المرصاد نت
البيان الذي القاه رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في ساحة المعلا يأتي في سياق محاولة تثبيت المجلس بصفته الكيان المعبر عن الإرادة الجنوبية بدعوته الدول الخمس والعشر والاتحاد الأوربي والجامعة العربية ودول الخليج الى الاعتراف به وبقيادته الحامل لما اسماه لأهداف شعب الجنوب وقضيته الوطنية .
فهل نحج في تنصيب نفسه ومجلسه معبرا عن الارادة الجنوبية كما يقول,وتجاوز بذلك اكثر العقبات واجهت القضية الجنوبية منذ بروزها كأزمة او مشكلة سياسية وحقوقية افرزتها نتائج حرب 94م و ونعني بها ازمة تمثيل القضية الجنوبية التي صارت اكثر تعقيدا من الازمة ذاتها ؟
الحراك الجنوبي الذي بدا في 2007 كحراك شعبي ضم كل القوى المتضررة من نتائج حرب 94م كان اول تعبير سياسي عن مطالب أبناء الجنوب ,ومع محاولة تنظيمه في كيان سياسي يعبر عن القضية الجنوبية انقسم لحراكات وكل حراك يدعى انه الحامل الحقيقي والقيادات الميدانية تتنازع مع القيادات السياسية على الاحقية في تمثيل الجنوب ومعظم فصائل الحراك لا تقبل بأي دور للقوى السياسية الأخرى بما فيه الحزب الاشتراكي .
في مؤتمر الحوار الوطني وقبله رغم الاعتراف من المجتمع الدولي وكل القوى السياسية بالقضية الجنوبية أبرز واهم ازمة على المستوى الوطني كان من بين اهم العقبات التي واجهت مؤتمر الحوار هي من يمثل القضية الجنوبية والتمثيل المختل كان من بين جملة الأسباب في الفشل المدوي لمؤتمر الحوار
ومع ان العدوان جعل اليمن كله قضية تتجاوز مسالة شمال وجنوب في تعقيدها ومأسويتها الا ان الفعاليتين التين شهدتهما عدن وبيان مجلس الزبيدي تعكس التطور الذي دخل على ازمة التمثيل بدخول تناقضات الحسابات والاجندات الإقليمية الى جانب التناقضات المحلية ليس في مضاعفة ازمة تمثيل الإرادة الجنوبية فحسب الأخطر هو افراغ لقضية من مضمونها لحساب أجندات دولية وإقليمية .
الحشود الكبيرة التي ينظمها المجلس الانتقالي تعطى انطباع عن قوة هذا الكيان مقارنة بالهشاشة التي ظهرت عليها الكيانات الأخرى مثل المجلس الأعلى للحراك الجنوبي لكن عندما يتطرق بيان المجلس الانتقالي لقضيا الامن الإقليمي والقرن وفي سبيل ذلك يقرر خطر تنظيم الاخوان ومواجهة التوسع الإيراني في المنطقة وما اسماه جماعة الحوثي فانه يطعن بعنف في صدق تمثيله للإرادة الجنوبية فهو هنا يتحدث بلسان اماراتي مبين ,وتجعل من المجلس مجرد كيان وظيفي لخدمة مشاريع لا علاقة لها باليمن ولا بالجنوب فلا مواجهة التوسع الإيراني ولا التنظيم العالمي للإخوان تهم الجنوب ولا أبناء الجنوب .
من الواضح ان المجلس الانتقالي لن يكون افضل حالا من سابقيه واود هنا ان انبه قيادة المجلس الانتقالي بالقاعدة الثابته في ادارة الصراع والتسوية وهي ان التدخل الخارجي يُعلي مصلحة الرعاة، على مصلحة الوكلاء الذي يتم التعامل معهم، باعتبارهم مجرد ورقة ضغط يمكن استخدامها لتحقيق مكاسبه.
كتب : عبدالملك العجري
المزيد في هذا القسم:
- اعلنها حربا يافخامة الرئيس اعلن فخامة الرئيس حربا على الارهاب ربما هي الاولى من نوعها من ناحية الجدية والتصميم والنتيجة , وبالفعل كان اعلانه لهذه الحرب قرار حكيما و ضروريا , فما يفعله الا...
- لن يتقبل اليمنيون المقهورون الوصاية مجدداً ! بقلم : جميل مفرح المرصاد نت إذا أرادت أمريكا وروسيا وإيران إجراء أية تفاهمات فيما بينها البين، فذلك شأن كل منها.. ولكن ليكن ذلك بعيداً عن القضية والمشكلة اليمنية.. ...
- اليمنيون نحو مرحلة جديدة! بقلم : وضاح عيسى المرصاد نت تطورات دراماتيكية تشهدها الساحة اليمنية أفضت إلى تحولات جديدة في الواقع السياسي سيكون لها بالغ الأثر على مختلف الأصعدة ولاسيما أنها اكتسبت شرعية...
- سرقة القرن………! المرصاد نت أعلن الرئيس الأمريكي ترامب اليوم من البيت الأبيض في مؤتمر صحفي إحتفالي عن خطته للسلام بين الإسرائيلين والفلسطينين التي أسمها بصفقة القرن وذكر...
- حكومة ابن حبتور رسالة سياسية أكثر منها وظيفية ! بقلم : محمد عايش المرصاد نت من الانطباع الأول يبدو بن حبتور كما لو كان الأخ غير البيولوجي لـ”بن دغر” فكلاهما من ذلك النوع الذي يحتفظ في جيبه دائماً بتذكرةٍ من اتجا...
- عصيد يمتنوها ،، لذلك مُت يتيماً أنت مرفوض المرصاد كتب: عبدالباسط الحبيشي لا ينظر إلينا العدو إلا كما ننظر نحن الى عملية طبخ العصيد، فتخيلوا...
- السعودية.. ومؤشرات السقوط ! بقلم : د. أحمد صالح النهمي المرصاد نت اعتمد التحالف العدواني السعودي في تضليل الرأي العام العالمي عن حقيقة جرائمه الإرهابية التي يقترفها بحق المدنيين في مناطق اليمن المختلفة على عدد من ...
- سياسة السفهاء .. وسفهاء السياسة ! المرصاد نت أطراف الصراع جميعها تمارس سلوكاً عاهراً إما جهلاً وسفاهة بالسياسة أو بإصرار متعمد وفق أهداف مدروسة خبيثة وقميئه..!؟ - وإلا ماذا يعني أن تدمر...
- كلام يابريطانيا كلام! المرصاد نت كلام يابريطانيا كلام ...! كتب : أ . عبدالباسط الحبيشي في المقال السابق بعنوان (عندما يريد الشعب .. يتعرى إبليس) ذكرنا كيف تعامل الشعب التونسي بذك...
- أمريكا .. ودروب الغفلة ! المرصاد نت مع بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين لا بد أن نمعن النظر في الواقع العربي والإسلامي لنقرأ التحولات المريبة بوعي ومسؤولية ، ونعرف ما طرأت ...