يبدو أن كثير من المفاهيم السياسية ماتزال مُختلِطة ومُختبِطة على كثير من الناس وخاصة فيما يتعلق بقضايا الحُكم لا سيما الحُكم الرشيد. فمفهوم (الدولة) يعني لدى البعض أنها أداة للقمع ضد مواطنيها، ومن هؤلاء البعض (الدبابير او الزنابير الحُمر) كمصطلح مُخَفَف ومُلَطَف لآل الأحمر وكل من يتبعهم من لفيف "الإخوان" و "السلفيين" و"القاعدة" تحت عنوان (التجمع اليمني للإصلاح) او من يشكلون الطابور الخامس في اليمن.
عندما فشلت مليشياتهم المدعومة رسمياً وبشكل غير مباشر من العناصر الأمنية والعسكرية التابعة لهم بمواجهة أنصار الله لجاؤا إلى الضغط على الرئيس عبدربه منصور هادي بإقحام الجيش والأمن لنصرتهم في حرب مباشرة ضد المواطنين كما كان عهدهم بالرئيس السابق علي عبدالله صالح. وعندما لم يتسنى لهم ذلك سخَروا كل دبابير اللسع الإعلامي التابعة لهم للنيل من الرئيس هادي في عمليات إبتزاز أقل ما يقال عنها أنها منحطة. لم يُدرك هؤلاء بعد بأن زمن الرئيس صالح قد ولى وبأن إستخدام عناصر وآليات الأمن والجيش ضد المواطنين ليس من مهمات الدولة. مهمة الدولة بالمناسبة هو (فرض القانون) أي تطبيق النصوص القانونية المزمع الإتفاق عليها بعقد إجتماعي حين صدور الدستور والإستفتاء عليه من قبل الشعب. الدستور الذي يحاول (الزنابير الحُمر) عرقلة ولادته بإفتعال الحروب وعمليات الإغتيالات ونشر القلاقل الأمنية في كل أنحاء البلاد.
ومن نافلة القول فأن الكثير مافتئ يضع اللائمة في كل صغيرة وكبيرة، وما يحدث من كوارث في اليمن على كاهل الرئيس هادي متجاهلين أنه مايزال هو نفسه يعيش في (عُش الزنابير السابق) الذي يحاول جاهداً الخروج منه أو تغييره. وكونه أستطاع بمفرده أو مع وزير دفاعه تحييد الجيش من خوض معارك عبثية ضد الشعب اليمني فهذا إنجاز كبير يُحسب له لا عليه لاسيما في حالة (اللادولة) المتنفذة الراهنة. لأن الدولة لا تقوم ولا تُبنى على قدرات أو مؤهلات فرد (الرئيس) الذي كان يُدير العبث في البلاد بالتلفون. الدولة هي مؤسسات مكتملة ناجزة تُحكم وتَحكُم بالنظام والقانون أي (بالدفتر)، وشعب يعرف حقوقه وواجباته بالنظام والقانون، وأرض لها حدود ثابتة تحميها مؤسسة عسكرية تنتشر ثكناتها ومعسكراتها على حدودها الدولية وليس في وسط المدن وشوارعها المليئة بالنقاط العبثية لسلخ المواطن.
ومن هذا المنطلق ينبغي على الزنابير الحُمر ـ بالمعنى السلبي للكلمة ـ أن يقلعوا عن ماكانوا عليه في الماضي وأن يلجأوا إلى طرق متطورة ومتقدمة في ما أسموه (بالمناصحة) بين قياداتهم العليا ولكن ليس بالإسلوب التقليدي بل ينبغي أن يكون على مستوى علمي ونفسي متخصص ورفيع المستوى، نفس الفكرة التي أستخدموها في السابق مع أتباعهم الإرهابيين ولم تؤتى أُكلها لأنها لم تكن جادة بل كانت لذر الرماد في العيون، هذا إن أرادوا أن ينخرطوا ويعودوا إلى صفوف المجتمع بشكل صحي وأن تكون لهم أدوار إيجابية في المستقبل، لأن عليهم الأن أن يدركوا بأنهم قد أصبحوا على قائمة الإرهاب في معظم الدول التي كانت تدعمهم لدرجة أن بعضها قد قام بتغيير هيكله الإداري والأمني والإستخباراتي مثل السعودية وفقاً لطبيعة المرحلة داخلياً وخارجياً التي تتطلب إجتثاثهم من الحياة العامة لما يشكلوه من خطر ماحق على مستقبل دولهم وشعوبهم. وأن دول أخرى تقوم بدراسة هذا الأمر بجدية بالغة الأهمية مثل بريطانيا، وبأن العالم كله بات جاد في هذا التوجه. لم يُعد ثمة مكان لدعاة الإرهاب والإرهابيين لا سيما وقد باتوا معروفين بالإسم واللقب والعنوان. انتهى دوركم جميعاً. ولم يُعد ثمة وقت للعناد والمكابرة.
