اليمنيون نحو مرحلة جديدة! بقلم : وضاح عيسى

المرصاد نت

تطورات دراماتيكية تشهدها الساحة اليمنية أفضت إلى تحولات جديدة في الواقع السياسي سيكون لها بالغ الأثر على مختلف الأصعدة

ولاسيما أنها اكتسبت شرعية دستورية وشعبية تعطيها زخماً قوياً للمضي في بناء مستقبل يخطه اليمنيون بأيديهم بعيداً عن التدخلات الخارجية، فبعد أن أيّد البرلمان بأغلبيته للمجلس السياسي الأعلى خرجت مسيرة مليونية أشبه باستفتاء شعبي تعزز مهمة المجلس والتقدم بخطا ثابتة نحو بناء أسس الدولة الجديدة بسواعد وطنية.

عام ونصف العام من عدوان همجي شنّه «تحالف» نظام بني سعود على الشعب اليمني استخدم خلاله شتى أنواع الأسلحة في تدمير مقومات حياة أفقر الشعوب العربية بشكل ممنهج، وفرضَ حصاراً آثماً بحقه، واستمر في حربه أثناء محادثات السلام بين الأطراف اليمنية المؤيدة والمناهضة لممارساته الإجرامية، وأججها بعد إخفاق تلك المحادثات وتعليقها بعد أن استمرت ثلاثة أشهر برعاية الأمم المتحدة من دون تحقيق نتائج ملموسة تفضي إلى حل سياسي يرتجيه الشعب اليمني في إنهاء الأزمة المفتعلة، وذلك لأن النظام السعودي حاول تمرير شروطه وإملاءاته في مسعى لتجريد الشعب اليمني من حقوقه المشروعة ومن بينها تحديد مستقبله بعيداً عن التدخلات الخارجية، إلا أن اليمنيين وقفوا في وجه العدوان وأكدوا تمسكهم بحقوقهم واستمرارهم في نضالهم في كل الميادين من أجل بلوغها.

عدوان «تحالف» بني سعود وحجم الخسائر والدمار الذي خلفه وراءه والحالة اللإنسانية التي يعانيها اليمنيون، ناهيك عن تهجير ملايين السكان الآمنين من مناطقهم وغير ذلك من الحصار الاقتصادي، وانسداد آفاق التفاهم مع النظام السعودي ومن يدور في فلكه، كل ذلك لم يثن الشعب اليمني عن التحرك الواثق في الميدان العسكري وفي السياسة وإصراره على مواجهة مؤامرة وتعنت بني سعود وتحالفهم المزعوم وأعلن دعم الاتفاق السياسي الموقع بين قواه الوطنية ولمجلسهم الأعلى الذي سيبدأ خطوته المقبلة في تشكيل حكومة جديدة تدير شؤون البلاد وترسم ملامح المرحلة المقبلة وفق الإرادة اليمنية.

الشعب اليمني قال كلمته وانطلق في تأسيس مرحلة جديدة تختلف كلياً عما سبق وسيكون لها وقع على الداخل اليمني، وستدفع باتجاه إحداث تغيرات جذرية تجبر أطراف العدوان للبحث جدياً عن مخرج للمأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.