الحديدة.. عالقة بين حتمية الحرب والمفاوضات !

المرصاد نت - متابعات

التحشيد غير المسبوق لقوات تحالف العدوان وما صاحبه من تهويل إعلامي انصدم بجدار صد كبير يقف وراءه أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية الذين حولوا دفاعهم عن الحديدة إلى هجوم Minaaaa2018.11.20كبد قوات العدوان خسائر فادحة في العتاد والأرواح. ثبات أبطال الجيش اليمني واللجان أعاد حسابات المعركة التي قالت وسائل إعلام تحالف العدوان أنها قريبة من الحسم إلى مربع المفاوضات التي دائماً ما يتم تعليقها مع كل تصعيد للتحالف، وحين يفشل تعود مجدداً بخطاب ناعم ودبلوماسية كيدية.

صنعاء أكدت مراراً وتكراراً أنها ليست ضد السلام ومفاوضاته لكنها اشترطت أن يكون مشرفاً وضامناً للسيادة اليمنية على كامل أراضيها وهاهي مؤشرات مفاوضات جديدة تلوح في الأفق..فهل تمتلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي القدرة على  أن يجعلاها واقعاً ملزماً على الجميع وفي المقدمة قيادة تحالف العدوان على اليمن؟.

 الاثنين الماضي أكد الأمين العام للأمم المتحدة وجود رغبة لدى تحالف العدوان السعودي بتدمير ميناء الحديدة واعتبر أنها خطوة كارثية ستزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني أصلاً من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مجدداً دعوته لإيقاف إطلاق النار والاستعداد للدخول في المحادثات المرتقبة.

 وكان المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد فابريزيو كاربوني في وقت سابق قد علق على التصعيد الذي تشهده مدينة الحديدة بالقول: من جديد تقع الحديدة في فخ العنف ويحيق الخطر بمئات الآلاف من اليمنيين. يجب ألَّا تُتَّخذ المحادثات المرتقبة ذريعةً للاستهانة بقوانين الحرب التي تكفل الحماية لأرواح الشعب اليمني. وأضاف قائلًا: للحرب قواعد ويجب على أطراف النزاع احترامها حتى في غمرة أشرس المعارك.

 وقال السيد كاربوني: هذا الهجوم الجديد على الحُديدة يئد ومضةَ الأمل التي أشعلها الإعلان مؤخرًا عن محادثات السلام. وأردف يقول: نفد ما في جعبتنا من كلام لوصف مدى بؤس الأوضاع في اليمن. وقد آن الأوان كي نرى بصيص أمل في هذا البلد.

 الاتحاد الأوروبي من جانبه قال بأن الهجوم العسكري الجاري في مدينة الحديدة ومينائها فاقم معاناة المدنيين وسيدفع المزيد من اليمنيين إلى حافة المجاعة.خلال الـ 24 ساعة الماضية بدأت الإشتباكات بالإنحسار في الحديدة وسط دعوات أممية وغربية لضرورة إيقاف إطلاق النار والإنخراط في محادثات سلام من جميع الأطراف.

 مكتب المبعوث الأممي للأمم المتحدة إلى اليمني مارتن غريفث اعتبرخفض التصعيد في الحديدة خطوة مهمة لمنع المزيد من المعاناة الإنسانية وبناء بيئة أكثر تمكينًا للعملية السياسية وأكد المكتب بأن الاستعدادات اللوجستية للتحضير لجولة المشاورات المقبلة جارية،.. مضيفاً : ونحن في وضع يمكننا من المضي قدمًا لعقد الجولة المقبلة من المشاورات.

تحالف العدوان يبحث عن هدنة ويتحدث عن السلام

عن الهدنة يتحدثون وبالسلام يتشدقون وبالمبادرات يملأون الفضاء الإعلامي بالزيف ويسوقون لبضاعة خاسرة ورهانات عسكرية سقطت تحت أقدام أبطال الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي وبسقوطها وانكسارها تلاشى الضجيج وبروبقاندا الحسم المدجج بالأوهام. اليوم وإزاء ما يتحدثون عنه من مبادرات وما نسمعه من تصريحات تتكشف الحقيقة لتؤكد أن ما حققه أبطال الجيش واللجان الشعبية من انتصارات في معركة الحديدة والساحل الغربي بشكل عام أجبر الغزاة على الهروب إلى السلام والبحث عن هدنة تمكنهم من لملمة أشلاء العدوان المبعثرة فوق رمال الساحل الغربي.

اليوم لا يحتاج اليمنيون وكل العالم لأن تعترف قوات التحالف بهزيمتها وانكسار زحوفاتها في الحديدة لأن ما يتحدثون به ويطلقونه من تصريحات عنوان عريض يمكنهم من خلاله قراءة المشهد العسكري ومعرفة ما آلت إليه جحافلهم من خزي وعار بالأمس القريب كانوا صقورا وهاهم اليوم يقدمون أنفسهم على أنهم حمائم سلام ويتحدثون عن هدنة كاذبة لمعركة أرادوها حاسمة فتحولت إلى انكسار وهزيمة مخزية.

وكالة رويترز وعن ثلاثة مصادر في تحالف العدوان قالت إن قوي تحالف العدوان أمرت بوقف الحملة العسكرية في الحديدة وأصدرت تعليمات إلى قواتها على الأرض بوقف القتال وكانت الإمارات أكّدت أمس تأييدها عقد محادثات سلام يمنية في السويد في أقرب وقت ممكن رغم العملية العسكرية الجارية في مدينة الحديدة.

من جهته قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي قبل يومين إننا نعمل مع المبعوث الاممي إلى اليمن للوصول إلى حل سياسي وندعم جهوده لعقد مفاوضات ستوكهولم.
لكن ما يقومون به على أرض الواقع يتناقض مع ما يتحدثون عنه ويؤكد أن العدوان فشل ميدانيا على الأرض وفر إلى السماء ليستهدف ويقصف المدينة من الجو..

تحالف العدوان لم يتمكن من تحقيق اختراق في الحديدة وفشل فشلاً عسكرياً وإعلامياً لكن لا تزال غاراته على الحديدة كثيفة حتى اليوم والأميركيون يصرون على أن يتواصل العدوان على اليمن رغم أن الأبواب السياسية مفتوحة ولولا العدوان لكان هناك اتفاق بين القوى السياسية لسد الفراغ.

وكانت كالة فرانس برس نقلت أول أمس عن قادة ميدانيين أن حكومة هادي قررت تعليق عملياتها العسكرية في محافظة الحديدة غرب البلاد ونقلت الوكالة عن قادة ميدانيين في قوات هادي قولها إن قواتنا تلقت أوامر بوقف هجوم مدينة الحديدة.

ميدانياً أفاد مصدر عسكري بأن الجيش واللجان الشعبية سيطروا على مواقع مرتزقة تحالف العدوان السعودي في جبهة ناطع في البيضاء كما أفاد بوقوع قتلى وجرحى من الفصائل والمليشيات المسلحة خلال استعادة السيطرة على العديد من المواقع في منطقة مَجَازَة بعسير الحدودية.

المزيد في هذا القسم: