المرصاد نت - متابعات
بدأت تداعيات إعلان الإمارات وقف العمليات العسكرية في محافظة الحديدة تظهر على الأرض من دون أن تنفي احتمالات الإعداد لجولة ثانية بعد استيعاب خسائر الجولة الأولى وصدماتها. على المقلب المضاد واصلت قوات الجيش واللجان هجماتها ضد الميليشيات الموالية لـتحالف العدوان وإن بوتيرة أخف بالنظر إلى انسحاب أعداد كبيرة من المقاتلين المدعومين إماراتياً من الخطوط المتقدمة.
انسحاب يمكن أن يشكّل عاملاً مساعداً لمساعي المبعوث الأممي مارتن غريفيث في إحلال تهدئة في المحافظة لكن عدم ترافقه مع إجراءات أخرى من قبيل وقف الغارات الجوية وإجلاء المقاتلين جميعهم وتبادل الأسرى وتصاحبه مع تهديدات بكرّة أخرى من المعارك، يشيان بأن إمكانيات التهدئة والتصعيد لا تزال متساوية.
وانطلقت منذ مساء السبت الماضي عملية عودة العشرات من المقاتلين في صفوف ما يسمّى «ألوية العمالقة» السلفية والمنحدرين من المحافظات الجنوبية في اليمن إلى مساقط رؤوسهم في عدن ولحج. وبحسب ما تفيد به مصادر مطلعة فإن انسحاب هؤلاء جاء بأوامر من قيادة العمليات بعد تصاعد الخسائر البشرية في صفوفهم (وفقاً لمصادر طبية في عدن، فإن مستشفيات المدينة استقبلت خلال الأسبوعين الماضيين 800 قتيل وجريح).
وتتحدث المصادر عن خيبة كبيرة تسود صفوف العائدين وسخط متعاظم يخيّم على أهاليهم، مضيفة أن هذه الحالة قد تكون واحداً من الأسباب التي دفعت الإماراتيين إلى التوجيه بالانسحاب خوفاً من وقوع تمرد من شأنه مضاعفة المأزق الذي وجدت أبو ظبي نفسها فيه إثر انطلاق معركة الحديدة. وتكشف المصادر نفسها أن بعض العائدين فرّوا نهائياً من صفوف الألوية التي كانوا يقاتلون تحت مظلتها، خوفاً من الدفع بهم مجدداً إلى الجبهة في حال قرر «التحالف» استئناف هجماته.
وعلى الرغم من عمليات الفرار تلك إلا أن القوات اليمنية المشتركة تابعت هجماتها ضد بقية الميليشيات الموالية لـتحالف العدوان. وسُجّل آخر هذه الهجمات فجر أمس، حيث نفّذ سلاح الجو المسير «عملية نوعية ضد معسكرات مستحدثة في الساحل الغربي خلّفت العديد من الآليات المدمرة والقتلى والجرحى» بحسب ما أعلن الناطق باسم القوات الجوية العميد الركن عبد الله الجفري.
وأشار الجفري إلى أن عمليات الطائرات المسيّرة تُعدّ «رسالة واضحة بأن المعادلة تغيّرت»، مضيفاً أن «الطائرات المسيرة تصيب أهدافها بدقة... بعد جمع المعلومات الاستخبارية» متابعاً أن «وسائل دفاع القوات المعادية الجوية لا تستطيع إسقاط الطائرات المسيرة». وتزامنت تصريحات الجفري مع قيام الإعلام الحربي للمرة الأولى بنشر مشاهد تظهر إغارة طائرتي «راصد» و«قاصف» على تجمعات الفصائل الموالية لـتحالف العدوان على الساحل الغربي الذي شهد أكثر من عشر عمليات من هذا النوع خلال الأسابيع الأخيرة.
على مستوى العمليات البرية أفيد عن مصرع عدد من عناصر الميليشيات المدعومة إماراتياً في عملية لوحدة الإسناد المدفعي في أطراف حيس في وقت دمرت فيه وحدة الهندسة العسكرية جرافة تابعة للقوات الموالية لـتحالف العدوان أثناء عملها في استحداث طريق في جبهة الساحل.
وأشارت وكالة «سبأ» الرسمية من جهتها إلى أن «الجيش واللجان نفذا هجوماً على مواقع الغزاة والمرتزقة في الجبيلية جنوب التحيتا ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم وتحرير أحد المواقع» مضيفة أنه تم «تكبيد المرتزقة خسائر في الأرواح والعتاد في هجوم على مواقعهم شمال الدريهمي واستهداف تجمع لهم بصاروخ موجه في منطقة الفازة الساحلية».
هذه الهجمات المستمرة تنبئ بأن سلطات صنعاء لا ترى في الإعلان الإماراتي الأخير سوى محاولة للتغطية على الانتكاسة التي لحقت بالتشكيلات التابعة لـ«التحالف» على الساحل الغربي، وأنها تتحسّب كذلك لجولة جديدة من المعارك قد لا ترتدع أبو ظبي والرياض عن المضي فيها بعد فترة، خصوصاً إذا ما تراءى لهما أن بإمكانهما إعادة قلب المعادلة لصالحهما. وما يؤكد ضرورة الحذر إزاء النيات الإماراتية والسعودية هو استمرار مقاتلات العدوان في تنفيذ غاراتها في محافظة الحديدة والتي راح ضحيتها أمس 3 قتلى و3 جرحى من المدنيين إثر استهداف إحدى المدارس في مديرية زبيد، إضافة إلى حديث قياديين في «ألوية العمالقة» السلفية عن أن «توقيف المعركة إنما هو توقيف مؤقت لإعادة ترتيب الصفوف، والتقدم بعملية عسكرية متكاملة».
على أن عملية من هذا النوع لا تبدو حظوظها أوفر مما لاقته سابقتها؛ إذ إن قيادة تحالف العدوان جرّبت خلال الأسابيع الماضية كل ما هو متوافر لديها من خيارات ومع ذلك لم تفلح في إحداث أي خرق استراتيجي. عجز يضاعفه هذه المرة أن «التحالف» سيكون مفتقِداً عنصر الحماسة الذي رافق جولته الأولى واستطاع الجيش واللجان بسرعة استيعابه وإحالته ضياعاً على الطرف المقابل.
من هنا يُفترض ــ بالحسابات المنطقية ــ أن يكون المبعوث الأممي قد حمل معه أمس إلى صنعاء رسالة تترجم «الاستسلام» الذي رفعت رايته أبو ظبي أخيراً. حتى وقت متأخر من مساء الإثنين لم ترشح أي معلومات من الأروقة السياسية في العاصمة صنعاء بشأن زيارة غريفيث الذي وصل مطار صنعاء الدولي ظهراً. وهو تأخر يمكن أن تُستشفّ منه علامات مُبشِّرة خلافاً لما أوحت به الزيارة الأخيرة الخاطفة للمبعوث الأممي إلى مدينة عدن. إلا أن مسار الحرب على اليمن بعد مرور أكثر من 3 سنوات على انطلاقها، ينبئ بأن الافتراضات العقلانية والمؤشرات الإيجابية قد لا تكون ذات مغزىً في المراهنة على إمكانات السلام.
المزيد في هذا القسم:
- أبرز التطورات السياسية والعسكرية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات برزت أمس مؤشرات إلى إمكانية قبول الرياض وأبو ظبي برقابة أممية على ميناء الحديدة بدلاً من مطلبهما «غير الواقعي» بتسليم المدينة...
- تعز والخيارات المرة.. غياب المحافظ وعودة «أبو العباس»! المرصاد نت - مفيد الغيلاني منذ صدور قرار هادي بتعين نبيل شمسان محافظاً لمحافظة تعز بدأت ردود الافعال تجاه الرجل على شكل عراك في وسائل التواصل الاجتم...
- موقع بريطاني: ولد الشيخ فشل في دوره لوقف حرب اليمن المرصاد نت - متابعات قال موقع بريطاني أن روسيا تقدم نفسها كوسيط للأزمة في اليمن في سياق لمحاولتها تأمين حق الوصول إلى القواعد البحرية الرئيسية. و أشار موقع...
- الحجاج يستعدون للوقوف بعرفات يستعد الحجاج اليمنيون وضيوف الرحمن للوقوف بجبل عرفات غدا الجمعة بعد قضائهم يوم التروية في منى ضمن مناسك فريضة الحج. وقال وزير الاوقاف والإرشاد رئيس بعثة الحج ا...
- مراقبون: معركة صنعاء بعيدة الامل وتكاد تكون من الخيال المرصاد نت - BBC يأتي الاستعداد لمعركة “صنعاء الكبرى” في ظل وضع عسكري وحشد كبير لقوات تحالف العدوان والموالين لهم من المرتزقة هذا ما يقوله اعلام ال...
- منسقة الشئون الإنسانية : أكبر كارثه إنسانيه في العالم موجوده في اليمن المرصاد نت - متابعات وصلت إلى مطار صنعاء الدولي اليوم الممثلة المقيمة للأمم المتحدة منسقة الشئون الإنسانية الجديدة لدى اليمن ليز جراند. وأعربت ليز جراند في...
- في رسالتها إلى مجلس الأمن : الإمارات تعترف بفشل التصعيد في الحديدة المرصاد نت - متابعات بعثت الإمارات رسالة إلى مجلس الأمن بشأن التصعيد الأخير الذي شهدته المواجهات في محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن واعترفت في الرسالة بفشل...
- عبد القادر هلال يتحدث عن نفق الفرقة المنحلة وجامعة العلوم .. اوضح امين العاصمة المستقيل عبدالقادر علي هلال ما يعلمه عن النفق المكتشف من قبل اللجان الشعبية والذي كان يربط بين جامعة العلوم والتكنولوجيا والفرقة اولى مدرع ساب...
- قطرتستأجر طائرة وتنقل عشرات الإرهابيين إلى اليمن عبر سقطرى شهدت جزيرة سقطرى اليمنية هبوط طائرة مؤجرة أرسلتها قطر وتحمل على متنها عدد من مقاتلي "داعش الارهابية". ونقل موقع "شبوة برس" عن مصدر عسكري من اللواء أول مشاه بالج...
- الرياض تتخبط والمسار السياسي للأزمة اليمنية يتجه إلى طريق مسدود المرصاد نت - متابعات بات المسار السياسي لحل الأزمة اليمنية و انهاء الحرب يسير نحو طريق مسدود مع تزايد التحركات العسكرية و التحشيد الذي تقوم به حكومة هادي باتج...