وقفة للتأمل:
على غرار إطلبوا العلم ولو في الصين، من كان يتوقع بأن يقوم بعض من يُعتبرون من النخبة في اليمن ومن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني بالسفر إلى إثيوبيا ليطلبوا العلم ولو في الحبشة، للتزود بالدرس والمعرفة وتجارب إثيوبيا في النظام الفيدرالي؟ ألم نقل لكم بأن العالم يسير إلى تبدُل وتغيُر؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- عن “قلب العروبة النابض”! المرصاد نت “قلب العروبة النابض” معتل، و”الأهل” لا سيما الأغنياء بالنفط والغاز منهم مشغولون بثروتهم الهائلة من النفط او الغاز (حتى لا ننسى قطر).. أما الفقراء م...
- لولا عقوق البعض يا عسيري ! بقلم : الشيخ عبد المنان السنبلي المرصاد نت أحياناً أتسآئل ماذا لو كان اليمنيون يقفون جميعاً ضد العدوان ؟!ماذا لو لم يعلن البعض منهم تأييده له أو على الأقل نأوا بأنفسهم جانباً ؟!هل كنا سنصل ب...
- إطلاق رصاصة الرحمة على السعودية (٣) المرصاد نت كتب: عبدالباسط الحبيشيسجلت أسعار النفط خلال الشهر الماضي بمعّدل 20$ وشعره زيادة للبرميل الواحد. العراق وعُمان والجزائر ونيجيريا والإكوادور وأنجولا ...
- الاحتلال المتعدد الجنسيات يذبح عدن وأخواتها ! بقلم : علي ظافر المرصاد نت يبدو أن هناك صراع نفوذ ومصالح محموم في جنوب البلاد بين 'الإمارات 'المستقوية بأمريكا من جهة و'الأخوان المسلمين' المدعومين من السعودية بكل أصنافهم...
- الأمم المتحدة تفيض إرهاباً ! بقلم : جمال محمد الأشول المرصاد نت لا تحتاج الأمم المتحدة إلى أي دليل إضافي لثبت دعمها ومشاركتها في العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، فمواقفها تجاه مايرتكب بحق الشعب اليمني من مجازر...
- ماذا وراء التصعيد الامريكي الجديد ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت نفى رئيس المجلس الاعلى /صالح الصماد وناطق الجيش المزاعم الامريكية تعرض بارجات تابعة لها قبالة السواحل اليمنية لهجوم صاروخي من الاراضي اليمنية الواق...
- الإسلام: الدين الأخطر في العالم! كتب: عبدالباسط الحبيشي الدين الذي لا نعرفه في الحقيقة ان ثمة الكثير مالا نعرفه كمسلمين عن الإسلام جعلنا نستهين بقو...
- (اليمن الأهـم) سيبقى تحت الوصاية !!! التسطيح والتجويف أسلوبان تتلاقفهما النخب اليمنية على الدوام ، فمن خلال تسطيح القضايا وتجويف الموضوعات يتمكنون من خلط الأولويات واللعب بها ، ووضع المهم مكان ...
- ترامب يؤذّن للجهاد من الرياض ! المرصاد نت بين أكثر من 50 زعيم دولة إسلامية، سينتصب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد يومين، مؤذناً فيهم بـ«الجهاد»، وملقياً خطبته العصماء، من على...
- هل ستكرر موسكو التجربة السورية في اليمن ؟ المرصاد نت قبل أكثر من عامين تقريباً التقينا انا وقيادي جنوبي "بصحفي" روسي في احد الدول جاء اللقاء بنا على طلب ذلك "الصحفي" الذي عرف بنفسه بحسب بطاقة العمل ان...