يزال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، في المهمة ذات العلاقة بقضية الصراع في اليمن يقوم بدور “الترزي” أو الخياط الذي يفصل...
- أحداث يناير .. فنقلة النار و (الوضوح) ! في مثل هذا الشهر يناير من العام 1986 م .. كتب الشاعر الرائي عبد الله البردوني قصيدته ( فنقلة النار والغموض ) متحدثاً عن ما يُعرف باسم أحداث 13 يناير في ماكان ...
- لماذا إيران ؟ بقم : ضيف الله الشامي* المرصاد نت دأبت أبواق العدوان ومرتزقته وهلافيته ومغاويره وفرسانه وملوكه وأمرائه واﻷجير والمستاجر والنزلاء والمتصورين كلهم على وصف المقاتل اليمني بأنه (ميليشاو...
- اليمن في الكويت .. وأمريكا تنْقَضُّ على الجنوب ! بقلم : علي ظافر المرصاد نت قوى العدوان لا تريد حلاً بقدر ما تدفع باليمن نحو مزيد التأزيم والصراع اللامتناهي ويعزز ذلك التحرك العسكري الأمريكي الإماراتي السعودي الخطي...
- عندما ينافس رجل الدين رجل السياسة في الكذب ويتفوق عليه ! بقلم : عبد الملك العجري المرصاد نت تحرج معظم سياسي العالم في الشرق والغرب في ابداء موقف من كذبة استهداف الكعبة بصاروخ ليقينهم انها مجرد كذبة بايخة ,,في حين اندفعت مؤسسات دينية ورجال د...