ما بعد جنون ترامب سقوط القطبين ! بقلم :ابراهيم الهمداني

المرصاد نت

ومازال ترامب يحمل الكثير من الكوارث والجنون والدمار ...هو صنيعة الماسونية ومهمته اثارة الفوضى والرعب والإرهاب على اوسع نطاق في المنطقة العربية والعالم، لكنه سيكون المسمارalhamdani2017.4.8 الاخير في نعش الهيمنة الأمريكية، التي وصلت الى مرحلة الترهل والشيخوخة السياسية، ولم يبق لها الا الانهيار الناتج عن أزماتها السياسية والاقتصادية، ناهيك عن رفض مختلف الشعوب لها، لأنها أقامت اقتصادها على احتراق وتدمير اقتصادات شعوب اخرى ودول بأكملها قامت بابتلاعها، عبر نظام الأزمات الاقتصادية والسياسية ومن ثم التدخلات العسكرية المباشرة وفرض الوصاية وتوطين اكثر من موطئ قدم لها في المنطقة، وامريكا وان كانت كالنار التي تتغذى على التهام ما حولها، فهي بلا شك يوما ما ستلتهم نفسها، وذلك وشيك الحدوث.

كذلك الحال بالنسبة لروسيا التي تخلت عن الشيوعية وانقلبت على مبادئ الاشتراكية لانها لسبب او لآخر وجدت الفردوس الموعود الذي بشر به ماركس، والقائم على منظومة فكرية وأخلاقية وانسانية بحتة، قبل ان تكون نظريات سياسية او مصالح مادية، فهي تحتفي بالعدالة والمساواة والحرية وغيرها، الامر الذي جعل الاتحاد السوفيتي سابقا يوطن نفسه في العالم الثالث خاصة فكريا واخلاقيا وانسانيا، حتى ان حلفاءه في منطقة الوطن العربي اتخذوا الاشتراكية نهجا بإرادتهم ورغبة منهم في تمثل مبادئها واخلافياتها، ولكن روسيا ادركت بعد انهيار اتحادها ان الاتكاء على الاخلاق والإنسانية والمساعدات ونشر الثقافة والفكر غير كاف، ولم تدرك خطورة الوضع الا بعد فوات الأوان، الامر الذي جعلها تنقلب على ماركس وتلعن جنته الوهمية التي تحولت جحيما، وبدأت تنتهج النهج الامبريالي في صناعة مكانة لها وتعزيز تواجدها في منطقة الثروات العربية، وعززت قواعدها واحلافها من خلال اللعب بالملف العسكري والامني في المنطقة تحت مسمى محاربة الإرهاب، واللعب بالقرار السياسي والموقف في مجلس الأمن، وهو ما يمثل انتهاكا صارخا لفلسفة ماركس ونظريات الاشتراكية، التي تسعى الى تحقيق العدالة والمساواة والحرية للشعوب المستعمرة المضطهدة، تحت شعار الإنسانية اولا.

وهنا وصلت روسيا الى مرحلة متقدمة من البراجماتية والامبريالية، لتبني اقتصادها واستمرارها بذات الطريقة التي اتبعتها امريكا.
ويمكن القول ان القطبين الاستعماريين حققا حالة نادرة من التناظر السياسي، وبلغا مرحلة متقدمة من الافلاس السياسي والهمجية العسكرية والعنجهية الإمبريالية، ما يعني انهما وصلا الى التخمة المفرطة ولم يعد بوسعهما الابتلاع وانما الإنفجار الوشيك والسقوط المحقق، وهو ما تتجلى مظاهرة على اكثر من صعيد، لعل اقلها شأنا هو فقدانها معظم حلفائها في المنطقة العربية بالذات، وعدم اتكال محور المقاومة خاصة - عدا سوريا - على روسيا وسياستها ومساعداتها وفكرها التحرري، وهذه الحال من التناظر الايديولوجي والسياسي لدى القطبين الاستعماريين، هي إيذان محقق بزوالهما، وهو الامر الذي تفطن اليه وتهيئ لما بعده الصهيونية والماسونية، حيث قامت بإنشاء تحالف جديد يمثل دول البريكس، التي تتكون من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وهذا التحالف وان تصدرته البرازيل وتزعمته ظاهريا روسيا، الا ان حقيقته هي بروز نجمي الهند والصين كقطبين استعماريين جديدين، بينما لا تعدو جنوب افريقيا بثرواتها
كونها الممول الرئيس لمشاريع هذين القطبين، اللذين لن يكونا افضل من سابقيهما على أية حال.

ان صعود الفيل والتنين سياسيا على هذا النحو المتسارع، وانشاء ذلك التكتل بمجالسه ومؤسساته، يؤكد انها ستكون مؤسسات سياسية بديلة لمجلس الامن والامم المتحدة التي بلغت مرحلة الشيخوخة والعجز هي ايضا، يضاف الى ذلك تبني دول البريكس (الهند والصين) احياء طريق الحرير التجاري وربط شبكات الطرق التجارية البرية والبحرية على السواء، وهذا المشروع لا يخدم غير هذين القطبين الناشئين، او يخدمهما اكثر من غيرهما، بينما لا تعدو شعوب المنطقة العربية بالذات كونها ممرا وسوقا، ليس له حضور في البرنامج السياسي والاقتصادي والتنموي، الا بمقدار ما يتيح له لعب دور الهامش لا غير، ما يعني اننا قادمون على مرحلة استعمارية جديدة اكثر ضراوة ووحشية من سابقاتها، فإلى أي مدى سيتمكن المحور المقاوم من فرض معادلته الخاصة واثبات وجوده سياسيا وعسكريا ليكون له قدرا لا بأس به من الاستقلال بالقرار السياسي، ونصيب ما من ثرواته ونفطه.

ربما ينعقد الامل قليلا على محور المقاومة اليمن واقل منه محور المقاومة لبنان، لكن غياب الاستقلال الاقتصادي والبرامج والمشاريع المؤدية اليه، يجعل من الصعوبة بمكان تحقيق ذلك.

المزيد في هذا القسم:

  • حلقات مفقودة وأخرى متشابكة! المرصاد نت للمرة الثانية خلال شهر يعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة بطلب من بريطانيا لمناقشة تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة قد ا... كتبــوا
  • من صامدون إلى قاااادمووووون!! المرصاد نت صامدون دائما ماكنا ومازلنا نرددها وتصدينا وواجهنا بها قوى العدوان على مر ثلاث سنوات بكل ثبات وإيمان تجلى فيه كل أنواع العطاء دونما كلل أو هوان.صمود... كتبــوا
  • الحديقة والثعبان الأحمر   من يعتقد بان الثعبان حيوان شجاع فهو مخطئ لانه لو كان كذلك لما اختبأ في الجحور وفي الشقوق والأماكن المهجورة ولما كانت من صفاته ومن سماته الغدر واللدغ و... كتبــوا
  • الشعب الذي لا يرحم الطغاة  ظروف صعبة ومخازي مزمنة  يعيشها ملوك المال وقواد التحالف العربي في تاريخ مليئ بمشاعرهم الميتهان يشاهدوا انفسهم في حرب عبثية حققوا منها الإفلاس والندم ... كتبــوا